تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بيان شديد اللهجة أصدرته السفارة الروسية في القاهرة اليوم الجمعة، ردًا على ما تردد حول مشاركة جنود فرنسيين في القتال المحتدم في أوكرانيا، وتوعد الروس القوات الفرنسية بهزيمة قاسية على غرار تلك التي منى بها الزعيم التاريخي لفرنسا نابليون في روسيا في الحرب التي اندلعت بين البلدين في 1812.

 

التصعيد الفرنسي - الروسي..  إلى أين؟

وكانت فرنسا قد أعلنت إكمال تدريب لواء من الجنود الأوكرانيين للمشاركة في الحرب ضد روسيا، مع احتمال مشاركة ضباط فرنسيين في القتال، لترد موسكو ببيان شديد اللهجة حيث قالت "سنواجه هذا التحرك بالنار، وندفنهم إلى الأبد في الأراضي الروسية كما دفنّا جنود نابليون".

وأضاف البيان الصادر عن السفارة الروسية بالقاهرة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يحاول محاكاة نابليون، نسي أن غزوات الأخير انتهت بهزيمة قاسية وعودة الجيش الروسي إلى باريس، معتبرة أن هذا التصعيد الفرنسي يعيد أحلامًا قديمة محكومة بالفشل، مؤكدة أن روسيا ستدافع عن أراضيها بكل حزم وقوة.

موسكو توعد الفرنسيين؟ 

وفي وقت سابق، توعد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف بأن تلقى القوات الفرنسية مصير قوات كييف في أوكرانيا، وأن تتحول إلى أهداف أولوية في حرب مجيدة جديدة للجيش الروسي ضد فرنسا.

وكتب مدفيديف: "قد يكون من المفيد أن يرسل الفرنسيون المضطربون بضعة أفواج من قواتهم إلى أوكرانيا النازية، فإخفاء هذا العدد من العسكريين لن يكون سهلا، وبالتالي فإن مسألة القضاء عليهم ستكون سهلة، ومهمة للغاية".

وأضاف ميدفيديف: "من المفيد إرسالهم إلى أوكرانيا إذ سيستحيل بعدها إخفاء الأعداد الكبيرة من توابيت الجنود الفرنسيين المحترفين القادمة من دولة أجنبية، وسيتعذر على باريس حينها الكذب والادعاء بأنهم مرتزقة اتخذوا قرار موتهم بأنفسهم" أما بالنسبة للديوك من القيادة الفرنسية فسيكون ذلك بمثابة المقصلة لهم، إذ سيقطعهم إربا أقارب القتلى الذي سيطالبون بتفسير مصير أبنائهم، كما ستفضح هذه الخطوة باريس أمام المعارضة التي قيل لها إن فرنسا ليست في حالة حرب مع روسيا،  كما ستكون هذه الخطوة عبرة  لباقي الأغبياء في أوروبا".

وأعلنت روسيا أن باريس تحشد ألفي جندي لإرسالهم إلى أوديسا جنوب غرب أوكرانيا على البحر الأسود، وأن هذه القوات ستصبح "هدفا أولويا للجيش الروسي فور وصولها"، محذرة ماكرون وباريس من عواقب ذلك.

خطط ماكرون الطامحة لقيادة أوروبا.. وسط رفض "الناتو" لدعواته

وكثيرا ما كرر الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون، دعوته لحشد قوات أوروبية تابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" للمشاركة في الحرب الأوكرانية لمنع انتصار القوات الروسية في المعارك المستمرة منذ ما يقرب الثلاث سنوات، إلا أن هناك رفض أوروبي لفكرة ماكرون.

وبحجسب محللين فأن هناك رفض كامل من العديد من الدول الأوروبية لإرسال جنودها إلى أوكرانيا، حيث انتقدت العديد من الدول المؤثرة في أوروبا خطط ماكرون، كما أن هناك معارضة داخلية من قبل القوى السياسية في فرنسا والتي انتقدت دعوة ماكرون أيضًا، ودعت إلى رفض إرسال أي قوات إلى أوكرانيا خشية من التصعيد.

وعلى صعيد متصل، كان الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرغ، قد أعلن في مارس 2024، أنه لا يؤيد تصريح الرئيس الفرنسي حول إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا.

فرنسا وروسيا.. صراع تاريخي هزيمة نابليون في روسيا

وبعد تلويح السفارة الروسية بالقاهرة بالهزيمة الفرنسية بقيادة نابليون في روسيا، نسلط الضوء على الصراع التاريخي بين الطموح الفرنسي في غزو بلاد الثلج، والعناد الروسي الذي أصر على إلحاق هزيمة مذلة بفرنسا.

وفي 13 يونيو 1812، كانت فرنسا على موعد مع واقعة تارخية مؤلمة عندما مني نابليون بونابرت وجيشه الكبير - الذي تجاوز قوامه 680 ألف جندي - بهزيمه تاريخية بعد أن لقي أكثر من 400 ألف جندي فرنسي حتفهم داخل الأراضي الروسية، حيث ضربتهم الثلوج والجوع أثناء الغزو الفرنسي لروسيا، تلك الواقعة التي أدت في النهاية إلى انهيار الإمبراطورية الفرنسية التي قادت القارة الأوروبية لسنوات طويلة. 

البداية، عندما عندما أُعلنت فرنسا إمبراطورية في شهر مايو 1804 كانت تشمل فرنسا وإيطاليا وأجزاء من ألمانيا والنمسا وبلجيكا وتمتد حتى روسيا، وفي ديسمبر من عام 1804 تم تتويج نابليون إمبراطورا فبات يحكم أجزاء واسعة من أوروبا، وقد واصل حملاته العسكرية وفي عام 1805 انتصر في معركة أوسترليتز على القوات الروسية والنمساوية، وأخضع الحلفاء باستثناء بريطانيا، وفرض الحماية على إسبانيا.

ومن أجل السيطرة على أوروبا بالكامل، أراد نابليون أن يكون صاحب اليد العليا في أوروبا بفرض حصار على بريطانيا، حيث أعلن في عام 1806 مرسوما إمبراطوريا يقضي بحصار الإمبراطورية البريطانية ومنع التعامل معها وإغلاق الموانئ الأوروبية أمام تجارتها.

وفي هذا الإطار، تم التفاوض على المعاهدة التي وقعها نابليون مع ألكسندر الأول، قيصر روسيا، في تيلسيت عام 1807 وهي المعاهدة التي فرض شروطها الإمبراطور الفرنسي، ونصت تلك المعاهدة على تحالف روسيا وفرنسا، وبالتالي مشاركة الروس في الحصار القاري الذي فرضه نابليون على بريطانيا، وفي 25 أكتوبر من عام 1807، وقع ألكسندر الأول مرسوما يحظر التجارة مع بريطانيا.

وكانت بريطانيا الشريك الاقتصادي الرئيسي لروسيا، وانخفض حجم التجارة الخارجية بين روسيا وفرنسا على الفور من 120 إلى 83 مليون روبل، وكانت أبرز آثار مشاركة روسيا في الحصار القاري هي زيادة التضخم، وبات العجز هائلا في ميزانية عام 1810 حيث كانت الإيرادات 125 مليون روبل والنفقات 230 مليون روبل، ومن ثم فضل الروس مواصلة التجارة مع البريطانيين وتجاهل حصار نابليون.

وفي يونيو 1812، قام الجيش الفرنسي الكبير البالغ قوامه 680 ألف جندي بقيادة نابليون بغزو روسيا، في الوقت الذي كانت القوات الروسية تقريبًا 200 ألف جندي، وتبنت القوات الروسية سياسة التراجع الاستراتيجي إلا أن ذلك قاد نابليون لعدة انتصارات متتالية وبعد أسبوع واحد دخل نابليون موسكو، وانتظر هناك لسفارة السلام التي افترض أنها ستأتي من القيصر.

وبعد مرور شهر، ومع اندلاع الحرائق في جميع أنحاء المدينة وتزايد الجوع وعدم السيطرة على قواته، أمر نابليون بالانسحاب وعندما اجتاحت العاصفة الثلجية الأولى الجيش، وأعقبها ذوبان الجليد والصقيع حدثت الغالبية العظمى من خسائر نابليون، وتشير التقديرات إلى أنه من بين 612 ألف مقاتل دخلوا روسيا عاد 112 ألف فقط إلى الحدود، ومن بين الضحايا، يُعتقد أن 100 ألف قتلوا في المعركة، و 200 ألف لقوا حتفهم لأسباب أخرى، و 50 ألف جندي ماتوا في المستشفيات، و 50 ألفا فروا من الجيش، و 100 ألف أُخذوا كأسرى حرب.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: نابليون الروسي الفرنسي باريس موسكو فرنسا روسيا القوات الروسیة إلى أوکرانیا ألف جندی

إقرأ أيضاً:

وزير التجارة الخارجية الفرنسي يؤكد عزم بلاده توسيع الشراكة الاقتصادية مع سلطنة عمان

كتب - خليل بن أحمد الكلباني

آفاق جديدة للتعاون في قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والفضاء

نمو التجارة الثنائية بين البلدين في عام 2024 بنسبة 60%

فرنسا تدعم الإعفاء الكامل للمواطنين العُمانيين من تأشيرات شنغن

أكد معالي نيكولا فوريسيي الوزير المكلف بشؤون التجارة الخارجية والاستقطاب لدى وزير أوروبا والشؤون الخارجية بالجمهورية الفرنسية أن العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وفرنسا علاقات راسخة وقائمة على الثقة، مشيرا إلى أن باريس تسعى إلى تعزيزها والارتقاء بها إلى المستوى الذي تستحقه، لافتا أن هناك رؤى مشتركة وتعاونا مثمرا في قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة والفضاء.

وأعرب معاليه عن سعادته بزيارته لسلطنة عُمان، مشيرا إلى أنه التقى خلال زيارته بعدد كبير من المسؤولين العُمانيين، وكانت اللقاءات مثمرة وتعكس رغبة مشتركة في تعزيز التعاون المستقبلي. كما شارك في الزيارة ممثلون لعدد من الشركات الفرنسية الكبرى، مؤكدًا أن الشركات الفرنسية تمتلك حضورًا قويًا في عُمان وتتمتع بخبرة كبيرة في عدة قطاعات، وأن هناك مستوى عاليا من التفاهم والتوافق بين الجانبين.

وأشار معالي فوريسي لـ«عمان» إلى نمو التجارة الثنائية بين البلدين في عام 2024 بنسبة 60%، مؤكدا على تواصل هذا النمو في العام الجاري، من خلال شراكات جديدة في مجال معالجة النفايات وإنتاج مياه الشرب والطاقة لاسيما الطاقة الخالية من الكربون، ومراكز البيانات والذكاء الاصطناعي.

ولفت معاليه أن بلاده تسعى إلى تعزيز التعاون مع سلطنة عُمان في عدة مجالات استراتيجية، أبرزها التحول الطاقي والتنقل الحضري المستدام والطيران والفضاء، وأوضح الوزير أن فرنسا قامت باستثمارات كبيرة في سلطنة عمان من خلال شركات رائدة مثل توتال إنرجيز TotalEnergies وإي دي إف رونوفلابل EDF Renouvelables في قطاع الطاقة المتجددة، مؤكدًا أهمية تطوير شراكات أوسع في هذا المجال الحيوي،

كما أشاد بالخبرة الفرنسية المعترف بها دوليا في مجال السكك الحديدية والمترو وإدارة البيئة الحضرية، مؤكدًا أن هذه الخبرات تشكل محورا أساسيا للتعاون في مشاريع النقل الحضري المستدام، وفي قطاع الطيران والفضاء أشار إلى توقيع شركة إيرباص للدفاع والفضاء عقدًا لبناء أول قمر صناعي عُماني للاتصالات، وهو ما يفتح آفاقًا واسعة لتوسيع الشراكات بين البلدين في هذا القطاع الاستراتيجي.

وفيما يتعلق بتسهيلات الحركة الاقتصادية، أكد الوزير دعم فرنسا الكامل لإعفاء المواطنين العُمانيين من تأشيرات شنغن، مشيرا إلى أن العمانيين يمنحون حاليًا تأشيرة متعددة الدخول لمدة خمس سنوات عند تقديم طلبهم الأول، واعتبر هذا الإجراء خطوة مهمة نحو تعزيز الحراك الاقتصادي بين البلدين.

وأشار الوزير إلى أن تعزيز الشراكة الاقتصادية يستلزم تأسيس علاقات متينة ومتجددة في القطاعين الاقتصادي والمالي، بما يتيح لشركات البلدين الاستثمار المشترك في قطاعات المستقبل والابتكار على نطاق أوسع، وأكد أن فرنسا تدعم مبادرة الاتحاد الأوروبي لتوقيع اتفاقيات شراكة اقتصادية مع دول مجلس التعاون الخليجي، بما يعزز الاستثمارات ويتيح فرصًا أوسع للتعاون التجاري بين سلطنة عُمان وفرنسا.

وعلى صعيد متصل أشار معاليه إلى أن بلاده تعمل وفق الأطر والقوانين الأوروبية فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية، وأن الهدف هو تحقيق توازن بين حماية الأسواق المحلية وتشجيع التعاون مع الشركاء الدوليين، ومن ضمنهم سلطنة عُمان، وأكد أن فرنسا منفتحة على تطوير علاقاتها مع سلطنة عُمان في مختلف المجالات بما يبني شراكات طويلة الأمد.

وتناول الوزير خطط عُمان الطموحة في مجال الطاقة، موضحا أن سلطنة عمان تستهدف تلبية 30% من احتياجاتها بالطاقة المتجددة بحلول 2030، و60% بحلول 2040، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050، وقال: إن الشركات الفرنسية مهتمة جدا بالمساهمة في هذه المشاريع، وإنها مستعدة لتقديم خبراتها وتقنياتها لدعم التحول الطاقي في عُمان، بما في ذلك مجالات الهيدروجين الأخضر.

وذكر أن جزءا من منظومة «إيرباص» الدفاعية طُوّر من خلال شراكات مع الجانب العُماني، كما تطرق إلى مشروع مشترك محتمل لإنشاء منصة أعمال على غرار «محطة F» في فرنسا والتي هي أكبر حرم جامعي للشركات الناشئة في العالم، بهدف استقطاب الشركات الناشئة وتطوير منظومة ابتكار مشتركة.

وأكد الوزير على ثقته الكبيرة في مستقبل العلاقات العُمانية الفرنسية، وعلى التزام فرنسا بدعم سلطنة عُمان في مشاريعها الاستراتيجية، خاصة في قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة والفضاء.

مقالات مشابهة

  • محكمة الاستئناف في باريس تُسقط استئناف مبابي.. مواجهة قانونية تتصاعد بين النجم الفرنسي والنادي الباريسي
  • خبير أوكراني: الحرب تحولت إلى مواجهة اقتصادية.. وأوكرانيا لن تتنازل عن أراضيها رغم التصعيد الروسي
  • باريس سان جيرمان في مهمة سهلة أمام ميتز بالدوري الفرنسي غدًا
  • مصطفى محمد يقود تشكيل نانت أمام أنجيه في الدوري الفرنسي
  • 4 دول أوروبية تؤيد تجميد الأصول الروسية على المدى الطويل
  • باريس سان جيرمان يلتقي ميتز ولانس يواجه نيس في الجولة 16 من الدوري الفرنسي
  • جرحى في هجوم أوكراني على روسيا وموسكو تستهدف منشآت نفطية
  • بنزيما لا يقفل باب العودة إلى المنتخب الفرنسي
  • ارتفاع وتيرة العمليات النوعية التي تنفذها أوكرانيا ضد روسيا
  • وزير التجارة الخارجية الفرنسي يؤكد عزم بلاده توسيع الشراكة الاقتصادية مع سلطنة عمان