كتب - فهد الزهيمي

"تصوير: هدى البحرية"

افتُتحت صباح اليوم ندوة التوقيت الإلكتروني «الفوتو فينيش» لألعاب القوى والتي ينظمها الاتحاد العُماني لألعاب القوى بالتعاون مع مركز التنمية الإقليمي لألعاب القوى التابع للاتحاد الدولي، وتشهد الندوة مشاركة واسعة من 13 دولة وهي مصر والعراق والإمارات والسعودية وقطر والكويت والأردن وسوريا ولبنان وتونس والجزائر وليبيا بالإضافة إلى سلطنة عُمان.

ويحاضر في الدورة التي تستمر لمدة 4 أيام المحاضر الدولي السعودي راجح الجهني. وحول هذه الندوة، قال هادي بن مسلم العلوي عضو مجلس الاتحاد العُماني لألعاب القوى، رئيس لجنة التطوير الفني بالاتحاد: هذه الدورة تستهدف الحكام من أجل رفع كفاءتهم في هذا الجانب وتبادل الخبرات فيما بينهم، وستحفل الندوة بالكثير من الجوانب، منها التطرق لمهام حكم التوقيت الإلكتروني، ومناقشة قواعد قانون ألعاب القوى الخاصة بالتوقيت الإلكتروني وكيفية اختار الأجهزة المناسبة للسباق، وأيضا التعريف بأجهزة «الفوتو فينيش»، وكذلك التهيئة للسباق وإدخال الأسماء وتوزيع المجموعات وتركيب الأجهزة والتشغيل واكتشاف الأخطاء وربط قياس الريح وربط لوحة النتائج وعمل سباقات تجريبية واستخراج النتائج.

وأضاف العلوي: أيضا تفتتح ندوة التخطيط للتدريب من خلال المنظور العلمي للعلوم المرتبطة بالارتباط بالتدريب، والتي سيحاضر فيها الدكتور حمدي عبدالرحيم، مدير مركز التنمية الإقليمي لألعاب القوى التابع للاتحاد الدولي، حيث سيتم التطرق حول مستجدات نظام تأهيل المدربين بالاتحاد الدولي، وكذلك مناقشة العلوم المرتبطة بتدريب ألعاب القوى وجوانبها التطبيقية، وأيضا التخطيط السنوي وفقا للبطولات المحلية والدولية، وكذلك عمل تطبيقات عملية لما تم دراسته من العلوم المرتبطة والتخطيط.

نقص في المتخصصين

أكد الدكتور حمدي عبدالرحيم، مدير مركز التنمية الإقليمي لألعاب القوى التابع للاتحاد الدولي، أن الدورات التدريبية الحالية تعد من أهم البرامج التطبيقية التي تخدم جوهر ألعاب القوى، كونها تربط بين الجانب العملي والنظري في الوقت نفسه، موضحًا أن اللاعب لا يمكن أن يتطور دون خوض المنافسات الرسمية التي تحتاج إلى وسائل قياس إلكترونية دقيقة ومعتمدة، مثل جهاز «الفوتو فينيش» الذي يُعد من الأدوات الأساسية لتحديد الترتيب والزمن في السباقات.

وأوضح الدكتور حمدي أن المنطقة العربية تعاني من نقص واضح في عدد المتخصصين القادرين على إدارة وتشغيل هذه الأجهزة الحديثة، مشيرًا إلى أن الاتحاد الدولي يُعد كوادر فنية متميزة تكتسب الخبرة ثم تنتقل للعمل في رياضات أخرى مثل الدراجات والسباحة، مما يجعل من الضروري تركيز الجهود لإعداد كفاءات متخصصة تخدم ألعاب القوى تحديدًا، وقال: من واجبنا كمركز تابع للاتحاد الدولي يخدم 12 دولة آسيوية و6 دول إفريقية أن نعمل على بناء منظومة فنية قادرة على إدارة هذه الأجهزة بكفاءة عالية.

وأضاف أن أحد أبرز التحديات التي تواجه المحاضرين في مثل هذه الدورات هو تفاوت مستوى الدارسين، حيث يشارك البعض ممن يمتلكون خبرة تحكيمية طويلة إلى جانب آخرين جدد تمامًا في هذا المجال، ما يفرض على المحاضر أن يوازن بين المستويات المختلفة في تقديم المادة العلمية، وأشار إلى أن المحاضرين يحرصون على الجمع بين الدروس النظرية والتطبيق الميداني في الملعب، لضمان استيعاب المشاركين لمهامهم المستقبلية بصورة عملية.

وبيّن مدير مركز التنمية الإقليمي لألعاب القوى، أن المراكز الإقليمية التسعة حول العالم تتعامل وفق لغات ومناطق محددة، موضحًا أن مركز القاهرة، الذي يتولى إدارته، يتبع الاتحاد الدولي ويتعامل مباشرة مع الاتحادين الآسيوي والأفريقي لألعاب القوى، وأن التمويل المخصص لهذه الدراسات يُقسم بين الاتحادين بحسب الحاجة. وقال: هذه الندوة تحديدًا جاءت بطلب من الاتحاد الآسيوي، وهي مخصصة للدارسين في ألعاب القوى فقط، نظرًا لحاجة بعض الدول إلى إعداد كوادر في مجالات محددة مثل أجهزة «الفوتو فينيش».

وأشار إلى أن أوروبا ما زالت تحتكر الجانب التقني في هذا المجال من خلال الشركات المصنعة والمشغلة، بينما تسعى المراكز الإقليمية العربية إلى كسر هذا الاحتكار عبر تأهيل كوادر وطنية تدير هذه الأنظمة في بلدانها، مضيفا: علينا أن نعتمد على أبناء أوطاننا في إدارة المنظومة التقنية لتقليل التكاليف المهدرة على الشركات الأجنبية.

تبادل الخبرات

وتحدث مدير المركز عن أهمية التعاون العربي في هذه الدورات، قائلًا إن الهدف لا يقتصر على التدريب الفردي، بل يمتد إلى إيجاد تبادل للخبرات بين المشاركين من مختلف الدول، مؤكدًا أن الاتحاد الدولي يدعم هذه المبادرات بشكل مباشر، وأن جميع الحاضرين في الدورة الحالية يتلقون الدعم من الاتحاد الدولي لألعاب القوى. وفيما يتعلق بالمحتوى العلمي، أوضح أن الندوة تدمج الجانبين النظري والعملي، بحيث يخرج الدارس في نهايتها قادرًا على تشغيل النظام الإلكتروني كاملًا، بدءًا من إعداد الخط الزمني، مرورًا باختبارات «زيرو تيست»، وصولًا إلى تحليل النتائج وتوثيقها، كما تتضمن الدورة تدريبات ميدانية تحاكي الواقع، من خلال تنظيم سباقات تجريبية يستخدم فيها المتدربون الأجهزة لقياس الفوارق الزمنية بين المتسابقين في ظروف دقيقة تحاكي المنافسات الرسمية.

وأكد الدكتور حمدي أن هذه التجارب العملية تمنح الدارسين فرصة لاكتساب خبرة حقيقية في التعامل مع مواقف السباقات المتقاربة، حيث لا يمكن الاعتماد على العين المجردة في تحديد الفائز عند وصول خمسة أو ستة متسابقين في توقيت متقارب جدًا، موضحًا أن الهدف هو تدريبهم على الدقة في التحليل الإلكتروني لمثل هذه الحالات.

كما أشاد مدير المركز باستضافة سلطنة عُمان لهذه الدورة، التي أتاحت الفرصة لأكبر عدد من الدارسين العرب للمشاركة، مشيرًا إلى أن الاتحاد الدولي عادة ما يخصص ممثلًا واحدًا من كل دولة، لكن استضافة عُمان لهذه الفعالية منحتها الحق في زيادة عدد المشاركين، كما استفادت سلطنة عمان من نفس الميزة باستضافة دورات مماثلة مكّنتها من إعداد كوادر وطنية إضافية، ونرحب بجميع الدارسين العرب، وهدفنا هو تخريج جيل جديد من المتخصصين القادرين على قيادة المنظومة التقنية لألعاب القوى في منطقتنا

كوادر تحكيمية مؤهلة

بينما أكد المحاضر الدولي السعودي راجح الجهني أن أجهزة «الفوتو فينيش» تمثل أحد الأعمدة الأساسية في رياضات السرعة الحديثة، ليس في ألعاب القوى فحسب، بل في مختلف الرياضات التي تعتمد على التوقيت والدقة، مثل سباقات الهجن والفروسية والدراجات والسيارات، مشيرا إلى أن هذه التقنية تمتلك مستقبلًا واسعًا في العالم باعتبارها عنصرًا رئيسيًا في توثيق النتائج وضمان نزاهة المنافسات.

وقال الجهني: تشارك في هذه الدورة 13 دولة، وهو ما يعكس الاهتمام المتزايد بتقنيات «الفوتو فينيش» على مستوى الوطن العربي، خصوصا مع التطور الكبير الذي شهدته هذه الأجهزة في السنوات الأخيرة، مشيدا بما يملكه الاتحاد العماني لألعاب القوى من كوادر تحكيمية مؤهلة وخبرات واسعة، ومنهم الحكم الدولي العُماني عبدالله الذهلي الذي يُعد من الأسماء البارزة في هذا المجال. وأشار إلى أن سلطنة عُمان والدول العربية شهدت تطورًا لافتًا في البنية التحتية للأجهزة الإلكترونية المستخدمة في المسابقات الرياضية، ما يعزز حضورها الإقليمي في إدارة البطولات وفق أحدث المعايير الدولية.

وحول محتوى الدورة الحالية، أوضح الجهني أن مدتها تمتد لأربعة أيام، وتتضمن محاضرات نظرية وتطبيقات عملية تركز على أهمية أجهزة «الفوتو فينيش» ودورها في تحديد النتائج بدقة متناهية، إلى جانب التدريب على كيفية تشغيل الأنظمة الإلكترونية واستخراج النتائج وعرضها على شاشات التلفزيون بطريقة احترافية، وأضاف: من بين المحاور الأساسية أيضًا استعراض التطورات التقنية في الكاميرات والأجهزة التي يشرف عليها الاتحاد الدولي لألعاب القوى سنويا لضمان مطابقة القياسات والنتائج للمعايير المعتمدة عالميا.

وفي سياق حديثه عن واقع الكوادر العربية، أوضح الجهني أن هناك عددًا من الحكام المتخصصين في هذا المجال في كل من سلطنة عُمان والسعودية ومصر، إلا أن العدد ما زال محدودا بسبب الطبيعة التقنية العالية لهذه الأجهزة، والتي تتطلب معرفة دقيقة بالبرمجيات والأنظمة الإلكترونية، وبيّن أن الاتحادين الآسيوي والدولي لألعاب القوى تدعم هذه المبادرات من خلال الاتحادات الوطنية، التي تتولى مسؤولية تنظيم واستضافة الدورات التدريبية، مشيدًا بالجهود الكبيرة التي بذلتها سلطنة عُمان في تنظيم هذه الدورة واستضافة المتدربين العرب في بيئة مثالية لتبادل الخبرات. وقال الجهني: هذه الدورة تمثل خطوة مهمة لتطوير الحكام العرب وإعداد كوادر قادرة على مواكبة التطور التقني المتسارع في مجال التحكيم الإلكتروني، بما يعزز مكانة ألعاب القوى العربية على الساحة الدولية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاتحاد الدولی للاتحاد الدولی فی هذا المجال الدکتور حمدی ألعاب القوى هذه الأجهزة أن الاتحاد هذه الدورة تحدید ا من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

لافروف: روسيا تزود إيران بالمعدات التي تحتاجها وتعاوننا العسكري معها ضمن القانون الدولي

روسيا – أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التعاون العسكري التقني بين روسيا وإيران يتم وفقا للقانون الدولي وروسيا تزود إيران بالمعدات التي تحتاجها.

وقال لافروف في تصريحات لممثلي وسائل إعلام عربية: “فيما يتعلق بتعاوننا العسكري التقني مع إيران، وبعد رفع عقوبات مجلس الأمن عنها لا توجد لدينا أي قيود، ونلتزم تماما بالقانون الدولي ونزود الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالمعدات التي تحتاجها”.

يذكر أن معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران التي وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني محمود بزشكيان في موسكو في 17 يناير 2025 دخلت حيز التنفيذ في 2 أكتوبر الجاري.

وتنص الاتفاقية على تعزيز التعاون على الساحة الدولية في ظل ظروف النظام العالمي متعدد الأقطاب الجديد، والتنسيق الوثيق داخل المنظمات متعددة الأطراف الرائدة، والجهود المشتركة لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة، ومواجهة التحديات والتهديدات المشتركة.

والمعاهدة المذكورة “تعكس الاختيار الاستراتيجي للقيادة السياسية العليا في روسيا وإيران لتعزيز علاقات الصداقة وحسن الجوار بشكل شامل، بما يتوافق مع المصالح الجذرية لشعبي البلدين” حسب الخارجية الروسية.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • ندوة في ذمار تناقش الإجراءات التي تضمنها قانونًا الإجراءات الجزائية والشرطة
  • بعثة مصر للإعاقات الذهنية تحصد 13 ميدالية في بطولة العالم لألعاب القوى
  • لايلز وماكلافلين مرشحان لجوائز الاتحاد الدولي لألعاب القوى
  • لافروف: روسيا تزود إيران بالمعدات التي تحتاجها وتعاوننا العسكري معها ضمن القانون الدولي
  • 6 ملاحظات على مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 46
  • وزارة التجارة تفتح باب التسجيل للمشاركة في معرض داكار الدولي
  • اتحاد اليد يختتم دراسة الرخصة (A) للمدربين بإشراف دولي
  • انطلاق الدورة السادسة لمهرجان بغداد الدولي للمسرح
  • مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يكشف عن بوستر الدورة 46