جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-14@10:06:23 GMT

السنوار شهيدًا لاحقًا بالركب

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

السنوار شهيدًا لاحقًا بالركب

 

محمد بن سالم التوبي

يقول الله عز وجل {ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۝ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْه عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} ، صدق الله العظيم.

  

مقتل البطل الشهيد يحيى السّنوار يعني ارتقاءه إلى سماوات الله وانتقاله إلى جوار ربّه في جنّات عَدْنٍ أعدّها الله لعباده الذين يقاتلون في سبيله وقد آمنوا أن الله لا يُضيع أجر المُجاهدين رافعين شعار ”إمّا النّصر وإمّا الشّهادة“؛ فلا كرامة أعلى من أن يُتم الله على المرء الشّهادة التي يتمناها في ميدان معركة الحقّ والباطلْ لينصر الله به الحق ويمحق به الباطلْ .

الجنّة هي ضمان الله للمجاهدين الذين يُقاتلون من أجل راية الله، ومن أجل كلمة الله، ومن أجل الحق الذي أمر الله به عباده المؤمنين أن يُدافعوا عنه. ولطالما كانت الحياة عبارة عن اختبار فما أشرفه من اختبار عندما يكون الرهان على الرّاية العظيمة؛ فالنّصر شرفٌ عظيم والموت من أجل تلك الراية العظيمة أشرف وأعظم، فلا طريق أقصر إلى الجنة من سلوك طريق الجهاد والاستشهاد.

السّنوار عاش عظيمًا ومات عظيمًا فلا عزاءَ لنا فيه، فمن في زماننا هذا يُرمز له بالبطولة كمثل السّنوار الذي جاهد من أجل أرضه ودينه وأهله، لقد أراد العدوّ أن يقتله مصوّرًا مقتَلَه مُختبئًا في سرداب أو مخبأ كما فعلوا مع صدّام حسين أو معمّر القذافي. ولكن أراد الله أن يُقْتَلْ في وسط المعركة بين الجنود ليعرف العالم أنه لم يكن جبانًا يومًا ما ولا يتقهقر من يريد الشهادة وقد نال ما تمنّى، وفي ذلك شرفٌ عظيم. ولتبقى المقاومة بعزّتها وكرامتها مرفوعة الرأس.

إنَّ الْتحاق السّنوار بالشهداء الذين سبقوه سوف يُعجِّل بالنصر، فهذه الدّماء الطّاهرة الزّكية التي أُريقت في وجه الطُّغيان أراد الله بها أن تكون سبيل النصر. فمنذ السّابع من أكتوبر من العام المنصرم  يمحّص الله الصادق من الكاذب والحق من الباطل، ويُبين الله عظمة الوعد المُبين من خلال الآيات العظيمة والدروس المستفادة من هذه الحرب ويُظهر فيها الحق على الملأ، وليعلم العالم كُلّه أن فلسطين لا تكون إلاّ لأهلها والباطل مدحور بقوّة الله ولا غالب إلا الله، ولا محالة أن الله سيُمكِّن المؤمنين في أرضهم ودينهم بعد كُلّ هذه الدّماء التي أُرِيقَتْ والأرواح التي أُزهِقَتْ.

هنيئًا لك الجنّة أيها البطل المغوار، وهنيئًا لشعب فلسطين المُناضل وجود مقاوم مثلك في تاريخ نضالهم، وهنيئًا لهذا الدّين أمثالك الذين نذروا أنفسهم من أجل جنّة عرضُها السماوات والأرض.

يقول تعالى { الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }.

كم أنت عظيم أيّها السّنوار وإن طالتك يدُ الغدْر؛ فالموْت في المعركة أعزّ وأشرف من تقبيل يد الأعداء، والموْت من أجل رايات الله رُقِيٌ ليس بعده رُقِي، وشرفٌ ليس بعده شَرَف.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من القادة الذين سيحضرون قمة شرم الشيخ في مصر ومن سيغيب؟

(CNN)-- يتوجه قادة العالم من أكثر من 20 دولة إلى مدينة شرم الشيخ المصرية المطلة على البحر الأحمر، الاثنين، للمشاركة في قمة حول غزة، برئاسة مشتركة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وتهدف القمة، التي من المتوقع أن تتضمن مراسم توقيع اتفاق سلام، إلى "تعزيز جهود السلام والاستقرار في الشرق الأوسط"، وفقًا لمتحدث باسم الرئاسة المصرية.

مقالات مشابهة

  • مستوطنون يحرقون مركبة عائلة شهيد في بيتين شرق رام الله
  • من القادة الذين سيحضرون قمة شرم الشيخ في مصر ومن سيغيب؟
  • الجعفراوي قبل استشهاده: أنا الآن في الجنة مع رفاقي الذين سبقوني
  • بيان للمرة الثانية من أبناء وبنات المرحوم الحاج أحمد عبد الله سعيد الشيباني بشأن تجاوزات ومغالطات عبد الكريم أحمد عبد الله الشيباني
  • قطر : الوسطاء في اتفاق غزة قرروا تأجيل القضايا الأصعب لوقت لاحق
  • اعتداء وشتائم على المرشح «ممداني» في نيويورك.. هل يتصاعد العنف السياسي بأمريكا؟
  • الاحتلال يعلن اكتشاف وثيقة بخط يد السنوار
  • إسرائيل تزعم العثور على مذكرة بخط يد يحيى السنوار في غزة
  • حماس تُلاحق المشتبه في تعاونهم مع الاحتلال الإسرائيلي
  • تأييدًا لـ فلسطين.. تظاهر الجماهير قبل مواجهة النرويج وإسرائيل