عـبدالله علي صبري: وعـد بلفور رؤية صهيونية وقرار امبريالي
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
حلت الذكرى 107 لوعد بلفور المشؤوم، والشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة جماعية منذ 13 شهرا، وسط صمت المجتمع الدولي والدعم الغربي والأمريكي للكيان الصهيوني على حساب مظلومية وقضية الشعب الفلسطيني.
وإذا كانت الصهيونية قد نجحت طوال هذه الفترة في تحويل مشروعها ورؤيتها للدولة اليهودية إلى حقيقة مؤلمة على أرض الواقع، فإن العرب ما يزالون يعيشون النكبات والخيبات واحدة بعد الأخرى، حتى سجلوا مع معركة طوفان الأقصى مواتا شاملا غير مسبوق على الصعيدين الرسمي والشعبي، إلا من قلة مقاومة ماضية على طريق الانتصار لحقوق الشعب الفلسطيني، وانتزاعها بالقوة وبعطاء الدم مهما كانت التضحيات.
غدت فلسطين منذ مؤتمر سان ريمو 1920، تحت الانتداب البريطاني، وكان العرب قد اكتشفوا خيانتين كبيرتين كانتا برسم بريطاني، الأولى: اتفاقية سايكس بيكو1916، والثانية وعد بلفور 2 نوفمبر 2017م، والذي نص على منح اليهود وطنا قوميا في فلسطين العربية.
كانت المسألة اليهودية ضاغطة على الدول الاستعمارية في أوروبا، وكانت الصهيونية التي تبنت حل المسألة اليهودية، قد عملت من خلال نفوذها على إقناع المجتمع الغربي بأهمية أن يكون لليهود دولة خاصة بهم، وقد كان هذا الحل يمثل مصلحة مشتركة، إذ كان العداء لليهود على أشده في معظم أوروبا، فإذا كانت هذه الدولة ستفتح بابا لهجرة اليهود خارج أوروبا، فما المانع من دعم قيامها؟
تبعا لذلك كان الساسة في الغرب يرون أن بإمكانهم دعم فكرة الدولة اليهودية على تفاوت بين هذه الدولة وتلك، إلا أن بريطانيا قدمت المخارج العملية، واقترحت على كبار اليهود من زعماء الصهيونية إقامة وطن قومي لليهود في أوغندا، وهو ما وافق عليه هرتزل، فيما رفضته غالبية الزعامات الصهيونية، التي كانت فكرتها تدور حول فلسطين كونها في معتقداتهم أرض الميعاد.
التقى الصهيوني حاييم وازيمان بوزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور، وكانا على اتصال وتعارف سابق، وكانت المسألة اليهودية حاضرة دائما في نقاشاتهما، إلى أن اقتنع بلفور بأن فلسطين هي المكان الأنسب لقيام الدولة اليهودية، وفي ذلك التقت الرؤية الصهيونية بالمشروع الإمبريالي، وقد سعت بريطانيا لتحقيق أكثر من هدف، إذ كانت بحاجة إلى دعم الحركة الصهيونية، وخاصة يهود ألمانيا، كما أرادت القطع على أي دولة إسلامية في المنطقة العربية، بزرع جرثومة سرطانية في قلب العالم العربي، بل وأبعد من ذلك زعم وايزمان في مذكراته أن بريطانيا أرادت من خلال الدولة الصهيونية خلق كيان متحضر في مواجهة البربرية. وللأسف ما يزال الغرب ينظر إلى العرب ويتعامل معهم على أنهم ” برابرة “، فيما إسرائيل هي عنوان التحضر في المنطقة..!، ولعل ذلك ما عناه واستند إليه الصهيوني نتنياهو في خطابة المتزامن مع الذكرى الأولى لطوفان الأقصى حين قال بكل وقاحة: نخوض حرب الإنسانية ضد البربرية وأصدقاؤنا في الدول العربية والعالم يعرفون أننا إن لم ننتصر سيأتي دورهم ..
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي
إقرأ أيضاً:
خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
كشف الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، تفاصيل جديدة حول ما وصفه بـ"الصفقة الجارية لإعادة الرئيس السوري السابق بشار الأسد إلى المشهد"، مؤكدًا أن جزءًا من بنودها يتضمن تسليم الأسد لدولة أخرى لإجراء محاكمة شكلية تمهيدًا لتبرئته من تهم جرائم الحرب.
وأشار العزبي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن هذا الطرح "غير مسبوق وخطير للغاية"، متسائلًا: "وفق أي قانون سيتم محاكمته؟ السوري أم الدولي؟ وكيف يتم إعداد سيناريو يعيد شخصًا متهمًا بقتل شعبه إلى واجهة المشهد؟".
وأوضح أن هذه البنود كانت محل رفض وسخرية في البداية، حيث اتُهم هو وآخرون بـ"الجنون وترويج الأوهام"، قبل أن تظهر تقارير دولية – بينها تقرير لوكالة رويترز وأخرى لهيئة الإذاعة البريطانية BBC – تؤكد صحة ما نشره، وتكشف عن تحركات فعلية تمهّد لهذه الصفقة.
وأكد العزبي أن ما تم نشره في الإعلام الدولي يتوافق مع ما تم كشفه مسبقًا عبر البرنامج، مشيرًا إلى أن هذه التسريبات أحدثت حالة هلع داخل صفوف هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني، ما أدى إلى حملة اعتقالات واسعة في مناطق نفوذ التنظيم.
وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورًا غير متوقع، يتمثل في فتح عدد من السجون في حمص وحلب وإطلاق سراح مجموعات معينة، ضمن سيناريو يعزّز مخطط تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ متعددة.
وكشف العزبي أن الجولاني وافق ضمن الصفقة على التخلي عن المناطق الغنية بالنفط والغاز لصالح إسرائيل، مستشهدًا بتقرير بثته القناة الإسرائيلية 12، ظهر خلاله مسؤولون إسرائيليون يتحدثون صراحة عن "ضرورة بقاء مناطق معينة تحت السيطرة الإسرائيلية".
وأشار إلى أن الجولاني لم يصدر أي تصريح يعترض فيه على هذه التصريحات، رغم ظهوره مؤخرًا في مقاطع وصفت بأنها "استعراضية وغير واقعية".
وأكد العزبي أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تقف ضد سيناريو التقسيم، وقد نجحت بالفعل في تمرير قرار أممي يمنع تفكيك الدولة السورية ويطالب بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي التي يسيطر عليها.
وفي ختام حديثه، انتقد العزبي الأبواق الإعلامية التابعة للإخوان وتنظيم داعش، معتبرًا هجومهم الحاد على مصر وعلى كل من يكشف الحقائق "محاولة بائسة للتغطية على حجم الترتيبات التي تجري في الخفاء".