اضطراب ما بعد الصدمة.. انتحار جندي اسرائيلي بعد استدعائه مرة أخرى إلى غزة
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
قام إليران مزراحي أحد جنود الاحتياط الاحتلال الإسرائيلي ، البالغ من العمر 40 عامًا، بإنهاء جياته بسبب إضطراب ما بعد الصدمة إثر انتشاره في غزة بسبب الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الفلسطينية حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وأرسل جندي الاحتياط الإسرائيلي إليران مزراحي، الأب لأربعة أطفال وعمره 40 عامًا، إلى غزة بعد الهجوم، الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، لكنه عاد شخصًا مختلفًا، مصابًا بالصدمة مما شهده في الحرب ضد "حماس" في القطاع، وفقًا لما ذكرته عائلته لشبكة "سي إن إن"، وبعد ستة أشهر من إرساله للقتال، كان يعاني بسبب اضطراب ما بعد الصدمة في المنزل، وقبل إعادة نشره، انتحر منهيًا حياته، بحسب سي إن إن الأمريكية.
قالت والدته جيني مزراحي لشبكة سي إن إن الأمريكية: “لقد توفي بعد ذلك بسبب الصدمة”، مضيفة أنه لقد خرج من غزة، لكن غزة لم تخرج منه.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يقدم الرعاية لآلاف الجنود الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة أو أمراض عقلية ناجمة عن الصدمات أثناء الحرب ، ومن غير الواضح عدد الأشخاص الذين انتحروا، حيث لم يقدم جيش الدفاع الإسرائيلي رقمًا رسميًا.
وسلطت مجموعات الإغاثة والأمم المتحدة الضوء مرارًا وتكرارًا على العواقب الكارثية للحرب على الصحة العقلية للمدنيين في غزة، الكثير منهم كانوا قد تعرضوا إلى الندوب بالفعل بسبب الحصار الذي استمر 17 عامًا وحروب عديدة مع إسرائيل، وفي تقرير صدر في أغسطس، ذكرت الأمم المتحدة أن تجارب سكان غزة تتحدى التعريفات الطبية الحيوية التقليدية لاضطراب ما بعد الصدمة، نظرًا لعدم وجود 'ما بعد' في سياق غزة.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن 10 جنود أنهوا حياتهم بين 7 أكتوبر و11 مايو، وفقًا للبيانات العسكرية التي حصلت عليها الصحيفة.
ووجد أكثر من ثلث الجنود الذين تم سحبهم من القتال أن لديهم مشكلات صحية عقلية. وفي بيان صدر في أغسطس، وأفادت شعبة إعادة التأهيل بوزارة الحرب الإسرائيلية، بـأن أكثر من 1000 جندي جريح جديد يتم سحبهم من القتال كل شهر للعلاج، يشكو 35 % منهم من حالتهم العقلية، مع تطور 27 %، رد فعل عقلي أو اضطراب ما بعد الصدمة"، وأضافت أنه بحلول نهاية العام، من المحتمل أن يتم قبول 14000 مقاتل جريح للعلاج، ومن المتوقع أن يواجه نحو 40 % منهم مشكلات صحية عقلية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصحة العقلية الجن وزارة الدفاع الجنود فلسطيني حركة حماس المتحدة الاحتلال الاسرائيلي اضطراب ما بعد الصدمة
إقرأ أيضاً:
عن الذين خاطروا بأنفسهم وأموالهم فلم يرجعوا من ذلك بشيء
مع إقبال أيام العشر من ذي الحجّة يبدأ الحديث عن فضائل هذه الأيّام وعن فضل العمل الصّالح فيها وأنّ العمل الصالح فيها أفضل من الجهاد في سبيل الله تعالى، وعمدة الاستشهاد على هذا المعنى هو الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: "ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ". وللحديث رواية قريبة عند الترمذي وغيره يقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ. قالوا: يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجل خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ".
عادة ما ينصبّ الاستشهاد والاستدلال بهذا الحديث على أنّ العمل الصالح بمفهومه العام أفضل حتى من الجهاد في سبيل الله تعالى، وقلّة هم الذين يلتفتون ويتوقفون مليّا عند ذلك الرجل الذي خصّه رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالذكر؛ مبينا أنّه لا يفوقه أحد فضلا ولا يتفوق عليه مؤمن عملا، وهو الرجل المخاطر بنفسه والمخاطر بماله ملقيا بها في مواطن الواجب والجهاد والنصرة فلم يرجع من نفسه ولم يرجع من ماله بشيء.
إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم يلفت أنظار أمّته على مرّ الزمان إلى النّموذج الذي يصنع الفرق في الانتصار والتغيير، فكلّ الأعمال الصالحة جليلة، وكل الأعمال الصالحة خير وبركة، لكن عليكم أن تنتبهوا إلى أنّ أعظم الأعمال وأجلّ الأعمال التي لا يسبقها متسابق ولا يدرك شأوها مغامر؛ هي تلك التي تنطوي على إلقاء المرء نفسه في مواطن الخطر مقتحما ومضحيا وغير هيّاب بأحد.
إنّها المخاطرة بالنفس في زمن الخوف والركون وحب الدنيا وكراهية الموت وهيمنة الغثائيّة، والمخاطرة بالمال في زمن الملاحقة والاتهام، وتجفيف المنابع وتجريم الإنفاق في مواطن الحق والنصرة؛ المخاطرة وحدها التي ترهب العدو وتحرّر الأوطان وتصنع التغيير وتهدم الباطل وتحقّ الحقّ، وما أعظم تلك المخاطرة حين تبلغ منتهاها فيصل المال إلى موطن الواجب وتصل الرّوح إلى مستقرّها فتحطّ رحالها في الجنان التي طالما تاقت إليها، وهذا هو ما أشار له رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قيل له: "يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ".
وإنّ هذه المخاطرة بالنفس والمال منسجمة مع طبيعة هذه الأيّام التي هي أيّام التكبير المطلق ثم المقيّد، فمن عرف أنّ "الله أكبر" حقا وأيقن بذلك حق اليقين فإنّه لا يهاب ظالما ولا يخاف عدوا ولا يذل لمتغطرس ولا يتقهقر أمام عدوّ؛ وما أعظم الكلمات التي صدح بها الأستاذ والزعيم الإسلامي عصام العطار رحمه الله تعالى يوما على منبر مسجد جامعة دمشق وهو يهدر بمعاني "الله أكبر" في وجه الظالمين، وكان ممّا قاله يومها:
"اللهُ أكبـر رَمْزُ صُمودِنَا
اللهُ أكبـر روحُ جهَادِنا
اللهُ أكبـر سِـرُّ قُوّتِنا وانتصارِنا
اللهُ أكبـر بها صَدَعْنا كلَّ باطِل
اللهُ أكبـر بها قَصَمْنا كلَّ جَبّار
اللهُ أكبـر بها نُواجِهُ كلَّ طَاغُوت
اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، لا إلهَ إلاّ الله
اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، ولِله الحمد
اللهُ أكبـر نَشُـقُّ بها دَيَاجيرَ الظلامِ والْيَأْس
اللهُ أكبـر نُوقِدُ بها مَصَابيحَ الأَمَلِ والْفَجْر
اللهُ أكبـر نَطْرُدُ بها روحَ الهزيمةِ والْوَهْن
اللهُ أكبـر نُحْيي بها مَيِّتَ العَزَائِمِ والهِمَم
اللهُ أكبـر نُحَوِّلُ بها الضعيفَ قوِيّا، والجبانَ شُجاعا، ونُحَقِّقُ بها انتصارَ الحريَّةِ والكَرامَة، والحقِّ والعَدالَة، والإحسانِ والْخَيْر
اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، لا إلهَ إلاّ الله
اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، ولِله الحمد
يا إخْوَتي؛ يا أخواتي: امْلؤوا قُلوبَكُمْ وعُقولَكم، وحَنَاجرَكُمْ وَأَجْوَاءَكُم، وسَمْعَ الزَّمَانِ والمكانِ بهذه الكلمةِ العظيمةِ الخالدةِ: اللهُ أكبـر.
اللهُ أكبـر تُحَرِّرُكُمْ مِنْ أهوائكُمْ وشَهَوَاتِكُمْ وأخطائكُمْ، وظُلْمِكُمْ لأنفسِكُمْ وغَيْرِكم، كما تُحَرِّرُكم مِنْ كلِّ طاغيةٍ ظالمٍ آثِمٍ مُسـْتَكْبرٍ جَبّار.
اللهُ أكبـر تَرْفَعُكُمْ، عندما تُخالِطُ قُلُوبَكم وعُقولَكم وَدِمَاءَكُمْ، فَوْقَ هذه الدُّنْيا، فوقَ شـدائدِها وَمُغْرِياتِها، فوقَ صَغَائِرِها وَتَفَاهَاتِها، وتَصِلُكُمْ باللهِ عَزَّوَجَلّ وبالْخُلُود، وتَفْتَحُ لكُمْ أَبْوَابَ الجنّةِ، وأبوابَ المسـتقبلِ الزاهرِ المنشـود.
اللهُ أكبـر تجعلُ الحقَّ رَائِدَكُمْ، والعدلَ مَنْهَجَكم، والخيرَ بُغْيَتَكم، واللهَ قَصْدَكُمْ وغايَتَكُم، وتجعلُ قُوّتَكم مِنْ قُوَّةِ اللهِ عزَّ وجلّ".
فعندما تغدو القلوب والأرواح معجونة بهذا النداء العلويّ المهيب يُصنَع الرجل المخاطر بنفسه وماله الذي يقتحم مواطن الردى حاملا روحه على كفّه طالبا حياة حقيقيّة لا ذلّ فيها ولا هوان، وهذا الرّجل المخاطر هو أعظم العاملين في زمن الأعمال الصالحة والمواسم الفاضلة، فلا يسبقه حاجّ متبتّل، ولا يسبقه قائم لا يفتر، ولا يسبقه صائم لا يفطر؛ فهو الذي به يغدو الإسلام عزيز الجانب، ويجد المسلم معنى وجوده ومغزى بقائه؛ فطوبى للمخاطرين بأنفسهم وأموالهم في زمن الهزائم المرّة.
x.com/muhammadkhm