جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-28@17:41:49 GMT

مشاهد الموت وأطفال غزة

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

مشاهد الموت وأطفال غزة

 

محمد بن رامس الرواس

لم أحتر كثيرًا عندما بدأت أكتب هذه المقالة، فمنذ أن بدأت أتابع الأحداث التي جرت في غزة بعد السابع من أكتوبر 2023، هالَني مستوى الأحداث المؤسفه التي جرت للأطفال والفتيان الصغار تحديدا لأنهم الفئة الأضعف، فآثرت أن أكتب عن تلك الصدمات المريعة التي ألمت بهم وتعرضوا لها جراء ما كان يحدث من قصف وتدمير منازلهم ومشاهدتهم آثار الدمار والقتل من حولهم.

أكتب اليوم عن ذلك الطفل الفلسطيني الذي يمثل شريحة الأطفال في المعاناة، يقول أحد هؤلاء الأطفال: اليوم أصبحت في سن الثانية عشرة من عمري لكن عندما تشاهدني تحسب أنني كهل لأنَّ الأحداث التي عايشتها خلال الأشهر الفائتة تراكمت بداخلي وأوجدت بنفسي كماً كبيراً من تجارب نفسية كلها صدمات ومآسٍ فأرهقتني رغم صغر سني بشكل كبير وأثرت على نفسيتي التي انعكست على وجهي وتصرفاتي ومعاملتي مع الآخرين ومع الأحداث حولي.

لقد كنت قبل عام واحد فقط فتى مثل بقية أطفال العالم لديه أحلام وأصدقاء وألعاب وأسرة يعيش بينها في سعادة وهناء، لكنه الأن أصبح يرقد منهكاً بعد أشهر دامية بأحد مخيمات رفح تراوده كوابيس وأحلام مُزعجة بين الحين والآخر وأرق يجثو على صدره دون انفكاك وكوابيس تأتيني ليلاً بشكل منتظم كان من بينها رؤية صديق عمري الذي كنت لا أفارقه في المدرسة ولا عند لعب الكرة بالحي ولا عند مشاهدة التلفاز فلم نكن نفترق إلا عند النوم.

لقد كنَّا نتشارك أحلامنا وطموحاتنا وتطلعاتنا سويًا، كنت أشاهد في المنام رفيقي يقترب من حافة هاوية ستؤدي به إلى الموت والهلاك وأنا أحاول أن أمسك به ألا يقع، لكنني عندما استيقظ أتذكر الحظات الجميلة التي كنَّا نستمتع بها سويا، فتهدأ نفسي قليلا، لكن عندما أنام ترجع تأثيرات الصدمات الكبرى في حياتي على هيئة أحلام مزعجة مرة أخرى.

أنا هذا الفتى الصغير الذي فقد مُعظم أسرته وجيرانه ممن كانوا حوله والذي تنتابه هذه الصدمات المتواصلة وهي بلا شك قد حدثت لآلاف الأطفال أمثالي بقطاع غزة فشكلت آلاماً عميقة بأنفسهم، وقلوبهم، وأجسامهم، لقد تجمعت بنفسي كافة التحولات الماساوية بدءًا من نزوحي من مدينة غزة التي كنت أسكنها بعد أن تم قصف منزلنا واستشهاد جميع أفراد أسرتي الصغيرة وجيراني ثم نزوحي إلى مدارس الأنروا بوسط القطاع ثم قصف المدرسة التي لجأنا إليها مع مئات الأطفال والأسر، والآن أصبحنا في أحد مخيمات رفح لا نعلم ماذ يحمل لنا الغد من أخبار.

إن كل خطوة كان يخطوها هذا الطفل كانت معها حكاية تتعمق بداخله فيطرح بينه وبين نفسه الكثير من الأسئلة التي لا يجد لها إجابات في مسألة التقلبات التي حدثت وتحدث له حتى هذه اللحظات التي أدون بها هذه الخاطرة.

قد تبدو الصورة مرعبة ومؤلمة لمثل هذا الفتى الصغير وأمثاله لكن في المقابل هناك شعب بأكمله ينتفض رويدًا رويدًا بإذن الله ليقول للعالم إنني هنا أريد أن استردَّ أرضي وحريتي وإن كان الثمن باهظاً ومؤلماً، قد تبدو الصورة قاتمة بمشاهدها، البيوت التي قصفت والأسر المنكوبه، والنازحون والقتلى والمرضى مناظر شنيعة، قصف، وإجرام، وإبادة لكن هذه المأساة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته خاصة الأطفال والفتيان الصغار منهم هي بمثابة ولادة جديدة لشعب يريد الانفصال، الانفصال التام عن الذل والهوان ليكون حرا يصنع قراره بنفسه.

لا لتخيلات الموت بعد الآن قالها الفتي الصغير لنفسه، نعم إنه انفصال تأثرت به كافة مكونات المجتمع الغزاوي ودفعوا ثمنه أنفسهم، وشتات أفكارهم، وحزن مشاعرهم، كبيرهم.وصغيرهم من أجل أن تتبلور وتتشكل صورة جديدة لوضع جديد في فلسطين القادمة بحول الله تعالى وقوته.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تدافع وازدحام قرب مراكز توزيع المساعدات في غزة والأمم المتحدة: مشاهد مفجعة

تدفق آلاف الفلسطينيين على مركز توزيع مساعدات غرب رفح يفجر فوضى استدعت إطلاق طلقات تحذيرية من الجيش الإسرائيلي. الأمم المتحدة وصفت المشاهد بأنها "مفجعة"، وسط نقص حاد في الموارد والحصار المفروض على القطاع. اعلان

أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن بالغ القلق إزاء ما وصفه بـ"مشاهد مُفجعة"، بعدما توافد آلاف السكان نحو نقطة توزيع جديدة في جنوب القطاع.

وأشار دوجاريك إلى أن الصور والفيديوهات القادمة من الموقع تظهر حجم الاحتقان والاحتياج المتفاقم لدى السكان، وهو ما يعكس تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة.

وأكد أن هناك خطة مشتركة بين الأمم المتحدة وشركائها لإيصال المساعدات بطريقة آمنة ومنهجية، وأنها تحظى بدعم من عدد كبير من الدول الأعضاء.

في غضون ذلك، شهدت منطقة غرب رفح، الثلاثاء، تدافعاً كبيراً من قبل مواطنين فلسطينيين من عدة مناطق، بينهم نساء وأطفال، نحو مركز توزيع تابع لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، المنظمة المدعومة من الولايات المتحدة.

وقد أفادت تقارير إعلامية بأن الجيش الإسرائيلي استخدم طلقات تحذيرية في محاولة للسيطرة على الحشود ومنع الاشتباكات.

من جانبه، أوضح الجيش الإسرائيلي أنه تم إطلاق طلقات تحذيرية خارج نطاق مركز التوزيع، دون استخدام القوة المباشرة ضد الموقع، وأشار إلى أن الوضع قد تم استعادته تحت السيطرة، وأن توزيع المساعدات سيستأنف ضمن الجدول الزمني المخطط له.

Relatedغزة: الجوع يدفع سيدة فلسطينية للبحث عن الطعام بين النفاياتغزة: عائلة عرفت طريق النزوح للمرة العاشرة والبقية تأتي في ظل استمرار القصف نتنياهو: غزة سجن كبير وحدودها مغلقة ولو كان الأمر بيدنا لسمحنا للجميع بمغادرتها

الحدث يأتي في ظل تخفيف جزئي لإجراءات الحصار التي كانت مفروضة على قطاع غزة منذ مارس الماضي، والتي أدت إلى انقطاعات حادة في الموارد الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء.

وذكرت "مؤسسة غزة الإنسانية" أن التدافع بلغ مستوى أجبر الفريق العامل في الموقع على تعليق عمليات التوزيع مؤقتاً والسماح فقط بوصول عدد محدود من المستفيدين. وفي المقابل، تمكن بعض الأفراد من الدخول إلى مركز التوزيع واستلام مواد غذائية قبل أن يتوالى توافد المزيد من السكان.

في المقابل، ندد المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة حماس بما وصفه بـ"الفشل في تنظيم توزيع المساعدات ضمن مناطق عزل تعسفي"، مشدداً على أن السكان كانوا ضحية لحرمان ممنهج من أبسط مقومات الحياة خلال الشهرين الماضيين.

كما أكد البيان أن اللجوء إلى اقتحام مراكز التوزيع لم يكن إلا نتيجة طبيعية للجوع الشديد وانعدام الخيارات، واعتبر أن استخدام المساعدات كوسيلة ضغط سياسي يمثل انتهاكاً صارخاً للمعايير الإنسانية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • لأول مرة في التاريخ.. مشاهد فائقة الدقة للهالة الشمسية (صور وفيديوهات)
  • مقتل 7 نساء وأطفال بانقلاب قارب مهاجرين في ميناء بجزر الكناري
  • حزن وانهيار.. مشاهد من تشييع جنازة جدة وئام مجدي «تيته نوال»
  • تعليم مبادئ الدين الإسلامي وفضائل ذي الحجة.. لقاء أزهر مطروح وأطفال الروضة
  • تدافع وازدحام قرب مراكز توزيع المساعدات في غزة والأمم المتحدة: مشاهد مفجعة
  • مركبة كيوريوسيتي توثق مشاهد من جبل شارب على سطح المريخ (شاهد)
  • بالفيديو.. إسرائيل تنشر مشاهد من عملية في الجنوب
  • طفلان يقتلان ابن عمهما بتوجيه من والدتهما… مأساة تهز مصر
  • مشاهد قاسية .. طفلة في مواجهة ألسنة النار بعد قصف إسرائيلي في غزة
  • قصة السيدة راشيل وأطفال غزة.. هل أصبح التعاطف جريمة؟