علي عبدالرحمن الموشكي

رسالة التسامح لنيل السلام الدائم وذلك من خلال أن نستشعر المرحلة العظيمة والمهمة والحساسة، ونقولها ونكرّرها مرارًا وتكرارًا لا يوجد لدينا ما نختلف عليه سوى سوء الفهم واعتماد قوى الشرك والضلال على زرع الخلافات والتناقضات بمختلف مجالاتها الدينية والسياسية والاجتماعية؛ لأَنَّهم كانوا يخافون مما كانوا متوقعين له وهو الذي يحصل اليوم، العالم بأسره يرى أبناء اليمن وموقف أبناء اليمن محل فخر ونموذجًا للعزة والكرامة لموقفنا المبدئي وَالإنساني والأخلاقي.

وانتصار الحق على الباطل لا يعني أن يستمر الظلم والطغيان يعمي بصائرنا ويحجب عنا أفق الإخاء والتسامح وكظم الغيظ، والسعي الجاد لتطهير الضمائر والقلوب وتوطينها على تقبل الحق من أية جهة ومن أي طرف، وهذا يعتبر أرقى مراتب الإيمَـان التي على ضوئها يرتقي أبناء الأُمَّــة الإسلامية.

والعالم بأسره يرى أن المشروع القرآني النموذج الصحيح والأرقى في مواجهة قوى الشرك والضلال؛ لأَنَّه موقف الحق وقدم نموذجًا راقيًا للعالم ورفع رأس الإسلام وعبر عن يمن الإيمَـان والحكمة وتصحيح الهدف والغاية وإعادة ضبط بوصلة العداء، ليس خزياً أَو ذلة، وكلنا كنا جميعًا ضحية ثقافات مغلوطة تلاشت واضمحلت وذابت أمام قضايا الأُمَّــة، ولو كابرنا وغضضنا بصائرنا وتصنعنا العمى أمام ما يحدث فنحن سنجد أنفسنا نقف مع أمرنا الله بمواجهتهم ومعاداتهم وهذه هي قمة الخسارة.

ولكن الوقوف إلى جانب الحق هو ما سيريح ضمائرنا وسنحظى برعاية الله وتوفيقه وتأييده، عندما نرى الحق حقًا ونؤيده ونكون من أعوانه ونرضي الله وليس كسرًا لكبرياء أنفسنا، بل إنه عزة وشرف ورفعة وكرامة، ونرى الباطل ظلماً وننبذه ونتبرأ ممن يسعى لفرض حالة من الطغيان؛ فنحن أهل الحق، ولنثبت للعالم أننا يمن واحد موحد، أنصار لله ولرسوله ولأوليائه.

ومن يفرق ويشتت ويحتقر ويغتر ولا يتواضع ويذعن، ولا يحب أن يعم الخير ويوحد الصف يعبر عن نقص في نفسه وغيه، وليس من أهل الإسلام ومتجرد من أخلاق الدين الإسلامي العظيمة، وسيجد نفسه في هاوية الشرك والضلال.

لكل إنسان مقامه وقدره ومكانته، والمسيرة القرآنية جميع المنتمين إليها لديهم نفسيات راقية وتعلمنا منهم الكثير في تعزيز مواقفنا وقضايا الأُمَّــة العربية ورسالة التسامح والسلام، وستجدون نماذج يفترشون الأرض كي تطأ عليها كُـلّ قدم تقبل على الانتماء والتحَرّك صفًا واحدًا في مواجهة أعداء، ويتقاسمون رغيف الخبز ويقدمون أنفسهم فداءً لكل إنسان أقبل على دين الله ونبذ قوى الشرك والضلال، وسيحظى باحترام الجميع، وَمن أعماق قلوبنا نوصل رسالة السلام التي تعبر عن أفق واسع للأقبال على دين الله وإمْكَانية تغيير وجهات النظر وتغيير واقتلاع جذر الكبرياء من أعماق النفس، وأقولها وبكل صراحة والله إن المسيرة القرآنية أرحم بكل يمني وعربي من أية قوة في العالم تنفذ أجندتها وسياساتها في الأمة.

كلنا شعب واحد ونؤكّـد على أن اليمن واحد موحد وَاليمن يتسع للجميع في التوجّـه والتحَرّك وتوحيد الصفوف، ونعلم أن هنالك من لديه عادات من الجاهلية ولا يدركها ويعتبر كُـلّ ما حصل ويحصل ثأراً لا بُـدَّ من أن يستمر حتى لو لم يبقَ واحد، وهو لا يعلم أنه يقاتل بدون مبادئ إلهية وقرآنية ولا يحب أن يسمع وأن يتنازل ويتسامح ويصفح ويكظم غيظة ويحسن؛ لأَنَّه تعزز لديه واستفحل مرض الكبرياء والغرور والعظمة، وندعو أبناء اليمن في كُـلّ المحافظات المحتلّة لتوحيد الصفوف والتسليم لله ولرسوله ولعلم الهدى ونبذ الفرقة وتقديم التنازلات، التي تحفظ الكرامة وتعزز من توحيد صفوف الأُمَّــة العربية والإسلامية في مواجهة قوى الشرك والضلال، وبقية التفاصيل التي تصرفنا عن الهدف والغاية العالمية هي منافذ وأبواب الشيطان الرجيم والعياذ بالله.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

أعمال يوم عرفة السيد السيستاني 1446

أعمال يوم عرفة السيد السيستاني 1446، حيث أن يوم عرفة هو من أعظم الأيام في الشريعة الإسلامية، وله مكانة خاصة في قلوب المؤمنين. وقد وردت في فتاوى سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) مجموعة من الأعمال المستحبة لهذا اليوم، سواء للحجاج في عرفات أو للمؤمنين في أماكنهم.

أعمال يوم عرفة السيد السيستاني:

الغسل قبل الزوال: يستحب للمؤمن الاغتسال قبل الزوال في يوم عرفة، وهو من الأعمال المأثورة التي تعين على التهيؤ للعبادة والدعاء.

الصيام: يستحب صيام يوم عرفة لمن لا يضعفه عن الدعاء. أما المسافر، فيجدر به أن ينوي الصيام من الليل، كأن يقول: "لله عليّ أن أصوم غداً في عرفات"، فيصح منه الصيام في ذلك اليوم .

أعمال يوم عرفة السيد السيستاني 1446: زيارة الإمام الحسين (عليه السلام): من المستحب في هذا اليوم زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث ورد في الأحاديث أن زيارة الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة تعدل ألف حجة وألف عمرة وألف جهاد بل تفوقها .

الدعاء والذكر: يستحب الإكثار من الدعاء والذكر في هذا اليوم، وخاصة الدعاء المأثور عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) في يوم عرفة. كما يستحب الدعاء للمؤمنين والمؤمنات، أحياءً وأمواتاً، والإكثار من الاستغفار والتوبة.

الصلاة تحت السماء بعد العصر: بعد صلاة العصر، يستحب أن يصلي المؤمن ركعتين تحت السماء، ثم يشرع في أعمال عرفة ودعواته المأثورة.

التسبيح والتهليل: يستحب التسبيح والتكبير والتهليل في هذا اليوم، والإكثار من ذكر الله تعالى.

الدعاء لأخيه المؤمن: ورد عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: "الداعي لأخيه المؤمن بظهر الغيب ينادى من أعنان السماء: لك بكل واحدة مائة ألف"، لذا يستحب الدعاء للمؤمنين والمؤمنات في هذا اليوم .

ملاحظات هامة

النية: يجب على المؤمن أن يكون مخلصاً في نيته عند أداء هذه الأعمال، وأن يسعى لمرضاة الله تعالى.

الاستمرارية: ينبغي للمؤمن أن يحرص على الاستمرار في الأعمال الصالحة بعد يوم عرفة، وأن يجعل هذا اليوم بداية لتوبة صادقة وعودة إلى الله.

الاحتساب: يستحب للمؤمن أن يحتسب الأجر والثواب عند أداء هذه الأعمال، وأن يطلب من الله قبولها.

نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعلنا من عتقاء هذا اليوم المبارك.

نص دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عرفة:

روى بشر وبشير الأسديان أنهما كانا مع الإمام الحسين (عليه السلام) عشية يوم عرفة، فخرج (عليه السلام) من فسطاطه متذللاً خاشعاً، فجعل يمشي هوناً هوناً حتى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل مستقبلاً البيت الحرام، ثم رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين، وقال:

الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع ولا لعطائه مانع، ولا كصنعه صنع صانع، وهو الجواد الواسع، فطر أجناس البدائع، وأتقن بحكمته الصنائع، ولا تخفى عليه الطلائع، ولا تضيع عنده الودائع، جازي كل صانع، ورايش كل قانع، وراحم كل ضارع، منزل المنافع، والكتاب الجامع بالنور الساطع، وهو للدعوات سامع، وللكربات دافع، وللدرجات رافع، وللجبابرة قانع، فلا إله غيره، ولا شيء يعدله، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير، اللطيف الخبير، وهو على كل شيء قدير.

ثم شرع الإمام (عليه السلام) في مسألة الباري عز وجل، وأخذ يدعو الله قائلاً:

اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك، وأسعدني بتقواك، ولا تشقني بمعصيتك، وخر لي في قضائك، وبارك لي في قدرك، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت. اللهم اجعل غناي في نفسي، واليقين في قلبي، والإخلاص في عملي، والنور في بصري، والبصيرة في ديني، ومتعني بجوارحي، واجعل سمعي وبصري الوارثين مني، وانصرني على من ظلمني، وأرني فيه ثاري ومآربي، وأقر بذلك عيني. اللهم اكشف كربتي، واستر عورتي، واغفر لي خطيئتي، وأخسأ شيطاني، وفك رهاني، واجعل لي الدرجة العليا في الآخرة والأولى. اللهم لك الحمد كما خلقتني، فجعلتني سميعاً بصيراً، ولك الحمد كما خلقتني، فجعلتني خلقاً سوياً، رحمة بي وقد كنت عن خلقي غنياً.

ثم رفع الإمام (عليه السلام) رأسه وبصره إلى السماء، وعيناه ماطرتان كأنهما مزادتان، وقال بصوت عالٍ:

يا أسمع السامعين، يا أبصر الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، صل على محمد وآل محمد السادة الميامين، وأسالك اللهم حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني، وإن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني، أسالك فكاك رقبتي من النار، لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، لك الملك ولك الحمد، وأنت على كل شيء قدير، يا رب يا رب.

وكان الإمام (عليه السلام) يكرر قوله: "يا رب يا رب"، حتى شغل من حضر معه من أهل بيته ومواليه عن الدعاء لأنفسهم، وأقبلوا على الاستماع له والتأمين على دعائه، ثم علت أصواتهم بالبكاء معه، وغربت الشمس وأفاض الناس معه.

فضل يوم عرفة:

يوم إكمال الدين:

نزلت فيه الآية الكريمة:

"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا" (المائدة: 3).

أعظم أيام الدعاء:

قال النبي محمد ﷺ:

"خير الدعاء دعاء يوم عرفة" – رواه الترمذي.

وفيه يُستجاب الدعاء وتُغفر الذنوب، ويُعتق فيه من النار خلق كثير.

يوم الحج الأكبر (لمن وقف بعرفة):

الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم، ومن فاته الوقوف فيه فاته الحج.

صيامه يكفّر الذنوب:

لغير الحاج، صيام يوم عرفة مستحب بشدة، وقد ورد في الحديث:

"صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده" – رواه مسلم.

أعمال يوم عرفة (لغير الحجاج):

الصيام (لمن لا يكون في عرفة أو لا يُضعفه عن الدعاء).

الاغتسال والتطيب.

الإكثار من الذكر والدعاء وخاصة دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) ودعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام).

زيارة الإمام الحسين (عليه السلام).

قراءة القرآن، والاستغفار، والدعاء للمؤمنين والمؤمنات.

إحياء العصر والمغرب بالدعاء والتضرع.

أعمال الحاج يوم عرفة:

الوقوف بعرفة من الزوال (الظهر) حتى الغروب.

صلاة الظهر والعصر جمع تقديم في مسجد نمرة.

الإكثار من التلبية والدعاء.

السكينة والخشوع والتوجه الكامل إلى الله.

وبهذا تكون وكالة "سوا" قد اجملت في هذا المقال ما يحتاجونه للوصول في هذه الأيام المباركة إلى أعمال يوم عرفة السيد السيستاني 1446.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من منوعات 2023 ما هو يوم عرفة؟ فضله وأهميته في الإسلام موعد قص الشعر والأظافر في أيام العشر من ذي الحجة 1446 متى عيد الأضحى 2025 بالمغرب؟ – فاتح عيد الأضحى في المغرب الأكثر قراءة جنين: مُصادرة محتويات ورشة تصنيع للعبوات المتفجرة في الحي الشرقي الجيش الإسرائيلي يُدخل 3 ألوية عسكرية من جديد إلى غزة نتنياهو: الضغوط تتزايد ومن دون دعم "لا يُمكن استمرار الحرب" محافظة القدس تُحذّر من تصعيد خطير ستشهده المدينة بالأيام المقبلة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • المليشيا علي الباطل وأهل السودان علي الحق
  • هل نصر الله الحق بأيدي الغرب وأضاعه العرب؟
  • ترددت كثيراً قبل أن أكتب عن واحد من ضباطي الذين شاركوا معي في الحركة التصحيحية
  • اجتماعا في يوم واحد.. هل من صلى العيد تسقط عنه صلاة الجمعة؟ اعرف آراء الفقهاء
  • وزير الأوقاف: نعتز برسالة التسامح التي تتبناها مصر والسنغال ونتطلع لمزيد من التعاون
  • سلامة: العزاء لإخوتنا في الجزائر بمحمد الأخضر حامينا
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: الانحراف في حالة الشرك انحرافٌ خطيرٌ جداً فيه انصرافٌ تام عن هدي الله ونهج الله
  • السيد القائد عبدالملك: من مقامات النبي إبراهيم التي ذكرت في القرآن الدروس الكثيرة لنهتدي بها
  • قيام الليل في العشر الأول من ذي الحجة.. اغتنمه هذه الأيام
  • أعمال يوم عرفة السيد السيستاني 1446