لحظات الغدر أنهت حياة "مصطفى" في سيدي بشر.. والدة القتيل: "كان عمله إيه؟ حرق قلوبنا عليه ووجعنا.. عايزة حق ابني يرجع"
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في منطقة سيدي بشر بمحاذاة خط ترام الإسكندرية، كانت الحياة هادئة في ذلك المساء، حين طلبت عمة "مصطفى" من ابن أخيها ذي الثلاثة عشر عامًا أن يذهب إلى الصيدلية المجاورة لشراء دواء، مصطفى، الطالب في الصف الأول الإعدادي، لم يتردد وخرج من منزل عمته، متوجهاً نحو الصيدلية في الشارع المقابل لمنزل عمته.
عند عبور مصطفى الشارع، لم يكن يعلم أن القدر يُخبئ له لقاء مأساويًا مع شاب مجهول، يحمل في يده مطواة، فجأة، ومن دون سابق إنذار، قام الشاب بطعن مصطفى، طعنة نافذة في بطنه، وقف الطفل للحظات، عاجزًا عن استيعاب ما حدث، محاولًا فهم ما جرى وهو يرى الدماء تتسرب من جسده الصغير، وبرغم الألم الشديد، لم يتوقف مصطفى، كان همه الأول هو إحضار الدواء لعمته.
نهاية الرحلة داخل الصيدليةدخل مصطفى الصيدلية بوجه شاحب وملابسه ملطخة بالدماء، كان ضعفه يظهر بوضوح مع كل خطوة يخطوها، حتى خارت قواه تمامًا أمام أعين الطبيب ليسقط مغشيًا عليه، تم نقله على الفور إلى المستشفى، لكن الوقت كان قد فات، فالطعنة التي تلقاها كانت قاتلة.
مصطفي المجني عليهالكارثة تتكشف
لم تمضِ دقائق حتى تلقى قسم شرطة المنتزه أول إخطار يفيد بوصول طفل يُدعى مصطفى محمد، وقد وافته المنية فور وصوله، صُدمت أسرته، وهم في طريقهم إلى المستشفى، ولم يتخيل أحد أن رحلتهم هذه ستكون لوداع ابنهم الصغير.
ومع وصول الشرطة، بدأت التحقيقات، وتبين أن الشاب الذي طعن مصطفى قد طعن قبله طفلًا آخر يُدعى عبد الله، يعمل عامل توصيل، والذي كان يرقد في العناية المركزة بحالة حرجة.
الكشف عن القاتللم يكن الأمر معقدًا، فقد استطاعت الشرطة من خلال تفريغ كاميرات المراقبة تحديد هوية القاتل، شاب يبلغ من العمر 17 عامًا، تم القبض عليه خلال ساعات قليلة، وأحيل إلى التحقيق، لم يكن هناك دافع واضح للجريمة، فمصطفى لم يكن يعرف القاتل ولم يكن بينهما أي علاقة.
ألم الأسرة
في المستشفى، لم تتوقف دموع والدة مصطفى وهي تطالب بالقصاص، كانت كلماتها تخرج متقطعة بين النحيب: "كان عمله إيه؟ حرق قلوبنا عليه ووجعنا.. عايزة حق ابني يرجع"، أفراد الأسرة لم يستوعبوا حتى الآن ما حدث، ولماذا كان ابنهم ضحية لهذا العنف العشوائي.
أحد أقارب مصطفى، عبر عن حزنه العميق قائلاً: "مصطفى كان طفلا مؤدبا ومحترما، الكل كان بيشهد له بحسن الخلق، صدمنا لما شفنا لحظة طعنه في الكاميرات، صدمة كبيرة علينا كلنا".
وداع الأصدقاء والمعلمين
لم تكن الأسرة وحدها هي من شعرت بالخسارة، بل امتدت المأساة إلى زملاء مصطفى في المدرسة، قالت معلمته مها خليفة: "مصطفى كان أفضل تلميذ عندي، توقعت له مستقبلًا باهرًا، شاركنا كلنا في جنازته، معلمين وطلاب، كلنا كنا بنحبه".
زميله في المدرسة، إياد التوني، لم يستطع كبح دموعه وهو يكتب على حسابه في فيسبوك: "وحشتني أوي يا صاحبي.. ملحقتش أقعد معاك، حرام اللي حصلك".
بعد عرض القاتل على النيابة العامة، تم حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق، وما زالت الأسرة تنتظر العدالة، حتى يبرد قلب الأم المكلوم التي فقدت ابنها في لحظة قاسية دون سبب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإسكندرية سيدي بشر الصف الأول الإعدادي ترام الإسكندرية طعنه نافذة لم یکن
إقرأ أيضاً:
والد الطفل زياد لـ صدى البلد: ابني مولود بـ عظام زجاجية.. ومدير المدرسة يكشف تفاصيل حفل ترفيهي وراء شهرته
في مشهد إنساني خطف قلوب المصريين، انتشر خلال الساعات الماضية فيديو للطفل الكفيف زياد، طالب المرحلة الابتدائية بمدرسة أولاد ناجي حسين، وهو يشارك بعفوية في احتفال بسيط داخل مدرسته.
ولم يكن أحد يتوقع أن تتحول تلك اللحظة العادية إلى موجة تعاطف جارفة، فتصدر زياد مواقع التواصل الاجتماعي، وتداول الآلاف قصته المؤلمة.
فانتشار الفيديو فتح الباب أمام سيل من الاتصالات والدعم، ليبدأ فصل جديد في رحلة طفل تحدى الإعاقة والفقر، وانتظار من يساعده على الوقوف مرة أخرى.
والد زياد: ابني كفيف وعظامه تتكسر.. ونرجو عملية المسمار النخاعي قبل أن يفقد قدرته على المشيوقال عبدالله والد الطفل الكفيف زياد، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إن نجله ولد فاقدًا للبصر، ثم بدأت معاناته تتفاقم عندما لاحظ تكرار كسور في عظامه، موضحًا أن يد زياد اليمنى ثم اليسرى تعرضتا للكسور دون أي مبرر واضح.
وأضاف: “ذهبت به إلى الأطباء، وهناك أخبروني بأن ابني يعاني من مرض يعرف باسم العظام الزجاجية، وأن حالته تحتاج إلى رعاية خاصة وعلاج مكلف لا أستطيع تحمله .”
وتابع الأب قائلاً: “بعد ذلك تعرضت قدماه للكسر، واضطررت إلى شراء كرسي متحرك حتى يتمكن من الذهاب إلى المدرسة ومتابعة تعليمه.”
وأكد عبدالله أن زياد طالب متفوق ويتمتع بذكاء واضح، وقال: “رغم إعاقته، إلا أنه طفل مجتهد، وقد حصل على شهادات تفوق عديدة، وكل من يتعامل معه يحبه بسبب أسلوبه وطيبته.”
وأشار إلى أن الفيديو الذي انتشر لابنه كان نقطة تحول في حياته، قائلاً: “بسبب عفويته ظهر زياد في فيديو انتشر في مصر كلها، وفوجئنا بحالة من التعاطف الكبير وانهمار التبرعات لمساعدته.”
وأكمل: “محافظ أسيوط تفاعل مع حالة زياد وقدم له كرسياً متحركاً جديداً، ووعد بإجراء العملية المطلوبة له، كما تبنى أحد أطباء الأسنان حالته وتكفل بعلاج أسنانه بالكامل.”
وشدد والد الطفل على أن نجله ما زال بحاجة لتدخل طبي عاجل، موضحاً: “زياد يحتاج لعملية تتضمن تركيب مسمارين في قدمه، ما يعرف بالمسمار النخاعي، حتى يتمكن من المشي مرة أخرى.”
وقال: “ظروفنا المعيشية صعبة للغاية، نعيش في منزل قديم متهالك، نصفه مكسور لأنه مبني بالطوب الأحمر الضعيف، ولا أملك القدرة على إصلاحه أو علاج ابني.”
واختتم عبدالله تصريحاته، مناشدًا: “أعمل باليومية على تروسيكل، وأتمنى توفير وظيفة ثابتة تساعدني على الإنفاق على زياد وإخوته، وتمكين ابني من استكمال علاجه ليعود لحياته الطبيعية".
خالد أنور: زياد يحتاج تدخلًا عاجلًا.. ونحن نفعل ما بوسعنا لمساندتهوقال خالد أنور مدير مدرسة أولاد ناجي حسين وهي مدرسة الطالب زياد، إن الطالب زياد يدرس لديهم منذ سنوات، وهو طفل كفيف يعاني في الوقت نفسه من كسور مزدوجة في قدميه، ويحتاج إلى عملية عاجلة لتركيب مسامير نخاع تمكنه من الوقوف والمشي مجددًا.
وأضاف مدير المدرسة: “حالة زياد الصحية تحت الصفر، والطفل يحتاج إلى تدخل طبي سريع حتى لا تتدهور حالته أكثر.”
وأكد أنور أن المساعدات التي تلقاها زياد جاءت من خلال تواصل مباشر بين المتبرعين ووالد الطفل، قائلاً: “أنا لا أتدخل في ملف التبرعات، والد زياد هو المسؤول عن التعامل مع أي شخص يرغب في المساعدة، ولديه رقم خاص للتواصل، وكل الدعم يصل إليه مباشرة.”
وأشار مدير المدرسة إلى أن محافظ أسيوط استجاب للحالة، قائلاً: “المحافظ أرسل كرسياً كهربائياً لزياد، وتعهد بإجراء العملية الجراحية المطلوبة له، وهذا كل ما تم حتى الآن.”
وأضاف: “زياد طالب مجتهد للغاية، ولدينا معلمة متخصصة تقوم بتعليمه بطريقة برايل، وهو يتفاعل معها بشكل ممتاز، ونحن في المدرسة نولي هذه الحالات اهتمامًا كبيرًا.”
وتابع أنور موضحًا سبب انتشار فيديو زياد، قائلاً: “كنت قد نظمت حفلة بسيطة لطلاب المدرسة، مجرد يوم ترفيهي بأغانٍ للأطفال، وخلال الحفلة ظهر زياد في فيديو انتشر بشكل كبير، بعدها فوجئت باتصالات كثيرة من الناس، ومن الإعلام، ومن أطباء متخصصين في العظام والأسنان يسألون عن حالته ويرغبون في مساعدته.”
واختتم مدير المدرسة تصريحاته، قائلاً: “زياد طفل محبوب ومجتهد، وكل ما نرجوه هو أن يحصل على فرصته في العلاج ليكمل تعليمه ويعيش حياته بشكل طبيعي".