يعاني الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، هبوطاً تاريخياً في الأيام الأخيرة في حملته للفوز بالانتخابات الرئاسية، ما يمثل "سقوطاً حراً" يرجح انتصار نائب الرئيس الأرميكي الحالي كامالا هاريس.

وذكرت مجلة "فورتشن" عن عالم البيانات في جامعة نورث وسترن توماس ميلر، أن آفاق ترامب القاتمة تمثل انعكاساً دراماتيكياً لديناميكية الانتخابات قبل أيام معدودة من الانتخابات.

October surprise: Trump just blew a huge lead, and the Madison Square Garden rally started the drop, says top data scientist https://t.co/q1oIT8RLVl

— Warren Leight (@warrenleightTV) November 2, 2024 عودة وتعاف

وذكر ميلر أنه خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من أكتوبر(تشرين الأول) حقق ترامب عودة ملحوظة، حيث تعافى من عجز كبير، وقبل أقل من أسبوعين من الانتخابات، بدا أنه في طريقه إلى فوز ساحق.

تصدت هاريس لزيادة معدلات حظوظ ترامب بالتحول من الهجوم على سياسات ترامب إلى تسليط الضوء على شخصيته "غير المستقرة"، و "الهوس بالانتقام". وتحرك ترامب بلا هوادة إلى أعلى في عدد الأصوات الانتخابية، وعلى النقيض من ذلك، كان يستغل تياراً خفياً قوياً أهمه سجل بايدن غير الشعبي على الإطلاق، خاصة في الاقتصاد.

يقول ميلر: "تبدو الأرقام الكلية للنمو والتوظيف جيدة، ويواصل الديمقراطيون الترويج لها. لكن الناس لا يهتمون بالناتج المحلي الإجمالي، أو معدل البطالة الوطني. إنهم يهتمون بدفع أكثر بكثير مقابل البقالة مقارنة مع 4 سنوات مضت، وأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف شراء منزل أول، لأن أسعار الرهن العقاري مرتفعة للغاية، أو تحمل تكاليف قرض سيارة، أو أنهم لا يملكون مدخرات، ويحتاجون إلى العمل في وظيفتين للعيش".

وبعبارة أخرى، ورغم أن هاريس تؤكد أن الإحصائيات تبدو جيدة، فإن الناس لا يشعرون بالرضا بسبب ضغط الدولار على حياتهم.

لماذا تخفق الاستطلاعات في توقع الفائز بين هاريس وترامب؟ - موقع 24أظهرت استطلاعات الرأي، أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، في طريق مسدود على ما يبدو، ولا أدلة حاسمة على الفائز المحتمل. قلق الناخبين

وحسب المجلة، يشعر الأمريكيون بالقلق أكثر من تورط الأمة في الحروب الخارجية ويرون أن سياسة إدارة بايدن بإرسال الأسلحة إلى إسرائيل لتعزيزها في الحرب ضد إيران، وإلى أوكرانيا لهزيمة روسيا، مزعجة لشريحة كبيرة من الناخبين خاصة أنه من غير الواضح إلى متى ستستمر هذه الصراعات. ومن ناحية أخرى، كان ترامب يتبنى موقفاً شبه انعزالي في الحملة الانتخابية التي يبدو أنها تجد استحسان الناخب الأمريكي.

وخلص ميلر إلى أن الوقت كان قصيراً للغاية، لدرجة أن هاريس قد لا تغلق "الفجوة الهائلة" باتخاذ مواقف سياسية جديدة، أو تغيير خطاب حملتها، أو حتى رفع مستوى أدائها، قائلاً: "كانت وجهة نظري أن الصدمة الكبرى فقط يمكن أن تغير مسار السباق، وهذا يعني أن هزة قوية أفادت بشكل كبير البطاقة الديمقراطية" في الانتخابات.

ما هو المجمع الانتخابي وما دوره في اختيار الرئيس الأمريكي؟ - موقع 24يعرّف المجمع الانتخابي في الولايات المتحدة بأنه اختيار المندوبين، أعضاء المجمع، ثم اجتماعهم للتصويت لاختيار الرئيس الأمريكي ونائب الرئيس، قبل فرز أصوات المندوبين في الكابيتول، مقر الكونغرس الأمريكي.

ولم يتوقع أحد زلزال التجمع في ماديسون سكوير غاردن، وهو ما لم يكن مخططاَ له من معسكر هاريس، بل كان خطأ غير متعمد من فريق حملة ترامب وإعلان الحدث الذي حول الانتخابات من تتويج لحركة "الترامبية" المتجهة إلى المجد وتفاخر العرض بحوالي 13 متحدثًا فيها. 

وترى المجلة، أن التجمع في ماديسون سكوير غاردن ضم شخصيات مثيرة للانقسام مثل عمدة نيويورك السابق والمحامي السابق لترامب رودي جولياني، الذي شطب اسمه من نقابة المحامين وعانى من حكم بـ148 مليون دولار أجبره على الإفلاس لادعائه زوراً أن مسؤولي جورجيا، حاولوا تزوير انتخابات 2020. ومن بين هؤلاء مستشار ترامب السابق في البيت الأبيض ستيفن ميلر، الذي يدعو إلى تدابير صارمة للحد من الهجرة؛ وروبرت ف. كينيدي جونيور، المزعج الذي وعد ترامب بوضعه في منصب رفيع المستوى إذا فاز، والذي تتعارض آراؤه البيئية المتطرفة مع آراء الرئيس السابق، والملياردير إيلون ماسك، الذي اعتاد التغريد عبر منصته إكس.

تداول رد فعل ترامب بعد صراخ أحد خلال تجمع انتخابي قائلا: "هاريس عملت بزاوية"https://t.co/YIa2yAQlFr

— CNN بالعربية (@cnnarabic) November 3, 2024 نقطة تحول

وفقاً لميلر، يبدو أن التجمع الذي أطلق عليه ترامب "مهرجان الحب" لم ينشر الوحدة والشمول، بل العداء خاصة للنساء. ولم تعرب سوى نيكي هيلي، المنافسة الرئيسية لترامب على الترشح، عن هذا الرأي في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" في 29 أكتوبر(تشرين الأول).

تُظهِر أرقام ميلر تحولًا مذهلاً لصالح هاريس، كان لا يمكن تصوره قبل أسبوعين في 26 أكتوبر (تشرين الأول) حصل ترامب على 367 صوتاً انتخابياً، مقابل 171 فقط لهاريس، ما وضع مرشح الحزب الجمهوري في المقدمة بـ196 في اليوم التالي، قاد ترامب هزيمته الساحقة في تجمع ماديسون سكوير غاردن، وما إن اختفت الشاشات العملاقة حتى بدأ يفقد أرضيته الانتخابية، ويوم الإثنين، حصلت هاريس على 18 صوتاً انتخابياً، واستمرت في التحسن كل يوم حتى منتصف ليل الخميس. وبحلول ذلك الوقت، اكتسبت هاريس 58 صوتاً وانكمش تقدم ترامب أكثر من النصف من 196 إلى 80.

وانخفض حشد ترامب بنحو 39 صوتاً انتخابياً غير عادي، ما خفض إجماليه إلى 270، العدد المطلوب للفوز، مقابل 268 لهاريس وبحلول الـ من 10 صباح السبت، خسر ترامب 5 أصوات أخرى، ما وضع هاريس في المقدمة بـ 273 إلى 265. وفي المجمل، خلال الأيام الـ7 منذ بلوغ ترامب ذروته في 25 أكتوبر(تشرين الأول) خسر 102 صوتاً انتخابياً ووفقاً لنموذج ميلر، انهار ما بدا أنه تقدم لا يقهر خلال أسبوع واحد فقط.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية هاريس الديمقراطيون الإحصائيات الناخب هزة قوية حشد ترامب ترامب هاريس الانتخابات الأمريكية تشرین الأول

إقرأ أيضاً:

أبناء البيت السياسي يتزاحمون على أبواب السفارات.. والدبلوماسية بلا خرائط سيادة

1 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: تتقاطع خطوط الدبلوماسية في العراق اليوم مع معادلات السياسة الداخلية، حيث عادت قضية تعيين السفراء إلى واجهة المشهد كاختبار جديد لقدرة القوى الشيعية داخل “الإطار التنسيقي” على إنتاج تفاهمات لا تهزّ موازين النفوذ، بل تعيد ترتيبها بما ينسجم مع استراتيجيات النفوذ في الخارج.

وتشير المعطيات المتسربة إلى أن بعض الكتل المشاركة في السلطة رفعت الراية مبكراً، محتجة على ما وصفته بانعدام “العدالة التمثيلية” في القوائم الأخيرة للسفراء. ويأتي ذلك في وقت تتحول فيه البعثات الخارجية من أدوات نفوذ للدولة إلى أدوات نفوذ للأحزاب، تُدار بموجب منطق تقاسم الغنائم لا وفق معايير الكفاءة المهنية أو الاعتبارات السيادية.

وتتداول أوساط الإطار فكرة عقد اجتماع حاسم خلال الأسبوع المقبل لفرز الأسماء وتحديد من سيُحذف أو يُستحدث، في خطوة تعبّر عن عمق الأزمة البنيوية التي تطال الوظيفة الدبلوماسية نفسها. فالمحاصصة، بوصفها نظام الحكم الفعلي، تفرض وجود “مبعوثين سياسيين” أكثر من حاجتها إلى دبلوماسيين محترفين، ما يجعل سفارات العراق في الخارج امتداداً لمكاتب حزبية، لا امتداداً لوزارة الخارجية.

وتعيد القائمة المسرّبة التذكير بالسوابق المتكررة منذ 2003، حيث تحوّل منصب السفير إلى أداة للمكافأة السياسية أو الرد الجميل، وكثيراً ما كان يُمنح لأبناء زعماء الكتل أو للمقرّبين منهم، في تجسيد فجّ لمفهوم “أهل البيت السياسي”. وغالباً ما تتجاوز هذه الأسماء الثلاثين من العمر بقليل، دون أن تمتلك أي خلفية دبلوماسية أو مؤهل يخوّلها تمثيل بلد مثقل بالتعقيدات أمام العالم.

وما يزيد من تعقيد المشهد، أن هذا الجدل يتقاطع مع نقاشات أخرى في الاجتماع المرتقب، أبرزها ملف الاتفاقية النفطية مع تركيا، وسبل إنشاء خط ناقل جديد من الجنوب إلى الشمال لرفع الصادرات. فبينما يُفترض أن يكون السفراء رسل السياسات الاقتصادية والدبلوماسية، يبدو أن تسميتهم ما زالت محكومة بمبدأ: من يربح في الداخل، يتمدد في الخارج.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • أبناء البيت السياسي يتزاحمون على أبواب السفارات.. والدبلوماسية بلا خرائط سيادة
  • حلم دام 15 عامًا: ترامب يبدأ بناء قاعة احتفالات فاخرة في البيت الأبيض
  • ب200 مليون دولار .. ترامب يعتزم بناء قاعة رقص في البيت الأبيض
  • البيت الأبيض يعلن فرض رسوم جمركية جديدة تطال 6 دول عربية
  • الإعلان عن تكلفة بناء قاعة ترامب للاحتفالات في البيت الأبيض
  • كريستيانو رونالدو يفتح أبواب منتخب البرتغال أمام النصر.. فيديو
  • البيت الأبيض: ترامب إنسان ذو قلب كبير يحاول إنهاء أزمة غزة
  • البيت الأبيض: ترامب يعتزم اعتماد خطة مساعدات جديدة بعد زيارة ويتكوف لغزة غدا
  • مسؤول بـ البيت الأبيض: ترامب يرى أن الاعتراف بدولة فلسطينية مكافأة لحماس
  • لا مكان للمواقع المهدرة.. محافظ المنيا يفتح أبواب الاستثمار في أراضيها «المخفية»