أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 11 عسكريا بجروح في معارك بـجنوب لبنان، خلال 24 ساعة، وبينما ارتفع عدد القتلى في شمالي إسرائيل إلى 7 جراء قصف صاروخي من لبنان، تعرضت مدينتي صور والبقاع وبلدات أخرى جنوبي لبنان وشرقه لقصف إسرائيلي عنيف.

وقالت خدمة الإنقاذ الإسرائيلية إن قذائف أُطلقت من لبنان -اليوم الخميس- تسببت في قتل شخصين آخرين في شمالي إسرائيل، ليرتفع عدد القتلى هناك إلى 7 فيما يعد أعنف قصف صاروخي منذ غزو الجيش الإسرائيلي لجنوبي لبنان.

وذكرت "نجمة داوود الحمراء" أن مسعفين يعملون لديها أكدوا وفاة شخصين في إحدى ضواحي مدينة حيفا، وقاموا أيضا بعلاج شخصين آخرين أصيبا بجروح طفيفة وتم نقلهما إلى المستشفى.

وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 25 صاروخا عبرت إلى إسرائيل قادمة من لبنان.

ويأتي هذا الهجوم المميت بعد ساعات فقط من إعلان مسؤولين في مدينة المطلة في شمالي إسرائيل مقتل 5 أشخاص، بينهم 4 عمال أجانب، في قصف صاروخي أصاب منطقة زراعية إسرائيلية اليوم الخميس.

وقبل قليل، قالت مراسلة الجزيرة إن صفارات الإنذار تدوي في بلدة يرؤون بالجليل الأعلى.

من جهته، أعلن حزب الله قصف حيفا ومستوطنات إسرائيلية مختلفة. وقال إنه قصف قوات إسرائيلية في الخيام وثكنتي زرعيت وراميم.

وفي بيانات متتالية، قال حزب الله إنه هاجم منطقة الكريوت شمالي حيفا "بصلية صاروخية كبيرة".

وقال الحزب إنه استهدف بصاروخين موجهين ‏دبابة وآلية لقوات إسرائيلية متوغلة بمنطقة وطى الخيام، "ما أدى إلى ‏اشتعالهما وإيقاع طاقميهما بين قتيل وجريح". كما قصف الحزب برشقة صاروخية بلدة مارون الراس جنوبي لبنان.

وأشار الحزب أيضا إلى أنه استهدف "مستعمرة شوميرا بمسيّرة انقضاضية أصابت أهدافها بدقة"، مضيفا أنه قصف بالصواريخ تجمعا لقوات إسرائيلية في مستعمرة المنارة.

وبث حزب الله صورا قال إنها لاستهداف قاعدة شراغا، ومعسكر إلياكيم، وقاعدة عين شيمر، شمالي إسرائيل، بعملية مركبة من الصواريخ والمسيّرات الانقضاضية، أمس الأربعاء.

غارات إسرائيلية وأوامر إخلاء

في المقابل، قُتل 11 شخصا وأصيب 3 آخرون بجروح -الخميس- بغارات إسرائيلية على جنوب وشرق لبنان، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

وقال مراسل الجزيرة إن غارات إسرائيلية استهدفت مدينة صور جنوبي لبنان، مشيرا إلى أن الاحتلال استهدف فرق الإسعاف والدفاع المدني في الغارتين.

واستهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة في بلدة عاريا، بمحافظة جبل لبنان. وأفاد مراسل الجزيرة بأن المسيّرة أطلقت صاروخا باتجاه سيارة على الطريق الرئيس الرابط بين العاصمة اللبنانية بيروت ومحافظة البقاع، ما أدى الى لاندلاع النيران فيها. وفرضت القوى الأمنية طوقا في المنطقة.

كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي -مساء الخميس- 4 غارات جديدة على قضاء بعلبك في محافظة بعلبك الهرمل شرقي لبنان، مواصلا تصعيده ضد هذا القضاء لليوم الثاني.

ولم تتضح على الفور حصيلة الخسائر البشرية والأضرار المادية الناجمة عن تلك الغارات، لكنها تأتي بعد ساعات من توجيه الجيش الإسرائيلي إنذارا جديدا لسكان مدن وبلدات في هذا القضاء بإخلائها فورا. وهذا هو الإنذار الثاني من نوعه خلال 24 ساعة للمناطق ذاتها.

بدوره، استنكر رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي -في وقت سابق اليوم- إنذار الجيش الإسرائيلي المدنيين بإخلاء مدن بكاملها، معتبرا ذلك "جريمة حرب إضافية تضاف إلى سلسلة الجرائم التي يرتكبها العدو الاسرائيلي".

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها حزب الله، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 144 ألف فلسطيني، وسعّت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.

وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن 2792 قتيلا و12 ألفا و772 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی شمالی إسرائیل حزب الله

إقرأ أيضاً:

لبنان يعدّ شكوى أمام مجلس الأمن بعد التصعيد الإسرائيلي.. فهل يقف الجنوب على أعتاب مواجهة جديدة؟

طلب رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام من وزير الخارجية يوسف رجي إعداد شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن، معتبرًا أن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت مدنية وتجارية فجر السبت تُعدّ خرقًا واضحًا للقرار 1701. اعلان

شهد جنوب لبنان فجر السبت 11 تشرين الأول/أكتوبر تصعيدًا إسرائيليًا جديدًا، حيث نفّذت الطائرات الإسرائيلية عشر غارات متتالية استهدفت منشآت مدنية وتجارية على طريق بلدة المصيلح، ما أدى إلى تدمير مئات الآليات والمعدات الثقيلة. ومع انتهاء الحرب في غزة ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، تتصاعد المخاوف في لبنان من أن يكون الجنوب مقبلًا على مرحلة جديدة من التصعيد.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن الغارات طالت ستة معارض للجرافات والحفارات، موقعةً دمارًا كبيرًا تمثّل في تدمير نحو 300 جرافة وآلية، فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل شخص سوري الجنسية وإصابة سبعة آخرين، بينهم امرأتان.

لبنان يعدّ شكوى إلى مجلس الأمن

وفي سياق متصل، طلب رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام من وزير الخارجية يوسف رجي تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي، معتبرًا أن الغارات تمثّل "انتهاكًا فاضحًا للقرار 1701 ولترتيبات وقف الأعمال العدائية". وأوضحت رئاسة الحكومة أن سلام أجرى اتصالًا بوزير الخارجية "وطلب منه تقديم شكوى عاجلة بشأن العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت مدنية وتجارية في المصيلح".

من جهتها، أكدت السلطات اللبنانية أن القصف الإسرائيلي شكّل "اعتداءً مباشرًا على البنى الاقتصادية والمدنية"، فيما زعمت إسرائيل أن الغارات استهدفت "بنى تحتية تابعة لحزب الله".

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن قواته رصدت في الآونة الأخيرة معدات هندسية في عدد من مناطق الجنوب اللبناني، قال إنها استخدمت من قبل عناصر حزب الله "بهدف إعادة ترميم البنى التحتية العسكرية التي أقامها داخل المناطق المدنية في قرى حدودية".

وأوضح البيان أن هذه الأعمال "لا تقتصر على إصلاح المنازل كما يدّعي حزب الله، بل تشكّل أداة رئيسية لإعادة تأهيل منظومة الإرهاب التابعة له"، وفق تعبيره.

مخاوف الرئاسة اللبنانية

من جهته، ندد الرئيس اللبناني جوزاف عون بالهجمات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الجنوب اللبناني "يقع مرة أخرى تحت نار العدوان الإسرائيلي السافر ضد منشآت مدنية، بلا حجة ولا حتى ذريعة".

وقال عون إن "خطورة العدوان الأخير أنه يأتي بعد اتفاق وقف الحرب في غزة، وبعد موافقة الطرف الفلسطيني فيها على ما تضمنه هذا الاتفاق من آلية لاحتواء السلاح وجعله خارج الخدمة". وأضاف أن هذا الواقع "يطرح علينا كلبنانيين وعلى المجتمع الدولي تحديات أساسية، منها السؤال عما إذا كان هناك من يفكر بالتعويض عن غزة في لبنان لضمان حاجته لاستدامة الاسترزاق السياسي بالنار والقتل".

بري: الرسالة الإسرائيلية واضحة.. ممنوع الإعمار

وفي موقف لافت، أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أن الغارات التي طالت المنطقة الممتدة من بلدة النجارية إلى المصيلح جاءت بعد أقل من 24 ساعة على دعوته الحكومة إلى تخصيص بند في موازنة عام 2026 لإعادة إعمار البلدات الجنوبية المدمّرة. وقال إن "إعادة الإعمار ممنوعة، وهذا ما يكمن وراء تدمير أكثر من 300 آلية من جرافات وحفارات ورافعات تُستخدم لإزالة الركام تمهيدًا لورشة الإعمار".

وأوضح بري في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط" أن "الرسالة الإسرائيلية بمنع إعادة إعمار البلدات المدمّرة وصلت على عجل بتدمير المعدات التي تستخدم لرفع الركام وإعادة تأهيل البنى التحتية". ورأى أن إسرائيل "اختارت الوقت المناسب لدخولها بالنار على السجال الذي دار بيني وبين رئيس الحكومة نواف سلام حول تغييب إعمار الجنوب من مشروع الموازنة".

وأكد بري أن "الإصرار على إعادة إعمار البلدات المدمّرة وتأهيل البنى التحتية هو الردّ العملي على مخطط إسرائيل بتحويل البلدات الحدودية إلى منطقة عازلة منزوعة السلاح يصعب العيش فيها"، مشددًا على أن "أولى الأولويات هي إعادة بنائها وتأهيل مرافقها الحيوية".

Related حزب الله يحذّر من "مخاطر" في خطة ترامب بشأن غزة: الفلسطينيون يقرّرون ما يرونه مناسباًغارات إسرائيلية على جنوب لبنان تُسفر عن قتيل وجرحى.. عون يندّد: "عدوان سافر بلا ذريعة""مخطط تفجيرات" خلال ذكرى نصر الله.. والأمن اللبناني يعلن: فككنا شبكة تعمل لصالح إسرائيل

وتساءل بري: "أين هي مصداقية الولايات المتحدة التي ترعى إلى جانب فرنسا اتفاق وقف النار الذي التزم به لبنان حرفيًا، فيما تمعن إسرائيل في خروقها واعتداءاتها على مرأى من هيئة الرقابة الدولية التي يرأسها جنرال أميركي؟".

وكشف أن "الجنوب على موعد مع اجتماع هيئة الرقابة في الخامس عشر من الشهر الحالي"، متسائلًا: "ما الذي يمنعها من التدخل لوقف الاعتداءات؟ وهل سينتهي الاجتماع بلا أي نتيجة كما في المرات السابقة؟".

وأشار إلى أن "لبنان كان ولا يزال مع الحل الدبلوماسي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدًا أن بلاده "رحّبت بإنهاء الحرب في غزة وأيّدت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي شكّلت الإطار العام للتوصل إلى اتفاق في هذا الخصوص". وأضاف أن "القرار بيد واشنطن، ولديها القدرة على الضغط على إسرائيل في حال قررت أن يشمل الاتفاق جنوب لبنان"، متسائلًا: "ألم يحن أوان انسحابها؟ وإلى متى سنبقى على لائحة الانتظار؟".

إصابة جندي من اليونيفيل بانفجارفي كفركلا

تعرّض أحد عناصر الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) لإصابة، بعدما ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة انفجرت قرب موقع تابع للقوة في بلدة كفركلا الحدودية، في حادث جديد يضاف إلى سلسلة اعتداءات مماثلة شهدها الجنوب اللبناني خلال الأسابيع الماضية.

القوة الدولية وصفت ما جرى بأنه "انتهاك خطير آخر للقرار 1701" و"تجاهل مقلق لسلامة جنود حفظ السلام"، مؤكدة أن الانفجار وقع قبل ظهر السبت حين كانت تقوم بدوريات اعتيادية بالتعاون مع الجيش اللبناني.

وأوضحت في بيانها أن المصاب تلقّى الإسعافات الأولية، مشيرة إلى أنها تواصل العمل مع السلطات اللبنانية للحفاظ على وقف إطلاق النار المعلن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والذي أنهى مواجهة استمرت أكثر من عام بين إسرائيل وحزب الله، بينها حرب مفتوحة دامت شهرين.

إسرائيل: القنبلة استُخدمت لإبعاد "مشتبه فيهم"

الجيش الإسرائيلي من جانبه قدّم رواية مغايرة، إذ قال الناطق باسمه أفيخاي أدرعي إن وحدات الجيش "أبعدت مشتبهًا فيهم حاولوا إعادة إعمار بنية تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في كفركلا، عبر إلقاء قنبلة يدوية".

وأشار أدرعي إلى أن قوة اليونيفيل نقلت عبر قنوات الارتباط العسكري بلاغًا يفيد بإصابة أحد جنودها، مؤكدًا أن الحادث خضع للتحقيق، وتم التشديد على إجراءات الأمان في تنفيذ العمليات بالقرب من مواقع القوة الدولية.

الحادث الأخير هو الثالث من نوعه في غضون شهر ونصف، بعد وقائع مشابهة سقطت خلالها قنابل أطلقتها مسيّرات إسرائيلية قرب مواقع تابعة لليونيفيل.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • لبنان يعدّ شكوى أمام مجلس الأمن بعد التصعيد الإسرائيلي.. فهل يقف الجنوب على أعتاب مواجهة جديدة؟
  • سكاف: أخشى حرباً إسرائيلية جديدة
  • كيف علّق الجيش الإسرائيليّ على استهداف اليونيفيل؟
  • قتل قادة جنوب لبنان.. إصابة جندي لـ«اليونيفيل» بقنبلة إسرائيلية
  • اليونيفيل تعلن إصابة أحد عناصرها بقنبلة إسرائيلية في جنوب لبنان
  • بيان عاجل من حزب الله بعد العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان
  • هذه حقيقة تلقي حزب الله إشارة من الجيش لتفتيش مبنى في الضاحية
  • عون بعد غارات إسرائيلية: أليس من أبسط المنطق إسناد لبنان بنموذج هدنته
  • الجيش الإسرائيلي: هاجمنا بنى تحتية لحزب الله بلبنان
  • غارة إسرائيلية على المصيلح وجيش الاحتلال يزعم مهاجمة مواقع لحزب الله