التنقيب عن الآثار.. جريمة تخنق التاريخ والداخلية تلاحق لصوص الحضارة
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
في ظلام الآبار المحفورة خلسة، وتحت جدران منازل قديمة أو أراضٍ زراعية نائية، تتحرك أيادٍ تبحث عن كنوز الماضي بطرق غير مشروعة، غير مدركة أن ما تفعله لا يمثل مجرد خرق للقانون، بل هو طعن في قلب الهوية وطمس لمعالم حضارة لا تُقدَّر بثمن.
جرائم التنقيب عن الآثار تمثل تهديدًا مباشرًا لتراث مصر العريق، الذي يضعها في صدارة الدول ذات التاريخ الإنساني الممتد لآلاف السنين، ومع تصاعد هذه الجرائم بدافع الطمع والرغبة في الثراء السريع، كثفت وزارة الداخلية من حملاتها، خاصة في المحافظات ذات الخلفية الأثرية، مثل سوهاج والمنيا والأقصر والقاهرة القديمة.
وتقوم عناصر إجرامية بالحفر ليلا، مستعينين بأجهزة حديثة للكشف عن المعادن، وأدوات حفر ثقيلة، بل وأحيانًا خبراء وهميين في قراءة الخرائط الفرعونية.
وزارة الداخلية، من خلال الإدارة العامة للآثار، وقطاع الأمن العام، نفذت خلال الأشهر الأخيرة عشرات المأموريات الناجحة، التي أسفرت عن ضبط مئات القطع الأثرية بحوزة المتهمين، إلى جانب معدات الحفر وأجهزة الكشف عن المعادن، كما تم ضبط عدد من السماسرة والمتاجرين بالقطع المنهوبة داخل مصر وخارجها.
وتنص المادة 42 من قانون حماية الآثار على أن التنقيب دون ترخيص يُعد جريمة يُعاقب عليها بالسجن المشدد من خمس إلى سبع سنوات، وغرامة تصل إلى مليون جنيه، كما يعاقب من يحوز أو يتاجر في الآثار دون سند قانوني بنفس العقوبات.
وتؤكد وزارة الداخلية أن حماية الآثار ليست فقط مسؤولية أمنية، بل واجب وطني، وأن التنقيب غير المشروع جريمة في حق الأجيال القادمة، ولن يُسمح باستمرارها أو التستر عليها، كما دعت المواطنين إلى الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة حفاظًا على كنوز مصر التي تمثل ميراثًا إنسانيًا للعالم كله.
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: اثار تنقيب عن الاثار الداخلية لصوص الاثار
إقرأ أيضاً:
اكتشافات أثرية جديدة تعزز مكانة مصر على خريطة الحضارة العالمية.. فيديو
أكد مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أن الوزارة واصلت خلال الأسبوعين الماضيين أعمال الحفائر والتنقيب في عدد من المواقع الأثرية، مشيرًا إلى أن الجهود أسفرت عن اكتشاف نحو 255 تمثالًا في منطقة صان الحجر، في إنجاز أثري جديد يعكس ثراء وتنوع الحضارة المصرية القديمة.
وقال شاكر، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهاد سمير في برنامج صباح البلد المذاع على قناة صدى البلد، إن وزارة السياحة والآثار نجحت في الكشف عن بقايا معبد الوادي التابع للمجموعة الشمسية للملك «ني أوسر رع»، وذلك بمنطقة أبو غراب داخل نطاق منطقة أبوصير الأثرية، ضمن أعمال الحفائر المستمرة بالموقع.
أهمية علمية واكتشاف غير مسبوقوأوضح أن هذا المعبد يُعد واحدًا من معبدي الشمس المعروفين حتى الآن في مصر القديمة، لافتًا إلى أن البعثة الأثرية تمكنت للمرة الأولى من العثور على أكثر من نصف مساحة المعبد، وهو ما يمثل إضافة علمية مهمة لفهم طبيعة المعابد الشمسية وتخطيطها المعماري.
تمثال ضخم بعد آلاف السنينوأضاف كبير الأثريين أن من بين أبرز المكتشفات تمثالًا ضخمًا يزيد طوله على 10 أمتار ويصل وزنه إلى نحو 60 طنًا، ظل مدفونًا تحت الرمال لأكثر من 3 آلاف عام، مؤكدًا أن هذه الاكتشافات تعزز مكانة مصر السياحية عالميًا وتفتح آفاقًا جديدة للبحث والدراسة في علم الآثار.