تستمر مليشيا الحوثي في تشديد حصارها على المواطنين في محافظة الجوف والمناطق المجاورة الخاضعة لسيطرتها، حيث تقوم عناصرها المنتشرة في نقاط التفتيش على الطرق الرئيسية بين محافظتي الجوف ومأرب بمصادرة أسطوانات الغاز المنزلي وأكياس المواد الغذائية الأساسية كالقمح والأرز.

هذا التصعيد يأتي في ظل أزمة حادة في توفر الغاز المنزلي يعاني منها سكان الجوف، الذين يعيشون أوضاعًا صعبة تحت وطأة النقص الحاد في المواد الأساسية وارتفاع اسعارها غير المسبوق.

وفقًا لشهود عيان لوكالة خبر، تُصادر عناصر مليشيا الحوثي المواد الغذائية التي ترسلها بعض العائلات في مأرب إلى أقاربها القابعين تحت سطوة المليشيا، مما يزيد من معاناة السكان في تلك المناطق، التي تشهد شحًّا شديدًا في الخدمات الأساسية واحتياجات الحياة اليومية.

وتؤكد المصادر أن هذه الممارسات التعسفية تفاقم الوضع الإنساني المتدهور، في ظل عجز تام عن توفير البدائل من قبل سلطات الحوثي.

يعيش سكان الجوف تحت حصار اقتصادي قاسٍ تفرضه المليشيا، حيث يتم استهداف وسائل العيش البسيطة للمواطنين بشكل متعمد، مما يدفع العديد منهم إلى البحث عن طرق غير رسمية ومحفوفة بالمخاطر لتأمين احتياجاتهم اليومية، الأمر الذي يفاقم من حدة التوتر والمعاناة.

وتُعد هذه الانتهاكات جزءًا من سياسة تجويع ممنهجة تمارسها المليشيا بحق المدنيين، في محاولة لفرض سيطرتها بالقوة والعنف على جميع مفاصل الحياة.

ويقول مراقبون، إن الحوثيين يسعون من خلال هذه الإجراءات إلى تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية على حساب السكان المدنيين الذين يدفعون ثمن هذه الحرب من معيشتهم اليومية.

تشير التقارير إلى أن هذه الممارسات القمعية تزيد من الاستياء الشعبي تجاه الحوثيين، وتزيد من معاناة آلاف الأسر التي باتت تعيش في ظروف إنسانية كارثية، في ظل غياب أي بوادر لحلول قريبة للأزمة.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

حصار وتهديد بالسلاح واعتداءات.. شهادات من قلب #قافلة_الصمود عن ليلتين في سرت

كشف أعضاء في “قافلة الصمود” عن تفاصيل صادمة للمحنة التي تعرضوا لها على مشارف مدينة سرت، بعد أن حاصرتهم قوات تابعة لحكومة شرق ليبيا ومنعتهم من مواصلة طريقهم.

وتحدث المشاركون عن حصار مطبق، وتجويع متعمد، وتهديدات مباشرة بالسلاح، بالإضافة إلى اعتداءات جسدية وعمليات اعتقال طالت عددًا منهم، بمن فيهم المتحدث باسم القافلة.

وفي شهادة لافتة، أعلن وائل نوار، المتحدث باسم القافلة، عن تعرضه لـ”الاختطاف والاعتداء بالعنف الشديد وسرقة أمواله” على يد عناصر أمنية من سلطات الشرق.

وأكد نوار أن القافلة اضطرت للعودة إلى المنطقة الواقعة بين سرت ومصراتة لإعادة تنظيم صفوفها وحصر أعداد الموقوفين والمفقودين.

تفاصيل الحصار والترهيب

وصف المشاركون الحصار بأنه كان “عزلاً كاملاً عن العالم”، وأكد الصحفي التونسي المشارك في القافلة، شاكر جهمي، في رسالة استغاثة كتبها أثناء الحصار: “نحن جوعى ومعزولون عن العالم تحت الحصار المطبق… لا دخول ولا خروج من مخيم القافلة، ومُنع عنا أي إمداد للأكل والشرب”.

وأضاف جهمي أن المشاركين البالغ عددهم قرابة 1500 شخص كانوا تحت رقابة طائرات الدرون، مع قطع متعمد للاتصالات والإنترنت على امتداد 50 كيلومترًا.

من جهته، روى حليم جرار، أحد المشاركين، تجربة الرعب التي عاشوها قائلاً: “أقسم بدين الله أذاقونا كل أنواع الترهيب. جوعونا، عطشونا، مدوا علينا السلاح”.

وأشار جرار إلى أنهم أمضوا ثلاث ليالٍ على الطريق، محاطين بنحو 200 سيارة عسكرية، بينما كانت عناصر المخابرات تتجول بينهم وتمارس “الاستفزازات حتى في الليل”، لدرجة “الدخول على النساء في الخيم”.

تهديدات بالقتل وممارسات لا أخلاقية
وصلت التهديدات إلى ذروتها عندما تم إمهال القافلة خمس دقائق فقط للمغادرة تحت طائلة إطلاق النار، مما أجبرهم على التراجع مسافة 60 كيلومترًا نحو غرب ليبيا.

وخلال رحلة العودة، تم اعتقال رئيس تنسيقية القافلة، لكن المشاركين نجحوا في تحريره بعد تنظيم اعتصام في الطريق “تحت تهديد السلاح”، بحسب شهادة جرار.

وأكد محمد ياسين مطر، مشارك آخر، أن الحصار اقترن بـ”ممارسات لا أخلاقية” من قبل بعض عناصر قوات حفتر، شملت “التحرش ببعض الفتيات المشاركات، وإشهار السلاح في وجوه المشاركين، واحتجاز العشرات ممن خرجوا بحثا عن شبكة الإنترنت”.

فضيحة في الشرق وحفاوة في الغرب

على النقيض من المعاملة التي واجهوها في مناطق سيطرة قوات الشرق، وصف المشاركون الاستقبال في غرب ليبيا بأنه “من أجمل المفاجآت”، وقال مطر إن “حفاوة الاستقبال في غرب ليبيا كانت من أجمل المفاجآت التي عرفها المشاركون طيلة حياتهم”، معتبرا أن ما حدث “فضيحة كبرى ستلازم حياة من أمر بها ونفذها”.

ورغم المحنة، أكد جميع المشاركين على صمودهم وإصرارهم، حيث ختم الصحفي شاكر جهمي رسالته بالقول: “رسالة الجميع إليكم أننا بخير وأقوى من أي وقت مضى… هذا ليس خطاب ضعف ولا خوف، إنما هو حقيقة نعيشها”.

المصدر: حسابات المشاركين على صفحات التواصل الاجتماعي.

رئيسيقافلة الصمود Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • هجوم غادر لمليشيا الحوثي بغطاء من المدفعية الثقيلة والطيران المسيّر بمحافظة الجوف والجيش الوطني يفشل الهجوم ويوقع فيهم خسائر كبيرة
  • إستشهاد الضابط الإداري علي منصور مانيس عقب الهجوم الذي شنته المليشيا على مدينة الفاشر
  • الاحتلال يصعّد بالضفة والقدس.. اعتقالات وهدم منازل وتشديد عسكري خانق (شاهد)
  • تكيس المبايض.. اضطراب صامت يهدد خصوبة المرأة ويؤثر على حياتها اليومية
  • أزمة غاز في عدن ولحج وسط اتهامات بتهريب منظم إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي بتصاريح رسمية
  • واينما ومتى سيطرت المليشيا انعدمت الكهرباء والمياه والأمن والعلاج
  • مليشيا الحوثي تقتحم منطقة اليتمة في الجوف بعشرات الأطقم مستغلة نزاعاً قبلياً لتوسيع نفوذها
  • شهادات للجزيرة نت من قافلة الكرامة اللبنانية لكسر حصار غزة
  • حصار وتهديد بالسلاح واعتداءات.. شهادات من قلب قافلة الصمود عن ليلتين في سرت
  • حصار وتهديد بالسلاح واعتداءات.. شهادات من قلب #قافلة_الصمود عن ليلتين في سرت