هوكشتاين عاد من حيث أتى... نتنياهو لن يعطي هاريس ورقة ربيّحة
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
ليست المرّة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي تنسف فيها إسرائيل كل مساعي التهدئة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية على جبهتي لبنان وقطاع غزة. هي حقيقة لم تعد خافية على أحد إلاّ على بعض المصابين بـ "عمى الألوان". فهؤلاء ولكثرة غبار معارك الميدان لم يعودوا قادرين على التمييز بين ما هو صح وما هو خطأ.
ولم يكد يصل هوكشتاين، ومعه هذه المرّة موفد رديف هو بريت ماكغورك، إلى تل أبيب حتى فوجئ بمسودة إسرائيلية مسرّبة تتناقض كليًا مع الأفكار والاقتراحات، التي كان يحملها في جعبته، وتيقّن منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدماها أرض مطار بن غوريون في تل أبيب أن مهمته آيلة إلى الفشل، ولم يكن ينتظر تبيان هذا الواقع في خلال لقاءاته مع المسؤولين المعنيين في تل أبيب. وعلى رغم شعوره المسبق بفشل مهمته قبل أن تبدأ كان لا يزال يأمل في إحداث خرق ما في جدار الرفض الإسرائيلي. إلاّ أن اصطدامه بالواقع المرّ أعاده على التو إلى حيث أتى خالي الوفاض؛ وهو بالتأكيد لن يعود مرّة جديدة إلى حيث عاش على فترات طويلة مسلسلًا من خيبات الأمل باستثناء ما كان توصّل إليه من نتائج في عملية التفاوض بالنسبة إلى الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وذلك في انتظار ما ستسفر عنه الانتخابات الأميركية في 5 الجاري من نتائج يراهن عليها جميع المعنيين في المنطقة، وبالأخص في إسرائيل، خصوصًا أن الحرب الدائرة في لبنان وغزة هي بند مشترك في ملف الحملات الانتخابية لكل من كاملا هاريس الديمقراطية ودونالد ترامب الجمهوري. فمع سقوط المبادرة الأميركية لوقف النار في لبنان قبيل أيام قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية توالى سقوط الشهداء والجرحى في لبنان في مجازر لم يشهد تاريخ الحروب مثيلًا لها، وهي المتفلتة من كل الضوابط والروادع، حتى أن نتنياهو يقفل خطه الهاتفي حتى لا يضطّر إلى الردّ المباشر على الذين يتصلون به ليطلبوا منه وقف النار. وهذا يعني أن الحرب التدميرية والتهجيرية ستستمر بوتيرة عالية حتى ليل يوم الثلثاء المقبل. وهذا ما أكده الرئيس نبيه بري، الذي نعى المبادرة الأميركية الأخيرة لوقف النار في لبنان، معلناً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "رفض خارطة الطريق اللبنانية التي توافقنا عليها مع آموس هوكشتاين"، واكد أن الحراك السياسي لحل الأزمة "تم ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية". ورفض إطلاق توقعات لمسار الأزمة في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية، معتبراً "أن الثابت الوحيد هو أن الحراك تم ترحيله إلى ما بعد هذه الانتخابات". واشار إلى أن هذا يترك الأمور في لبنان "رهناً بتطورات الميدان"، مبدياً تخوفه من "تحويل لبنان إلى غزة ثانية".
وبغض النظر عمّا يُحكى بأن نتنياهو لا يريد أن يسلّف المرشحة الديمقراطية كاملا هاريس ورقة ثمينة و"ربيّحة" يمكن أن يلعبها الحزب الديمقراطي في الانتخابات، التي ستفرق نتيجتها النهائية على بضعة أصوات، فهو مصرّ على الذهاب في خياراته العسكرية إلى آخر المطاف بعدما أصبح تدمير المنازل والقرى بمن وما فيها من "خبزه" اليومي. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان تل أبیب
إقرأ أيضاً:
رئيس عمليات جيش الاحتلال السابق يتهم نتنياهو وسموتريتش بتوريط إسرائيل
اتهم يسرائيل زيف، رئيس العمليات السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بأنهما أدخلا إسرائيل في "مأزق إنساني ولوجستي" خطير في قطاع غزة، مشيراً إلى أن القطاع يعاني من "فوضى" تتحمل إسرائيل مسؤوليتها كاملة.
وقال زيف: "إسرائيل تغرق في مستنقع بأعين مفتوحة ودون منفذ للنجاة"، معتبراً أن ما حدث على مدار 600 يوم من الحرب لم يقرب إسرائيل خطوة واحدة من تحقيق النصر الكامل.
ووصف حالة الجنود الاحتياطيين بأنها "منهكة ومستنزفة"، مشيراً إلى أن الجيش بات يقترب من التحول إلى "ميليشيا" من حيث الانضباط، وهو ما يدل على تراجع في الأداء العسكري والجاهزية.
وأضاف أن الجيش يُطالب بـ"الاستمرار دون هدف واضح أو استراتيجية خروج"، وانتقد الشعارات الداعية إلى "القضاء على حماس" واصفاً إياها بـ"الجوفاء والمنفصلة تماماً عن الواقع".
وفي سياق متصل، أشارت مصادر إسرائيلية مطلعة إلى احتمال قبول إسرائيل بمقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بشأن اتفاق وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، مقابل إفراج حماس عن أسرى إسرائيليين، بينهم 10 أحياء ونصف الأسرى المتوفين، مقابل الإفراج عن عدد غير محدد من الأسرى الفلسطينيين.
غير أن جيش الاحتلال لن ينسحب من قطاع غزة بموجب هذا الاتفاق، بل سيواصل حصاره من الداخل والخارج، مع بقاء القوات في مواقعها قبل استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس الماضي، خاصة في محور صلاح الدين.
وسيتيح الاتفاق استئناف إدخال المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة، في خطوة تهدف إلى تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.