"فاينانشيال تايمز" تتساءل: هل تخسر كامالا هاريس الدعم بين الناخبين السود؟!
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تساءلت صحيفة"فاينانشيال تايمز"البريطانية، في عددها الصادر اليوم /الأحد/ عما إذا كانت نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الرئاسية للانتخابات المقبلة كامالا هاريس ستخسر أصوات الناخبين السود، خاصة مع نجاح منافسها والرئيس السابق دونالد ترامب في تحقيق تقدم مع هذه الفئة الديموغرافية التقليدية في استطلاعات الرأي الأخيرة؟!.
وأفادت الصحيفة - في سياق تقرير أعده مراسلها في واشنطن - أن الناخبين السود، الذين يشكلون 33% من الناخبين في ولاية جورجيا المتأرجحة الرئيسية، أعلنوا صراحة احتمالية تأييدهم لترامب، الأمر الذي شكل أزمة جديدة أمام محاولات هاريس للفوز بالبيت الأبيض.
وذكرت الصحيفة أن استطلاعات الرأي أظهرت أن ترامب يتفوق بشكل طفيف على هاريس في جورجيا، وذلك بفضل نجاحه هذا العام في استقطاب بعض الناخبين الأمريكيين من أصل أفريقي، خاصة الرجال السود - من منافسته الديمقراطية.
ويتخلف دعم هاريس بين الناخبين السود في جورجيا عن المستويات التي حققها الرئيس جو بايدن في فوزه الضيق بـ 11779 صوتًا في عام 2020.. ووفقًا لبيانات استطلاع الرأي الصادرة هذا الأسبوع من مؤسسة Insider Advantage، فقد بلغت حصة ترامب من أصوات السود في جورجيا 14%، مقارنة بـ 11% في عام 2020 في حين بلغت حصة هاريس 86%، وهي أقل من 88% لبايدن.
وأظهر استطلاع أجرته صحيفة "أتلانتا جورنال كونستيتيوشن" هذا الأسبوع اتجاهًا مشابهًا، حيث حصلت هاريس على 77% من دعم السود، وهي أغلبية ساحقة ولكنها لا تزال أقل بنحو 10 نقاط فقط من العدد الذي يحتاجه الديمقراطيون عادةً للفوز على مستوى الولاية. ووجد الاستطلاع أن 12% لم يحسموا أمرهم.
وتعليقًا على ذلك، قال تشارلز بولوك، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورجيا - في تصريح خاص للفاينانشيال تايمز - إن أرقام هاريس كانت تتحسن مؤخرًا، لكنها ما زالت غير قوية بما يكفي، وأضاف:" أن هاريس ليس لديها مستوى الدعم الأسود الذي تحتاجه للفوز بأصوات الولاية.. ومع ذلك، فهي تقترب مما تحتاجه".
وفي تقريرها،أوضحت الصحيفة البريطانية أن كلتا الحملتين للمرشحين الرئاسيين تتوددان بقوة للناخبين السود في جورجيا حيث توجهت هاريس إلى أتلانتا أمس السبت وظهرت أمام حشد مختلط عرقيًا مع مغني آر أند بي آشر وقالت: "نحن الأضعف، لكننا سنفوز".. وروجت هاريس لما أسمته بـ "أجندة الفرص الجديدة للرجال السود" - التي تم الإعلان عنها هذا الأسبوع فقط - وتتضمن مقترحات للحصول على قروض لرواد الأعمال السود الذين يبدأون عملًا تجاريًا.. وتهدف هذه الخطوة إلى مواجهة إحدى نقاط القوة الأساسية لترامب مع الناخبين وهي: الاقتصاد والوظائف.
وجاء ظهورها بعد أربعة أيام فقط من عقد ترامب تجمعًا في أتلانتا ظهر فيه متحدثون سود بشكل بارز، بما في ذلك ميكايلا مونتجمري، وهي ناشطة محافظة محلية قالت في عهد بايدن، "لم يهتم الديمقراطيون بالرجال السود ما لم يكونوا موتى أو مثليين".. ومن المقرر أن يعود ترامب - الذي أخبر جمهور أتلانتا أن المهاجرين غير الشرعيين "يدمرون مجتمعنا الأفريقي الأمريكي العظيم" - إلى جورجيا لحضور تجمع جماهيري في وقت لاحق من يوم الأربعاء المقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أن فوز بايدن الضئيل في جورجيا في عام 2020 كان حاسمًا لانتصاره الوطني، كما أنه أثار سلسلة من الأحداث المثيرة للجدل، بدءًا من مكالمة ترامب الهاتفية مع أعلى مسئول انتخابي في جورجيا حيث قال:"أريد فقط العثور على 11780 صوتًا".. وتابعت: أن انخراط ترامب مع الناخبين السود في جورجيا وغيرها من الولايات المتأرجحة هذا العام يعكس بالفعل نجاحه مع مجموعات أخرى ذات ميول ديمقراطية تقليدية، بما في ذلك العمال النقابيون واللاتينيون والناخبون من ذوي الياقات الزرقاء.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: هاريس أصوات الناخبين السود الناخبین السود
إقرأ أيضاً:
تصدعات في الحزب الجمهوري.. قاعدة ترامب تطالب بمراجعة الدعم الأعمى لـإسرائيل
نشرت مجلة بوليتيكو الأمريكية تقريراً موسعاً، رصدت فيه تحولات لافتة داخل أوساط التيار الجمهوري المحافظ، لا سيما في قاعدة الرئيس دونالد ترامب المعروفة باسم "ماغا" (لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى)، والتي بدأت على نحو غير مسبوق، في توجيه انتقادات علنية للاحتلال الإسرائيلي، وسط تصاعد الغضب من الحرب المستمرة على غزة وتداعياتها الإنسانية.
ورغم هذا التحول داخل التيار اليميني، يواصل ترامب وفق التقرير تبنّي موقف أكثر حذراً، يوازن فيه بين دعم الاحتلال الإسرائيلي كحليف استراتيجي تقليدي، والضغط المتزايد من قواعده السياسية المطالبة بمساءلتها عن "المجازر" في غزة، والتي وصفها عدد من حلفائه بأنها وصمة أخلاقية تضر بصورة الولايات المتحدة عالميًا.
ترامب: لا نريد مكافأة حماس
في تصريحات أدلى بها على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من زيارة إلى اسكتلندا، قال ترامب إنه لا يرى ضرورة للضغط حالياً على الاحتلال الإسرائيلي لوقف إطلاق النار، معتبراً أن ذلك "قد يبدو بمثابة مكافأة لحماس"، إلا أنه شدد على أن إدارته "لا تتجاهل المعاناة الإنسانية في غزة"، وأعلن عن خطة لتقديم مساعدات غذائية وإنشاء مراكز لتوزيعها داخل القطاع.
ورغم تمسك غالبية النواب الجمهوريين بالدعم المطلق للاحتلال الإسرائيلي، فإن نبرة الخطاب بدأت تتغير، ولو بخجل. فقد قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، جون ثون، إن "على أمريكا أن تبذل قصارى جهدها لمساعدة إسرائيل، ولكن هناك الكثير من الجهات المعرقلة في ملف المساعدات الغذائية لغزة".
أما السيناتور الجمهوري إريك شميت، فقد جدد دعمه غير المشروط لحق الاحتلال الإسرائيلي في الدفاع عن نفسه، مؤكداً أن "ما جرى في 7 تشرين الأول/أكتوبر هو هجوم إرهابي على دولة ذات سيادة، ويجب ألا ننسى ذلك".
"ماغا": من الدعم المطلق إلى الاتهام بالإبادة
غير أن أكثر المواقف اللافتة جاءت من داخل التيار اليميني نفسه. فقد وصفت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين، في تغريدة لها، ما يجري في غزة بأنه "إبادة جماعية" لا تقل فظاعة عن هجمات حماس. كما وجّهت انتقادات لاذعة لزملائها في الحزب، واتهمت بعضهم بالانحياز الأعمى للاحتلال الإسرائيلي.
ويبدو أن هذا التحول يعكس توجها عاما في الرأي العام الأمريكي، فقد أظهر استطلاع حديث أجراه معهد "غالوب" أن 60% من الأمريكيين لا يوافقون على الأداء العسكري الإسرائيلي في غزة، رغم أن 71% من الجمهوريين لا يزالون يدعمونه، وهي نسبة لم تتغير كثيرًا منذ عهد ترامب.
"إسرائيل" عبء سياسي على ترامب
من جهتهما، صعّد كل من النائب الجمهوري السابق مات غيتز والمستشار السابق لترامب، ستيف بانون، من لهجتهما ضد الاحتلال الإسرائيلي، محذرين من أن "الحرب على غزة قد تجرّ عواقب سياسية وخيمة على ترامب، في ظل تزايد مشاعر الغضب لدى الشباب والمحافظين غير التقليديين.
في سياق متصل، صعّدت دول أوروبية من ضغوطها على تل أبيب، حيث أعلنت بريطانيا أنها قد تنضم إلى فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطينية في حال لم يوافق الاحتلال الإسرائيلي على وقف إطلاق النار بحلول أيلول/سبتمبر المقبل. كما هددت دول أوروبية أخرى بفرض عقوبات في حال استمر الاحتلال الإسرائيلي في تجاهل النداءات الإنسانية.
لكن الحكومة الإسرائيلية واصلت تحميل حركة حماس مسؤولية تدهور الأوضاع في غزة، نافية ارتكاب جرائم حرب أو إبادة، وهو ما أكده مجددًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مدعيًا أن حجم المساعدات التي تدخل القطاع "كافٍ".
البيت الأبيض: ندعم "إسرائيل"
ورفض البيت الأبيض التعليق المباشر على موقف الإدارة من الأزمة، لكن مسؤولا رفيعا تحدث لمجلة "بوليتيكو" شريطة عدم الكشف عن هويته، وقال إن "الهدف النهائي للرئيس ترامب هو إنهاء الحرب وإنقاذ الأطفال وإعادة الأسرى وجعل المنطقة أكثر ازدهارًا"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن "البيت الأبيض لا يرى في أفعال إسرائيل ما يرقى إلى الإبادة الجماعية".
وفي مؤتمر صحفي لوزارة الخارجية الأمريكية، وصفت المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس، اتهامات الإبادة بأنها "شائنة ولا أساس لها"، في حين كرر السفير الأمريكي لدى الاحتلال الإسرائيلي، مايك هاكابي، نفس الخطاب على قناة فوكس نيوز، مؤكدًا أن "الوضع قد ينتهي بسرعة إذا قررت حماس أنها لا مستقبل لها".
يطرح التقرير في ختامه سؤالا محوريا٬ هل بدأ الحصن الجمهوري التقليدي في دعم إسرائيل يتصدع تحت وطأة المجازر في غزة؟ ورغم استمرار الدعم من المؤسسة الحزبية، إلا أن بوليتيكو ترى في التحولات الجارية داخل "ماغا" مؤشراً على بداية تغير كبير، ستكون له تداعيات على السياسة الخارجية الأمريكية، وعلى علاقة واشنطن بتل أبيب.