حرب 15 ابريل 2023م نظرة في الأسباب المقال (1)
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
أمور هامة يجب الإتفاق حولها
إذا وقعت حادثة قتل أو إغتصاب أو نهب فهنالك مسؤول عن هذه الجريمة و ضحية. و جميعنا متفقون حول أن هذه الحوادث جرائم و إنتهاكات يجب محاسبة المسؤولين عنها.
تاريخ السودان لم يبتديء في يوم 15 أبريل. يعود تاريخ الإنسان السوداني إلي العصر الحجري و لهذا البلد تاريخ عريق يمكننا تذكر مراحله الحضارية في كوش و النوبا بالديانات المحلية و المسيحية و الإسلام.
ما يسمي بالدعم السريع الآن هو قوات أطلق عليها الدارفوريين من ضحاياها إسم الجنجويد في بداية الألفية و و كان لحميدتي علاقة بها .
و أن قانون الدعم السريع قد صدر بعد إجازته عبر برلمان حكومة الرئيس المعزول عمر البشير. و أن المقاتلين في هذه القوات قد جنّدتهم لخدمة حكومة الحركة الإسلامية في 2003م عناصر مدنية و عسكرية معروفة بالإسم و معروفة بإنتمائها إلي الحركة الإسلامية لمنازلة حركات دافور و الحركة الشعبية في جبال النوبا و جنوب كردفان و النيل الأزرق.
و من الحقائق التاريخية هذه ليس هي المرة الأولي التي يستعين فيها الجيش بمقاتلين من قبائل دارفور و كردفان في حروبه ضد الحركات المسلحة. و لقد تم استخدام مقاتلين من قبائل كردفان و دافور أيضا ضد نظام جعفر النميري في أيام الجبهة الوطنية المدعومة من ليبيا و كان قوامها أحزاب الأخوان المسلمين و الأمة و الإتحادي الديمقراطي أيام الشريف حسين الهندي. و لسلامة الفكر و الشعور هذا لا يستوجب عدم إدانة الحركة الإسلامية بل يستوجب إدانتها و محاسبتها و كذلك محاسبة كل من قام بهذا الفعل خلال فترات الحكم الديمقراطي منها و العسكري، لأن هذا الفعل مرفوض لما له من مترتبات كارثية علي المواطن و الجيش.
سأناقش في هذه السلسلة من المقالات وجهات نظر العديد من الكتاب و الصحفيين ممن أسهموا بالكتابة حول أسباب هذه الحرب.
هنالك من قال أن سبب هذه الحرب هو فشل النخب السياسية بعد الإستقلال في إرساء دعائم الحكم المدني العادل و الديمقراطي و فشلهم في إنفاذ خطط تنموية نهضوية تخدم المواطن السوداني غض الطرف عن مكان إقامته في الوطن و ديانته . في هذا الجهد فات علي الكثيرين أن حكومة الإستقلال الأولي لها تاريخ يرتبط بحركة اللواء الأبيض و مؤتمر الخريجين ثم بانتخابات 1948م و انتخابات نوفمبر 1953م. جميعنا يعرف عن إنقلاب الفريق ابراهيم عبود نوفمبر 1958م. بذلك يكون إذا كان هنالك فشل فيما أشرنا إليه فهو مسؤولة الجيش و القوي المدنية الحزبية و لا يجب أن نكون إنتقائيين لإستخدام تلك الفكرة لإدانة الأحزاب وحدها. مع أنني اود أن ألفت الإنتباه أن حكومة الإستقلال التي إنتخبت في نوفمبر 1953م كانت تعمل تحت سيطرة الإحتلال الثنائي علي السودان لأن الإستقلال تم من البرلمان في عام 1956م. عدم التخطيط و التأسيس السليم للدولة الوليدة مسؤولية النخبة الحاكمة جميعا جيش ، قوي سياسية بالإضافة إلي الموظفين الكبار في عموم جهاز الدولة الإداري و ربما يشمل جميع المتعلمين و قيادات المجتمع الدينية و المشايخ القبلية.
من يقولون بهذا الكلام عن الحرب يحاولون علي حسب وجهة نظري صرف الأنظار عن المسؤولية الحقيقية و القانونة عن هذه الحرب و اقصد حرب 15 أبريل 2023م بما فيها من إنتهاكات عن قيادات الجيش و الدعم السريع و المليشيات الإسلامية المعروفة بالإسم ككتائب البراء و غيرها و ما يسمي بالقاومة الشعبية، لأنه ببساطة كل ممن يحمل السلاح يباشر الإنتهاكات ضد المدنيين و الممتلكات العامة و الخاصة. كما أسلفنا بما أنه هنالك إنتهاكات علينا الإذعان لحقيقة أن لهذه الإنتهاكات الحاصلة من هم مسؤولون عنها بالفعل و يجب محاسبتهم. يتبع.
في المقال التالي سنناقش حكاية سيطرة عناصر محددة من الشمال و الوسط علي السلطة المركزية في الخرطوم.
طه جعفر الخليفة طه
اونتاريو – كندا
نوفمبر 10/2024م
[email protected]
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: صعوبات أمام حشد الدعم لنشر قوة دولية بغزة وغياب الضغوط بشأن السودان
سلطت صحف ومواقع عالمية الضوء على الصعوبات التي تواجه الخطة الأميركية لنشر قوة دولية في قطاع غزة، وعلى تعذيب الفلسطينيين في سجون إسرائيل، بالإضافة إلى تطورات ملفي السودان وفنزويلا.
وفي موضوع غزة، نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريرا جاء فيه أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنشر قوة دولية في قطاع غزة تواجه صعوبات متزايدة في حشد الدعم، وسط جدل دولي بشأن طريقة تعامل هذه القوات مع الفلسطينيين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عميد مسجد باريس: توصيات مجلس الشيوخ الفرنسي مثيرة للانقسام وللشكوك وللريبةlist 2 of 2لاكروا: إلى أي حد يمكن أن يذهب بوتين في تهديده لأوروبا؟end of listوأضاف التقرير أن "دولا كإندونيسيا تعتزم خفض التزامها العسكري وتركز مهام من تقرر إرسالهم في مجال الصحة والبنية التحتية، في حين تشترك أذربيجان بوقف القتال كليا قبل المشاركة".
وتبدل إدارة ترامب جهودا للحصول على التزامات من الدول التي أبدت نية للمشاركة بقوات لحفظ السلام في غزة، لكن المهمة بدت صعبة بمرور الوقت، بحسب واشنطن بوست.
ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا أمميا خلص إلى أن إسرائيل تعتمد سياسة ممنهجة لتعذيب الفلسطينيين في سجونها، وعلقت بأن نتيجة التقرير أثارت قلق منظمات إنسانية بشأن الإفلات من العقاب.
وتشير الصحيفة إلى أن التقرير نبّه إلى عدد متزايد من الأطفال الذين يصنفون على أنهم سجناء ويخضعون لضوابط صارمة تصل إلى حد حرمانهم من أقاربهم وحبسهم انفراديا، وذكرت الصحيفة أن إسرائيل تنفي باستمرار ما تعتبرها اتهامات باطلة بشأن ظروف الفلسطينيين في سجونها.
وأوضح التقرير الأممي -تضيف الغارديان- أنه خلال عامين من الحرب على غزة لم توجه أي تهم جنائية للمسؤولين عن تعذيب المعتقلين الفلسطينيين وإساءة معاملتهم، رغم كثرة التقارير عن الانتهاكات تجاههم.
دبلوماسية سطحيةوفي الشأن السوداني، رأى مقال في موقع "ذا هيل" الأميركي أن "مساعي الرئيس الأميركي لوقف إطلاق النار في السودان، رغم الترحيب بها، تواجه تشكيكا واسعا بسبب ما وصفه الخبراء بالدبلوماسية السطحية وغياب رؤية جادة لتحقيق اختراق".
إعلانوأوضح المقال أن الجهود الأميركية الأخيرة فشلت في دفع الأطراف نحو تهدئة في وقت تتزايد فيه الشكوك مع استمرار تقدم ميداني قرب الخرطوم، ووسط غياب ضغوط دولية مؤثرة أو مبعوث أميركي رفيع يتولى الملف، وأضاف أنه في ظل غياب ضغط حقيقي لا يرى طرفا الصراع سببا لوقف القتال، في حين تبقى عملية إعادة بناء السودان طويلة ومعقدة.
وفي تناولها لموضوع فنزويلا، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في مقال أن روسيا والصين، ورغم كونهما حليفين تاريخيين لفنزويلا، يقدمان دعما محدودا فقط للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في ظل التصعيد العسكري الأميركي.
ويرى المقال أن سبب الدعم المحدود يعود لانشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا وضعف الاقتصاد الصيني وقيود العقوبات الأميركية على فنزويلا، ورغم الدعم السابق في المعدات العسكرية والقروض الاقتصادية، فإن المساعدات الحالية غير كافية لمواجهة الضغوط الأميركية، كما تقول الصحيفة.
وتابع المقال: "قد يفقد تحالف مادورو مع الصين وروسيا أهميته إذا سقط عن السلطة، مما قد يعيد توجيه النفط والعلاقات الاقتصادية نحو واشنطن".