اليونيفيل للحرة: الدمار في جنوب لبنان صادم ومروع
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
أكد المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، أندريا تينتي، في تصريحات خاصة لقناة "الحرة"، السبت، أن الدمار الذي أصاب العديد من البلدات والقرى في الجنوب اللبناني "صادم ومروع"، معربا عن قلقه من "قرب" طرفي الصراع (عناصر حزب الله والقوات الإسرائيلية) من مواقع القوات الدولية.
وأوضح تينتي أن العديد من البلدات والقرى على طول الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل، تعرضت للكثير من الدمار، الذي "امتد إلى الجنوب، باتجاه مناطق عمل قوات الأمم المتحدة".
والخط الأزرق هو خط فاصل رسمته الأمم المتحدة عام 2000 لتأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوبي لبنان، وهو ليس حدوداً رسمية لكنه يُستخدم لتحديد الوضع الحدودي بين لبنان وإسرائيل.
وأضاف: "هذا الأمر مستمر، رغم أن قدرات الرصد محدودة بسبب العمليات العدائية".
وأشار إلى أن "الدمار الحالي أكبر بكثير مما رأيناه عام 2006"، في إشارة إلى الحرب التي اندلعت في يوليو من ذلك العام، بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، واستمرت لنحو شهر.
واعتبر المتحدث باسم "يونيفيل" أن استمرار الحرب الحالية، التي تشهد تصعيدا خطيرا منذ 23 سبتمبر الماضي، قد يعني "تطورها إلى نزاع إقليمي"، داعيًا إلى وقفها.
ولفت تينتي في حديثه لـ"الحرة"، إلى أن العديد من مراكز ومواقع قوات "اليونيفيل"، "تعرضت للقصف والاعتداءات"، خاصة "المواقع في بلدة الناقورة".
وأردف: "كنا واضحين بشأن هذا الموضوع، إذ ذكرنا سابقًا أن دبابة إسرائيلية كانت مرابطة قرب موقعنا في تلك البلدة، بالإضافة إلى وجود دبابة أخرى قريبة من مركز تابع لنا في بلدة راميا".
وأضاف: "رغم أن الوضع مقلق للغاية، فإننا لم نترك مواقعنا"، منبهًا إلى أن "الوضع مثير للقلق" بسبب الطرفين المتصارعين، إذ "يستمر حزب الله أيضًا بإطلاق الصواريخ نحو إسرائيل".
ونبه إلى أن بقاء قوات "يونيفيل" في مواقعها "جاء بناءً على موافقة من جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي، وبالتالي فإن تواجدنا مهم جدًا".
"القلق من الطرفين"وفيما يتعلق بما إذا كان مسلحو حزب الله، المصنف إرهابيًا في الولايات المتحدة، يتخذون من مراكز القوات الأممية درعًا لهم، أجاب تينتي: "لم تصلنا أي تقارير بشأن ذلك، لكن قرب الطرفين من مواقعنا أمر مثير للقلق، فعناصر حزب الله قريبون منا، ونفس الأمر ينطبق على القوات الإسرائيلية".
وأضاف: "أحيانًا يكونون على بعد بضعة أمتار من مواقعنا، وهذا أمر يثير القلق لدينا من كلا الجانبين، وينبغي تجنب هذا الوضع، لأن أمن وسلامة قوات حفظ السلام الأممية يجب أن تكون لها الأولوية الكبيرة".
وأشار تينتي إلى أن هناك مدنيين "لا يزالون يتواجدون في بعض المناطق بجنوب لبنان، ولا يعرفون إلى أين يذهبون، وبالتالي هم بحاجة إلى الحماية".
وأكد صحة التقارير التي تحدثت عن طلب إسرائيل من قوات "اليونيفيل" إخلاء مواقعها في جنوب لبنان، مشددًا على أن تلك الطلبات جرى رفضها.
وعن رأيه في تصريحات مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، التي قال فيها إنه ربما يتعين إعادة النظر في وجود القوات الأممية في لبنان، قال تينتي: "القرار في هذا الشأن يعود إلى مجلس الأمن الدولي، المسؤول عن مصير هذه القوات".
وشدد على أن القرار الدولي 1701، الذي صدر عام 2006، "لا يزال صالحًا لوقف القتال في لبنان"، مضيفًا أن "جميع القرارات الدولية يجب تنفيذها"، في إشارة إلى قرارات أخرى صدرت قبل ذلك، لاسيما القرار 1559، الذي ينص بشكل رئيسي على نزع سلاح كل الميليشيات في لبنان.
يشار إلى أن "يونيفيل" هي قوة تابعة للأمم المتحدة تم إنشاؤها عام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوبي لبنان، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة الحدودية، ودعم الحكومة اللبنانية في بسط سلطتها، كما أن مهمتها الأساسية أيضاً، تنفيذ القرار 1701.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: القوات الإسرائیلیة فی لبنان حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
إعلام عبري: حزب الله يستنفر في الجنوب ويوزع معدات استعدادا لاحتمال الحرب مع إسرائيل
أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأربعاء بأن حزب الله اللبناني عقد سلسلة لقاءات مع وجهاء القرى الشيعية في جنوب لبنان خلال الأيام الأخيرة، في إطار الاستعداد لسيناريو حرب جديدة مع إسرائيل.
ووفقًا للمصادر، طلب الحزب من الوجهاء فتح المساجد وقاعات المناسبات أمام الأهالي والنازحين، تحسبًا لتجدد القتال.
ويأتي هذا الحراك بالتزامن مع تزايد التحذيرات الأمريكية لحزب الله بضرورة نزع سلاحه جنوب نهر الليطاني، تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1701. غير أن الحزب، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام، لا يبدي أي نية للاستجابة للضغوط، معتبرًا المهل الزمنية "تأويلات سياسية لا تستند إلى أرضية واقعية".
استعدادات ميدانية وتشديدات أمنية
وأوضحت مصادر أمنية لبنانية أن حزب الله اتخذ إجراءات ميدانية صارمة في الجنوب، شملت توزيع معدات ولوجستيات على عدد من القرى، وتقييد استخدام الهواتف المحمولة بين عناصره تجنبا للاختراقات التقنية.
كما رُصدت تحركات داخلية تهدف إلى إعادة تأهيل بعض المراكز والمستودعات التي استهدفت في جولة القتال الأخيرة في سبتمبر 2024.
وبحسب مصدر أمني في التنظيم، فإن الحزب يتعامل مع المرحلة المقبلة بجدية مطلقة، ويستعد لثلاثة سيناريوهات رئيسية:
الحفاظ على الوضع القائم مع استمرار الضربات المحدودة.
توسيع رقعة الاشتباكات دون الدخول في حرب شاملة.
انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة مشابهة لما جرى في عملية "سهام الشمال".
ضغوط أمريكية وتحذيرات لبنانية
وكانت واشنطن قد شددت لهجتها مؤخرا، مطالبةً بانسحاب كامل لحزب الله من الجنوب والتزام رسمي من الحكومة اللبنانية بنزع سلاح الميليشيا، كشرط مسبق لاستئناف المساعي الدبلوماسية.
وأعلنت الخارجية الأمريكية أن مبعوثها إلى الشرق الأوسط، توم باراك، لن يزور بيروت قبل صدور موقف واضح من الدولة اللبنانية.
من جهتها، حذرت قوى المعارضة اللبنانية من تداعيات تصعيد جديد، مشيرة إلى أن استمرار حزب الله في تجاهل قرارات الشرعية الدولية "يعرض لبنان إلى عزلة دولية وعقوبات إضافية".
إسرائيل: لا انسحاب من الجنوب والقرى لن تعاد بناؤها
في المقابل، أعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أن "هناك احتمالا حقيقيًا لنزع سلاح حزب الله هذه المرة"، مشيرًا إلى أن "القيادة الإيرانية، وعلى رأسها خامنئي، فقدت اهتمامها بمصير التنظيم".
وأضاف خلال مؤتمر "تعزيز الشمال": "الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من المواقع التي يسيطر عليها داخل الأراضي اللبنانية... القرى الشيعية التي دمرت لن تعاد بناؤها".
مناورات سياسية وتحضير عسكري
وفقا للتقارير فأنه رغم تأكيد الحزب أنه لا يسعى إلى التصعيد، إلا أن الاستعدادات المكثفة في الجنوب تشير إلى أن التنظيم يتعامل مع المرحلة المقبلة كأنها مفصلية في مسار الصراع مع إسرائيل.
وقال مصدر مقرب من قيادة الحزب: "ثمن الحرب باهظ، لكن ثمن الاستسلام أثقل. إذا لم تُزعج إسرائيل سلاحنا، فلماذا تصر على تجريده؟".