ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية بمناسبة الاحتفال بأسبوع مولد السيد البدوي الذي بدأ منذ الجمعة الماضية وينتهي الخميس المقبل، يقول السائل:هناك مَن يدَّعي أن السيد البدوي ليس من الأولياء، وإنما كان مجذوبًا وليس وليًّا، فهل هذا صحيح؟ وكيف نرد على مَن يدَّعي ذلك؟

الاحتفال بمولد السيد البدوي يبدأ غدًا الجمعة الطرق الصوفية تبدأ غدًا أسبوع احتفالاتها بمولد السيد البدوي

 

جاوبت دار الإفتاء قائلة: أن سيدي أحمد البدوي: هو السيد الشريف الحسيبُ النسيب، فرع الشجرة النبوية، وسليلُ البَضعة المصطفوية، أبو العباس شهاب الدين أحمد البدوي الحُسيني رضي الله عنه وأرضاه، المولود في فاس بالمغرب عام [596هـ]، والمتوفى في طنطا بمصر عام [675هـ]، المتصف بالصفات القويمة، والملقب بالألقاب الكريمة؛ كشيخ العرب، وأبي الفتيان، والمُلثَّم، والسطوحي، والسيد، وهو اللقب الملازم لاسمه الشريف، والذي صار في عرف أهل مصر عَلمًا عليه؛ بحيث ينصرف عند الإطلاق إليه، وهو ممَّن تربَّع على عرش الولاية الربانية، والوراثة المحمدية، وشهرته تغني عن تعريفه، وبركة سيرته تكفي في توصيفه، فهو قطب أقطاب الأولياء، وسلطان العارفين الأصفياء، وركن أقطاب الولاية لدى السادة الصوفية، وإليه تنسب الطريقة الأحمدية البدوية.

هل كان وليًا أم مجذوبًا؟

 

وتابعت أن السيد البدوي رضي الله عنه هو من الأولياء الذين كتب الله لهم القبول في الأرض عند العامة والخاصة، واتفق على إمامتِه الأكابرُ والأصاغر، وترجمه بذلك المؤرخون، والعلماء والحفاظ والفقهاء في كل القرون، ولم يختلف أحدٌ في فضله، ولا نازع عالمٌ في شرفه ونُبْلِه؛ بحيث إنَّ الناظر في سيرته عند أهل العلم لا يجد عالمًا ولا مؤرخًا إلّا ذكرَه بالسيادة، وكريم الإشادة، ولا يطالع إلّا مدْحَ شجاعتِه، ووصْفَ نجدته وفتوَّتِه، والثناءَ على كرمه وسماحتِه، والدعاءَ بنيل بركتِه والانتفاع بزيارته ومحبتِه.

والسيد البدوي رضي الله عنه من الأولياء الذين عمّر الله بهم البلاد، وزكّى بهم العباد، فمنذ حلَّ في طنطا -عام 634 من الهجرة النبوية الشريفة- بدأت تعمر محلتها، وتزداد شهرتها، وتكثر أبنيتها، وتتسع عمارتها، وأصبح يقصدها القُصَّاد، ويرتادها الرواد، ويأتيها الزوار والعُبّاد؛ فازدهت عمرانًا بشريًّا، ومركزًا تجاريًّا، ومزارًا إسلاميًّا يُقصَدُ للاحتفال بالمولد النبوي فيه من جميع الأنحاء، وتُشَدُّ له الرحال من سائر الأرجاء؛ وصار ذلك -كما يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني فيما نقله عنه الإمام الشعراني في "الطبقات الوسطى" بخطه-: [يومًا مشهودًا؛ يقصده الناس من النواحي البعيدة، وشهرة هذا المولد في عصرنا تغني عن وصفه] اهـ.

بركات السيد البدوي

ومن بركات السيد البدوي على طنطا: أنها صارت بقدومه إليها بلدًا علميًّا سامقًا ومعهدًا قرآنيًّا باسقًا، وصار تدريس القرآن والعلم فيها عريقًا، وازدانت بالعلماء والقُرّاء بريقًا؛ فنشأت فيها حركة علمية، ومنظومة تعليمية، ومدرسة قرآنية، صار فيها الجامعُ الأحمديُّ شقيقَ الجامع الأزهر، وانتسب إليه فطاحل العلماء والأولياء، وتخرّج منه كبارُ الفقهاء وأعاظم القُرّاء الذين تربعوا على عرش القراءة القرآنية؛ بحيث اشتهر بين علماءِ مصرَ قولُهم: "العلم أزهريٌّ، والقرآنُ أحمديٌّ"، وهي مقولة يأثرها القراء وعلماء القراءات عن شيخ المقارئ المصرية وإمام أهل القراءة في عصره ومصره العلامة شمس الدين محمد المتولي الكبير [ت: 1313هـ].

 

مكانة السيد البدوي 

وبلغ ممَّا وضعه الله لوليه السيد أحمد البدوي رضي الله عنه من القبول عند الخاصة والعامة: أن سمَّى العلماءُ أولادَهم العلماءَ باسمه ولقبه معًا "السيد البدوي" تيمنًا وتبركًا؛ حتى كثر ذلك في الناس: كالشيخ العلامة محمدَا بن أبي أحمد الأموي المجلسي الشنقيطي، وولده هو العلامة النسابة أحمد البدوي الشنقيطي المجلسي [ت: 1208هـ] صاحب نظم "عمود النسب"؛ حيث سمّاه ولقبه "بأحمد البدوي" تيمنًا باسم السيد البدوي ولقبه رضي الله عنه.

وكإمام الجامع الأحمدي الشيخ إبراهيم بن إبراهيم الظواهريّ الشافعي [ت: 1325هـ]؛ فإنه سمى ولدَه "بمحمد الأحمدي" تيمنًا باسم السيد أحمد البدوي رضي الله عنه، وولدُه هو شيخ الإسلام الإمام الأكبر محمد الأحمدي الظواهري إمام الجامع الأزهر [ت: 1363هـ].

وهذا كله من علامات القبول التي وعد الله تعالى بها أولياءَه وأهلَ رضاه؛ كما قال الله جل في علاه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ [مريم: 96].

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البدوي سيدي أحمد البدوي مولد السيد البدوي دار الافتاء المصرية الإفتاء البدوی رضی الله عنه السید البدوی أحمد البدوی

إقرأ أيضاً:

المشدد 5 سنوات لعامل تعدى على شخص وسبب له عاهة مستديمة بشبرا الخيمة

قضت محكمة جنايات شبرا الخيمة، الدائرة الثالثة، برئاسة المستشار أمير فايز حنا وعضوية المستشارين تامر رضا البرديسى، ومحمد سيد عبد العال، وأحمد رأفت الملكى، وأمين أحمد عبد الحافظ، وأمانة سر أحمد أبو اليزيد عياش، بالسجن المشدد لمدة 5 سنوات، لعامل، لاتهامه بالتعدى بالضرب بسلاح أبيض "مطواة" علي شخص وإحداث عاهة مستديمة له، بدائرة قسم ثان شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية.

وتضمن أمر الإحالة الخاص بالقضية رقم 22626 لسنة 2024 ثان شبرا الخيمة، والمقيدة برقم 4778 لسنة 2024 كلي جنوب بنها، أن المتهم "عبد الله ع ح"، 36 سنة، عامل، مقيم عزبة رستم ثان شبرا الخيمة، لأنه في يوم 14 / 8 / 2024، بدائرة قسم ثان شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، ضرب وآخر مجهول المجني عليه سعود حسين عبد المعبود حسن من غير سبق إصرار أو ترصد.

وتابع أمر الإحالة، أن المتهم تعدي على المجني عليه مستخدما سلاح أبيض "مطواة" في صدره والجبهة، فأحدث به الإصابات الموصوفة بتقرير الطب الشرعي المرفق والتي تخلف لديه من جرائها عاهة مستديمة يستحيل برؤها هي فقد الإبصار النافع بالعين اليمني تقدر نسبتها 35%، كما أحرز بغير ترخيص سلاحاً أبيضاً "مطواة".



مقالات مشابهة

  • الجامع الأزهر يناقش «حقوق الأبناء» في ملتقاه الفقهي: تكريم الإنسان يبدأ من الطفولة
  • موسم إجازات في الدولة.. ماذا بعد عطلة المولد النبوي 2025
  • مجدي البدوي: تشكيل غرفة عمليات عمالية لمتابعة انتخابات مجلس الشيوخ 2025
  • الملك فهد في لقاء مع صالح الخريصي قبل نحو 4 عقود.. فيديو
  • أحمد عصام السيد: شخصيتي في عايشة الدور تشبهني.. خاص
  • تكليف إسلام عساف مديرًا لمديرية الشؤون بالبحيرة خلفًا لـ السيد عبد الجواد
  • المشدد 5 سنوات لعامل تعدى على شخص وسبب له عاهة مستديمة بشبرا الخيمة
  • موعد إجازة المولد النبوي 2025
  • بسبب فتوى الحشيــش.. أول رد من سعاد صالح بعد أنباء إحالتها للتحقيق
  • الأحمدي يكشف وصفة اليابانيين لطول العمر ومقاومة الاكتئاب .. فيديو