لا يزال الغموض يلف حادثة اختطاف عماد أمهز، الذي اعتُقل في عملية كوماندوز نفذتها قوة إسرائيلية في بلدة البترون شمال لبنان يوم السبت الماضي. 

ورغم المطالبات بالكشف عن التفاصيل، تلتزم الأجهزة الأمنية اللبنانية الصمت حول هذا الموضوع.

عملية على الطريقة "الجيمسبوندية"

وصف مستشار قناة "العربية" في بيروت، علي حمادة، هذه العملية بأنها "جيمسبوندية" نسبةً إلى الدقة العالية التي نفذتها بها قوات النخبة الإسرائيلية.

 

وأوضح حمادة أن 25 عنصراً من وحدة الكوماندوز الإسرائيلية دخلوا مرتدين أزياء مشابهة لقوات الأمن اللبنانية، حيث قاموا بخطف أمهز من شاليه قريب من الشاطئ، وغادروا بزوارق سريعة عبر البحر. ولفت إلى أن هذه العملية التي استغرقت وقتاً طويلاً للكشف عنها، تشير إلى دقة التخطيط وصعوبة اكتشاف الاختطاف مباشرةً.

الشكوك حول دور أمهز

تتزايد التساؤلات حول هوية ودور أمهز، وسط تضارب في المعلومات بين نفي والده انتماء ابنه لأي حزب، وبين اتهامات إسرائيلية بأنه عنصر بارز في حزب الله. 

وأثارت العثور على جوازات سفر أجنبية وشرائح هاتفية في شقته تكهنات بوجود علاقات استخباراتية قد تكون مرتبطة بنشاطه البحري وتدريبه في معهد العلوم البحرية والتكنولوجيا في لبنان، حيث كان يتابع دراسته للحصول على شهادة قبطان.

ردود فعل رسمية لبنانية

دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، وزارة الخارجية اللبنانية لتقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن، في حين يتولى الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل التحقيق في الحادثة. 

ولكن حمادة أشار إلى أن السلطات اللبنانية تفتقر إلى القدرات لمراقبة السواحل الطويلة، ما يعقد الوضع الأمني.

التوترات المتصاعدة

يأتي هذا الاختطاف في ظل تصاعد التوترات في لبنان، حيث شهد الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية لبيروت غارات إسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 1900 شخص، وفق وزارة الصحة اللبنانية، فيما قُتل 37 جندياً إسرائيلياً منذ بدء العمليات البرية مطلع أكتوبر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لبنان البترون كوماندوز إسرائيلية عماد أمهز الأجهزة الأمنية اللبنانية

إقرأ أيضاً:

أرحب تمهل الحوثيين وتُلوّح بالثأر لمقتل أحد وجهائها واختطاف أبنته

تشهد مناطق شمال صنعاء حالة من التوتر الشديد، عقب انتفاضة قبلية غاضبة قادتها قبائل أرحب، في أعقاب جريمة قتل وصفت بأنها "متعمّدة وبدم بارد"، راح ضحيتها الشيخ حميد ردمان، أحد وجاهات أرحب، على يد القيادي الحوثي المدعو أبو عذر فليتة، في تصعيد خطير يعكس مدى استفحال انتهاكات ميليشيا الحوثي بحق المكونات القبلية في مناطق سيطرتها.

وتُعد هذه الحادثة – بكل ما تحمله من دلالات – حلقة جديدة في سلسلة استهداف الجماعة للقبائل، سواء عبر القتل أو الإهانة أو تفكيك الروابط الاجتماعية، ضمن استراتيجية واضحة تهدف إلى إضعاف البُنى التقليدية المقاومة للظلم والاستبداد، والتي تمثل القبيلة اليمنية عمودها الفقري.

وفي تطور غير مسبوق، احتشد آلاف من أبناء قبائل أرحب، صباح اليوم الثلاثاء، في نكف قبلي واسع أمام بوابة محافظة عمران شمال صنعاء، موجهين تحذيرات شديدة اللهجة لميليشيا الحوثي بشأن ما وصفوه بـ"التمادي في سفك دماء أرحب والتطاول على حرماتها".

وطالبت القبائل بالإفراج الفوري عن ابنة الشيخ ردمان، المعتقلة منذ أيام على يد الجماعة، وتسليم الجاني (أبو عذر فليتة)، القيادي الحوثي وصهر القتيل، للعدالة، وتنفيذ القصاص العادل، دون مماطلة أو تسويف.

وأكد المحتشدون أن كل الخيارات مفتوحة، ممهلين سلطات الحوثيين ساعات معدودة قبل أن تتخذ القبيلة خطواتها، محذرين من أن "التهاون بكرامة أرحب سيُقابل بما لا تُحمد عقباه".

تعود تفاصيل الجريمة إلى خروج الشيخ حميد ردمان من منزله قبل أيام، حيث قام صهره "أبو عذر فليتة"، والذي يشغل منصب مدير أحد أقسام الشرطة في صنعاء، بملاحقته وإطلاق النار عليه مباشرة، ما أدى إلى مقتله على الفور أمام مرأى من السكان.

وعقب الحادثة، تم اعتقال ابنة القتيل – زوجة الجاني – في خطوة وصفتها القبائل بأنها إهانة مزدوجة، ووسيلة للضغط عليها وإجبارها على التنازل عن دم والدها، الأمر الذي أشعل غضبًا واسعًا اعتُبر بمثابة استفزاز صارخ للأعراف القبلية والقيم الإنسانية.

اتهمت قبائل أرحب بشكل مباشر قيادات في الجماعة الحوثية بمحاولة طمس القضية والتستر على القاتل، في حين أكدت أن أي محاولة لانتزاع أقوال أو توقيع تنازل بالإكراه، ستكون بمثابة إعلان عداء شامل لأرحب ومحيطها القبلي.

مصادر محلية أشارت إلى أن الوساطات التي حاولت تهدئة الموقف اصطدمت بتعنت حوثي وعدم جدية في التعاطي مع القضية، ما زاد من احتقان الشارع القبلي ودفع إلى تصعيد الاحتجاجات، التي قد تتخذ طابعًا ميدانيًا خلال الساعات القادمة إذا لم تتم الاستجابة الفورية للمطالب.

ويرى مراقبون أن هذه الانتفاضة ليست سوى إنذار مبكر لثورة قبلية أوسع، قد تتفجر في أي لحظة مع تزايد الاستفزازات الحوثية للمجتمع القبلي، الذي كان ولا يزال أحد العوائق الرئيسية أمام مشروع الجماعة القائم على التفكيك والتسلط. موضحين أن القبيلة اليمنية، على الرغم من محاولات الحوثي إخضاعها، ما زالت تحتفظ بقدرتها على الضغط وفرض الكلمة، مشيرين إلى أن "أرحب ليست وحدها"، وأن ما يحدث اليوم في عمران قد يُفتح على سيناريوهات تصعيد تتجاوز البُعد المحلي.

مقالات مشابهة

  • أرحب تمهل الحوثيين وتُلوّح بالثأر لمقتل أحد وجهائها واختطاف أبنته
  • بحضور السيدة الولى... توقيع مذكّرة تعاون بين الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وجامعة هايكازيان
  • متعاقدو اللبنانية في رسالة إلى عون: نطالب بحل فوري لملف التفرغ
  • السرايا اللبنانية تودع زياد الرحباني: صوت الكرامة والمقاومة يغيب
  • رئيس الحكومة اللبنانية يطمئن: فرنسا مستمرة في دعم لبنان وتجديد مهمة قوات «اليونيفيل» وشيك
  • الأمن الداخلي في حلب يلقي القبض على اللواء الطيّار في النظام البائد عماد نفوري
  • حادثة العلم الفلسطيني في مهرجانات البترون.. هذا ما كُشف عنها
  • أمن مطار طنجة يحبط عملية تهريب أكثر من 15 كيلو من المخدرات في حقيبة شخصين من أصول افريقية (صور)
  • رواية مغايرة لمقتل شادماني.. ابنته تتحدث عن عملية إسرائيلية مباشرة
  • كاتبة إسرائيلية: تصاعد حاد في معدلات الانهيار بين جنود الجيش