أكد صحفي بريطاني أن هناك 5 عوامل ستحدد مدى قدرة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على التأثير بالساحة الدولية، في ظل وجود منافسين من الزعماء العالميين يسعون -هم أيضا- إلى تحويل دفة الأحداث لحماية مصالحهم.

ففي مقاله بصحيفة صنداي تايمز الصادرة في لندن، كتب مارك أوربان أن ترامب حصل على تفويض قوي في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي يجعله يهيمن على مؤسسات السلطة في بلاده.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 25 أسباب تكبح قوة ترامب بينها الديون والحرب التجاريةlist 2 of 2غارديان: إيلون ماسك بات "نائبا ثانيا" لترامبend of list

وأضاف أن ترامب -برغم كل النجاح الذي حققه- قد لا يملك نفس السيطرة عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية.

أحداث خارجة على سيطرة ترامب

أولا، هناك أحداث غير متوقعة لديها القدرة على إسقاط كل الحسابات، مثلما اكتشف ذلك الرئيس الأميركي جو بايدن بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما يوضح الكاتب.

ففي الفترة التي تسبق تولي ترامب السلطة في يناير/كانون الثاني، قد تضطرب أوضاع الشرق الأوسط بشدة، مما يحبط التعهد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية بإحلال السلام في المنطقة.

ونقل الكاتب عن مايك دوران- الذي كان يشغل منصبا رفيعا بمجلس الأمن القومي في عهد الرئيس جورج بوش الإبن ويعمل الآن باحثا بمعهد هدسون- أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يكون واثقا تماما من أن ترامب سيمنحه الضوء الأخضر. أما بالنسبة لقطاع غزة، فقد كان موقف ترامب واضحا في دعمه "حق إسرائيل في الانتصار في حربها" هناك.

فرصة بوتين

يوضح الباحث الأميركي أنه إذا كان احتمال خروج الأحداث في الشرق الأوسط عن السيطرة هو العامل الأول، فإن العامل الثاني يتمثل في أن الجهات الفاعلة الأخرى على الساحة الدولية ستسعى إلى تحقيق أقصى استفادة منها.

ومع أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى استعداده لإجراء حوار حول كيفية إنهاء الحرب الأوكرانية، والتي تعهد ترامب بوضع حد لها أثناء حملته الانتخابية، إلا أن الباحث دوران يعتقد أن فرص تحقيق ذلك قريبا "ضئيلة جدا".

مشكلة عتاد

يقول الكاتب إن من مشاكل السياسة الخارجية التي ستواجه ترامب أن الولايات المتحدة ربما باتت تنتبه أكثر إلى مخزونها الأساسي من الأسلحة الرئيسية. وأحد أسباب عدم الإفراج عن أسلحة أميركية بمليارات الدولارات لأوكرانيا حتى الآن يعود إلى أن وزارة الدفاع (البنتاغون) رفضت إرسالها إلى كييف خشية أن يكون مخزونها من الأسلحة الرئيسية مثل صواريخ باتريوت قد انخفض بالفعل.

وثمة احتمالات كبيرة بأن إدارة ترامب الجديدة ستسعى إلى العودة إلى موضوع ولايته الأولى المتمثل في الضغط على أوروبا لتولي المسؤولية.

وتبرز الديون الحكومية المتضخمة كعامل رابع يحد من قدرات السياسة الخارجية، إذ تبلغ الآن 35 تريليون دولار (123% من الناتج المحلي الإجمالي) ويتوقع الكثيرون أن ترتفع أكثر إذا خفض ترامب الضرائب مرة أخرى.

وقد تتسبب وعود قطعها ترامب في حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على السلع الصينية و20% على سلع أخرى، وتعد العامل الخامس والأخير الذي سيشكل سياسة ترامب الخارجية في ظل تبعات عديدة على اقتصاد الولايات المتحدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

كاتب أمريكي يرصد أوجه الخلاف بين واشنطن وتل أبيب حول الملف السوري

سلّط الكاتب والصحفي الأمريكي، روبرت وورث، الضوء على التحولات الجيوسياسية المتسارعة في الشرق الأوسط عقب سقوط نظام المخلوع بشار الأسد في سوريا، مشيرا إلى خلاف آخذٍ في الاتساع بين الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي بشأن مستقبل سوريا ودور الرئيس الجديد أحمد الشرع.

وفي حوار مع فريد زكريا، المذيع في شبكة "سي إن إن"، أشار وورث، المساهم في مجلة "ذا أتلانتيك"، إلى أن سوريا لا تزال بلدًا منكوبًا بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية، تخللته عقود من الحكم الاستبدادي والعقوبات الدولية. 

وقال: "سوريا لا تزال في حالة صدمة شديدة، لا سيما بعد انهيار ديكتاتورية الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي"، موضحا أن الأغلبية السنية تشعر اليوم بشيء من التحرر، بعد أن كانت لعقود ضحية لحكم أقلية علوية.

غير أن البلاد، وفق وورث، لا تزال تئن تحت وطأة الانقسام والدمار، وسط قلق بالغ يخيّم على الأقليات مثل العلويين والمسيحيين والدروز، في ظل غياب الاستقرار المؤسسي.

As the US backs Syria’s new president, Israel bombed Damascus last week. I spoke with @TheAtlantic’s @robertfworth about the shifting alliances shaping the Middle East in a post-Assad world. pic.twitter.com/1ZVfoGwDct — Fareed Zakaria (@FareedZakaria) July 27, 2025
واشنطن تتبنى "الشرع".. وتحول في موقف ترامب
وعن الموقف الأمريكي من سوريا الجديدة، أوضح وورث أن إدارة الرئيس دونالد ترامب – في ولايته الثانية – كانت في البداية تميل إلى تجنب الانخراط في الشأن السوري، واعتبرت البلاد "ساحة خطرة لا تحتمل التدخل". غير أن زيارة ترامب إلى الخليج في أيار/مايو الماضي غيّرت هذا الموقف جذريا، بعد لقاءات مع قادة خليجيين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبحسب وورث، فقد دفعت هذه الأطراف باتجاه دعم حكومة مركزية قوية في دمشق، والتخلي عن سيناريو التقسيم، محذّرة من السماح للأقليات المسلحة بالتحول إلى نموذج يحتذى به، في ظل مخاوف خليجية وتركية من انتقال عدوى التمرد إلى الداخل.

وتابع وورث: "طرح القادة الخليجيون على ترامب فكرة احتضان أحمد الشرع، الرئيس الجديد لسوريا، وقد وافق ترامب والتقى به في الرياض، بل وأبدى إعجابه بشخصيته القوية والجذابة"، مشيرًا إلى أن ترامب لمح بشكل غير مباشر إلى أن ماضي الشرع الجهادي قد يكون دافعًا لقوته الحالية.

الاحتلال: لا ثقة بـ"الشرع" رغم العداء المشترك لإيران
في المقابل، اعتبر وورث أن الموقف الإسرائيلي يختلف جوهريا عن الموقف الأمريكي والعربي، حيث تنظر تل أبيب بعين الريبة إلى الشرع، رغم الترحيب بسقوط الأسد باعتباره حليفًا استراتيجيًا لإيران.

وقال: "الإسرائيليون يرون في الشرع شخصية لا يمكن الوثوق بها. ورغم طرده لإيران من سوريا بعد توليه السلطة، فإن تاريخه الجهادي يثير مخاوف حقيقية لدى دوائر صنع القرار في تل أبيب"، مضيفًا أن الاحتلال الإسرائيلي تبنى منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي نهجا أحاديا يقوم على توجيه ضربات استباقية داخل الأراضي السورية، تستهدف مخازن الأسلحة وأي أهداف تُعتبر تهديدًا لأمنها.

وأوضح وورث أن الاحتلال تاريخيًا، كان يرى أن أمنه يتعزز حين يكون جيرانه العرب ضعفاء ومفتتين، وهو ما ينعكس في سلوكها الحالي تجاه سوريا.


"الشرع" يربك الاحتلال.. وتركيا تتهيأ 
ورأى وورث أن ظهور أحمد الشرع على رأس السلطة في دمشق أضاف عنصرا مربكا في الحسابات الإسرائيلية، خاصة في ظل خلفيته "الإسلامية-الجهادية" التي تثير القلق، رغم مؤشرات براغماتية أظهرها خلال السنوات التي قاد فيها محافظة إدلب.

وأوضح أن الشرع، خلال قيادته لإدلب، خفف من حدة الفوضى، وفرض سلطته على الجماعات المسلحة، وبدأ بتشكيل نواة جيش وطني، مما جعله شخصية أكثر براغماتية وانفتاحًا. 

وأردف: "من اللافت أنه، خلافًا للأيديولوجيات السائدة في فصائل المعارضة السورية، لم يظهر عداءً صريحًا تجاه إسرائيل، بل ألمح إلى استعداده للحوار".

أما تركيا، فيرى وورث أنها بدأت تُدرك أن لحظتها قد حانت للعب دور محوري في سوريا الجديدة، بعد سنوات من رعاية الفصائل السورية المعارضة، خاصة في إدلب. 

وقال: "أنقرة كانت الداعم الرئيسي للشرع في الشمال الغربي من سوريا، وقدمت له كل ما يلزم من دعم لوجستي واستخباراتي".

واختتم فريد زكريا حواره بالقول إن ما يجري في سوريا يشير إلى تحوّل في موازين القوى الإقليمية، حيث يتبنى الاحتلال الإسرائيلي نهجًا أحاديًا ومتشدّدًا يفتقر إلى أي مرونة دبلوماسية، مقابل سعي الدول العربية وتركيا إلى إعادة تشكيل النظام السوري على أسس أكثر استقرارًا وانفتاحًا.

أما روبرت وورث، فأكد أن المنطقة تمر بمرحلة تشهد ديناميكيات جديدة، تتبلور فيها خلافات غير مسبوقة بين الاحتلال من جهة، ودول الخليج وتركيا والولايات المتحدة من جهة أخرى. 
وأضاف: "سوريا اليوم ليست فقط ساحة إعادة إعمار، بل أيضًا ساحة إعادة تموضع استراتيجي ستؤثر في الشرق الأوسط بأسره".


مقالات مشابهة

  • كاتب بريطاني: الغرب شريكٌ في جريمة تجويع غزة
  • أمين الجبهة الوطنية: الرئيس السيسى يبذل كل ما يملك فى سبيل الدفاع عن قضية فلسطين
  • كاتب بريطاني: جريمة التجويع المتعمدة بغزة لم تنجح لولا تواطؤ الغرب
  • كاتب تركي: إسرائيل لن تدرك حجم خسارتها إلا بعد سنوات
  • كاتب إسرائيلي: تجويع غزة لا يمكن تبريره للعالم
  • الخارجية الفلسطينية: هناك حراك دولي لإنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني
  • الكتابة من تحت الأنقاض.. يوسف القدرة: في الشعر لغة فرط صوتية ضد عار العالم
  • كاتب أمريكي يرصد أوجه الخلاف بين واشنطن وتل أبيب حول الملف السوري
  • ترامب: لولا وجودي لكانت هناك ست حروب كبرى في العالم الآن
  • عاجل | الرئيس الأميركي: نريد وقف إطلاق النار في غزة ونتطلع إلى إطعام الناس هناك