"حي المنارة".. إخلاءات من نوع آخر قلمها المدفعية وحبرها الدماء
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
خانيونس - خاص صفا
إخلاءات من نوع جديد، قلمها المدفعية والرصاص، وحبرها الدماء، يواجهها سكان حي المنارة شرقي محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، كلما تعطش جنود الاحتلال الإسرائيلي للدماء، حتى أضحى الأمر شبه أسبوعي.
ويشهد حي المنارة مجازر متتالية نتيجة مباغتة جيش الاحتلال الإسرائيلي سكانه، بالدبابات والطائرات الحربية و"الكابتر"، فما يلبث أهله سوى أيام ما بين المجزرة والأخرى.
واجتاح جيش الاحتلال ليل الخميس الماضي الحي، مستخدمًا كل وسائل القصف ودون سبق إنذار للسكان، وارتكب مجزرة مروعة، وذلك بعد أقل من شهر من اجتياج مفاجئ سابق، ارتكب فيه مجازر مروعة.
"هم يبعثون لنا إنذارات، لكن في آخر مرات بالدبابات لا بالمناشير، وكأنهم يقولون لنا: أنا أضربكم لتخرجوا ومن له عمر ينجو وهو يجري"،، يقول الستيني أبو خليل شراب الذي يسكن على مدخل الحي.
ويضيف لوكالة "صفا" أن الاجتياح الأخير للحي وحتى الذي سبقه، كان إجرامًا بكل ما تعني الكلمة، ومارسوا فيه مذابح استهدفوا فيه الجالسين ببيوتهم، والمارين وعابري السبيل.
واستشهد في الاجتياح الأخير ما يزيد عن 20 مواطنًا في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال في حي المنارة بالتزامن مع اجتياج لمناطق جورت اللوت وقيزان النجار، بالإضافة لمنطقة الشيخ ناصر، حيث بلغ مجمل الشهداء في المناطق 38 شهيدًا، فيما ما يزال شهداء تحت الركام.
وينتشل المواطنون الشهداء حسبما "توفرت الإمكانيات"، حسبما يفيد شهود عيان شاركوا في عمليات الإنقاذ والانتشال بالمجازر الأخيرة.
ويوضح الشاهد عيان إبراهيم الفرا لوكالة "صفا"، أن انتشال الشهداء يستمر حتى بعد ارتكاب المجزرة بأيام، حسب الإمكانيات، حيث "انتشلنا البارحة انتشلنا جثمان شهيد من العائلة".
ويأتي انتشال الشهداء في ظل عجز طواقم الدفاع المدني عن القيام بمهامه بسبب انعدام المعدات والأليات اللازمة لإزالة الركام لإنقاذ الأحياء أو انتشال جثامين الشهداء تحت الأنقاض، نظرًا لاستهداف الاحتلال لطواقمه وألياته وعدم توفر السولار اللازم، بالإضافة لكثرة المباني المستهدفة، والتي تفوق قدرة وطاقة جهاز الدفاع المدني بغزة.
ويوجد ما يزيد عن 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر العام المنصرم 2023.
وبالرغم من انتهاء الاجتياح لحي المنارة، إلا أن السكان يتوقعون غدر الاحتلال وإعادة الكرة في أي لحظة، وهو ما لم يمنعهم من ترك بيوتهم وأراضيهم.
ويقول محمود سرحان: "المرة الماضية اجتاحونا بالليل وما لبثنا إلا والدبابات والمجنزرات على أبواب بيوتنا، والكواد كابتر حولنا، والطيران الحربي لم يتوقف إلا الساعة الثانية بعد منتصف الليل".
ويضيف "الشهداء كانوا في كل مكان، في الشوارع والبيوت وفي المساجد، وما سلم أحد من الاجتياح، من خرج أصيب واستشهد، ومن بقي أيضًا أصيب".
وفضّل عدد من سكان الحي البقاء في المنازل، نظرًا لعشوائية القصف خاصة من المدفعية، وهو ما تسبب بارتقاء الشهداء.
ويتعمد جيش الاحتلال اجتياح الحي في كل مرة، وهدم عدد من البيوت، نظرًا لـ"عدم قدرته على نسف المربعات السكنية مرة واحدة، لأنها متباعدة والمنطقة تعتبر زراعية أكثر"، حسبما يفيد أبو خليل شراب.
وحسبما يقول "إن كان عليهم، فهم يريدون نسف المباني علينا مرة واحدة، لكن من سوء حظهم الحي منطقة زراعية والبيوت متباعدة، لهذا يستخدمون معنا هذا الأسلوب، بمعنى القتل بالتقسيط بدلًا من الإبادة بالجملة".
واستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 43061 مواطنًا، فيما وصل عدد المصابين إلى 101223، كما أن 72% من الضحايا هم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: حي المنارة إخلاءات جیش الاحتلال حی المنارة
إقرأ أيضاً:
«غنيوة» قطعة دومينو سقطت ستتبعها أخريات!
لم يكن أحد يتوقع سقوط إمبراطورية غنيوة الككلي التي تجذّرت وبسطت سيطرتها على منطقة واسعة من العاصمة مساحة وسكانا، فالرجل الذي أفضى إلى خالقه استطاع أن يُخضِع تلك المنطقة بقوة السلاح، واستخدم في ذلك طريقته الإجرامية بأن سمح لصبيانه بممارسة أقسى أنواع القوة والقهر لمن يحاول اعتراض ما يريدونه وإن لم يكن بتوجيه منه شخصياً، حتى بلغ بهم التهور حداً استرخصوا فيه قتل الأرواح ولأتفه الأسباب وبكل عنجهية دون واعزٍ من عرفٍ أو دين، واستقطبوا واستعملوا في سبيل ذلك عٌتاة المجرمين من ذوي السوابق وأطلقوا أيديهم في كل شيء.
ذلك الوضع أوجد لغنيوة وميليشياته هيبةً وسطوةً أخافت الجميع بما فيهم المسئولين في الحكومة الذين صار لزاماً عليهم طاعة الإمبراطور وتنفيذ مطالبه بدون أدنى تردد، لأنهم يدركون أن غير ذلك سيؤدي بهم إما للقتل أو الاعتقال، ولهذا أغدقت عليه الحكومات المتتالية الأموال وبدون رقابة، ما جعله يتغوّل ويتمادى في سطوته حتى شملت الكثير من المؤسسات العامة الكبرى بما فيها الرقابية التي طوّعها لخدمة أغراضه فصارت يده التي يُمرّر من خلالها الإجراءات وتسهيل ما قد يُقيّدَه القانون.
استطيع القول: إن أهل طرابلس محظوظون جدا وأن الله أراد بهم خيراً وجنّبهم بِرَكاً من الدماء عندما كانت نهاية غنيوة بهذه السهولة، فحقن الله الدماء وكان دم غنيوة وبعض مرافقيه ضريبةً قدريةً محدودةً، ودون الخوض في تفاصيل كيف تم قتل غنيوة غدراً أو تهوراً، فإن النتيجة كانت في صالح أهل طرابلس والليبيين جميعاً بأن تخلّصوا من ميليشيا عاثت إجراما وإفسادا طيلة عقد ونيّف، ولم يكن من السهل القضاء عليها إلا بضحايا يعلم الله بعددهم ودمار وخراب رهيب ووقت طويل.
لقد كان ممكناً أن تستثمر “حكومة الدبيبة” ذلك لصالحها لو كانت فعلا حكومةً وطنيةً يهمها إخراج ليبيا من مأزقها، غير أنه من أين لحكومة خانت عهدها منذ البداية أن تكون في صالح الليبيين؟! فبدلا من طمأنة أهالي بوسليم والمناطق التي كانت خاضعة لغنيوة وتوفير عناصر أمنية قادرة ومنضبطة، تواجدت عناصر منفلتة تابعة لأجسام ميليشاويّة أخرى، استغلت الوضع وعاثت في ممتلكات الناس والدولة نهباً وتخريباً، لقد أخذت الحكومة نشوة القضاء على غنيوة فذهبت إلى ما هو أبعد وأخطر بأن أعطت الإذن بمهاجمة ما يسمى “قوة الردع” ما نتج عنه حرب شوارع شرسة أرعبت السكان الآمنين وأقضت مضاجعهم فعاشت طرابلس لحظات عصيبةً دامية أريقت فيها الدماء وخُرِّبت فيها الممتلكات.
لقد ضيّعت حكومة الدبيبة بتهوّرها أثمن فرصة مُنحت لها، بسقوط ميليشيا غنيوة، وساقها تسرعها إلى حتفها وسقوطها الذي صار وشيكاً، فهي قد فقدت الدعم الشعبي الذي أنتج أيضا فقدانها للدعم من بعض الدول التي كانت تحتضنها، وبذلك كان سقوط غنيوة بمثابة القطعة الأولى من سرب الديمينو الذي سيتبعه حتما سقوط القطع الأخرى توالياً، استطيع القول إن سقوط غنيوة سيكون درسا لكل ميليشيا تظن أنها بقوة السلاح تستطيع الصمود أمام إرادة الخالق أولا، وإرادة الشعب ثانيا فوالله إنها لعبرة فهل من معتبر؟!.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.