سودانايل:
2025-06-01@06:41:10 GMT

رحلت في صمت مثلما كنت تعمل في صمت

تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT

رحلت في صمت مثلما كنت تعمل في صمت . افتقدتك مدرسة أم درمان الثانوية النموذجية للبنات ( شرق ) وافتقدتك مسقط رأسك المسلمية وافتقدتك مدينة ( الصالحة ) حيث أقمت فيها لعشرات السنين حتي مؤاراتك في ثراها الطيب .

( التهامي ) كادر عمالي يفهم بعمق اسرار مهام وظيفته بحكم الخبرة التي جناها لعشرات السنين وهو كالنحلة يقوم بواجبه علي أتم وجه وتحس عندما تراه يتحرك في خفة ونشاط هنا وهنالك في أروقة وفصول ومكاتب وساحات مدرسة أم درمان الثانوية النموذجية للبنات ( شرق ) كأنه يمارس هواية محببة لدي نفسه يعطيها كل وقته وروحه مترسما خطي ديننا الحنيف في أن أي احد منا إذا قام بعمل فاليتقنه ومتقمصا دور الامريكان الذين شعارهم ( إذا أردت أن تنجح في عمل اجعله هوايتك ) .

..
في امريكا بلد التعليم النوعي والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وارتفاع معدلات الذكاء لدي الأفراد نجد أن المدرسة في مجلس إدارتها ليست قاصرة علي هيئة التدريس والمجلس التربوي بل نجد أن الكادر العمالي يمثل في الإدارة بل هو جزء لا يتجزأ منها يحضر معهم تحضيرات بداية العام وتقييمات نهاية السنة الدراسية وعلي رأس هؤلاء سائق الحافلة ( سيارة الترحيل ) ويسمحون للسائق عندما تفتح المدرسة أبوابها وبالذات عندما يفد طلاب جدد يسمح له بلقاءهم والتعرف عليهم وتسجيل أرقام هواتفهم عنده كما أنه يعطيهم رقم هاتفه وكل ذلك الإجراء يقع في إطار مسؤولية هذه الوظيفة عن سلامة الطلاب خاصة لو كانوا صغار السن وان ينظر الطلاب للسائق كأب وقدوة ومثال يعاملونه باحترام ويتبادل معهم نفس الشعور وهذا مما يجعل أولياء الأمور يحسون أنهم يضعون فلذات أكبادهم في أيد أمينة .
يخيل الي أنني كلما ولجت باب المدرسة في زيارة لابنتي الطالبة بها أو كلما حضرت لاجتماعات المجلس التربوي أو لشهود أي فعالية أو نشاط طلابي الاحظ أن ( التهامي ) له دور يلعبه لا تخطئه العين ولا يقل هذا الدور من ناحية الجهد المبذول والخدمة المقدمة للمدرسة وطلابها وضيوفها عن دور المدير أو الوكيل ورؤساء الشعب وسائر المعلمين ...
( التهامي) مع ضيوف المدرسة كان يخدمهم ويقدم لهم الواجب وكأنه يستقبلهم في بيته وتجده دائما في حالة انتباه يراقب هنا وهنالك لا يسمح بأن تكون مجرد قطعة ورق ملقاة في الأرض بإهمال وبينما الآخرون ينظرون إليها ويمضون في حال سبيلهم نجد هذا الصوفي المعتق المتمرس الشفاف الصادق يلتقط الورقة بكل هدوء ويضعها في الصندوق المخصص للنفايات ...
( التهامي ) كانت له مقبولية وأسرة المدرسة من حوله تتوسم فيه الخير وقد عودهم أن يمارس مهام عمله يتوق أن يصل به درجة الاحسان لانه تربي علي تلك الخصلة من أسرته وكان والده ( محمد بخيت ) معروف عنه رقة في القلب ومشاعر طيبة تجاه الآخرين يبادلهم احتراما باحترام وفي تصريف أعماله كان ينشد أن يقدم إنتاجه محفوفا بالطيبة والجودة وهمه أن يسعد الكافة من غير فرز ومن غير من أو اذي ...
نعزي أهل الصالحة وقد اختار أن أن يعيش معهم كل هذه السنين واتخذهم بطانة خير وأسرة ممتدة لأهله في مسقط رأسه بالمسلمية وقد صمد كالطود الاشم في الصالحة وهي من أكثر المناطق التي تأثرت بالحرب وماتبعها من ويلات ودمار ونقص في الغذاء والدواء وفي هذا الظرف العصيب فاضت روحه وانتقلت الي بارئها تحفها دعوات الأهل والأصدقاء والجيران بالصالحة آلتي بكت فيه حسن الأخلاق وطيب التعامل وهذه العشرة المتينة لعشرات السنين عاشها بينهم في صفاء ووئام الي أن اندلعت الحرب اللعينة العبثية المنسية وانتهي الأجل ولا نقول الا مايرضي الله سبحانه وتعالى ( وانا لفراقك ياتهامي لمحزونون ) والبركة إن شاء الله سبحانه وتعالى في جميع اهلك ومعارفك ونقول صبرا ابننا ( برهان ) فالجميع يشاركونكم الاحزان في هذا الفقد الكبير و ( إنا لله و انا اليه راجعون ) وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.

أخوكم حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
القاهرة .

ghamedalneil@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی صمت

إقرأ أيضاً:

المدرسة المعظمية مؤسسة موقوفة على الأحناف في القدس

المدرسة المعظمية -وتعرف أيضا بالمدرسة الحنفية- واحدة من كبريات المدارس ومن أهم الركائز الدينية في القدس المحتلة، وتستفيد من أوقاف أوقفتها عليها جهات كثيرة. وكان لها دور ملموس في الحركة الفكرية بالمدينة الفلسطينية المقدسة.

تولى مشيختها والتدريس فيها عدد من كبار العلماء، واستمرت تقوم بدورها الفكري قرونا عدة.

الموقع والتأسيس

تقع المدرسة المعظمية في المنطقة الشمالية من المسجد الأقصى المبارك، في طريق المجاهدين الموصل من باب الأسباط إلى عمق البلدة القديمة.

وقد أنشأ المدرسة المعظمية الملك الأيوبي المعظم شرف الدين عيسى بن محمد بن أيوب، وهو ابن أخ السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمهما الله، سنة 614هـ/1218م، وأوقفها على طلبة العلم من أتباع المذهب الحنفي.

وكانت للمدرسة أوقاف كثيرة من القرى والمزارع والضيعات، منها على سبيل المثال: نصف قرية لفتا وقرية علار الفوقا والتحتا، وقرى الرام ودير أسد وحوسان وبتير وغيرها، ولكن عبثت بهذه الأوقاف أيدي بعض الناس فأصبحت أملاكا خاصة.

سبب التسمية

سميت بالمعظمية على اسم مُنشئها وواقفها الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، وسميت بالحنفية لأنه تم وقفها على الفقهاء والمتفقهة من أصحاب المذهب الحنفي.

وصف المدرسة

تتألف المدرسة من طابقين، ومدخلها يؤدي إلى موزع يؤدي بدوره إلى صحن مكشوف في الطابق الأول، ويوجد شمال الصحن إيوان (وهو مكان متسع من الدار تحيط به جدران ثلاثة فقط معقود السقف مكشوف الوجه).

والإيوان مرتفع كبير الحجم، ويطل على الصحن من فتحة جنوبية يتقدمها عقد مدبب. وحول الصحن عدد من الغرف التي تستخدم لقراءة وحفظ القرآن، وتشير الدلائل الأثرية إلى أنه كان هناك إيوان جنوبي مقابل الإِيوان الشمالي.

إعلان

وقد كانت الغرف القائمة في الطابق الأول إلى الآن، والأخرى التي كانت قائمة في الطابق الثاني المتهدم، تستعمل لسكن المدرسين وطلبة العلم والقائمين على خدمة المدرسة.

غير أن هذه المدرسة اندثرت وتهدمت كثير من أجزائها، وأصبح ما تبقى منها يستخدم دارا للسكن.

وخلفها ساحة تضم قبور مجاهدين يعتقد أنهم من العصر الأيوبي ممن جاهدوا مع صلاح الدين الأيوبي، وسميت الطريق إلى جنوب هذه المدرسة "طريق المجاهدين" نسبة إلى هذه المقبرة.

وتوجد بقايا مئذنة خلف الساحة، من الجهة الجنوبية للمدرسة، وقد أنشئت في عهد المماليك سنة 673 هجرية، بأمر من الملك القاهر بن الملك المعظم.

وتعلم في هذه المدرسة الكثير من العلماء الأحناف في القدس، وأشهرهم على الإطلاق شمس الدين الحموي ناظر القدس والخليل، والذي دفن في مقبرة المجاهدين المذكورة آنفا.

ويروي عارف العارف أنه زار هذه المدرسة يوم 20 فبراير/شباط 1947 فوجد الخراب مخيما على الجانب الأكبر منها، واستطاع أن ينسخ نقشين لا يزالان مقروءين مثبتين على بلاطتين.

ويقول النقش الأول "أمر يعمله مولانا السلطان الملك المعظم شرف الدنيا والدين أبو العزائم عيسى بن أبي بكر بن أيوب الواقف لهذه المدرسة على الفقهاء والمتفقهة من أصحاب الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه وأرضاه. وذلك في شهور سنة أربع عشرة وستمئة للهجرة النبوية، تقبل الله عنه وغفر له. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما".

أما النقش الثاني فنصه "أمر بعمارة هذه المئذنة المباركة الملك القاهر الناظر بهذه المدرسة غفر الله له وتغمد برحمته والده الواقف السلطان الملك المعظم شرف الدين عيسى قدس الله روحه في شهور سنة ثلاث وسبعين وستمئة".

وتهدمت مئذنة جامع المدرسة، الذي كان يعرف بمسجد المجاهدين قبل حوالي 150 عاما، ويستخدم ما تبقى من المدرسة سكنا لعائلات مقدسية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • المدرسة المعظمية مؤسسة موقوفة على الأحناف في القدس
  • بدءًا من اليوم.. «واتساب» لن يعمل على هذه الأجهزة
  • شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تستجيب لطلب الأطفال وتدخل معهم في وصلة رقص مثيرة على أنغام موسيقى “الزنق”
  • رحلت لكنك باق معنا.. حسين الشحات يودع علي معلول بكلمات مؤثرة
  • "هي وبس" حصريًا على dmc قريبًا
  • المدرسة العليا للرياضيات تفوز بلقب مركز التميز الإقليمي الناشئ
  • وفاة الفنانة سارة الغامدي عن عمر 49 سنة بسبب ورم خبيث في الوجه
  • دعاء للأبناء بالنجاح في الامتحانات بشهر ذي الحجة
  • عبارات التخرج من المدرسة
  • الدبيبة يستقبل وفد قبيلة المشاشية ويبحث معهم دعم الأمن والاستقرار والخدمات