«نمط جديد للعلاقات الدولية» كتاب جديد عن بيت الحكمة يناقش مجتمع المستقبل المشترك للبشرية
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
صدر حديثًا عن بيت الحكمة للثقافة كتاب "نمط جديد للعلاقات الدولية" للدكتور أحمد السعيد، والأستاذ عماد الأزرق، وهو كتاب يتناول شرح وتفسير مفهوم "مجتمع المستقبل المشترك للبشرية" ويقع الكتاب في 241 صفحة من القطع الكبير، ويحوي الكتاب خمسة أبواب تضم ستة عشر فصلا تتناول التأصيل العلمي والتاريخي للمفاهيم الصينية التي طرحتها الصين خلال العقد الأخير، والرؤى الصينية الحالية لماهية المستقبل، والتهديدات التي تشهدها الساحة العالمية على المستوي السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وكذلك أثر ونتائج هذه المفاهيم وصداها الدولي، وآليات تنفيذها والدور العربي وشكل مستقبل التعاون العربي الصيني.
وفي هذا الكتاب يناقش الباحثان المختصان في الشأن الصيني، طبيعة هذا التوجه الجديد للعلاقات الدولية وخلفيته الأيديولوجية والتاريخية، في محاولة للإجابة عن: هل سيسهم هذا التوجه في إخماد ما يشهده العالم من صراعات، وكيف سيواجه الغرب هذا التغيُّر، وما الدور العربي المنتظر؟ وفي سبيل ذلك يقدم تحليلات سياسية وقراءة واعية في المشهد العالمي، ويفسر الكثير عن الدبلوماسية الصينية تجاه العالم الجديد، ونواياها تجاه مستقبل البشرية، حيث يشهد العالم تغيرات وصراعات وتقلبات لم يحدث لها مثيل منذ أكثر من مائة عام، وتوشك موازين القوى العالمية على تحويل العالم من أحادية القطب إلى تعدده، وأصبحت الصين الآن لاعبًا دوليًّا له ثقل كبير، بل صارت تمثل للعديد من شعوب العالم، الأمل في إحداث توازن يعيد للعالم سكينته وهدوءه.
وقد اعتمد الباحثان في هذا العمل على كم كبير من المراجع والوثائق الصينية والعالمية، وتحليلات دولية وعربية في علم السياسية الدولية والدراسات المتخصصة عن الصين والعالم، وكذلك الكثير من المراجع الصينية الحديثة التي لم تترجم من قبل، وذلك حتى يأتي العمل ملبيا لتطلعات القارئ العربي، وحتى يعتمد في طرحه على الوقائع والحقائق وليس الكلمات والنظريات فقط..
كما يضم الكتاب تحليلات مقارنة بين الوضع العالمي الحالي الذي بنته أمريكا ووضعت قواعده بكل ما فيه من عوار وغياب للعدالة، وبين ما تدعو إليه الصين لحالة مغايرة تمامًا للطرح الأمريكي، حيث تقدم الصين نموذجًا مغايرًا للنموذج الغربي الذي يحتل موقع الصدارة منذ الحرب العالمية الثانية، فهي تركز على مبادرات دولية معنية بالتنمية المشتركة، ونبذ النزاعات والصراعات، وتغليب حالة السلم على الحرب، وتأتي مبادرتها الكبرى "مجتمع المستقبل المشترك للبشرية" التي تعني بالعمل الجماعي والتعاون والتقارب بين شعوب الأرض من أجل غد أفضل، لتلقى قبولًا دوليًّا منقطع النظير، وقد نجحت مبادرات الصين الدولية كافة، حتى الآن في إحداث حالة جديدة للعلاقات الدولية، تتسم بالتكافؤ والاحترام المتبادل وتنشيط التعاون الاقتصادي والتنمية وتوحيد الأهداف المستقبلية للأمم.
ويرى المؤلفان وفق ما جاء في مقدمة الكتاب- أنه يجب تفسير التأصيل التاريخي والأيديولوجي لأسباب ما تقدمه الصين في الآونة الأخيرة من مبادرات حول التعايش السلمي ومجتمع المستقبل المشترك للبشرية، والخيارات والظروف التي كانت متاحة قبله، حيث يسعى لوضع تصور للغد في ظل دعوة الصين لمجتمع يحكمه تشارك المستقبل بالعمل والتنمية، بما يعني ألا تكون الصين عباءة جديدة يمكن استبدالها بالعباءة الأمريكية القديمة، بل معينا على الخروج من كل سيطرة وهيمنة وأن تتبنى كل دولة طريقها الخاص للتنمية وأن تستكشف لنفسها نمطا يناسب ظروفها ولا تكون تابعا لأحد في عالم سيشهد فرصا جديدة للعلاقات الدولية وسط هذا الظهور الصيني المؤثر.
نبذه عن المؤلفين:
الدكتور أحمد السعيد: خبير في الشأن الصيني وكاتب ومترجم، مؤسس ورئيس مجموعة بيت الحكمة للثقافة، أستاذ زائر بجامعة الاتصالات الصينية. حاصل على جائزة الدولة الصينية للإسهام المتميز في مجال الكتاب، وجائزة الصداقة الصينية من نينغشيا، وهو مستشار وخبير مشروع الحكومة الصينية لترويج الكتاب الصيني في العالم، دكتوراه في علم الأعراق البشرية، وخبير في دراسات علم سياسات القوى الناعمة الدولية. له العديد من المؤلفات بالصينية والعربية والترجمات عن الصينية والمقالات والأبحاث المنشورة.
عماد الأزرق: خبير وكاتب متخصص في الشئون الصينية والعلاقات الدولية، رئيس مركز التحرير للدراسات والبحوث، وهو أول مركز متخصص في الدراسات الصينية بالمنطقة العربية، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية- عضو الاتحاد العالمي للصينولوجيا وعضو مؤسس للمجلس المصري للصينولوجيا وصحفي بوكالة الأنباء الصينية (شينخوا) منذ 18 عاما، وعضو جمعية الصداقة المصرية الصينية، صدر له العديد من الدراسات والأبحاث المنشورة، وشارك في العديد من المؤتمرات والمحافل العلمية.
الدكتور أحمد السعيد
عماد الأزرق
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: المستقبل المشترک للبشریة للعلاقات الدولیة
إقرأ أيضاً:
مصر توفد قافلتين طبيتين لمرضى الغسيل الكلوي في جيبوتي اعتزازا وتقديرا للعلاقات الأخوية
أوفدت وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج وبالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان المصرية، قافلتين طبيتين إلى جيبوتي خلال الفترة من 11 إلى 25 مايو الجاري.
يأتي ذلك في إطار الاعتزاز والتقدير للعلاقات الأخوية التي تجمع بين جمهورية مصر العربية وجمهورية جيبوتي الشقيقة، وفي إطار تنفيذ توجيهات فخامة الرئيسين المصري والجيبوتي بتعزيز التعاون في مجال الصحة بين البلدين.
والقافلة الطبية الأولى معنية بإجراء التدخلات الجراحية لمرضى الكُلى من خلال تركيب وصلات شريانية، بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، والقافلة الطبية الثانية معنية بتنفيذ المبادرة الرئاسية للكشف المُبكر عن ضعاف السمع في جيبوتي، بالتعاون مع الشركة السويسرية للسماعات SANOVA.
وفي هذا الصدد، قام وزير الصحة الجيبوتي باستقبال سفير جمهورية مصر العربية لدى جيبوتي "خالد الشاذلي"، والدكتورة "ريهام نيازي"، مسئولة الشئون الأفريقية والدعم الخارجي وعلاج المرضى بمكتب مستشار وزير الصحة والسكان، والفريق الطبي للقافلتين.
وأعرب وزير الصحة عن تقديره للمجهود المبذول من قِبَل القافلتين، مشيداً بدور الأطباء المصريين في مساعدة الفرق الطبية الجيبوتية.
وتناول الاجتماع كذلك تعزيز التعاون في مجال الصحة في التخصصات المختلفة فيما بين البلدين، وأهمية استمرار التنسيق بين الجهات المعنية لإيفاد القوافل الطبية إلى جيبوتي بصورة دورية، تنفيذاً لتوجيهات كل من فخامة الرئيس "عبد الفتاح السيسي" ونظيره الرئيس إسماعيل عمر جيله، بضرورة تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وخاصة قطاع الصحة.
وفي السياق، نجحت القافلة الطبية المعنية بعلاج مرضى الكُلى في إجراء 45 عملية جراحية لتركيب الوصلات الشريانية لمرضى الغسيل الكلوي قبل مغادرة جيبوتي.
ومن المقرر أن تقوم القافلة الطبية المعنية بتنفيذ المبادرة الرئاسية للكشف المُبكر عن ضعاف السمع بتركيب 120 سماعة لمرضى ضعاف السمع في جيبوتي خلال الأسبوع الحالي، مما له عظيم الأثر وتقدير كبير من قِبَل المسئولين في دولة جيبوتي الشقيقة، وكذلك الأطباء والمرضى.