عميدة كلية الآداب: التعاون مع الأزهر ضمانة حقيقية لبناء وعي سليم
تاريخ النشر: 11th, December 2025 GMT
اختتم مجمع البحوث الإسلامية فعاليات «أسبوع الدعوة الإسلاميَّة الخامس عشر» الذي تنظمه الأمانة العليا للدعوة بالمجمع بالتعاون مع جامعة عين شمس، تحت شعار «الشباب بين مقاصد الدين ومحاولات التغريب».
جاء ذلك برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني، والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الجندي؛ حيث عُقد اليوم اللقاء الختامي بكلية الآداب بجامعة عين شمس، تحت عنوان: «الشخصية السوية ومواجهة التغريب»، بحضور قيادات وأعضاء هيئة التدريس بالكلية والعاملين والطلاب.
أكدت الدكتور حنان كامل، عميد كلية الآداب، في كلمتها على الأهمية القصوى للتعاون المشترك بين الكلية والأزهر الشريف، مشيرة إلى أن هذا التعاون يمثل ضمانة حقيقية لبناء وعي سليم لدى الطلاب، لأن الأزهر بما يمتلكه من مرجعية دينية وتاريخية، لديه القدرة على تعزيز الهوية الوطنية والانتماء، وترسيخ الفهم الصحيح لجوهر الدين والقيم، كما أن هذه اللقاءات تسهم بشكل مباشر في صقل الجوانب المتعلقة بـالأخلاق والتربية والجانب الإيماني لدى الشباب، لذلك لدينا في كلية الآداب رغبة جادة في زيادة عدد لقاءات وندوات علماء الأزهر بالطلاب، لما سيكون له من أثر إيجابي في معالجة القضايا التي تشغل عقول الشباب، بما يسهم في تحصين العقول ضد الأفكار المتطرفة وبناء جيل واع ومسؤول.
وفي كلمته أوضح الدكتور محمد ورداني، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، أن الشخصية السوية هي تلك التي تتسم بالتوازن الداخلي والانسجام الخارجي، وهي لا تقتصر على المظاهر والسلوكيات السطحية، بل تعتمد في جوهرها على بنية نفسية وفكرية متينة، ومن أبرز مقوماتها الأساسية هو القدرة على التحليل والتمييز، وامتلاك بوصلة قيمية ثابتة مستمدة من مرجعية راسخة، تمكن الفرد من مقاومة تيارات التغيير السطحية، التي يتعرض له في الحياة، نتيجة التغيرات المتسارعة، مع ضرورة أن يتجاوز الإنسان النظر إلى الأمور الشكلية أو ما يسمى بـ "القشور"، بل يجب عليه أن يدقق في الأمور ويحاول فهم الأبعاد الحقيقية للقضايا، مما يساعده على بناء قناعات ذاتية صلبة بدلاً من مجرد التبعية المجتمعية أو الإعلامية، لكل ما هو شكلي فقط.
كما أكد الدكتور محمد ورداني أن تحقيق الشخصية السوية، تتطلب أن يبدأ المسار من الفرد ذاته، حيث يجب على الإنسان أن ينظر في نفسه بعمق وصدق ويجري لها مراجعة دورية ومحاسبة ذاتية مستمرة لتقييم سلوكه وأفكاره، وهو المنهج الذي علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم، والهدف من هذه المراجعة هو ضبط المسار وتصحيح الانحرافات قبل استفحالها، وأن يمتلك الفرد شخصية نقدية؛ أي شخصية لا تقبل المعلومة أو السلوك على كما هي، بل تمحص في كل ما تتعرض له وتتعامل معه بأسلوب نقدي، من خلال إعمال العقل والمنطق والقيم، وهذا النقد الدائم والموضوعي هو الضمانة الحقيقية لبقاء الشخصية على استقامتها السوية بعيدًا عن التقليد الأعمى أو التأثر السلبي بالتغيرات المتسارعة في محيطه.
من جانبه حذر الدكتور حسام شاكر، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، من ظاهرة التغريب، لأنها ليست مجرد تأثر ثقافي عابر، بل هي مخطط ممنهج يشكل خطورة قصوى على المجتمع العربي والمسلم، ومن يقف خلف هذا التغريب لا يهدف فقط إلى تغيير الأنماط السلوكية، بل يسعى بالأساس إلى إعاقة أمتنا عن تحقيق الإنجازات والنهوض الحضاري، وذلك من خلال إحداث ضياع متعمد للهوية الأصيلة وتقويض المقومات الثقافية والدينية، التي تميز هويتنا الإسلامية والعربية، ولذا فإننا نأسف لظهور بعض مظاهر التغريب في أمتنا مثل: اندثار بعض ألفاظنا العربية الفصحى وتغلغل استخدام الألفاظ غير العربية، وكما أن الخطورة الأكبر تكمن في التباهي بهذا التمسك اللغوي المستورد، في حين أن هويتنا وتراثنا العربي الإسلامي مليء بكل مقومات القوة والابتكار والاكتفاء الذاتي الحضاري.
كما أكد الدكتور حسام شاكر أن التغريب يستهدف بشكل خاص الشباب الذي أصبح يواجه خطورة حقيقية تتمثل في التشتت الفكري والتبعية الثقافية، لثقافات لا تمثل ثقافتنا ولا تناسب أمتنا، وهذا الأمر ليس جديدًا، حيث كتب العديد من العلماء والمفكرين في هذا الشأن منذ عقود، داعين إلى ضرورة تحصين المجتمع من ضياع هويته، لكن التنبه الآن أصبح واجبًا قوميِا يتطلب تضافر جهود المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية، ليس فقط للتحذير، بل لتقديم البديل الحضاري المتمثل في الاعتزاز باللغة العربية، والتراث، والقيم الدينية الأصيلة، مع ضرورة بناء الجسور بين الشباب ومرجعيتهم الحضارية لضمان بقاء الأمة قادرة على الإنتاج والإسهام الحضاري الفاعل بعيدًا عن ذوبان الهوية في ثقافات الآخرين.
من جانبه، أشار أ.د. محمد إبراهيم، وكيل الكلية، إلى مفهوم "الشخصية السوية"، مؤكدًا أنها تحتاج بالضرورة إلى بوصلة توجهها نحو الطريق الصحيح، وهذه البوصلة، بدورها، تستلزم ضبطًا مستمرًا لضمان دقة توجيهها، وهذه اللقاءات التي تجمع الطلاب بعلماء الأزهر هي آلية مثلى لتحقيق هذا الضبط، خاصة وأنها تنبع من مرجعية دينية وتاريخية كبيرة وموثوقة مثل الأزهر الشريف، وهذا الدعم أصبح ضرورة في ظل ما يواجه الشباب من أزمات وتحديات فكرية وقيمية، حيث أصبح الكثير منهم ينجرف نحو البحث عن الترفيه السريع على حساب القيمة والمعنى الحقيقي للحياة، نتيجة التغيرات المتسارعة في عالمنا المعاصر.
من جانبه، أشار الأستاذ محمود حبيب، عضو المركز الإعلامي للأزهر، أن الشخصية السوية لا تعني الخلاء من العيوب، بل هي في جوهرها القدرة على الاتزان والتحلي بالحكمة عند مواجهة الأزمات، والبحث الفعال عن الحلول، مشددًا على أن تحقيق الصحوة للنفس والنهضة الذاتية، يبدأ بسؤال جوهري ومستمر هو: "من أنا؟"، معتبرًا أن هذا التساؤل العميق هو المفتاح لتحقيق التطور الذاتي المستمر.
يذكر أن «أسبوع الدعوة الإسلامية خامس عشر» والذي يحمل شعار «الشباب بين مقاصد الدين ومحاولات التغريب»، استمر خلال على مدار خمسة أيام بدأت من الأحد ٧ ديسمبر وحتى الخميس ١١ ديسمبر، بخطة دعوية شاملة في مختلف كليات جامعة عين شمس، بمجموعة من المحاول تشمل: «التغريب مظاهره ومخاطرة وسبل مواجهته»، و«محاولات تغريب المرأة وسبل ومواجهتها»، و«أزمة الشباب بين التطرف والانحلال»، «الحفاظ على الوطن في ظل موجات التعريب»، و«بناء الشخصية السوية ودوها في مواجهة التغريب».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البحوث الإسلامية مجمع البحوث الإسلامية جامعة عين شمس الأزهر البحوث الإسلامیة الشخصیة السویة الدکتور محمد
إقرأ أيضاً:
إصابة قوية لـ سليم عبيد لاعب الأردن أمام مصر في كأس العرب
تعرض سليم عبيد لاعب منتخب الأردن لإصابة قوية خلال مواجهة منتخب مصر ومنتخب الأردن، على ملعب البيت في الجولة الثالثة، بالمجموعة الثالثة، بالنسخة الحادية عشرة لبطولة كأس العرب قطر 2025 بعد اصطدامه مع حسام حسن مهاجم منتخب مصر على مستوى الرأس ليتدخل الطاقم الطبي لإسعافه ولف ضمادة على رأسه ليخرج من اللقاء مصابا ويدخل بدلا منه سعد الروسان.
انتهت أحداث الشوط الأول من مواجهة منتخب مصر ومنتخب الأردن وتشير النتيجة إلى تقدم الأردن بنتيجة 2-0، على ملعب البيت في الجولة الثالثة، بالمجموعة الثالثة، بالنسخة الحادية عشرة لبطولة كأس العرب قطر 2025.
وسجل محمد أبو حشيش هدف منتخب الأردن في الدقيقة 19 بعد متابعة لتسديدة من داخل منطقة الجزاء في مرمى محمد بسام.
وسجل محمد أبو زريق الهدف الثاني في الدقيقة 41 من عمر اللقاء بعد مراوغة مدافع منتخب مصر الأيسر يحيي خالد ويسددها يسارية على يمين محمد بسام حارس المرمى.
الشوط الأولشهد الشوط الأول سيطرة من جانب منتخب الأردن على مجريات اللقاء وأهدر أكثر من فرصة للتهديف، بينما اهدر محمود الونش مدافع منتخب مصر فرصة للتهديف في الدقيقة 16 بعد رأسية رائعة تصدى لها حارس المنتخب الأردني.
تشكيل منتخب مصرأعلن الجهاز الفني لمنتخب مصر، المشارك في كأس العرب، بقيادة حلمي طولان عن التشكيل الأساسي الذي يبدأ به لقاء منتخب الأردن، الذي انطلق في الرابعة والنصف مساء اليوم، (الثلاثاء) على ملعب البيت في الجولة الثالثة، بالمجموعة الثالثة، بالنسخة الحادية عشرة للبطولة.
محمد بسام (23) - كريم العراقي (4) - محمود حمدي "الونش" (15) - ياسين مرعي (3) - يحيى زكريا (21) - أكرم توفيق (12) - غنام محمد (19) - محمد مجدي "أفشة" (22) - ميدو جابر (11) - إسلام عيسى (8) - مروان حمدي (18).
وعلى مقاعد البدلاء:علي لطفي (1) - محمد عواد (16) - أحمد هاني (2) - رجب نبيل (5) - محمد النني (17) - هادي رياض (6) - عمرو السولية (14) - مصطفى سعد "ميسي"(20) - محمد مسعد (13) - حسام حسن (9) - محمد شريف (10).
تشكيل الأردن أمام مصر:حراسة المرمى: نور بني عطية
الدفاع: محمد أبو حشيش – هادي الحوراني – علي حجبي – سليم عبيد
الوسط: رجائي عايد – إبراهيم سعادة – عصام السميري
الهجوم: محمد أبو زريق – أحمد العرسان – عودة الفاخوري
دكة البدلاء تضم كل من:يزيد أبو ليلى، مالك شلبية، عبد الله نصيب، حسام أبو الذهب، عامر جاموس، علي علوان، يزن النعيمات، محمود المرضي، سعد الروسان، مهند أبو طه، نزار الرشدان، أدهم القريشي.