يرى بعض المقربين من ترامب أن الاعتراف بدور كوشنر جاء متأخرًا ولكنه مهم. اعلان

رغم الانتقادات اللاذعة التي طالت صهر الرئيس ترامب، جاريد كوشنر، على مدار السنوات الماضية بوصفه "مالك عقار استغلالي" و"مسوّق نفوذ يتجاوز صلاحياته"، واتهامه بالمساهمة في خلق الفوضى خلال عهد الرئيس، تشير مجلة نيوزويك إلى أن كوشنر لعب دورًا حاسمًا في بعض إنجازات الإدارة الجمهورية، آخرها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، حيث شارك في المفاوضات حتى دون تولي منصب رسمي.

وتذكر المجلة أن عدة جهات، بينها هي نفسها، كانت قد سخرت من كوشنر. ففي يناير 2020 كتبت: "كوشنر يزعم أنه قادر على حل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني لأنه ‘قرأ 25 كتابًا عنه’"، وفي أبريل من العام نفسه، وضعت Vanity Fair عنوانًا يقول: "جاريد كوشنر يصف وفاة 58 ألف أمريكي بأنها 'قصة نجاح كبيرة'"، في وقت كان يقدم فيه إحاطات للأمريكيين حول الاستجابة لجائحة كوفيد-19.

وتضيف نيوزويك أن كوشنر أصبح منبوذًا في المشهد الاجتماعي والسياسي في واشنطن خلال عهد ترامب الأول، فاختار العودة إلى القطاع الخاص ورفض العمل في الإدارة الثانية بعد فوز صهره العام الماضي.

مع ذلك، تعزو المجلة له فضل إنجاز اتفاقيات التطبيع في الشرق الأوسط خلال ولاية ترامب الأولى، وتقول إنه ساهم أيضًا في إنشاء وتوزيع لقاح كوفيد-19 ضمن عملية "وورب سبيد"، رغم أنه لم ينل تقديرًا على أي من الإنجازين.

وتشير نيوزويك إلى أن الديمقراطيين غالبًا ما نظروا إليه على أنه مجرد "طفل محسوب على العلاقات العائلية" بلا خبرة أو مؤهلات في السياسة الخارجية، ساعدته صلاته العائلية على دخول هارفارد وNYU.

وكان الصحفي تاكر كارلسون قد قال عنه عام 2020: "لا أحد يزدري ناخبي دونالد ترامب أكثر من جاريد كوشنر، ولا أحد يعبّر عن ذلك بتكرار أكبر".

أما الخبير السياسي ستيف بانون فقال في مقابلة قبل ثلاث سنوات: "مصدر كل القرارات السيئة واحد: جافانكا"، في إشارة إلى الزوجين الشهيرين في واشنطن (جاريد+ إيفانكا).

نظرة ترامب مختلفة

ورغم الانتقادات، ترى نيوزويك أن ترامب كان ينظر إلى كوشنر كصوت ذكي وخارج عن المألوف، قادر على تناول قضايا الشرق الأوسط من منظور رجل أعمال في إدارة العلاقات، وتضيف أنه هذا "وهو ما ربما كانت المنطقة بحاجة إليه منذ البداية".

وقال ترامب الأسبوع الماضي عن دوره في وقف إطلاق النار بغزة: "وضعت جاريد هناك لأنه شخص ذكي يعرف المنطقة والناس والكثير من اللاعبين".

وتذكر نيوزويك أن كوشنر حافظ على علاقات جيدة مع المملكة العربية السعودية، وحصلت شركته الخاصة Affinity Partners على دعم من صندوق الاستثمار العام السعودي، رغم الانتقادات التي وجهها الديمقراطيون للشركة بسبب علاقاتها بالرياض واتهامه بتجاهل سجل المملكة في حقوق الإنسان ووجود تضارب مصالح نتيجة دوره غير الرسمي كأبرز دبلوماسي لترامب.

جاريد كوشنر قبل وصول الرئيس دونالد ترامب إلى مطار تيتربورو في نيوجيرسي، يوم الأحد، 13 يوليو 2025. Jacquelyn Martin/ AP

وترى المجلة أن هذه العلاقات من الرياض إلى الدوحة أعطت كوشنر القدرة على قيادة المفاوضات التي أسفرت عن وقف إطلاق النار في غزة.

ونقلت عن الحاخام يعقوب مينكن، نائب الرئيس التنفيذي للتحالف للقيم اليهودية، قوله: "غالبًا ما ينسى الناس أن جاريد كوشنر أمضى سنوات في بناء البنية التحتية الدبلوماسية التي جعلت الإنجازات الحالية ممكنة". وأضاف مينكن: "عرفه القادة العرب كصهر الرئيس ويهودي أرثوذكسي، وبنى الثقة معهم جميعًا".

وأشار مينكن إلى أن كوشنر كان دائمًا أقل تقديرًا كلاعب خلف الكواليس في جهود ترامب الدبلوماسية، وتابع: "غيّرت اتفاقيات أبراهام الشرق الأوسط إلى الأبد، وبُنيت على مجموعة من القيم الأساسية التي شكلت نشأة كوشنر. بتجاوز النقاش السياسي، بنى كوشنر أكثر من مجرد سلام عدائي، خلق إطارًا للتعاون المتبادل. ما قاله أجيال الدبلوماسيين إنه مستحيل، حققه بدعم من الرئيس ترامب".

الإشادة به بعد هدنة غزة

وبعد هدنة غزة، بدأ بعض الديمقراطيين يعترفون بدوره، إذ قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس جو بايدن: "أعطي الفضل للرئيس ترامب، وأعطي الفضل لستيف ويتكوف وكوشنر ووزير الخارجية ماركو روبيو. للوصول إلى ما وصلنا إليه اليوم، يحتاج الأمر إلى مجتمع كامل، وعزيمة، وعمل شاق جدًا".

كما أشاد السيناتور مارك كيلي باستراتيجية الرئيس في غزة، التي اعتمدت على كوشنر وويتكوف، قائلاً: "أرسل ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر للتفاوض على هذا، وحتى الآن سار الأمر على ما يرام".

دور في اتفاقيات التطبيع المقبلة؟

ويرى بعض المقربين من ترامب أن الاعتراف بدور كوشنر جاء متأخرًا ولكنه مهم، وقال بريان ليب، مستشار سياسي محافظ: "جاريد كوشنر، مثل ترامب، كان رجل أعمال في القطاع الخاص سنوات قبل دخوله السياسة. كلاهما جلب خبرته في الصفقات إلى الساحة الدبلوماسية، ولهذا حدثت اتفاقيات أبراهام في الولاية الأولى، ولهذا الآن عاد الأسرى الإسرائيليون إلى منازلهم ويلتقون بعائلاتهم".

وأضاف: "الدعم المستمر الذي يقدمه كوشنر لصهره والتزامه بإحلال السلام في الشرق الأوسط هو السبب وراء قربنا من نسخة جديدة من اتفاقيات أبراهام 2.0".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة دونالد ترامب غزة الحزب الجمهوري البيت الأبيض إيفانكا ترامب جاريد كوشنر إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة أسرى الضفة الغربية إسبانيا فرنسا الذكاء الاصطناعي نزوح الشرق الأوسط جارید کوشنر

إقرأ أيضاً:

ترامب من شرم الشيخ: لدينا سلام في الشرق الأوسط

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قمة شرم الشيخ حول غزة، الإثنين، أنه بإعلان انتهاء الحرب في قطاع غزة تم تحقيق "سلام في الشرق الأوسط".

وقال ترامب بعد توقيعه مع قادة مصر وتركيا وقطر وثيقة لضمان إنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس: "لقد حققنا معا ما كان يقول الجميع إنه مستحيل. أخيرا، أصبح لدينا سلام في الشرق الأوسط".

ووصف ترامب الاتفاق لوقف حرب غزة بأنه "الصفقة الأعظم على الإطلاق"، مشددا "سنأخذ الشرق الأوسط إلى مستقبل أفضل".

وقال ترامب أمام حشد من القادة العالميين في شرم الشيخ: "للمرة الأولى لدينا فرصة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط".

وأكد: "لن تحدث حرب عالمية ثالثة في الشرق الأوسط".

الزخم باتجاه السلام

وأبرز ترامب: "الزخم الآن هو باتجاه تحقيق سلام دائم في المنطقة.. أتمنى من الجميع الانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية".

وأضاف: "عودة الرهائن أمر مذهل والشعب الإسرائيلي يشعر بفرح غامر".

وأكد: "أنهينا الحرب في غزة وهذا سيكون بداية لشرق أوسط قوي يعيش في سلام وينبذ الإرهاب".

كما شدد على أن "الخطوات الأولى نحو السلام هي الأصعب".

ووجه كلمته للقادة الحاضرين: "القادة الذين حضروا قمة اليوم جاؤوا لأنهم يعرفون قيمة الحدث".

إنجاز تاريخي

"ما حققناه اليوم تاريخي وأحيي الفريق الأميركي والتاريخ قد يسجل اسم روبيو كأعظم وزير خارجية في تاريخنا"، حسب ترامب.

وعن إعادة إعمار غزة، قال الرئيس الأميركي: "بلدان غنية أبلغتني رغبتها في المساعدة بإعادة إعمار قطاع غزة".

كما أضاف في كلمته: "كثيرون يرغبون في الانضمام لمجلس السلام بشأن غزة وقد نحتاج إلى توسيعه".

وشدد على اتفاق الجميع على ضرورة دعم غزة.. "لا نريد أن نمول أي شيء يتعلق بالتحريض على الكراهية وإراقة الدماء".

مقالات مشابهة

  • تأجيل القمة الروسية العربية في موسكو.. تقرير يسلّط الضوء على تراجع الدور الروسي في الشرق الأوسط
  • الرئيس الأمريكي يطلب مغادرة الإعلام قاعة قمة السلام للاجتماع برؤساء الدول
  • ماذا قال الرئيس الأمريكي في نهاية كلمته بقمة السلام في شرم الشيخ؟
  • ترامب من شرم الشيخ: لدينا سلام في الشرق الأوسط
  • ترامب: لولا الرئيس السيسي ما كنا سنحقق السلام في الشرق الأوسط
  • الرئيس السيسي: مصر دشنت مسار السلام في الشرق الأوسط قبل ما يقارب نصف قرن
  • الرئيس الأمريكي: أخيرا حققنا السلام في الشرق الاوسط
  • كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال قمة شرم الشيخ للسلام
  • الرئيس السيسي: قمة السلام تفتح الباب لعهد جديد من السلام والانتصار لمنطقة الشرق الأوسط