جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-06@22:26:24 GMT

السنوار شهيدًا لاحقًا بالركب

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

السنوار شهيدًا لاحقًا بالركب

 

محمد بن سالم التوبي

يقول الله عز وجل {ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۝ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْه عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} ، صدق الله العظيم.

  

مقتل البطل الشهيد يحيى السّنوار يعني ارتقاءه إلى سماوات الله وانتقاله إلى جوار ربّه في جنّات عَدْنٍ أعدّها الله لعباده الذين يقاتلون في سبيله وقد آمنوا أن الله لا يُضيع أجر المُجاهدين رافعين شعار ”إمّا النّصر وإمّا الشّهادة“؛ فلا كرامة أعلى من أن يُتم الله على المرء الشّهادة التي يتمناها في ميدان معركة الحقّ والباطلْ لينصر الله به الحق ويمحق به الباطلْ .

الجنّة هي ضمان الله للمجاهدين الذين يُقاتلون من أجل راية الله، ومن أجل كلمة الله، ومن أجل الحق الذي أمر الله به عباده المؤمنين أن يُدافعوا عنه. ولطالما كانت الحياة عبارة عن اختبار فما أشرفه من اختبار عندما يكون الرهان على الرّاية العظيمة؛ فالنّصر شرفٌ عظيم والموت من أجل تلك الراية العظيمة أشرف وأعظم، فلا طريق أقصر إلى الجنة من سلوك طريق الجهاد والاستشهاد.

السّنوار عاش عظيمًا ومات عظيمًا فلا عزاءَ لنا فيه، فمن في زماننا هذا يُرمز له بالبطولة كمثل السّنوار الذي جاهد من أجل أرضه ودينه وأهله، لقد أراد العدوّ أن يقتله مصوّرًا مقتَلَه مُختبئًا في سرداب أو مخبأ كما فعلوا مع صدّام حسين أو معمّر القذافي. ولكن أراد الله أن يُقْتَلْ في وسط المعركة بين الجنود ليعرف العالم أنه لم يكن جبانًا يومًا ما ولا يتقهقر من يريد الشهادة وقد نال ما تمنّى، وفي ذلك شرفٌ عظيم. ولتبقى المقاومة بعزّتها وكرامتها مرفوعة الرأس.

إنَّ الْتحاق السّنوار بالشهداء الذين سبقوه سوف يُعجِّل بالنصر، فهذه الدّماء الطّاهرة الزّكية التي أُريقت في وجه الطُّغيان أراد الله بها أن تكون سبيل النصر. فمنذ السّابع من أكتوبر من العام المنصرم  يمحّص الله الصادق من الكاذب والحق من الباطل، ويُبين الله عظمة الوعد المُبين من خلال الآيات العظيمة والدروس المستفادة من هذه الحرب ويُظهر فيها الحق على الملأ، وليعلم العالم كُلّه أن فلسطين لا تكون إلاّ لأهلها والباطل مدحور بقوّة الله ولا غالب إلا الله، ولا محالة أن الله سيُمكِّن المؤمنين في أرضهم ودينهم بعد كُلّ هذه الدّماء التي أُرِيقَتْ والأرواح التي أُزهِقَتْ.

هنيئًا لك الجنّة أيها البطل المغوار، وهنيئًا لشعب فلسطين المُناضل وجود مقاوم مثلك في تاريخ نضالهم، وهنيئًا لهذا الدّين أمثالك الذين نذروا أنفسهم من أجل جنّة عرضُها السماوات والأرض.

يقول تعالى { الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }.

كم أنت عظيم أيّها السّنوار وإن طالتك يدُ الغدْر؛ فالموْت في المعركة أعزّ وأشرف من تقبيل يد الأعداء، والموْت من أجل رايات الله رُقِيٌ ليس بعده رُقِي، وشرفٌ ليس بعده شَرَف.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان

قصف الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس، عدة مواقع في الضاحية الجنوبية لبيروت قال إنها تضم منشآت تحت الأرض يستخدمها حزب الله في تصنيع الطائرات المسيرة.

وشكلت عمليات القصف الإسرائيلية، التي استهدفت ثمانية مبان في أربعة مواقع، المرة الأولى منذ أكثر من شهر التي تقصف فيها إسرائيل ضواحي العاصمة اللبنانية، والمرة الرابعة منذ وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أميركية والذي أنهى آخر جولة من الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في نوفمبر الماضي.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن عمليات القصف تهدف إلى منع حزب الله من إعادة تجميع صفوفه بعد الحرب التي أدت إلى القضاء على جزء كبير من قياداته العليا وترسانته.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن حزب الله "يعمل على إنتاج آلاف الطائرات المسيرة تحت إشراف وتمويل جماعات إرهابية إيرانية".

وجاء في بيان الجيش أن حزب الله "استخدم الطائرات المسيرة على نطاق واسع في هجماته ضد دولة إسرائيل، ويعمل على توسيع صناعته وإنتاجه من هذه الطائرات استعدادا للحرب المقبلة".

ووفق الجيش الإسرائيلي فإن الأهداف التي يهاجمها تابعة للوحدة الجوية في حزب الله (الوحدة 127) في ضاحية بيروت الجنوبية.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قد هدد باستهداف عدد من المباني التابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية وطالب السكان بالقرب من هذه المباني الابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر.

وأفاد مسؤول في حزب الله، طلب عدم الكشف عن هويته بدعوى أنه غير مخول بالإدلاء بتصريحات علنية، إن المواقع المستهدفة لا تضم أي منشآت لإنتاج الطائرات المسيرة.

وأوضح المسؤول أن "أتفاق وقف إطلاق النار ينص على وجود آلية للتحقق في حال تقديم شكوى، لكن إسرائيل بشكل عام، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل خاص، يريدان استمرار الحرب في المنطقة".

وأسفر الصراع الأخير عن مقتل أكثر من 4000 شخص في لبنان، بينهم مئات المدنيين، في حين قالت الحكومة اللبنانية في أبريل إن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 190 شخصا آخرين وإصابة 485 شخصا منذ اتفاق وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • يوم القر.. أعظم الأيام بعد عرفة وفضائله التي يغفلها الكثيرون
  • تقرير| إيلون ماسك: أنا الأقوى.. وترامب: مخاصماك!
  • غزة.. حيث تتحول المساعدات إلى فخاخ
  • واشنطن: «الناتو» يقترب من التوصل إلى اتفاق لزيادة الإنفاق الدفاعي
  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • من هي الحاجة الأردنية التي توفاها الله في عرفات اليوم؟
  • قائد الثورة: فريضة الحج ليست مناسبة سياحية خاصة للاستغلال المادي بل مَعْلَم مقدَّس عظيم
  • موقف عظيم يشهد على توحيد الصفوف.. مشعر عرفات.. قلب الحج النابض
  • مشعر عرفات.. قلب الحج النابض وموقف عظيم يشهد على توحيد الصفوف
  • «المؤلفين والملحنين» تُلاحق محمود الليثي بسبب «يا مسهرني» لـ سيد مكاوي