محافظ الفيوم يشدد على تسريع وتيرة العمل لإنهاء ملفات التصالح
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
عقد الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، اجتماعاً مع رؤساء المدن، ورؤساء اللجان الفنية للتصالح، لمتابعة معدلات الأداء بملف التصالح في بعض مخالفات البناء، وآليات تسريع وتيرة العمل لإنهاء كافة الملفات في أسرع وقت.
جاء ذلك بحضور الدكتور محمد التوني نائب المحافظ، و أحمد شاكر سكرتير عام المحافظة المساعد، والمهندس محمد عبد الوهاب وكيل وزارة الإسكان، وهاني الحسيني مدير الدعم الفني ومتابعة المراكز التكنولوجية بالمحافظة، وعدد من ممثلي الجهات ذات الصلة.
خلال الاجتماع، تابع محافظ الفيوم، معدلات الأداء بملف التصالح في بعض مخالفات البناء، وراجع مع رؤساء مجالس المدن، عدد الطلبات المقدمة بكل مركز، وعدد الطلبات الموجودة باللجان الفنية، وأعداد الطلبات بالإدارات الهندسية المختصة بالبت في التصالح فى بعض مخالفات البناء، وما تم إنهاؤه منها، موجهاً بضرورة استيفاء جميع الطلبات المقدمة للتصالح قبل العرض على اللجنة الفنية، وتسريع وتيرة العمل للانتهاء من كافة الطلبات المقدمة للتصالح.
لجان فنيةووجه المحافظ، سكرتير عام المحافظة المساعد، بالتنسيق مع نقابة المهندسين، للاستعانة بعدد من المهندسين الجدد بنظام التعاقد، للعمل باللجان الفنية، مشدداً على وكيل وزارة الإسكان، ومدير هيئة الأبنية التعليمية، بسرعة استبدال مهندسي اللجان الفنية غير المنتظمين، بهدف انتظام عمل اللجان الفنية وإنهاء ملفات التصالح في أسرع وقت ممكن.
كما وجه محافظ الفيوم، نائب المحافظ، وسكرتير عام المحافظة المساعد، بالتنسيق مع رؤساء مجالس المدن، ورؤساء الإدارات الهندسية، ومدير الدعم الفني بالمحافظة، ورؤساء اللجان الفنية، لعقد اجتماعات عاجلة لحل جميع المشكلات التقنية والإجرائية التي تعيق عمل اللجان الفنية بمراكز المحافظة الستة، كما كلف مدير الدعم الفني بالمرور غداً على مراكز الفيوم وطامية وأبشواي، وبعد غد على مركز يوسف الصديق، لمتابعة عمل المراكز التكنولوجية وحل أي مشكلات تقنية قد تعيق عمل اللجان الفنية للتصالح.
IMG-20241021-WA0018 IMG-20241021-WA0019المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفيوم ملفات التصالح تسريع وتيرة العمل محافظ الفيوم اللجان الفنیة محافظ الفیوم
إقرأ أيضاً:
تقديس المدير
جابر حسين العماني
عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
تعاني بعض المجتمعات العربية والإسلامية من ظاهرة خطيرة على المجتمع، وهي تقديس المديرين المسؤولين، ظاهرة مؤسفة جعلت بعض المديرين شخصيات مغرورة لا ترى إلا نفسها، ترفض النقد البناء، وكأنها لا تزال تعيش في عصر من عصور الطغاة، كفرعون الذي كان يقول: "أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ"، وهو سلوك سلبي لا يهدد مكانة المؤسسات الحكومية والخاصة فحسب، بل يؤخر التقدم والازدهار ويجعل روح الفريق الواحد في بيئة العمل ضعيفة جدا، لا اعتبار لها ولا مكانة ولا إجادة، وذلك بسبب تقديس المديرين وغرورهم وعدم تقبلهم للنقد البناء.
قال الإمام محمد الباقر: "مَا دَخَلَ قَلْبَ اِمْرِئٍ شَيْءٌ مِنَ اَلْكِبْرِ إِلاَّ نَقَصَ مِنْ عَقْلِهِ مِثْلَ مَا دَخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ قَلَّ ذَلِكَ أَوْ كَثُرَ".
إن من المؤسف جدا أن يتحول النقد البناء للمدير المغرور في بعض المؤسسات العربية والإسلامية إلى جريمة نكراء، تقابل بالتوبيخ أو الإقصاء أحيانا، بينما يحترم الموظف المتملق والمرائي، ويرتفع بسلوكه درجات لا يستحقها في بيئة العمل فقط لأنه لمع مكانة المدير، وكأننا نعمل لخدمة المسؤول، وليس لخدمة الوطن وازدهاره، وحفظ أمجاده.
لا بد أن يعلم كل من يعمل في بيئة العمل أن النقد البناء الصادق يعد البوابة الرئيسية للتطوير والارتقاء إلى بيئة عمل أفضل، وهو من أهم المظاهر الحضارية التي لا غنى عنها، والذي له دلالات واضحة ومن أهمها تجنب الغرور وتعزيز العمل الجماعي على الشراكة الحقيقية والانتماء الوطني المخلص في أثناء العمل.
إن تقديس المدير المسؤول في مواقع العمل لا يصنع البيئة المناسبة والصالحة للإنتاج المثمر في التكامل المهني المطلوب، بل يخلق الكثير من القلق والتوتر بين الموظفين، ويحفزهم على التعامل بالتملق بدلا من إبداء الصراحة والنقد البناء، وهنا من الطبيعي جدا غياب روح الحوار، وانطفاء الأفكار الخلاقة والمطلوبة، واختفاء الإبداع والتألق والنجاح، لأن الموظفين مشغولون بإرضاء المسؤول وتلميع صورته لمصالح خاصة، بدلا من خدمة الوطن والمواطنين، وتغيب بذلك روح العمل الجاد والفاعل الذي ينبغي أن يكون متحققا في بيئة العمل.
اليوم نحن بحاجة ماسة إلى مؤسسات حكومية نافعة وجادة، تتبنى النقد البناء والفعال وترفض الغرور بأشكاله ومسمياته، وتميز بين احترام المسؤولين ومحاسبة قراراتهم، ذلك أن الإدارة سواء كانت في المؤسسات الحكومية أو الخاصة ينبغي أن تنصت للجميع، ولا تميز أحدا دون آخر إلا بالتميز والإجادة، وتؤمن بمبدأ الحوار والنقاش الجاد، وتعيد النظر فيما يخص القرارات المطروحة بهدف التطوير ونقل العمل إلى ما هو أفضل وأجمل وأحسن، بما يخدم الوطن والمواطنين، وتجنيب بيئة العمل سياسة تكميم الأفواه وتقديس المسؤولين مهما كانت درجاتهم ومناصبهم وشأنهم في الوسط الاجتماعي.
اليوم ومن أجل نجاح بيئة العمل، لا بد من التركيز على ممارسة الصفات الأخلاقية والتي منها التواضع، فليس هناك سلوك أرقى منه، فينبغي على المسؤولين، من مديرين وغيرهم من أصحاب المناصب العليا أو ما دون ذلك، أن يتواضعوا مع موظفيهم، ويكون ذلك من خلال الاستماع إليهم، وتحفيزهم على العمل، والمرونة في الإدارة، والقدوة الحسنة، واحترام ثقافة النقد وتقبلها.
أخيرًا: نحن في زمن تكاثرت فيه المناصب بأنواعها المختلفة، وتقلصت الكثير من القيم والمبادئ الإنسانية، ولا زالت أوطاننا العربية والإسلامية بحاجة ماسة إلى مديرين مسؤولين مخلصين يصنعون الفرق بأخلاقهم الطيبة واجتهادهم، يحاربون التفرقة والتمزق والغرور وحب الذات، ساعين لإدارة القلوب قبل الملفات والاجتماعات والقرارات، تلك هي أفضل وأجمل وأقوى أدوات الإدارة الناجحة التي لا بد من ممارستها وتقديمها في بيئة العمل بكل إخلاص ووفاء وتفان، وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
تَوَاضَعْ تَكُنْ كَالنَّجْم لاحَ لِنَاظِرِ**عَلَى صَفَحَاتِ الْمَاءِ وَهُوَ رَفِيعُ
وَلا تَكُ كَالدُّخَانِ يَرْفَعُ نَفْسِهُ**إلى طَبَقَاتِ الْجَوِّ وَهُوَ وَضِيعُ
رابط مختصر