بعد العودة إلى البيت الأبيض..كيف سيتعامل ترامب مع كوريا الشمالية؟
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
يواجه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اختباراً حاسماً في السياسة الخارجية في ظل التحديات المستمرة التي تفرضها كوريا الشمالية ببرامجها النووية والصاروخية. ورغم أن التوصل إلى اتفاق كامل يتطلب جهوداً دبلوماسية هائلة، فإن وقف التهديد النووي لكوريا الشمالية أو الحد منه قد يبقى هدفاً قابلاً للتحقيق.
ويقول الباحث هاري كازيانيس في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية إنه بينما قد لا تسيطر قضية كوريا الشمالية على العناوين الآن، فإن القضية وبرامج الأسلحة النووية والصواريخ المتنامية تبقى في جمود مستمر، وكأنها معلقة إلى الأبد.ومن الواضح أن ترامب سيتعامل في نهاية المطاف التعامل مع بيونغ يانغ، في مواجهة حقيقة مقلقة، وهي أن كوريا الشمالية لن تتخلى أبداً عن أسلحتها النووية أو صواريخها المتطورة.
لكن ذلك لا يعني أن كل شيء ذهب هباء، وأن على العالم قبول مواصلة كوريا شمالية نووية، تطوير أسلحة متقدمة يمكن بيعها لأعلى مزايد.
ورغم أنها ليست الخيار الأمثل سياسياً، هناك في المتناول تسوية استراتيجية ممكنة يمكنها أن توقف بيونغ يانغ عن إنتاج ونشر تكنولوجيا جديدة في الأسلحة النووية والصواريخ. وربما التراجع عن بعض برامجها النووية والصاروخية.
1/3
In a report, the Reuters news agency has discussed the challenges related to the growing nuclear threats from Iran, Russia, China, and North Korea, which the President-elect of the United States, Donald Trump, will face when he takes the helm of the presidency in January. pic.twitter.com/0u9nwuiU93
ويقول كازيانيس إن إنهاء هذه الأزمة قد يتطلب حرباً كبيرة، ودعم شركاء، وإرادة سياسية والقليل من الحظ، هناك مسار قابل للتطبيق لمنع كوريا الشمالية من أن تكون أشبه بقطار نووي يهدد أمريكا وحلفاءها بأسلحة ستصعب مكافحتها وستتطلب كلفة باهظة بشكل متزايد. ومن شأن مثل هذه الخطة أن تردع كوريا الجنوبية أيضاً عن أي أفكار لتطوير ترسانة نووية في المستقبل.
ويقول كازيانيس إنه في الأسابيع القليلة المقبلة، يأمل طرح ما يراه خطة قابلة للتنفيذ لوقف التهديد النووي الكوري الشمالي عند حده، وربما التراجع عن بعض العناصر الأساسية فيه. وسيهاجم المتشددون في الأمن القومي هذه الأفكار لأنها لن تجبر الزعيم الكوري الشمالي على التخلي عن أسلحته النووية وصواريخه، وهو هدف مستحيل التحقيق يضمن أن كوريا الشمالية لن تنظر في أي جانب من جوانب ما سيكون اتفاقاً تاريخياً للحد من التسلح.
ويضيف "علينا أن نكون مستعدين لتقبل ما هو غير مريح في هذه القضية، وإلا فسنواجه احتمالاً هائلاً بأن تملك كوريا الشمالية بعد عقد من الزمن 100 صاروخ باليستي عابر للقارات أو أكثر، مزود برؤوس نووية، ما سيثقل كاهل أي دفاعات صاروخية للوطن، ويقول البعض إن بيونغ يانغ قادرة بالفعل على فعل ذلك، ويهدد الأراضي الأمريكية بحرب نووية".
وبقول كازيانيس إنه قبل أن نتمكن من طرح أي خطة، علينا أن نهيئ الظروف التي تجعل كوريا الشمالية ترغب في الحديث عن تسوية لأسلحتها النووية وصواريخها. وهذا يعني قطع وصول بيونغ يانغ إلى الأموال الخارجية بفضل الحرب في أوكرانيا والتحالف شبه الرسمي القائم حالياً بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وموسكو.
Will #Trump Recognize #North_Korea as a “Nuclear Power”? https://t.co/iSpDUC7sef pic.twitter.com/FKgdLDojBl
— Im Arabic EN (@EnImArabic) November 9, 2024 ترامب وروسياوالمنطق بسيط، لماذا قد ترغب عائلة كيم في التحدث مع دونالد ترامب عن التخلي عن جزء من برامجها الصاروخية والنووية في حين أن كوريا الشمالية تحصل على الأرجح على مليارات الدولارات من روسيا لمساعدتها في الحرب الأوكرانية، وربما حتى تحصل على دعم فني لبرامجها الصاروخية، وربما النووية أيضاً؟
وتشير معظم التقارير إلى أن بيونغ يانغ زودت موسكو بملايين قذائف المدفعية،وحتى بقوات للمشاركة في المعارك بأوكرانيا. وما لم يتوقف هذا التدفق المالي، أي إنهاء القتال بطريقة مستدامة، فستكون لدى كيم جميع الموارد التي يحتاجها لاستمرار مملكته المعزولة وتجنب أي عقوبات، بينما يحصل على دعم روسي لتعزيز قدرات جيشه وجعله أكثر فتكاً.
ويرى كازيانيس أن الهدف الأول للسياسة الخارجية لإدارة ترامب يجب أن يكون وقف القتال في أوكرانيا. ورغم صعوبة الاعتراف بذلك، يبدو أن من المحتم أن كييف لن تتمكن من استعادة جميع الأراضي التي احتلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل غير قانوني ووحشي.
ويقول كازيانيس إن مستشاري السياسة الخارجية لترامب، السابقون والمحتملون في المستقبل، أكدوا له مراراً أنهم يرون أن حرب أوكرانيا هي "جمود" يجب إنهاؤه.
ورغم أن هذا لن يحدث على الفور، فمع بداية الجانبين، إعادة البناء والتركيز على المستقبل الداخلي، ستقل حاجة روسيا لشراء الأسلحة من كوريا الشمالية وإيران، وأي جهة أخرى مستعدة لانتهاك العقوبات لبيعها. وهذا يعني أن بيونغ يانغ ستصبح أقل أولوية عند موسكو، ما يؤدي في النهاية إلى تباطؤ مبيعات الأسلحة، إن لم يكن توقف المساعدات التي من المرجح أن يقدمها بوتين لنظام كيم. وسيترك ذلك المجال مفتوحاً لواشنطن للتدخل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية كوريا الشمالية ترامب کوریا الشمالیة بیونغ یانغ
إقرأ أيضاً:
امرأة أميركية مكّنت قراصنة كوريا الشمالية من اختراق 300 شركة
تواجه كريستينا تشابمان البالغة من العمر 50 عاما حكما مشددا بقضاء 8 أعوام ونصف العام في السجن بسبب مساعدتها لقراصنة من كوريا الشمالية، للحصول على وظائف عن بعد بأكثر من 300 شركة أميركية بارزة من ضمنها "نايك".
وباستخدام آلية معقدة من العمليات البيروقراطية المتنوعة، تمكنت تشابمان من توفير وظائف بالشركات الأميركية الكبرى للمئات من القاطنين بكوريا الشمالية، وجميعها كانت وظائفا عن بعد كانت تشابمان تمثل نقطة الاتصال الوحيدة بها.
كما أرسلت تشابمان رسالة للقاضي اعتذرت فيها عن دورها بهذه العملية الاحتيالية، قائلة إنها كانت تبحث عن وظيفة يمكن القيام بها من المنزل لرعاية والدتها المسنة، ولكن كيف حدثت هذه العملية الاحتيالية المعقدة؟
آلية بيروقراطية محكمةكانت تشابمان مسؤولة عن العديدة من النقاط المحورية في هذه العملية، ويمكن القول بإنه من دون وساطتها كانت العملية بأكملها ستفشل، إذ كانت مسؤولة عن تعديل السير الذاتية للموظفين وإرسال الأوراق الفدرالية اللازمة وحتى استقبال المخاطبات الرسمية من الشركات.
ووصل الأمر إلى أن تشابمان كانت تتسلم الحواسيب المحمولة التي ترسلها الشركات لموظفيها عن بعد، وفي بعض الحالات تقوم بإرسال هذه الحواسيب إلى بلدة على حدود الصين وكوريا الشمالية أو كانت تحتفظ بالحواسيب وتشغلها من منزلها.
ويشير تقرير موقع "آرس تكنكيا" التقني إلى أن تشابمان احتفظت بأكثر من 90 حاسوبا محمولا في منزلها بأريزونا، وقامت من خلال تطبيقات "في بي إن" (VPN) وتطبيقات التحكم عن بعد في الحواسيب بإتاحتها للموظفين في كوريا الشمالية.
وبتشغيل تطبيق التحكم عن بعد في الحاسوب الأميركي يصبح متاحا الوصول إليه من أي حاسوب في العالم، وخلال تلك الفترة كان الموظفون يحضرون اجتماعات "زوم" (Zoom) عن بعد بشكل منتظم كما يحصلون على رواتبهم أيضا.
إعلانوظهر النظام المعقد الذي كانت تشابمان تستخدمه لمراقبة الحواسيب وتنظيمها عند زيارة مكتب التحقيقات الفدرالية لها، إذ وجدت الحواسيب موضوعة في أرفف متنوعة مع ملصقات فوق كل حاسوب ورف تشير إلى الموظف والشركة المالكة.
ولم تتوقف العملية الاحتيالية عند مجرد العمل عن بعد في بعض الشركات، إذ احتاج هؤلاء القراصنة لهويات أميركية، لذلك سرقوا هويات العديد من الأميركيين، كما قاموا بتثبيت برامج خبيثة في حواسيب الشركات وخوادمها في بعض الأحيان.
ورغم أن تشابمان حاولت استعطاف القاضي عبر ذكر طفولتها الحزينة التي كانت عرضة فيها لعمليات احتيالية وعنف أسري مستمر، فإن هذا لم يسهم في تخفيف الحكم عليها.
وإلى جانب قضاء 8 أعوام ونصف في السجن، يتضمن الحكم على تشابمان التخلي عن أكثر من 284 ألف دولار كانت من نصيب القراصنة في كوريا الشمالية ودفع 176 ألف دولار من أموالها الخاصة كتعويضات عما قامت به.