«بورتريه» مصطفى فهمي.. مصور خلف الكاميرا ومبدع أمامها
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
دفعته الصدفة، لترك موقعه كمصور سينمائي، ودخول عالم التمثيل، لينتقل من موقعه خلف الكاميرا، إلى العدسة الأمامية لها من خلال فيلم، «اين عقلي»، الذى شارك فيه مع سعاد حسني ورشدي أباظة ومحمود ياسين، وكتبه المخرج الكبير والسيناريست الموهوب رأفت الميهي، وتقاضى فيه «مصطفى» 200 جنيه، ومنها بدأ الشقيق الأصغر للفنان حسين فهمى رحلته مع السينما، ليكتب تاريخاً جديداً لأولاد الباشوات الذين تركوا الحياة الأرستقراطية، لخوض تجربة التمثيل.
«مصطفى»، ينتمي لأصول شركسية، تعرفها مدينة حلوان التي مازالت تحوى قصورًا وبيوتًا باسم العائلة، وآخرها قسم شرطة حلوان، الذى استعادته الأسرة منذ فترة قريبة ضمن أملاكها، إذ مارس كوادرها العمل السياسي، في الثلاثينيات والأربعينيات، فالجد محمد باشا فهمي رئيس مجلس الشورى، والأب محمود باشا فهمي سكرتير المجلس نفسه فيما بعد، وجدتهم أمينة هانم المانسترلي صاحبة استراحة المانسترلي الشهيرة.
درس "مصطفى" في المعهد العالي للسينما، وحصل على بكالوريوس من قسم التصوير، ليبدأ مشواره الفني كمساعد مصور في فيلم (أميرة حبي أنا) عام 1974 مع مدير التصوير عبد الحليم نصر، ثم انتقل من خلف الكاميرا إلى موقعه الجديد أمامها، وأصبح من نجوم السبعينيات، وكان "الولد الطيب" الذى يشارك فى أعمال مازالت فى الذاكرة ومن أبرزها، فيلم "قمر الزمان، وأين عقلي، ولمن تشرق الشمس، ووجهًا لوجه، ونبتدي منين الحكاية"، ثم تتوالى بعدها أعماله في السينما والتلفزيون، مثل (قصة الأمس، وحياة الجوهري، وأيام في الحلال).
وما بين "أين عقلي" إلى "أهل الكهف"، قدم النجم الراحل، 46 فيلمًا، و 88 مسلسلاً لا تزال محفورة فى الذاكرة. ففي "أهل الكهف" الذى عرض ضمن موسم عيد الأضحى الماضي، كان أداؤه قوياً فى دور الإمبراطور "ديكيوس"، والفيلم مأخوذ عن رواية مسرحية من أربعة فصول للكاتب توفيق الحكيم، وتدور أحداثه حين يستيقظ 3 أشخاص داخل كهف بعد 300 عام من النوم، ويعود الثلاثة إلى المملكة، ويصطدمون بتغير الحياة، أما فيلم "السرب" الذى جسد فيه "فهمى" دور رئيس أحد الأجهزة الأمنية الرفيعة، فقد حقق نجاحًا كبيراً وقت عرضه وأرقامًا قياسية فى الإيرادات، إذ اتسم أداؤه بالوطنية، لإظهار بطولات القوات الجوية، والفيلم مقتبس عن الضربة الجوية التى نفذها نسور الجو المصريون، على مواقع تنظيم "داعش" فى ليبيا، بعد واقعة إعدام التنظيم الإرهابي 21 قبطيًا ذبحًا فى مدينة درنة، وبعدها بساعات نفذت القوات الجوية توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بقصف مواقع التنظيم في المدينة الليبية.
أعمال "فهمى" التى شارك فيها مع فنانات ومشاهير السينما والتليفزيون لا تزال محفورة فى الأذهان، فقدم مرارة الغربة وغدر الأزواج في مسلسل "مكان فى القلب" مع إلهام شاهين، وفى مسلسل "دموع فى عيون وقحة" مع النجم عادل أمام، جسد ضابط المخابرات الإسرائيلي، كما شارك الزعيم في مسلسل "مأمون وشركاه" بشخصية الصديق المخلص الذى يسعى بكل قوة لإنقاذ صديقه والوقوف بجانبه.
"فهمى" خرج من بيته إلى مثواه الأخير تاركًا دموع شقيقه الأكبر «حسين»، ترسم مراحل الطفولة والشباب والشيخوخة للشقيقين، إذ عبر «حسين» عن فاجعة رحيل شقيقه الأصغر، بكلمات بسيطة ومقتضبة، عبر انستجرام، لكنها كلمات ترجمت علاقتهما الراقية التي كانت عنوانًا للأصول الأرستقراطية. مصطفى فهمى، له ولد وبنت من زوجته الإيطالية، أما زيجاته الأخيرة فكانت بلا أبناء حيث تزوج من الفنانة رانيا فريد شوقى ثم من مذيعة لبنانية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصطفى فهمي وفاة مصطفى فهمي
إقرأ أيضاً:
تقلا شمعون في جرش 39: بين حرارة المسرح وبرودة الكاميرا
صراحة نيوز- اللجنة الإعلامية لمهرجان جرش
على هامش فعاليات مهرجان المونودراما المسرحي بدورته الثالثة ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الــ 39 أقيمت ندوة “مقاربة التمثيل بين الخشبة والشاشة”، وقدمتها الفنانة اللبنانية تقلا شمعون.
وقدمت الندوة مدير مهرجان المونودراما الفنانة عبير عيسى التي قالت ” في قلب مهرجان يحتفي بالمسرح كنبض حيّ للثقافة والإبداع، نلتقي اليوم في محطة فكرية وفنية مميزة تحت عنوان “مقاربة التمثيل بين الخشبة والشاشة”، لنسلط الضوء على الفروق الدقيقة، والتقاطعات العميقة، بين فن التمثيل المسرحي وفن التمثيل أمام الكاميرا”.
وباركت عيسى للفنانة شمعون تكريمها على هامش مهرجان المونودراما المسرحي بدورته الثالثة، مؤكدة أن هذا التكريم مستحق نظير مسيرتها الفنية بالمسرح والدراما والتعليم أيضًا.
وقالت عيسى “لقاؤنا اليوم مع فنانة استطاعت أن تعبر بسلاسة وإتقان بين العالمين؛ بين أضواء المسرح الدافئة وعدسة الكاميرا المتطلبة. فنانة تميزت بحضورها الطاغي وصدق أدائها، سواء على خشبة المسرح أو عبر الشاشة الصغيرة والكبيرة”.
وأضافت “نرحب بـ الأستاذة الفنانة تقلا شمعون، إبنة لبنان، التي تحمل شهادات عليا في الإخراج والتمثيل، وممثلة من طراز رفيع، تحمل في رصيدها تجارب غنية ومتنوعة، جعلتها واحدة من أبرز الأسماء في الساحة العربية.
وبدأت شمعون حديثها حول عنوان الندوة بمقولة تصح للتمثيل في المسرح، والتمثيل في الشاشة مؤكدة أنهما وجهان لعملة واحدة : “الدور الأساسي للممثل هو أن ينقل أفكار وأحاسيس وانفعالات الى الجمهور، سواء كان هذا الجمهور في صالة مسرح أو في البيوت”.
وأوضحت أن الفرق بين المسرح والشاشة هو التواصل، ففي المسرح يكون هذا التواصل مباشر من خلال الممثل نحو الجمهور الموجود أمامه في الصالة، يبث انفعالاته ومشاعره وأحساسه لكل شخص موجود أمامه . أما الممثل في الدراما أو الشاشة فموجود أمام الكاميرا، ولا يأخذ هنا الجمهور بعين الاعتبار ، هو يركز مع المشهد. والوعي بالجمهور يأتي لاحقًا. وهذا المطلوب، لأنه سيؤدي ويؤثر سلبًا على اأدائه.
وقالت “الأداء المسرحي هو تحويل نص المسرحية الأدبي المكتوب إلى مشاهد تمثيلية، يؤديها الممثل على خشبة المسرح، مستخدماً التعابير اللغوية، والجسدية، أمام حشد من الجمهور، بهدف تحقيق متعة فكرية وجمالية”.
ومن خلال عرض تفاعلي مع الحضور أوضحت الفنانة شمعون كيف أن حضور الحواس الإدراكية في المسرح يكون مُسيطرًا على الجماهير؛ لأنهم يُراقبون أداء الممثلين أمامهم لحظة بلحظة؛ في حين أنه في السينما يكون الأمر مختلف ويطغى غياب الحواس وتخيل الأحداث المعروضة على الشاشة على المشاهدين.
وبينت أنه في العرض المسرحي؛ يتبين بين الحضور الجسدي الطاغي وتشغيله مع الموهبة والخبرة والتدريب في المسرح، واللعب بالتفاصيل ، الممثل بهيئته الحقيقية أمام المشاهد والمستمع دون كاميرا قريبة أو مونتاج، بينما في العرض السينمائي؛ فإن المشاهد يتعامل مع لوحة مطبوعة يتم بثها عبر الشاشة بأحجام وأبعاد غير واقعية لأن الممثل هنا لا يحضر بهيئة الجسدية الحقيقية وإنما هو هنا مجرد صورة التقطتها الكاميرا وهو يعي ذلك.
وقالت “لطالما اعتُبر المسرح والسينما مجالين منفصلين في البنية الأكاديمية، إذ يتم تدريسهما في أقسام مختلفة لا يتقاطع عملها إلا نادرًا، وكأن كل فن من هذه الفنون يتبع قوانينه الخاصة دون صلة بالآخر. لكن هذه المقاربة، كما يشير النص، تبدو عبثية في عالم باتت فيه الوسائط البصرية متداخلة، والجمهور ينتقل بسلاسة بين خشبة المسرح وشاشة العرض”.
وأضافت شمعون: إنه في العمق، يُعد التمثيل أمام الكاميرا امتدادًا للتمثيل على المسرح وليس نقيضًا له. كلاهما يعتمد على أدوات الأداء، اللغة الجسدية، الإيماءة، الصوت، الإيقاع، والمعنى. الفرق الجوهري يكمن فقط في المسافة بين الممثل والمتلقي: فبينما يخاطب الممثل المسرحي جمهورًا حاضرًا يتنفس معه اللحظة، يتعامل الممثل أمام الكاميرا مع عدسة تُعيد تشكيل الزمن والزاوية والإحساس.
ونوهت أن تجاوز الفصل بين المسرح والشاشة لا يعني إلغاء الفروق التقنية، بل يعني الاعتراف بأن جوهر الأداء الدرامي واحد، وأن الفنان الذي يمتلك أدواته ويعي كيف يصنع المعنى، يمكنه التنقل بين الخشبة والكاميرا دون أن يشعر بالغربة.
وفي ختام الندوة التي امتدت ساعتين من الزمن أجابت الفنانة تقلا شمعون على العديد من أسئلة الحضور التي تمركزت حول الحالة المسرحية العربية اليوم والرؤى والتطلعات نحوها. وأسئلة عامة حول تجربتها المسرحية الشخصية.
فيما قدمت مدير مهرجان المونودراما عبير عيسى، الشكر والتقدير للفنانة شمعون التي أثرت بثقافتها وخلفيتها الأكاديمية الندوة ، باسم إدارة مهرجان جرش والحضور.