عربي21:
2025-07-31@06:14:48 GMT

كواليس الخطاب الرسمي العربي حول فلسطين

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

غريب أمر هذا النظام العربي البائس الذي ما زال يتعامل مع الشعوب بطريقة ساذجة لا تكاد تستر عورة، أو تغطي عيبا أو تضلل باحثا. يكشفون مكنونات نواياهم للأجنبي ظنا منهم أنه يحفظ السر ويتكتم على المواقف الحقيقية. لكن المسؤولين الأجانب لا يترددون في فضح تلك المواقف والتصريحات والاتفاقيات.

يصدرون بيانات بنفي ما قيل على ألسنتهم من «الأعداء»، ولكن سرعان ما تثبت الأيام والوثائق والمعلومات صحة تلك المواقف والتصريحات والاتفاقيات السرية.



نذكر أن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر قال في مذكراته، إن أيا من الزعماء العرب لم يطرح معه في لقاءاته المتواصلة فكرة الاعتراف بفلسطين أو الضغط باتجاه إقامة دولة فلسطينية. وكانت تلك فترة ما بعد الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني.
الملوك والرؤساء ينكرون أي علاقات سرية مع الكيان الصهيوني، لكن الحقائق تظهر فيما بعد
وكان الملوك والرؤساء ينكرون أي علاقات سرية مع الكيان الصهيوني، لكن الحقائق تظهر فيما بعد ونعرف أن المخابرات الصهيونية كانت حاضرة في الطابق العلوي لمؤتمر إحدى القمم العربية، وسجلت جميع محاضر القمة وقيمت قوة الجيوش العربية وإمكاناتها، حيث قدم وزراء الدفاع تقييما قائما على عدم قدرتهم في الوقت الحالي لمواجهة إسرائيل، ويحتاجون إلى عدد من السنوات لبناء قدراتهم العسكرية، ما سهل على الكيان شن حرب 5 يونيو 1967 كي لا تتمكن الجيوش العربية من استكمال استعدادتها.

ونقرأ فيما بعد أن المعلومات عن حرب أكتوبر 1973 وصلت لغولدا مائير قبل الحرب بأيام، إلا أنهم لم يأخذوا تلك المعلومات بجدية واكتشفوا صدقيتها بعد فوات الأوان. في كل خطاب كان يلقيه نتنياهو في الجمعية العامة، قبل السلام الإبراهيمي، كان يقول إننا على تواصل مع الكثير من الدول العربية، عدا الدول الموقعة على اتفاقيات السلام، وكان الجميع ينكر ذلك ويظن أن رئيس وزراء الكيان يعبر عن أحلامه وأمانيه فقط.

ليتبين أن الاتصالات كانت أوسع مما تخيلنا. يزور جنرال سعودي متقاعد من جهاز المخابرات، الكيان الصهيوني عام 2016، ثم يصدر الخبر أنه قام بتلك الزيارة بصفته الشخصية، وهذا هو العذر الأقبح من الذنب. يصل الوزراء الصهاينة إلى عواصم العرب، وتصل الوفود والسياح والصحافيون والفرق الفنية إلى الكيان وتتسع التجارة بشكل واسع، وعندما تثار هذه المسائل يتم نفيها كليا، أو يقدم تفسير واهٍ لها.

طوفان الأقصى وحقيقة المواقف العربية
التأمت الاجتماعات العربية حول مجازر غزة، وصدرت البيانات عن الجامعة العربية التي تشجب وتندد وتدين، وتناشد المجتمع الدولي بالتدخل. ووصلت حشود العرب والمسلمين ذروتها في مؤتمر القمة الطارئ في الرياض للدول العربية والإسلامية يوم 11 نوفمبر، بحضور 57 دولة.

وتناخى القوم وقرروا أن يدخلوا الماء والدواء دون إذن من أحد. وقلنا حينها هذا هو الاختبار.

لم يدخل لا ماء ولا غذاء ولا دواء، بل أغلق المعبر كليا دون أن يصدر عنهم بيان يفسر الإغلاق من الجانب العربي. ما أثار هذه الأشجان حول النفاق العربي الرسمي، وحقيقة مواقف قادة بعض الدول المعنية بحرب الإبادة على غزة، كتاب صدر هذا الشهر للكاتب الاستقصائي بوب ودورد، المشهور بفضح وثائق ووترغيت، التي أسقطت الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون، بعنوان «الحرب» يتناول فيه الكواليس الخلفية لثلاث حروب، أوكرانيا وغزة والسباق إلى البيت الأبيض بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس. وما يعنينا في الكتاب ما ورد موثقا حول لقاءات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مع بعض الزعماء العرب حول الحرب على غزة.

كشف ودورد في الكتاب مزاعم كثيرة ومثيرة عن علاقة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع بنيامين نتنياهو، خلال الحرب على غزة. ويتضمن الكتاب تفاصيل عن لقاءات وزير الخارجية بلينكن مع بعض الزعماء العرب في جولاته للمنطقة بعد عملية طوفان الأقصى. وهذه بعض الادعاءات المقتبسة من الكتاب، توضح مواقف بعض الزعماء العرب، لنعرف أن الحرب على غزة ليست فقط حرب إسرائيل والولايات المتحدة، بل وبعض الدول العربية أيضا.

– في يوم 13 أكتوبر 2023 زار بلينكن الملك الأردني عبد الله الثاني، فقال له الملك: «قلنا لإسرائيل ألا تفعلي هذا، قلنا لهم ألا يأمنوا حماس. حماس هي من جماعة الإخوان المسلمين. يجب على إسرائيل هزيمة حماس. لن نقول ذلك في العلن لكننا ندعم هزيمة حماس».

– في يوم 14 أكتوبر 2023 زار بلينكن أبوظبي والتقى بمحمد بن زايد فقال له: «يجب القضاء على حماس، لقد حذرنا إسرائيل مرارا من أن حماس هي جماعة الإخوان المسلمين، يمكننا أن نمنح الوقت لإسرائيل للقضاء على حماس، ولكن يجب عليها أولا أن تساعدنا لكي نهدئ مواطنينا من صور العنف والدمار في غزة، وذلك بإدخال المساعدات وإنشاء مناطق آمنة والسيطرة على عنف المستوطنين في الضفة الغربية. فلتساعدنا تجاه مواطنينا وسنمنحها المساحة للقضاء على حماس».

– في 14 أكتوبر 2023 زار بلينكن الرياض والتقى أولا بوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، فقال له: «كان يجب على إسرائيل أن لا تأمن لحماس، وقد حذرنا نتنياهو من ذلك مرارا، فحماس هي جماعة الإخوان المسلمين. وواصل وزير الخارجية السعودي قوله: «الجماعات الإرهابية لا تحاول القضاء على إسرائيل فقط، بل تريد الإطاحة بزعماء عرب آخرين، نحن قلقون مما ستخلفه عملية إسرائيل على أمننا جميعا، وما سيأتي بعد حماس قد يكون أسوأ، فداعش جاءت بعد القاعدة وهي أسوأ منها، ولن نقوم بدفع دولار واحد لإعادة إعمار غزة بعد الفوضى التي قام بها نتنياهو».

– صباح يوم 15 أكتوبر 2023 قام بلينكن بمقابلة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان – فقال لهم بن سلمان: «أريد أن تختفي المشاكل التي أحدثها 7 أكتوبر. يجب أن تقوم دولة فلسطينية قبل التطبيع مع إسرائيل. أنا لا أريد ذلك ولكنني احتاجه لتبرير التطبيع، أريد العودة إلى رؤية 2030 بالتطبيع مع إسرائيل. يجب ان تكون غزة هادئة أولا لنقوم بالتطبيع مع إسرائيل» .

– قبل عودة بلينكن إلى إسرائيل عرج على مصر فالتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقاهرة، فطلب السيسي من الوفد الأمريكي الخروج ليبقى مع بلينكن بمفردهما، فكان كل كلامه يتمحور حول نقطة واحدة وهي أنه «يريد فقط الحفاظ على السلام مع إسرائيل».

التقى الوفد المرافق لبلينكن، بعد خروجه من اللقاء بطلب من السيسي، بوزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس المخابرات عباس كامل. فقدم عباس كامل معلومات مهمة للوفد الأمريكي عن عمق وامتداد الأنفاق تحت غزة.

ووضح لهم أن حركة حماس متحصنة بغزة وسيكون من الصعب القضاء عليها، ويجب على إسرائيل أن لا تدخل غزة دفعة واحدة، بل يجب ان يكون ذلك على مراحل. وأن تترك المجال لقادة حماس بالخروج من الأنفاق قبل أن تقوم بقطع رؤوسهم مرة واحدة».

هذه هي الحقائق فهل يتجرأ أحد أن يكذب ما جاء في الكتاب من معلومات؟

لقد كانت عصا السنوار التي أطلقها نحو المسيرة قذيفة بحجم الكون موجهة للكيان الصهيوني وداعميه من الولايات المتحدة والدول الغربية وكذلك للنظام العربي الرسمي المتآمر مع الطرفين السابقين في حرب الإبادة هذه، كي لا يبقى للكرامة والشجاعة والصمود والعزة والإيمان مكان فيتساوى عندها الجميع في الخضوع والاستكانة والاستسلام.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الجامعة العربية غزة الاحتلال الجامعة العربية الموقف العربي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة تفاعلي سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الزعماء العرب على إسرائیل مع إسرائیل أکتوبر 2023 على غزة ما بعد

إقرأ أيضاً:

حين يُسجَن العربي لأنه ناصر فلسطين.. فهل الغرب حقّا أكثر وفاء؟

في ليلة الجمعة، 25 تموز/ يوليو 2025، هزّت مجموعة شبابية تُطلق على نفسها اسم "الحديد 17" المشهدَ السياسي المصري بإعلانها عن اقتحام غير مسبوق لقسم شرطة المعصرة في حيّ حلوان، حيث تمكّنت من احتجاز عدد من أفراد الأمن، مطالبة بفتح معبر رفح في وجه الجرحى والنازفين من غزة. لم تطلق الرصاص، لم تحمل سوى صرخة: "افتحوا المعبر!" فاختفوا.

لا يُعرف مصير الشبان حتى اليوم؛ لا محاكمة، لا بيان رسميا، لا ظهور، فقط اختفاءٌ قسريّ يُضاف إلى أرشيف طويل من العقاب العربي لمن ناصر فلسطين. في هذا الشرق المقموع، لا تحتاج إلى سلاح كي تُجرَّم، يكفي أن تذكر غزة.

وهنا تحديدا، يجب أن يُطرَح السؤال: من الأوفى لفلسطين؟ الذي يُهتف لها في ساحة محميّة؟ أم الذي يُقتاد إلى العدم لأنه أراد أن تُفتح لها بوابة نجاة؟

من الأوفى لفلسطين؟ الذي يُهتف لها في ساحة محميّة؟ أم الذي يُقتاد إلى العدم لأنه أراد أن تُفتح لها بوابة نجاة؟
هذا المقال ليس رثاء، بل تفنيد لأسطورة زائفة: أن الغرب أكثر فلسطينية منّا.

مصر: حين يصبح حبّ فلسطين تهمة

في حزيران/ يونيو 2024، وثّقت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية اعتقال 150 مواطنا مصريا بسبب تعبيرهم عن التضامن مع غزة، بينهم أطفال ومراهقون.

الاتهامات؟ "الانضمام إلى جماعة إرهابية"، "نشر أخبار كاذبة"، "التحريض على التجمهر". جميعها صيغ قانونية تُستخدم لإخراس أبسط أشكال التعبير.

هذه ليست حالة استثنائية، بل امتداد لخطّ طويل في التعامل مع فلسطين كملف حساس لا يجوز للمواطن العادي الاقتراب منه. وكل من يتجاوز تلك "الحدود" -حتى لو بكلمة أو وسم- يوضع في مرمى القمع.

ولا يمكن تجاهل السياق الأوسع: ففي عام 2012، حين انتُخب محمد مرسي رئيسا، كان أبرز وعوده العلنية: "غزة لن تكون وحدها". ذلك الوعد -قبل أي سياسة داخلية- شكّل تحديا للمعادلات الإقليمية، وربما كان من أوائل الأسباب التي عجّلت بإنهاء حكمه.

تونس: حين صرخ الشعب باسم فلسطين قبل أن يرتّب نفسه

في لحظة انهيار النظام التونسي يوم 14 كانون الثاني/ يناير 2011، وقبل أن تلتقط القوى السياسية أنفاسها، خرج الشارع العفوي يهتف: "الشعب يريد تحرير فلسطين".

كان ذلك الهتاف صادما لكثيرين، ففلسطين لم تكن على جدول أعمال النخب، ولا في قوائم المطالب، لكنه كان صادقا، نابعا من ذاكرة شعبية رسّختها الانتفاضات، والمدارس، والإذاعة، وتاريخ احتضان منظمة التحرير في تونس بعد خروجها من بيروت.

وحين عاد التضييق في السنوات الأخيرة، صار رفع العلم الفلسطيني في مظاهرة طلابية أو منشور على فيسبوك مدعاة للاستدعاء أو التحقيق. فالاستبداد يعرف أن فلسطين لا توحّد فقط، بل توقظ، وتربك، وتربّي على ما هو أعظم من الدولة البوليسية.

لبنان: البلد الذي لم يهتف فقط.. بل نزف

في عام 1982، حين اجتاحت إسرائيل بيروت، لم تكن مقاومة الاحتلال خطابا سياسيا، بل واقعا يوميا. وفي عام 2006، حين قُصف الجنوب والضاحية، لم تكن فلسطين مجرد لافتة، بل كانت البوصلة.

لبنان لم "يتضامن" مع فلسطين من بعيد، بل قاوم معها، ومن داخل نسيجه. فلسطين في لبنان لم تكن هوية طارئة، بل مكونا من المخيمات، من الذاكرة، من الرصاص، ومن أوجاع الناس.

وهناك، لم يكن القمع هو ما يمنع الموقف، بل الموت نفسه. ومع ذلك، اختار الناس أن يقاوموا، لا أن يصمتوا.

المغرب: حين يصبح التضامن محاصرا باتفاق التطبيع

وفي المغرب، لم يكن المشهد مختلفا. فخلال العدوان على غزة، خرجت تظاهرات ضخمة في الرباط والدار البيضاء، واجهتها قوات الأمن بقمع ممنهج. مُنعت التجمعات، فُضّت الوقفات، وتم استدعاء ناشطين للاستجواب بسبب منشورات.

ورغم أن المغرب دولة وقّعت اتفاق تطبيع مع إسرائيل، إلا أن الشارع ما زال يحمل لافتة واحدة: "فلسطين ليست للبيع". ولماذا لا تُقمع المظاهرات في الغرب أيضا؟

صحيح أن المتضامنين مع غزة في أوروبا وأمريكا يملكون هامشا واسعا للتعبير، لكن هذا الهامش ليس مطلقا. فقد تم فصل عشرات الطلاب والأساتذة في جامعات أمريكية وبريطانية بسبب مشاركتهم في حملات تدعو لمقاطعة إسرائيل أو تنتقد جرائمها. حركات مثل "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" تعرضت للتهديد بالإغلاق، وبعض الصحفيين فقدوا وظائفهم بسبب كلمة واحدة في تغريدة.

لا يعني هذا تبرير القمع العربي، بل فضح النفاق العالمي. فالمنظومة السياسية الغربية التي تسمح بالمظاهرات، هي ذاتها التي تموّل آلة القتل في غزة، وتمنع أي مساءلة حقيقية في المحافل الدولية.

لذا، فإن المقارنة بين "الشارع الغربي" و"الشارع العربي" لا تصمد أخلاقيا أو سياسيا. الأول يتظاهر بإذن القانون، والثاني يتظاهر رغم القانون.. الأول يعود إلى بيته بعد الهتاف، والثاني لا يعود أبدا.

ليس تنافسا في الوفاء.. بل سؤال في منطق القمع

لا يهدف هذا المقال إلى نزع القيمة عن مظاهرات الغرب، ولا إلى التقليل من شجاعة الأصوات المتضامنة مع فلسطين، بل هو تذكير بأن المعيار الحقيقي للوفاء لا يُقاس بعدد اللافتات، بل بحرية رفعها.

المشكلة ليست في تضامن الآخرين، بل في أن تضامننا -كعرب- صار جريمة.

الشعوب المغيَّبة لا الغائبة

إنّ مقارنة العرب بالغرب في ميزان "الدعم لفلسطين" تغفل بُعدا جوهريا: السياق السياسي للقمع. الغربي يهتف وهو محمي بدستور، بينما العربي يُخضع لأيّ تهمة جاهزة.

خطاب "الغرب أكثر وفاء لفلسطين" ليس فقط مضللا، بل يُعيد إنتاج صورة العربي المتخاذل، المنكفئ، غير الجدير بقضاياه. إنه امتداد ناعم للاستشراق، لكنه بنسخة رقمية
من القاهرة إلى عمّان، ومن الرباط إلى الخرطوم، لا يحتاج القمع سوى ذريعة: منشور، وسم، وقفة صامتة، أو حتى تبرع مالي. ومع ذلك، تخرج الأصوات، رغم التضييق، وتبقى فلسطين حيّة في الشوارع العربية، كلما سنحت الفرصة.

هذه السردية ليست بريئة

خطاب "الغرب أكثر وفاء لفلسطين" ليس فقط مضللا، بل يُعيد إنتاج صورة العربي المتخاذل، المنكفئ، غير الجدير بقضاياه. إنه امتداد ناعم للاستشراق، لكنه بنسخة رقمية.

فالغربي عقلاني شجاع، والعربي خائف صامت.. الغربي يواجه الشرطة، والعربي يُكمَم من قبلها. لكن الواقع غير ذلك.

من الذي يصادر الإعلام؟ من يمنع المظاهرات؟ من يعتبر فلسطين ملفا أمنيا لا وجدانيا؟ ليست الشعوب من اختارت الصمت، بل فُرض عليها. ولم تسكت.. بل مُنعت.

خاتمة: حين يُمنع عنك الحلم، يصبح الحلم مقاومة

في هذا العالم المعكوس، يُكافأ من يرفع علم فلسطين في ساحة مرخّصة، ويُخفى قسرا من يهتف باسمها في عاصمة عربية، يُصفَّق للمتضامن حين يكون الهتاف بلا ثمن، ويُقطع الصوت حين يصبح الهتاف مشروعا للتحرر.

هذا المقال لا يسعى لانتزاع شهادة وفاء، بل فقط لتذكير العالم: أن العربي حين يحبّ يدفع كل شيء، حتى حقّ الظهور، حتى صوته، حتى اسمه.

مقالات مشابهة

  • كندا تستعد للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين في أيلول المقبل
  • إعلان كندا بشأن عزمها الاعتراف بدولة فلسطين يثير غضب إسرائيل
  • الكويت ترحب بإعلان بريطانيا عزمها الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين
  • حين يُسجَن العربي لأنه ناصر فلسطين.. فهل الغرب حقّا أكثر وفاء؟
  • بروتوكول تعاون بين المحكمة العربية للتحكيم والجهاز العربي للتسويق
  • غزة: تشدُّد أمريكي يتجاوز إسرائيل وخطط استيطانية تهدّد جغرافيا فلسطين
  • بريطانيا تفجّر مفاجأة هذا الأسبوع: خطة للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين تهز الداخل والخارج
  • كواليس مفاوضات وقف النار في غزة وأسباب انقلاب إسرائيل
  • مصطفى بكري لـ «العربية»: من يدعون إلى التظاهر أما السفارات المصرية يقفون في خندق واحد مع إسرائيل ضد مصر
  • تجويع غزة يتواصل وسط انتقادات للتعاطي الرسمي العربي والإسلامي