???? النزاعات التافهة بين قبايل شمال السودان والإغارات والسلب والنهب مدون في التاريخ
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
يمكنك الإعتزاز بأصلك و قبيلتك دون الحط من شأن الآخرين وامتهانهم .. أهل غرب السودان أهل نخوة وشهامة ودين و قرآن، وهذه المليشيا لا جنس لها و لا قبيلة، وهي تجمع قتلة ولصوص ومجرمين.
– كل من يحاول أن ينمط و يخصص في أهل الغرب صفات معينة، هو ينسى أو يتناسى أن مثلها في الشمال أو الوسط ..الخ.
-من يحاول أن يقول أن أهل الغرب تشتعل بينهم المشاكل و الحروب و القتل لأتفه الأسباب، في العتود و في كباية الشاي و غير ذلك …فنفس الشيء حدث في القبايل التي ترى نفسها ذات عرق آري .
– و إن تحدثت عن القبايل العربية عروبة الشركة بتاعت شبه الجزيرة العربية، فالحروب القديمة للأسباب التافهة = موجودة و مدونة منذ البسوس و داحس و الغبراء و الفجار و غيرها .. و استمرار هذه الحروب لسنوات طويلة يضرب أرقام قياسية.
– و إن قلت أن في عروقك تجري دماء ملكية و أنك ملك بن ملوك و مك بن مكوك… فقد حكم الفونج السودان لقرون = و الفونج حسب كثير من المصادر التاريخية هي قبايل زنجية يعود أصلها للمناطق حول النيل الأزرق .. و غير ذلك فقد قامت في السودان مملكات شتّى، و في غرب السودان مملكات قديمة معروفة كانت ذات شأن في المنطقة و خارجها ..خذ مثلاً سلطنات مثل الفور و المسبعات و هي ممالك بلغت الشأو في التنظيم و الاستقرار.
– و إن قلت أنّ قبيلتك بها منتهى الفراسة و الشجاعة و المقاومة .. فيجب تذكير أن مملكة الفور كانت آخر الممالك سقوطاً في يد الغازي التركي المصري .. بعد أن سلّمت كل مناطق الشمال بدون مقاومة اللهم إلّا مقاومة محدودة و معروفة… استبسلت مملكة الفور و سقطت بعد مقاومة شرسة سطرها التاريخ … و في خطاب المقدوم مُسلّم الذي يرد فيه على الدفترداد الذي حاول ترهيبه بالقوة و ابتزازه بالدين = تجد أهم معاني الإباء و الكبرياء و العلم الشرعي و الفقه .. خطاب عظيم عظيم؛ من أراده فليرجع إليه في مظانّه.
– ما يفعله فتى النهر و البحر و مَن حوله مِن الحط و القذف لكل أهل غرب السودان و وصفهم بأقذع الأوصاف في أصلهم و عِرضهم؛ نبرأ إلى الله منه .. و على كل عاقل سوي مسلم أن .يُدين هذه المسالك .. و لست من أهل الغرب لأدافع بل من ذات القبيلة التي يحتفي بها هذا الولد واصفاً لها بالذهبية .. لكن الحق أحق أن يُتّبع.
و عموماً ما عندي أي مشكلة تعتز بي قبيلتك و إرث أجدادك .. فقد قال النبي عليه الصلاة و السلام في حُنين ” أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب ” … لكن أن تظن أن قبيلتك بلغت الغاية في الرقي و التحضر و البقية هم أحط منك قدراً و أخس نسباً و أوضع محتداً .. تلك والله السوأة و البغي و التجنّي و الظلم .. هذا الأمر خاطيء بمقاييس الدين و بمقاييس السودانوية و بمقاييس السواء النفسي العادي .. اللهم سلّمنا من الناس، و سلّم الناس منّا.
Ali Abuidress
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
من إمارة إلى مملكة… قصة الأردن العظيم ومسيرة الاستقلال المجيد
صراحة نيوز ـ في قلب المشرق العربي، وعلى أرض احتضنت الحضارات منذ فجر التاريخ، وُلد كيان سياسي شكّل نواة الدولة الأردنية الحديثة، ليبدأ مسار نضال وطني طويل توّج بالاستقلال وتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية. إنها قصة الأردن، قصة الأرض والإنسان والقيادة، التي سطّرت صفحات من المجد منذ تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921 وحتى إعلان الاستقلال في عام 1946، وما تلا ذلك من تطور وبناء ونهضة مستمرة.
البدايات: ولادة الإمارة في شرق الأردن
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية، بدأت خريطة المنطقة تُعاد تشكيلها من جديد. وفي ظل التقسيمات السياسية التي أفرزها الانتداب البريطاني، برزت الحاجة لقيام كيان سياسي في شرق نهر الأردن يحفظ هوية سكانه ويوفر الاستقرار السياسي والإداري.
وفي عام 1921، أعلن الأمير عبدالله بن الحسين – نجل الشريف الحسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى – تأسيس إمارة شرق الأردن، بدعم من الشعب الأردني وبتفاهم مع الحكومة البريطانية. وقد شكّلت الإمارة خطوة محورية في بناء الدولة، إذ بدأت بتنظيم المؤسسات الإدارية والأمنية، ووضع اللبنات الأولى لسلطة مركزية موحدة.
ورغم التحديات الاقتصادية والسياسية، وُضعت اللبنات الأساسية للدولة الفتية، حيث بدأ تكوين الجيش العربي الذي أصبح رمزاً للكرامة الوطنية، وتم إنشاء أولى الإدارات الحكومية، ما ساعد في ترسيخ الأمن والاستقرار وتعزيز مفهوم السيادة الوطنية.
الاستقلال.. لحظة فخر وأمل
مرت الإمارة بعدة مراحل سياسية مفصلية، حتى جاء يوم الاستقلال الذي انتظره الأردنيون طويلاً. ففي 25 أيار/مايو عام 1946، أعلن المجلس التشريعي الأردني استقلال البلاد رسمياً، وتمت مبايعة الأمير عبدالله بن الحسين ملكاً على البلاد، ليصبح أول ملوك المملكة الأردنية الهاشمية.
جاء هذا الإعلان تتويجاً لنضال سياسي طويل، ومفاوضات مع السلطات البريطانية، تكللت باعتراف بريطانيا باستقلال الأردن، واستقلاله كدولة ذات سيادة، تتمتع بكامل حقوقها في المحافل الدولية.
ومنذ تلك اللحظة، بدأ الأردن مسيرته كدولة عربية مستقلة ذات نظام ملكي دستوري، تعتمد على مؤسسات مدنية قوية، وتستند إلى دستور عصري تم إقراره عام 1952 في عهد جلالة الملك طلال بن عبدالله، ليعكس روح التعددية والعدالة والحرية.
المسيرة الهاشمية: بناء الدولة وتعزيز الهوية
منذ استقلاله، شهد الأردن نهضة سياسية واقتصادية واجتماعية بقيادة ملوك بني هاشم، الذين حملوا راية البناء والكرامة الوطنية. فقد أسس الملك عبدالله الأول دعائم الدولة المستقلة، وكان حريصاً على بناء دولة المؤسسات والقانون، واستشهد في سبيل فلسطين على أعتاب المسجد الأقصى عام 1951.
ثم جاء الملك طلال الذي أرسى الأساس الدستوري للدولة الحديثة، وتبعه الملك الحسين بن طلال، الذي قاد المملكة لأكثر من أربعة عقود، فكان “ملك البناء” و”ملك الاستقرار”، وحقق الأردن في عهده إنجازات كبيرة في التعليم والصحة والبنية التحتية، رغم ما مرت به المنطقة من أزمات وحروب.
واليوم، يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مسيرة التحديث والإصلاح، رافعاً شعار الاعتماد على الذات، وبناء اقتصاد منتج، وتعزيز مكانة الأردن عربياً ودولياً، وداعماً رئيسياً لمسيرة الديمقراطية وحقوق الإنسان.
الأردن.. وطن الشموخ والتاريخ
لا يقتصر تاريخ الأردن على لحظة الاستقلال، بل يمتد لآلاف السنين، حيث قامت على أرضه حضارات كالأدومية والمؤابية والعمونية والنبطية، ومرّ به الرومان والبيزنطيون والعرب المسلمون. وهو اليوم يحتضن مدناً تاريخية كالبتراء وجرش وأم قيس، ويقف بصلابة على مفترق طرق التاريخ والجغرافيا والسياسة.
وفي ذكرى الاستقلال المجيد، يستذكر الأردنيون بفخر تضحيات الأجداد وتفانيهم في بناء دولة العدالة والاستقلال، ويجددون العهد للقيادة الهاشمية بالسير على خطى النهضة والعزة.
تبقى قصة الأردن قصة عزيمة وولاء وانتماء… قصة وطن صنع من التحدي فرصة، ومن الكرامة درباً، ومن القيادة الهاشمية نبراساً للمستقبل.