يمانيون:
2025-06-04@10:43:55 GMT

موازينُ الميدان.. لـ نتنياهو أم لحزب الله؟

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

موازينُ الميدان.. لـ نتنياهو أم لحزب الله؟

محمد الموشكي

عند إعلان انطلاق العملية البرية على لبنان، قال نتنياهو بالنص: “سوف أغير موازين القوى، ولن يكون لإيران في لبنان محلٌّ بعد، وسوف أعيد الأمن والاستقرار لكل المستوطنات في الشمال”.

بعدها، بدأ الكيان بالتمشيط الجوي الكثيف، فضرب كُـلّ مكان في جنوب لبنان، استهدف القرى والمزارع والتلال والهضاب، وحتى الأشجار التي كانت تحَرّكها الرياح.

كما استهدف بلا هوادة المباني والمناطق المدنية والحارات والمستشفيات والجوامع والمدارس والجامعات، وُصُـولًا إلى استهداف المصارف والجمعيات المالية والمقرات والمؤسّسات الإعلامية في الضاحية الجنوبية. وكل هذا الدمار والإجرامية لا يزال فقط في نظر العدوّ تمشيطًا للقوات البرية الإسرائيلية.

تجاوز جيش الكيان في صباح اليوم الأول الحدود اللبنانية وتقدم حوالي ثلاثة كيلومترات. وفي مساء نفس اليوم الأول، تراجع الكيان خمسة كيلومترات للوراء ومعه أكثر من 20 قتيلًا وجريحًا. ليلجأ كعادته، لضعفه، إلى التمشيط الجوي الذي بدأ يمشط بالمتر الواحد في كُـلّ المواقع الحدودية بالجنوب.

حزب الله هنأ ترك بعض المواقع التي تُعتبر مقتلًا حقيقيًّا لمجاهديه، والتي يُعتبر التمركز فيها غباءً عسكريًّا كون هذه المواقع تحت السيطرة النارية والبصرية والعملياتية لجيش الكيان، لينسحب حسب خطة الميدان الذي كان قد رسمها للمواقع الاستراتيجية المسيطرة.

ولكن، هنا لم تنته المعركة، بل من هنا بدأت المعركة من جديد، وبدأت موازين القوى تتغير، ولكن ليس للمهاجم، بل للمدافع. تغيرت لصالح المدافع وهو حزب الله، الذي حقّق من مناطق توغل جيش الكيان في بعض المناطق الحدودية مصيدة ثمينة يقتل ويفتك بها جنود الكيان بكل سهولة ويسر. وهذا الأمر الذي شاهدناه وشاهده الجميع من خلال إعلان ما يُسمح به من الرقابة العسكرية لجيش الكيان في كُـلّ يوم عن أسماء جنوده القتلى والجرحى، والذين هم بالعشرات. وكذلك مقاطع حزب الله التي نشرها في الإعلام وهو يتصيد دبابات وناقلات الجند في كُـلّ الشريط الحدودي للبنان، مما ميل المعادلة في الميدان وبكل المقاييس لصالح قوات حزب الله صاحبة الأرض.

ولم يكتفِ الحزب بهذه المعادلة القوية في الميدان، والتي أضجعت وأرعبت وأفزعت نتنياهو وقادة جيشه بعد وصول قتلى هذا الجيش منذ انطلاق العملية البرية على لبنان إلى حوالي 60 قتيلًا، وهو الأمر المرعب والمخيف والمقلق لجنود الكيان؛ بسَببِ هذا العدد الكبير وغير المعتاد في جيش الكيان، فرّ بحسب إعلام الكيان حوالي فرقتين كاملتين من ساحة المواجهة.

وكذلك، ثبت الحزب معادلة ثانية وهي الإخلاء الكلي للمستوطنات، ففي الوقت الذي يطلب فيه جيش الكيان إخلاء مبنى أَو اثنين في الضاحية، حزب الله يعلن ويطلب إخلاء مستوطنة كاملة بدل المبنى المستهدف في الضاحية. وهذه هي المعادلة التالية التي كسرت ظهر المجرم نتنياهو الذي وعد المستوطنين بالأمن والاستقرار والعودة إلى المستوطنات ليجد بعد ذلك أن لا مستوطن قد رجع، ولا بقي حتى من كان قد صمد وبقي في هذه المستوطنات، بل وحتى المستوطنين في حيفا وغيرها.

ومن هذا الاستنتاج الميداني الواضح الجلي، حزب الله كسب موازين القوى لصالحه وسحق أحلام نتنياهو بشكل كامل، وبالخصوص بعد وصولهم إلى غرفة نومه. بل يعتقد المراقبون العسكريون أن حزب الله لا يزال يمتلك المزيد من المفاجآت والاستراتيجيات، من أهمها الصواريخ الثقيلة التي لم يستخدمها بعد، وكذلك القوات المدربة الخَاصَّة بعمليات الهجوم العكسي وقوات الخَاصَّة بالخطف والكمائن.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: جیش الکیان حزب الله

إقرأ أيضاً:

من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا

صراحة نيوز ـ بقلم: جمعة الشوابكة

في العاشر من حزيران من كل عام، لا يمرّ اليوم على الأردنيين مرور الكرام، بل ينبض التاريخ في وجدانهم من جديد. إنه اليوم الذي تختصر فيه الأمة مسيرتها المجيدة بين سطرين خالدين: الثورة العربية الكبرى التي أطلقها الشريف الحسين بن علي عام 1916، ويوم الجيش العربي الأردني، حين توحّدت البندقية بالراية، والعقيدة بالوطن.

لم تكن الرصاصة الأولى التي انطلقت من شرفة قصر الشريف في مكة مجرد إعلان تمرّد على الحكم العثماني، بل كانت البيان التأسيسي للسيادة العربية الحديثة، وبداية مشروع تحرر قومي لا يعترف بالتبعية، ولا يرضى بأقل من الكرامة. قاد الشريف الحسين بن علي هذا المشروع بوعي تاريخي عميق، وسلّمه لابنه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن الحسين آنذاك، الذي جاء إلى شرقي الأردن مؤمنًا بأن الثورة لا تكتمل إلا ببناء الدولة، وأن الدولة لا تنهض إلا بجيش عقائدي يحمل راية الأمة ويحميها. وهكذا، وُلد الجيش العربي، من رحم الثورة، ومن لبّ الحلم القومي، لا تابعًا ولا مستوردًا، بل متجذرًا في الأرض والهوية.

كان الجيش العربي الأردني منذ تأسيسه أكثر من مجرد تشكيل عسكري، كان المؤسسة التي اختزلت روح الوطن. شارك في معارك الشرف على ثرى فلسطين، في باب الواد والقدس واللطرون، ووقف سدًا منيعًا في وجه الأطماع والعدوان، حتى جاءت اللحظة المفصلية في معركة الكرامة عام 1968، حين وقف الجندي الأردني بصلابة الرجولة خلف متاريس الكرامة، وردّ العدوان، وسطّر أول نصر عربي بعد نكسة حزيران، بقيادة جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – ليُثبت أن الكرامة لا تُستعاد بالخطب، بل تُنتزع بالدم. لقد كان هذا النصر عنوانًا حيًا للعقيدة القتالية الأردنية، القائمة على الانضباط، والولاء، والثبات، وفهم عميق للمعركة بين هويةٍ تُدافع، وقوةٍ تُهاجم.

وفي قلب هذه المسيرة، وقف الشهداء، الذين قدّموا دماءهم الزكية ليظل هذا الوطن حرًا شامخًا. شهداء الجيش العربي الأردني لم يكتبوا أسماءهم بالحبر، بل خلدوها بالدم، في فلسطين، والجولان، والكرامة، وفي كل ميدان شريف رفرف فيه العلم الأردني. لم يكونوا أرقامًا في تقارير، بل رسل مجدٍ وخلود، يعلّموننا أن السيادة لا تُمنح، بل تُحمى، وأن كل راية تُرفع، تحمل في طياتها روح شهيد.

ومن بين هؤلاء، كان جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – رحمه الله – أول القادة الذين ارتدوا البزة العسكرية بإيمان وافتخار. تخرّج من الكلية العسكرية الملكية في ساندهيرست، وخدم جنديًا في صفوف جيشه، ووقف معهم في الخنادق، لا على المنصات. كان القائد الجندي، الذي يرى في الجيش رمزًا للسيادة، وركنًا من أركان الدولة، وظل يقول باعتزاز: “إنني أفخر بأنني خدمت في الجيش العربي… الجيش الذي لم يبدل تبديلا.” فارتقى بالجيش إلى مصاف الجيوش الحديثة، عقيدةً وعتادًا، قيادةً وانضباطًا، ليبقى المؤسسة التي لا تتبدل ولا تساوم.

واليوم، يواصل المسيرة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم – الملك الممكِّن والمعزّز – الذي تربّى في صفوف الجيش، وتخرّج من الميدان قبل أن يعتلي عرش البلاد. يرى جلالته في الجيش العربي الأردني شريكًا استراتيجيًا في بناء الدولة، لا مجرد مؤسسة تنفيذية. ولهذا، شهدت القوات المسلحة في عهده قفزة نوعية في الجاهزية القتالية، والتحديث، والتسليح، والتعليم العسكري، حتى أصبح الجيش الأردني عنوانًا للانضباط والسيادة الإقليمية والإنسانية، وصوت العقل في زمن الفوضى.

ويأتي تزامن يوم الجيش مع ذكرى الثورة العربية الكبرى تتويجًا لهذه المسيرة، ليس كمجرد مصادفة تاريخية، بل كتجسيد حي لوحدة الرسالة، واستمرارية المشروع الهاشمي، من الشريف الحسين بن علي، إلى الملك المؤسس عبد الله الأول، إلى الملك الباني الحسين بن طلال، إلى جلالة الملك الممكِّن والمعزّز عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم. فهذه ليست محطات منفصلة، بل خط سيادي واحد، يبدأ بالتحرر، ويُترجم بالجيش، ويُصان بالسيادة. لقد بقي الجيش العربي منذ نشأته على العهد، حاميًا للوطن، وحارسًا للهوية، ودرعًا للشرعية، لا يُبدّل قسمه، ولا يخون ميثاقه.

في العاشر من حزيران، لا نحتفل فقط، بل نُجدد القسم: أن هذا الوطن لا يُمس، وأن هذه الراية لا تُنكّس، وأن هذا الجيش لا يُكسر. من مكة إلى الكرامة، الرصاصة أصبحت جيشًا، والجيش أصبح عقيدة، والعقيدة أصبحت وطنًا لا يُساوم على كرامته، ولا يُفرّط بذرة من ترابه.

مقالات مشابهة

  • بالصورة.. هذه هويّة المواطن اللبنانيّ الذي اعتقله العدوّ الإسرائيليّ مقابل رأس الناقورة
  • نتنياهو: الثمن الذي ندفعه في الحرب باهظ
  • صاروخ “فلسطين2” يضرب مطار اللد في عملية نوعية قلبت موازين الرعب في العمق الصهيوني
  • رؤية الحج الإنسانية التي تتسع للعالم أجمع
  • إصابة 4 تلميذات في إحدى المدارس... ما الذي جرى معهن؟
  • ما قصة النفق الذي ظهر منه نتنياهو في ذكرى احتلال القدس؟
  • محمود أبو صهيب.. القلب الذي احتضن الجميع
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا
  • السوداني:تبرعنا إلى لبنان (20) مليون دولار رغم الأزمة المالية التي يمر بها العراق