قالت دار الإفتاء المصرية أن حب الوطن معنًى فطري غريزي نابع من شعور الإنسان بالانتماء إليه وحنينه إلى المكان الذي ترعرع فيه وأصبحت له فيه ذكريات تربطه بمن نشأ بينهم من أهل وأحباب.

دار الإفتاء توضح حكم قراءة القرآن من المصحف في الصلاة المفتي يلقي محاضرة غدًا بجامعة طنطا ضمن مشروع دار الإفتاء لنشر الوعي الإفتاء: حب الوطن فطري وغريزي والجند المصري سالم من الفتن 

وأضافت الإفتاء أن الإنسان مجبول على حب الأوطان، والنصوص الشرعية من قرآن وسنة نصت على ذلك، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يجبره أحد على الخروج من مكة ما خرج منها؛ وقد نزل القرآن يؤكد ذلك ويسليه صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: 85]

 

كما أشارت الإفتاء إلى أن الإسلام دعا إلى المحافظة على الأوطان وعدم الاعتداء عليها، فقال تعالى: ﴿وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ [البقرة: 60]، وقال سبحانه: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾ [الأعراف: 56]، وقال عز من قائل: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ [محمد: 22-23].

 

المقصود بالجُنْد الغربي السالم من الفتن

وبينت الإفتاء أن الثابت عن علماء المسلمين أن الجُند الغربي الذي أخبرت السنة المطهرة بأنه سالم من الفتن هو الجندي المصري، وقد تناقل ذلك جمع غفير من العلماء والحفاظ والمؤرخين، وهذا ما أيَّده الواقع على مر العصور والأزمان؛ فقد أخرج البخاري في "التاريخ الكبير"، والحاكم في "المستدرك"، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"، عن أبي شريح عبد الرحمن بن شريح، عن عميرة بن عبد الله المعافري، عن أبيه، عن عمرو بن الحَمِق الخُزَاعيِّ رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «سَتَكُونُ فِتْنَةٌ أَسْلَمُ النَّاسِ فِيهَا -أَوْ قَالَ: لَخَيْرُ النَّاسِ فِيهَا- الْجُنْدُ الْغَرْبِيُّ» يقول راوي الحديث: فلذلك قدِمت مصر. قال الحاكم: [هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه] اهـ. قال الحافظ الذهبي في تعليقه على "المستدرك"

صحة الأحاديث الواردة في فضل جنود مصر

واستطردت الإفتاء إلى أن الأحاديث صحيحة المعاني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا مطعن على مضامينها بوجه من الوجوه؛ لأن الأئمة تلقت روايتها بالقبول ولم تردها، ولأنها واردة في الفضائل والأخبار، ولاتفاق المحدثين على أن أحاديث الفضائل يكتفى فيها بأقل شروط القبول في الرواية وتكون عندهم مقبولةً حسنة؛ لأنها لا يترتب عليها شيء من الأحكام، وقد وردت هذه الأحاديث بأكثر ألفاظها في خطبة عمرو بن العاص رضي الله عنه؛ عن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: «إِنَّ اللهَ سَيَفْتَحُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مِصْرَ، فَاسْتَوْصُوا بِقِبْطِهَا خَيْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مِنْهُمْ صِهْرًا وَذِمَّةً». وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِذَا فَتَحَ عَلَيْكُمْ مِصْرَ؛ فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُنْدًا كَثِيفًا؛ فَذَلِكَ الْجُنْدُ خَيْرُ أَجْنَادِ الْأَرْضِ»، فقال أبو بكر الصِّدِّيقُ رضي الله عنه: ولِمَ يا رسول الله؟ قال: «لِأَنَّهُمْ وَأَزْوَاجَهُمْ وأبناءَهم فِي رِبَاطٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

وانتهت الإفتاء إلى أنها خطبة ثابتة مقبولة صحيحة بشواهدها، فقد جاء في "صحيح مسلم"؛ فعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ وَهِيَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حب الوطن الإفتاء الوطن الجند المصري دار الافتاء المصرية رسول الله صلى الله علیه صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه ى الله ع ال أ ر ض

إقرأ أيضاً:

تعلن محكمة بني الحارث الابتدائية بمنطوق الحكم على المدعى عليه/ أمير علي سالم

تعلن محكمة بني الحارث الابتدائية بمنطوق الحكم على المدعى عليه/ أمير علي سالم

مقالات مشابهة

  • حكم الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة .. الإفتاء توضح
  • حكم إخفاء أغراض الآخرين بقصد المزاح.. الإفتاء تجيب
  • توالي محكمة بني الحارث المدعى عليه أمير علي محمد سالم بالحكم الصادر
  • هل المتوفى بسبب السرطان يُعتبر من الشهداء؟.. الإفتاء تجيب
  • غرف في الجنة يدخلها من فعل 4 أمور.. حاول أن تكون منهم
  • هل الأفضل تأخير صلاة العشاء عن وقتها؟.. الإفتاء ترد
  • تعلن محكمة بني الحارث الابتدائية بمنطوق الحكم على المدعى عليه/ أمير علي سالم
  • سنة الفجر قبل أم بعد؟ .. اعرف فضلها ووقتها
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • هل يجوز قضاء السنن الرواتب لمن فاتته؟.. الإفتاء تجيب