أونروا تتهم إسرائيل باستخدام الجوع سلاحا في غزة
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
قال مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن إسرائيل استخدمت الجوع كسلاح في قطاع غزة، مشيراً إلى حرمان السكان من الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.
وكشف لازاريني في تصريحاته أن حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع لا يتجاوز 30 شاحنة يومياً، وهو ما يمثل 6 بالمئة فقط من الاحتياجات اليومية للفلسطينيين.
وتزامنت هذه التصريحات مع تحذيرات عاجلة أطلقتها لجنة خبراء مدعومة من الأمم المتحدة، داعية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية "خلال أيام" وليس أسابيع لتفادي مجاعة محققة في قطاع غزة، خاصة في مناطقه الشمالية.
وبينما حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة أيضا من ارتفاع غير مسبوق في حالات سوء التغذية التي باتت تضرب جميع الفئة العمرية من أطفال وشباب ومسنين ونساء ورجال. ترفض إسرائيل التحذيرات من وجود مجاعة في شمالي قطاع غزة.
في السياق ذاته، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي أن واشنطن ستقيّم مدى التقدم الذي أحرزته إسرائيل في تنفيذ توصيات وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين، بلينكن وأوستن، المتعلقة بتحسين الوضع الإنساني في غزة.
وأكدت مديرة إعلام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، إيناس حمدان، أن الوضع الإنساني في القطاع "يزداد خطورة" و"كارثي بامتياز"، مشيرة إلى أن مناطق شمال القطاع لم تصلها أي إمدادات إغاثية منذ نحو شهر.
وأوضحت حمدان، في حديث لقناة "الحرة"، أن نحو 400 ألف شخص محاصرون في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمالي القطاع، "يواجهون الموت والرعب والدمار بشكل متواصل"، دون وصول المساعدات الغذائية الكافية إليهم.
وكشفت أن معدلات سوء التغذية الحاد تضاعفت عشر مرات عما كانت عليه سابقاً، مشيرة إلى أن ما يدخل من مساعدات إلى قطاع غزة لا يتجاوز 30 شاحنة يومياً، مقارنة بـ 500 شاحنة كانت تدخل قبل الحرب، وهو ما يمثل 6 بالمئة فقط من الاحتياجات.
واستناداً إلى تقرير منظمة الفاو، أشارت حمدان إلى تدمير 70 بالمئة من الأراضي الزراعية في غزة وعدم صلاحيتها للزراعة، مما يفاقم أزمة نقص الغذاء. كما نوهت إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بنسبة 283 بالمئة، مما يجعلها خارج متناول معظم العائلات.
وحول عمليات نهب المساعدات، أرجعت حمدان ذلك إلى "انهيار القانون في معظم مناطق قطاع غزة" نتيجة الحرب والدمار، مؤكدة أن فرق الأونروا تحاول جاهدة تأمين وصول المساعدات إلى مراكز التوزيع ومراكز الإيواء رغم ظروف الفوضى السائدة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
وصفها مراقبون بأنها “كارثة إنسانية مكتملة الأركان”.. مجاعة في قطاع غزة
البلاد – غزة
في تصعيد جديد يعكس تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، فتحت القوات الإسرائيلية النار أمس (السبت)، على مدنيين فلسطينيين تجمعوا قرب مركز توزيع مساعدات في منطقة مواصي رفح جنوب القطاع، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل.
كما أسفر قصف آخر استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس عن مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين، لترتفع بذلك حصيلة القتلى منذ فجر اليوم إلى 45 شخصاً، وفق مصادر طبية محلية، في ظل استمرار الغارات على مناطق متفرقة شمالاً وجنوباً، لاسيما جباليا وخان يونس.
تأتي هذه الهجمات في وقت حذّرت فيه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن نموذج توزيع المساعدات المعتمد حالياً في القطاع المحاصر “غير فعال” ويعرض المدنيين للخطر. وقالت المتحدثة باسم الوكالة، جولييت توما، إن النموذج القائم “دعوة للناس إلى موتهم”، مشددة على أن توزيع المساعدات لا يجب أن يتم إلا تحت إشراف الأمم المتحدة.
وتابعت توما أن الوكالة أثبتت خلال فترات وقف إطلاق النار السابقة قدرتها على إيصال المساعدات بشكل آمن وفعّال، لكن استمرار العمليات العسكرية يعوق العمل الإنساني ويهدد أرواح العاملين والنازحين.
بالتزامن، أعلنت “مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، عن إغلاق جميع مراكز توزيع المساعدات التابعة لها في القطاع مؤقتاً، معلّلة ذلك بـ”دواعٍ أمنية”، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني خاصة مع اقتراب عيد الأضحى.
وكانت المؤسسة قد بدأت عملياتها في 26 مايو، لكنها سرعان ما واجهت فوضى في مواقع التوزيع، تخللتها حوادث إطلاق نار سقط خلالها عشرات القتلى من المدنيين. وتعرضت المؤسسة لانتقادات شديدة من منظمات إنسانية دولية، بعد أن تبين أن توزيع المساعدات يتم بإشراف الجيش الإسرائيلي وضمن مناطق محدودة في جنوب غزة.
في تطور ميداني آخر، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات وصفت بأنها “الأعنف” منذ استئناف العمليات في مايو الماضي، مستهدفاً منازل وبنايات سكنية في خان يونس، بالتزامن مع إعلان حركة حماس عن تنفيذ كمين شرق المدينة أسفر عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وجرح آخرين.
وفي شمال غزة، واصلت القوات الإسرائيلية قصف منازل تؤوي نازحين في جباليا البلد، ما أوقع أكثر من 20 قتيلاً، ضمن حملة عسكرية برية موسعة أعلن الجيش الإسرائيلي استمرارها مساء الجمعة.
إلى ذلك، أثار اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدعم جماعة مسلحة مناهضة لحماس تعمل في غزة، جدلاً واسعاً. وأكدت تقارير إسرائيلية وفلسطينية أن الجماعة، بقيادة ياسر أبو شباب المنتمي لقبيلة الترابين، تلقت دعماً عسكرياً ولوجستياً من الحكومة الإسرائيلية. وقد وصف “المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية” هذه الجماعة بأنها “عصابة إجرامية” متورطة في نهب شاحنات المساعدات.
تتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت حصار مشدد منذ مارس الماضي، إثر انهيار الهدنة مع حماس. ومنذ مايو، توغلت القوات الإسرائيلية في مناطق جديدة، معلنة نيتها البقاء في المواقع التي سيطرت عليها، في وقت تتعثر فيه جهود الأمم المتحدة لإيجاد ممرات إنسانية آمنة ومستقرة.
ومع انهيار البنية التحتية ونقص الغذاء والماء والدواء، بات سكان غزة يواجهون ظروفاً وصفها مراقبون بأنها “كارثة إنسانية مكتملة الأركان”، في ظل صمت دولي وتباطؤ في تحرك المجتمع الدولي لفرض هدنة إنسانية حقيقية.