جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-01@11:12:19 GMT

كيف تكون موظفًا ناجحًا؟

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

كيف تكون موظفًا ناجحًا؟

 

 

جابر حسين العُماني **

[email protected]

 

 

الدول الناجحة هي التي تمتلك الجهاز الوظيفي المتقن الذي يقوم على تطبيق القوانين الصارمة، والتي من خلالها تُنفذ المشاريع التي تصب في خدمة الوطن، بهدف تسهيل احتياجات المواطنين، ويتحقق ذلك من خلال إعطاء الموظف الصلاحيات المناسبة التي تتناسب مع وظيفته والموقع الذي يشغله، وكما قيل: "ضع الشخص المناسب في المكان المناسب".

هناك بعض الموظفين الذين يستغلون مكانتهم الوظيفية على حساب المصلحة العامة للوطن والمواطنين، فعلى سبيل المثال، قد يطلب بعض الموظفين الرشوة مقابل أداء واجباتهم الوظيفية التي استؤمنوا عليها، مما يؤدي إلى تعطيل المعاملات الخدمية للمواطنين.

والأسوأ من ذلك، أن بعض الموظفين قد يلجؤون إلى تعقيد الأمور وافتعال الصعوبات بهدف استغلال المواطنين ماديًا، وهذا الفعل في حد ذاته يعد إثمًا عظيمًا، قال تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 188].

لذا يتوجب على كل موظف في عمله أن يسأل نفسه باستمرار: كيف أكون موظفا ناجحا؟ وذلك حتى يتمكن من تقديم خدماته الوطنية بكل إخلاص ووفاء وضمير.

إن الموظف الناجح هو ذلك الإنسان الصالح الذي يسعى دائمًا لإظهار الكفاءات العالية والأخلاقيات المهنية المتدفقة بنور العلم والفهم والإدراك، التي تعينه على النجاح في أداء مهام عمله بأحسن ما يكون.

ومن أهم تلك الكفاءات التي ينبغي للموظف الناجح الاهتمام بها أثناء عمله هي الآتي:

أولًا: أن يسعى جاهدًا لتقديم أفضل الحلول التي يُسهم في ابتكارها بهدف دفع العمل نحو التقدم والازدهار والنجاح الوظيفي. ثانيًا: أن يتمتع الموظف الناجح بالمهارات التي تمكنه من التواصل والتعاون الفعال مع زملائه في بيئة العمل، مما يساهم في بناء فريق عمل متماسك ومتحد ومتجانس، وقادر على خلق بيئة العمل الإيجابية والمحفزة على الإنتاجية والإبداع، بعيدًا عن الكسل والملل والإهمال. ثالثًا: التحلي بالصبر، وهو أحد أهم عوامل النجاح، بل هو أساس كل نجاح يصل إليه الإنسان في الحياة من خلال بيئته البشرية المتنوعة والمختلفة، قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب: "مَنْ رَكِبَ مَرْكَبَ اَلصَّبْرِ اِهْتَدَى إِلَى مِضْمَارِ اَلنَّصْرِ". رابعًا: إدارة الوقت، فمن غير المقبول والمعقول أن يكون الموظف غير مهتم بأوقات عمله الموكلة إليه، والموظف الناجح هو من يستغل الوقت بدقائقه وثوانيه لصناعة الإيجابية بينه وبين من حوله، وذلك من خلال الاهتمام بتقسيم الوقت واستغلاله لصالح بيئة العمل. خامسًا: تحمل المسؤولية، وهي من إحدى العوامل المهمة التي ينبغي أن يتحملها الموظف الناجح، والمتمثلة في قدرة الموظف نفسه على اتخاذ القرارات وتحمل النتائج سواء كانت إيجابية أو سلبية، وذلك من خلال تنفيذ الواجبات والوعود وتصحيح الأخطاء، فلا يوجد في عالمنا معصوم عن الخطأ، ويتعين على الإنسان أن يسعى لإصلاح ما يمكن إصلاحه، والسعي إلى تقديم بيئة عمل نظيفة وخالية من الأخطاء. سادسًا: القدرة الكاملة على التكيف، فبيئة العمل متغيرة وليست ثابتة، لذا ينبغي على الموظف الناجح التكيف مع كل التغيرات الطارئة والمفاجئة، والقدرة على التكيف هي مفتاح من مفاتيح النجاح والابداع التي تؤدي إلى التغلب على العقبات والمشاكل التي من الممكن أن تكون إحدى الأسباب في انهيار الإنتاجية في بيئة العمل. سابعًا: النزاهة في العمل، وهي صفة يتصف بها الموظفون الناجحون الذي يتمتعون بالأخلاق العالية كالتواضع والاحترام وعدم التكبر مهما كان حجم الوظيفة والمنصب، والإنسان النزيه هو القادر على الاعتراف بالأخطاء وتصحيحها وذلك باستخدام العقل والذكاء والفطنة بهدف التعلم من الأخطاء التي قد يقع فيها الموظف أثناء عمله. ثامناً: الحفاظ على التركيز والدقة في تفاصيل العمل، وتجنب الانشغال بالمشتتات أثناء أداء الوظيفة، حتى يتمكن الموظف الناجح من إنجاز مهامه المناطة إليه على أكمل وجه ممكن.

ومن الضروري جدا تقدير واحترام الموظف الناجح في بيئة العمل، وذلك من خلال تكريمه باستمرار، حيث إن التكريم يعزز من مكانته ويجعله أكثر رضا وإنتاجية في عمله.قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: 70].

** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الجبهة الوطنية: الدول التي تسقط لا تنهض مجددا وتجربة مصر العمرانية هي الأنجح

أكد الدكتور عاصم الجزار، رئيس حزب الجبهة الوطنية أن استكمال المشروع الوطني للدولة المصرية، الذي انطلق تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عشر سنوات، يمثل الضمانة الأساسية لاستمرار استقرار الدولة ومواجهة التحديات الخارجية والداخلية.

وأوضح الجزار خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج بالورقة والقلم على قناة Ten  أن العبقرية السياسية للرئيس السيسي تمثلت في الحفاظ على الاتزان الاستراتيجي، من خلال تجنب الانزلاق في أي صراعات، والتركيز على تنمية الداخل المصري، مشيرًا إلى أن هذا الاتزان هو أحد عوامل النجاح الكبرى للمشروع الوطني.

حاتم باشات: الجبهة الوطنية دفع بكفاءات في انتخابات الشيوخ قادرة على التعبير عن تطلعات المواطنالسيد القصير: مرشحو الجبهة الوطنية للشيوخ يتمتعون بالكفاءة والجدارةموجز اخبار جنوب سيناء.. مبارك بتفقد محطة معالجة دهب.. والجبهة الوطنية يحث الناخبين على المشاركةشاهد .. المؤتمر الجماهيري بالغربية لدعم مرشحي الجبهة الوطنية بانتخابات الشيوخ 2025

ولفت الجزار الانتباه لما يحدث حولنا، تجارب الدول التي تسقط يصبح من الصعب عليها النهوض مجددا، خاصة إذا كانت دولة ذات كثافة سكانية كبيرة مثل مصر، وبما اتجهت له مصر من استكمال المشروع الوطني لم يكن فقط خيارًا تنمويًا، بل ضرورة وجودية لضمان الاستقرار..وأضاف الجزار: "نحن أمام إنجاز استثنائي بكل المقاييس..فتجربة مصر العمرانية الأنجح والأكبر ..منذ آلاف السنين كانت مصر تعيش على 7% فقط من إجمالي مساحتها، وحتى عام 2013 لم يتغير هذا الواقع، لكن خلال العشر سنوات الماضية، ومن خلال تنفيذ 15 منطقة تنمية عمرانية جديدة، نجحنا في رفع نسبة المساحة المعمورة إلى 13.7% بنهاية عام 2024، مقارنة بـ7% فقط قبل بدء المشروع".

وأشار إلى أن هذا التطور العمراني كان مخططًا له أن يتحقق في أفق زمني يصل إلى عام 2050، لكن ما تحقق خلال عشر سنوات فقط يُعادل ما كان مخططًا له في أربعة عقود، وبتكلفة إجمالية تجاوزت 10 تريليونات جنيه.. مشيرا إلى أننا لا نستطيع اختصار هذا التطور بوصفه توسع عمراني فقط، هذا ظلم لما تم على الأرض، بل هو إعادة صياغة لمفهوم التنمية الشاملة، حيث تضمنت هذه المناطق الجديدة مرافق حديثة، وشبكات طرق قوية، ومصادر طاقة ومياه، وقدرات إنتاجية عالية، وهو ما انعكس على تحسين جودة الحياة وفرص العمل والتنمية الاقتصادية، ولم يفت الجزار الحديث عن فلسفة الجمهورية الجديدة، موضحًا أنها لا تعني فقط إنشاء مناطق عمرانية جديدة، بل تشمل أيضًا تطوير العمران القائم، وإعادة بناء الدولة بمفهوم جديد يقوم على الكفاءة والعدالة والتنمية المستدامة.. وارساء "ثقافة العمران" التي ترتبط بالسلوك المجتمعي والاقتصادي والثقافي، وليست فقط بالبنية التحتية.

وختم الجزار تصريحه بالتأكيد على أن المشروع الوطني المصري هو مشروع تنموي شامل متعدد الأبعاد، يهدف إلى بناء مستقبل يليق بمصر وشعبها، ويحقق الاستقرار والتنمية للأجيال القادمة.

طباعة شارك حزب الجبهة الوطنية الدكتور عاصم الجزار الرئيس عبد الفتاح السيسي العبقرية السياسية

مقالات مشابهة

  • السوداني يوجه بإزالة جميع المعوقات التي تعترض مشاريع الطاقة
  • محمد رمضان يدمج العربية بالبرتغالية في عمله الجديد افتكروني مجنون
  • الوزير الشيباني: تعبنا من الحرب خلال 14 سنة، نريد لم شمل الشعب السوري في الداخل والخارج وهو ما يحتاج إلى بيئة مواتية ومساعدة ودعم من الأصدقاء
  • خلال توجهه إلى عمله.. عسكري تعرّض لحادث سير مروّع
  • معسكر إسبانيا ناجح بكل المقاييس.. فيصل الكواري: نعد الجماهير بعودة قوية للملك
  • عبدالمقصود خلال تكريم الجبهة الوطنية لأوائل الثانوية: البلد محتاجة كل شاب مشروعه ناجح
  • شاب أردني لم يشرب الماء منذ 18 عاماً وذلك لسبب صادم .. تفاصيل
  • إسرائيل.. تمديد اعتقال موظف بالسفارة التركية صوّر قاصرات في غرف تغيير الملابس
  • وزيرة التضامن تكشف حجم المساعدات التي قدمتها مصر لـ غزة خلال 4 أيام
  • الجبهة الوطنية: الدول التي تسقط لا تنهض مجددا وتجربة مصر العمرانية هي الأنجح