بقدر التنازلات المقدمة للإجرام اليهودي في سفك دماء الأشقاء على ارض غزة ولبنان سيكون الفوز بكرسي الرئاسة في الانتخابات الأمريكية، لا يهم فوز “الحمار أو الفيل” بقدر ما يهم مقدار الدعم الذي سيحصل عليه كيان الاحتلال كمكافاة له على ذلك وأيضاً لإكمال المهمة في سفك مزيد من دماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ .

الانتخابات في الدول الديمقراطية الحقيقية تعكس آمال وتطلعات شعوبها باعتبارها تلبي طموحات الجماهير إلا الانتخابات الأمريكية فإنها تعكس توجهات الكيان الصهيوني. فمثلا الانتخابات الفرنسية هُزم حزب الرئيس ماكرون بسبب دعمه للسياسات الإجرامية الصهيونية، وتقدمت الجمعيات المناهضة للسياسة الفرنسية المؤيدة للإجرام الصهيوني، ما جعل ماكرون يصرح بأن على إسرائيل احترام قرارات الشرعية الدولية التي تضرب بها عرض الحائط وتواصل الإجرام والإرهاب بحق الشعب الفلسطيني.

الانتخابات اليابانية أفرزت معادلة جديدة فقد فازت الأحزاب المناهضة للإجرام الصهيوني وهي الأحزاب اليسارية على حساب الأحزاب الليبرالية الداعمة للسياسات الأمريكية والإجرام الصهيوني. وفي الانتخابات البريطانية سقط حزب المحافظين ولم يشفع لرئيسه ذهابه بالطائرات محملة بالأسلحة غوثا للإجرام الصهيوني، بل فاز حزب العمال بقيادة اليساري المخضرم جورج جلوي المعروف بمناصرته للقضية الفلسطينية .

ففي كل الاستحقاقات الديمقراطية الحقيقية انهارت كل الأحزاب والمنظمات الداعمة للإجرام اليهودي إذ فازت الأحزاب المؤيدة والداعمة للقضية الفلسطينية في دول أمريكا الجنوبية بفارق كبير على الأحزاب الليبرالية الداعمة للسياسات الأمريكية والصهيونية كنتيجة لطوفان الأقصى الذي عرى الإجرام اليهودي والنصراني تحت قياده الحلف الإجرامي الجديد.

ولا يختلف الأمر في معظم دول أوروبا وأفريقيا وفي قارة آسيا، حيث سقطت الأحزاب والجماعات الداعمة للإجرام اليهودي وتقدمت الأحزاب ذات التوجهات المعارضة لجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية.

أما الانتخابات الأمريكية فرغم انحدار وتراجع الدعم للإجرام الصهيوني في أوساط الشعب الأمريكي فلا زال اللوبي اليهودي ومنظمة “ايباك” ممسكا بالقرار الرسمي الأمريكي بسبب السيطرة التامة على وسائل الإعلام ومراكز الدراسات والجامعات والشركات والمصانع خاصة مصانع الأسلحة –والسيطرة التامة علي أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وهو ما قاله –نتن ياهو –بصريح العبارة “أمريكا لا تستطيع أن ترغمنا على أي شيئ , نحن لدينا الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ “الكونجرس” ونحن من نرغم أمريكا”.

والتساؤل هنا : هل تدار أمريكا بواسطة اللوبي اليهودي؟ أم أن اللوبي اليهودي هو من يدير السياسة الأمريكية ، وهل إسرائيل تحمي المصالح الأمريكية في العالمين العربي والإسلامي ، وهي أسئلة لا جدوى منها لأن أمريكا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة، ولذلك فان التنافس الانتخابي مهما كان -برلماني أو رئاسي- تكون محصلته محسومة لصالح تقديم التنازلات لتحقيق الفوز وتجنب الخسارة، ولا يهم بعد ذلك من سيفوز، فكلا المرشحين يمثلان مصلحة الكيان الصهيوني ويعملان على تحقيق مطالب صهاينة البيت الأبيض وسدنة تمثال الحرية والقوة العظمى وحلفها بعد سقوط الحلف المقابل لها .

في الانتخابات الأمريكية السابقة فاز بايدن وخسر ترامب لا لأن ترامب لم يقدم التنازلات المطلوبة لصالح الكيان المحتل، ولكن لان صناع القرار السياسي الأمريكي راوا إتاحة المجال لبايدن الذي قدم للشعب اليهودي الكثير من الخدمات، فكان فوزه بمثابة مكافأة نهاية الخدمة، خاصة وانه خاض الكثير من الانتخابات ولم يفز في واحدة منها، واكبر منصب حصل عليه نائب الرئيس، مع إخلاصه ووفائه الشديد لإسرائيل اكثر من أمريكا –ومن أقواله –ليس بالضرورة أن تكون يهوديا حتى تخدم إسرائيل- إشاره إلى انه نصراني –ويدعم إسرائيل ، وأيضا لولم تكن إسرائيل موجودة لكان الواجب على أمريكا إيجاد إسرائيل نظرا لما لها من فوائد عظيمة لأمريكا وللدول الاستعمارية .

أما ترامب الذي تعثر في الانتخابات، فسلوكه الذي يمثل دور-كاوبوي- فانه يسارع في تقديم الخدامات لإرضاء اليهود مهما كانت، فهو من وقّع على قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في مخالفة للقرارات الأممية والمجتمع الدولي، ولم تعترض على هذا القرار إلا القليل من دول العالم العربية والإسلامية .

كما أن ترامب طالب بوضوح وبشفافية من دول الخليج العربية دفع ضرائب الحماية مالم فانه لن يؤمّن ذلك، وقالها بصراحة إن تلك الدول لن تستطيع حماية نفسها لمدة أسبوع –وان شعوبها تعيش في رفاهية مفرطة لدرجة أن ما عليه أمريكا من التقدم والرقي لا يضاهي تلك الدويلات ، وعلى اثر ذلك التاريخ خضعت ودفعت مئات المليارات لأمريكا سواء كان ذلك على شكل صفقات سلاح أو غيرها، ما جعل الخزانة الأمريكية تستعيد عافيتها.

واذا كان بايدن وكامالا هاريس يديران سياستهما بنوع من الدبلوماسية فان ترامب لا يتحرج من التصريحات التي تكشف بعض خفايا السياسة الأمريكية، من ذلك تشكيكه بحقيقة هجمات سبتمبر وارتباط القاعدة بها؛ وأيضا اعترافه بخطأ إسقاط نظامي صدام حسين والقذافي وتأكيده أن ذلك كان بسبب الأموال الخليجية التي دفعت لأمريكا. كما اعترف بان أمريكا تنفق مليارات الدولارات لتمويل الجماعات الإرهابية التي صنعتها للتحكم في الأنظمة والاستيلاء على نفط الخليج وبالأسعار التي تريدها حتى تستطيع مواجهة العملاق الصيني والدب الروسي.

أما عن إسقاط نظام القذافي فقد تزعمت أمريكا المهمة لصالح دعم النفوذ الفرنسي الذي يريد أن يكسب على حساب الهيمنة الأمريكية.

السباق الانتخابي اليوم محصور بين ترامب وهاريس بعد انسحاب بايدن ولا فرق بين الاثنين من حيث كمية الدعم المقدم لليهود المحتلين لأرض فلسطين ، لكن الفرق أن ترامب ربما قد يتحدث بذلك علنا أما هاريس قد تتحدث عن بعضه لاكله.

الانتخابات الأمريكية اليوم لم تعد حدثا مهما بفضل “طوفان الأقصىحتى كيان الاحتلال لم يهتم بها لأنه منشغل بارتكاب اكبر قدر من المذابح والجرائم من اجل إبادة الأشقاء على ارض غزة ولبنان ؛وإما محور المقاومة فقد انهى مسألة التعويل على نتائج الانتخابات الأمريكية، لأنه لا فرق بين القتلة والمجرمين سواء جاؤوا على ظهر دبابة أو ظهر حمار أو ظهر فيل .

لقد تجاوز محور المقاومة مسألة التعويل على نتائج الانتخابات الأمريكية التي عملت الأنظمة المتصهينة والعميلة على دغدغة مشاعر الشعوب بوهم خادع كاذب حينما كان السياسة العرب يناشدون الأمريكي والبريطاني ودول الحلف الإجرامي أن يمارسوا الضغط على اليهود لصالح ضمان حقوق الأشقاء في فلسطين ولبنان، على اعتبار أن هذا الحلف هو راعي السلام ووسيط المفاوضات، ليتضح الأمر جليا أن الإجرام منظومة واحدة تديره الدول الاستعمارية بواسطة إسرائيل .

الانتخابات الأمريكية اليوم لا تعني شيئا لمحور المقاومة، لأن كيان الاحتلال لا عهد له ولا ذمة، لقد مضى الزمن الذي كان يفرض فيه شروطه علي الآخرين ويكسب بالمفاوضات ما يخسره في الواقع وذلك بسبب السياسات الداعمة له من صهاينة الغرب وصهاينة العرب ، لقد وصل الأمر أن تم وصف المقاومة بالإرهاب ومحاصرتها والعمل على القضاء عليها بكل الأساليب الإجرامية، وتبرئة الإجرام والإرهاب والمجرمينلكن طوفان الأقصى كشف حقيقة الأنظمة العميلة واكد حقيقة أن حلف اليهود والنصارى والمنافقين لا عهد لهم ولا ذمة ؛وان الإجرام اليهودي اليوم هو ذاته الإجرام الصليبي كيف وقد اجتمعا اليوم من اجل الفتك والقتل والإجراموصدق الله العظيم القائل ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) .

 

 

 

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة

نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" تقريرا بعد مزاعم الاحتلال حول اغتيال القيادي في القسام رائد سعد عن قادة حماس الذين ما زالوا في غزة.

وقالت الصحيفة إنه بعد اغتيال رعد سعد، "الرجل الثاني" في "الجناح العسكري" لحماس، بقي عدد من قادة الحركة وعلى رأسهم:

1. عز الدين الحداد: القائد الحالي للجناح العسكري، الذي وصل إلى السلطة بعد اغتيال محمد ضيف ونائبه مروان عيسى ومحمد السنوار بحسب الصحيفة. 

وكان الحداد قائداً للواء مدينة غزة، ووفقاً لتقارير عربية، كان من بين القلائل الذين علموا بتوقيت هجوم 7 أكتوبر. حيث كان شريكا رئيسيا في التخطيط للعملية.

وأوضحت أنه مع كل عملية تصفية، ارتقى في التسلسل القيادي، حتى أصبح مسؤولا عن قضية الأسرى الذي ذكروا أن الحداد كان يتحدث العبرية ويتواصل معهم. 

وخلال الحرب، قُتل اثنان من أبنائه، اللذين كانا يعملان في صفوف نخبة القسام النخبة.

محمد عودة: رئيس مقر استخبارات حماس في غزة. لا يُعرف الكثير عن عودة، لكن بحكم طبيعته، كان متورطًا بشكل كبير في التخطيط لعملية ٧ أكتوبر. 

وفي وثائق نُشرت قبل الحرب، يظهر اسمه إلى جانب محمد ضيف والمتحدث باسم القسام أبو عبيدة. 

ووفقًا لتقارير ، أُجبر عودة على تولي قيادة لواء شمال غزة، بعد اغتيال القائد السابق أحمد غندور كما زعمت الصحيفة العبرية.

وبينت "إسرائيل اليوم" أنه إلى جانب كبار قادة الجناح العسكري، بقي اثنان من الشخصيات البارزة في حماس على قيد الحياة، واللذان كانا في السابق ضمن أعلى مستويات نظامها في غزة. 

الأول هو توفيق أبو نعيم، الذي ترأس جهاز الشرطة وكان يُعتبر من المقربين من السنوار. أما الثاني فهو محمود الزهار، عضو المكتب السياسي في غزة وأحد أعضاء الفصائل المؤسسة لحماس. 

وأشارت إلى أن هناك أيضاً قادة كتائب مخضرمون في حماس لم يُقتلوا بعد أولهم حسين فياض ("أبو حمزة")، قائد كتيبة بيت حانون، الذي نجا من محاولتي اغتيال على الأقل حيث أسفرت المحاولة الأخيرة عن مقتل أفراد من عائلته. 

وفي وقت سابق من الحرب، أعلن جيش الاحتلال أنه قُتل، لكن فياض ظهر بعد فترة من وقف إطلاق النار.

ولفتت الصحيفة إلى قائد كتيبة آخر هو هيثم الحواجري، المسؤول عن كتيبة مخيم الشاطئ. 

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتياله، لكنه ظهر خلال وقف إطلاق النار في إحدى المراسم الدعائية لإطلاق سراح الأسرى.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، برز اسم قائد بارز آخر في حماس وهو  مهند رجب. وبحسب تقارير عربية، عُيّن رجب قائداً للواء مدينة غزة خلفاً للحداد، الذي أصبح قائداً للجناح. كما ورد أنه، على غرار رجب، عُيّن قادة ميدانيون آخرون ليحلوا محل من قُتلوا خلال الحرب.

مقالات مشابهة

  • عاجل. وسائل إعلام إسرائيلية: إطلاق نار خلال احتفالات بعيد الحانوكا اليهودي في أستراليا وسقوط عدد من القتلى
  • السياسة الأمريكية تجاه أفريقيا: ما الذي تغير؟
  • من رجل القسام الثاني الذي اغتالته إسرائيل؟
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • مشاريع قوانين عنصرية في إسرائيل تعيد طرح سؤال من هو اليهودي؟
  • مصر تحذر أمريكا من محاولات إسرائيل فرض وقائع جديدة في غزة
  • رحمة بالعراق… يا مفوضية الانتخابات غير المستقلة
  • عمرو أديب: مصر محتاجة أمل وإنتاج جديد يعبر عن الناس
  • عمرو أديب: انتخابات النوادي فيها منافسة وحيوية أكتر بكتير من انتخابات النواب
  • WSJ: أمريكا محبطة من عدوانية إسرائيل ضد النظام الجديد في سوريا