هل غيّرت إسرائيل استراتيجيتها في لبنان؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
سلطت وسائل الإعلام العبرية الضوء على العملية النوعية التي نفذتها مجموعة من الكوماندوز الإسرائيلي في الداخل اللبناني لاعتقال قيادي كبير لدى تنظيم "حزب الله" اللبناني، مضيفة أنها تشير إلى تغيير المعادلة الإسرائيلية في لبنان.
وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تحت عنوان "على قوارب مطاطية بزي الجيش اللبناني.. تفاصيل جديدة عن الاعتقال الذي أذهل حزب الله"، أن عملية الإنزال استمرت فقط 4 دقائق، وتم خلالها اقتحام مقر لتمضية العطلات، واعتقال القيادي عماد أمهز، الذي كان يتواجد بمفرده في المكان.
وبتفتيش شقته، تم العثور على حوالي 10 شرائح هاتفية أجنبية، وهاتف محمول وجواز سفر أجنبي، وفور اعتقاله، تم إجلائه بقوارب سريعة، ووفقاً للصحيفة، تم مسح بيانات الكاميرات الأمنية في المنطقة عن بُعد.
وأعلن الجيش الإسرائيلي لاحقاً عن العملية، وكشف أنه اعتقل عنصراً في القوة البحرية لحزب الله من أجل الحصول على معلومات استخباراتية، وبحسب تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي، قال مصدر إسرائيلي، إن أمهز متورط في نقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان بحراً، ووفقاً للتقارير فإن أمهز أنهى دورة ضابط بحري قبل عامين وعاد قبل شهرين لدورة أخرى، بهدف الالتحاق بالقوة البحرية للجيش اللبناني.
تفاصيل جديدة حول اختطاف مسؤول بحزب الله في عملية إسرائيليةhttps://t.co/VRo5r1XzY6
— 24.ae (@20fourMedia) November 2, 2024ردود فعل متباينة
وتقول معاريف، إن الحدث أثار ردود فعل متباينة في لبنان، وبينما امتنع كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين عن التعليق، وانتظرت شخصيات معارضة نتائج التحقيق، أعربت الحكومة عن احتجاجها من خلال بيان لرئيس الوزراء نجيب ميقاتي، فيما قال وزير الأشغال العامة علي حمية أن أمهز التحق بدورة في معهد مدني لتدريب قباطنة السفن التجارية واليخوت، بهدف الانضمام إلى القوة البحرية للجيش اللبناني، فيما كشف أصحاب المبنى الذي تم إلقاء القبض عليه أنه استأجر ذلك المكان منذ نحو شهر.
عملية معقدة
وذكرت الصحيفة أن المنطقة التي جرت فيها العملية تقع قرب شاطئ الضبية (نحو 12 كيلومتراً شمال بيروت)، وهي تحت السيطرة الكاملة للجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية ولا تعتبر مرتبطة بحزب الله من الناحية الاجتماعية أو السياسية.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن المقدم احتياط في الجيش الإسرائيلي، عاميت ياغور، الذي عمل ضابطاً في شعبة الاستخبارات البحرية الإسرائيلية، أن مثل هذه العمليات معقدة، وتحتاج إلى تخطيط دقيق للغاية وتكتيكي في الميدان، موضحاً أن هذا الإجراء لا يتم اتخاذه إلا إذا كانت هناك قيمة عالية جداً للشخص المستهدف.
وأوضح الجنرال أن القيادي يتبع الوحدة البحرية في حزب الله، وهي وحدة استراتيجية، وتهدف إلى التأثير على إسرائيل على المستوى الاستراتيجي من خلال الهجوم على منصات الغاز.
هل تغيرت المعادلة؟
وفي تحليل نشرته "معاريف" تحت عنوان "اعتقال كبار قادة حزب الله يكشف.. إسرائيل غيرت المعادلة في لبنان"، إن تلك العملية بمثابة ضغط مباشر على حزب الله، وعلى الحكومة اللبنانية، وتعبر عن التصميم الإسرائيلي على شن حرب عالية الكثافة حتى في المناطق البعيدة عن الحدود بين البلدين.
وأضافت الصحيفة في التحليل الذي أعده الخبير العسكري آفي أشكينازي، أن هناك عدة أمور مثيرة للاهتمام في هذه العملية، أولاً، تشير إلى مستوى استخباراتي واختراق كبير لحزب الله، ثانياً، يبعث هذا الإجراء برسالة إلى أعضاء حزب الله مفادها أنهم ليسوا محصنين في أي مكان في لبنان.
ووفقاً لـ"معاريف"، عكست التقارير الواردة من لبنان محنة حزب الله وعجزه، موضحة أن إسرائيل تمر الآن بفترة حرجة، حيث إنه من المفترض أن يؤثر موعد الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية على استمرار الحرب، خصوصاً على الحدود الشمالية، ولذلك هناك اختبار كبير للمستوى السياسي،يتعلق لـ"مبادئ اليوم التالي، والسيطرة الكاملة للجيش اللبناني في الجنوب، والحفاظ على حق إسرائيل في التصرف بحال دخول عناصر مسلحة إلى المنطقة القريبة من الحدود".
ورأت الصحيفة، أن إسرائيل تقف على مفترق طرق، فمن ناحية، تجد صعوبة في خوض حرب استنزاف، ومن ناحية أخرى، مطلوب منها الآن العمل على إعادة الأمن لسكان الشمال وإعادتهم مجدداً إلى المستوطنات، معتبرة أن على إسرائيل أن تركز جهودها على اللعب على كامل الساحة في لبنان، وإجبار حزب الله والحكومة اللبنانية على قبول إملاءاتها من أجل إنهاء القتال في الشمال.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل إسرائيل وحزب الله حزب الله لبنان للجیش اللبنانی حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
إعلام عبري: حزب الله يستنفر في الجنوب ويوزع معدات استعدادا لاحتمال الحرب مع إسرائيل
أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأربعاء بأن حزب الله اللبناني عقد سلسلة لقاءات مع وجهاء القرى الشيعية في جنوب لبنان خلال الأيام الأخيرة، في إطار الاستعداد لسيناريو حرب جديدة مع إسرائيل.
ووفقًا للمصادر، طلب الحزب من الوجهاء فتح المساجد وقاعات المناسبات أمام الأهالي والنازحين، تحسبًا لتجدد القتال.
ويأتي هذا الحراك بالتزامن مع تزايد التحذيرات الأمريكية لحزب الله بضرورة نزع سلاحه جنوب نهر الليطاني، تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1701. غير أن الحزب، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام، لا يبدي أي نية للاستجابة للضغوط، معتبرًا المهل الزمنية "تأويلات سياسية لا تستند إلى أرضية واقعية".
استعدادات ميدانية وتشديدات أمنية
وأوضحت مصادر أمنية لبنانية أن حزب الله اتخذ إجراءات ميدانية صارمة في الجنوب، شملت توزيع معدات ولوجستيات على عدد من القرى، وتقييد استخدام الهواتف المحمولة بين عناصره تجنبا للاختراقات التقنية.
كما رُصدت تحركات داخلية تهدف إلى إعادة تأهيل بعض المراكز والمستودعات التي استهدفت في جولة القتال الأخيرة في سبتمبر 2024.
وبحسب مصدر أمني في التنظيم، فإن الحزب يتعامل مع المرحلة المقبلة بجدية مطلقة، ويستعد لثلاثة سيناريوهات رئيسية:
الحفاظ على الوضع القائم مع استمرار الضربات المحدودة.
توسيع رقعة الاشتباكات دون الدخول في حرب شاملة.
انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة مشابهة لما جرى في عملية "سهام الشمال".
ضغوط أمريكية وتحذيرات لبنانية
وكانت واشنطن قد شددت لهجتها مؤخرا، مطالبةً بانسحاب كامل لحزب الله من الجنوب والتزام رسمي من الحكومة اللبنانية بنزع سلاح الميليشيا، كشرط مسبق لاستئناف المساعي الدبلوماسية.
وأعلنت الخارجية الأمريكية أن مبعوثها إلى الشرق الأوسط، توم باراك، لن يزور بيروت قبل صدور موقف واضح من الدولة اللبنانية.
من جهتها، حذرت قوى المعارضة اللبنانية من تداعيات تصعيد جديد، مشيرة إلى أن استمرار حزب الله في تجاهل قرارات الشرعية الدولية "يعرض لبنان إلى عزلة دولية وعقوبات إضافية".
إسرائيل: لا انسحاب من الجنوب والقرى لن تعاد بناؤها
في المقابل، أعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أن "هناك احتمالا حقيقيًا لنزع سلاح حزب الله هذه المرة"، مشيرًا إلى أن "القيادة الإيرانية، وعلى رأسها خامنئي، فقدت اهتمامها بمصير التنظيم".
وأضاف خلال مؤتمر "تعزيز الشمال": "الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من المواقع التي يسيطر عليها داخل الأراضي اللبنانية... القرى الشيعية التي دمرت لن تعاد بناؤها".
مناورات سياسية وتحضير عسكري
وفقا للتقارير فأنه رغم تأكيد الحزب أنه لا يسعى إلى التصعيد، إلا أن الاستعدادات المكثفة في الجنوب تشير إلى أن التنظيم يتعامل مع المرحلة المقبلة كأنها مفصلية في مسار الصراع مع إسرائيل.
وقال مصدر مقرب من قيادة الحزب: "ثمن الحرب باهظ، لكن ثمن الاستسلام أثقل. إذا لم تُزعج إسرائيل سلاحنا، فلماذا تصر على تجريده؟".