أحمد الأشعل يكتب: العيد القومي للبترول "تاريخ مشرف ومستقبل واعد"
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
في السابع عشر من نوفمبر من كل عام، تحتفل مصر بالعيد القومي للبترول، وهو مناسبة وطنية مهمة تؤرخ لذكرى إنتاج أول شحنة من النفط الخام من حقل رأس غارب في البحر الأحمر عام 1953. يمثل هذا اليوم بداية انطلاق قطاع البترول كركيزة أساسية في الاقتصاد المصري، وساهم بشكل كبير في تحقيق الاستقلال الاقتصادي والتنمية المستدامة للدولة، حيث فتح هذا الاكتشاف الباب أمام مصر لتصبح من الدول الرائدة في مجال إنتاج وتصدير الطاقة.
البترول ليس مجرد مصدر للطاقة، بل هو شريان الحياة الذي يغذي مختلف القطاعات الاقتصادية. فمنذ اكتشافه، أصبح هذا المورد الطبيعي العمود الفقري للاقتصاد القومي، حيث يوفر احتياجات الدولة من الطاقة ويسهم في تشغيل المصانع وتحريك عجلة الإنتاج في مجالات الزراعة والصناعة والنقل. علاوة على ذلك، شكل البترول مصدرًا مهمًا للنقد الأجنبي من خلال تصديره للأسواق العالمية، مما ساهم في تحسين ميزان المدفوعات وجذب الاستثمارات الأجنبية.
شهد قطاع البترول تطورًا ملحوظًا على مدى العقود الماضية، بفضل الجهود المستمرة لتعزيز البحث والتنقيب والاكتشافات الجديدة. وقد سجلت مصر إنجازات كبيرة في هذا المجال، من أبرزها اكتشاف حقل “ظهر” العملاق للغاز الطبيعي في البحر المتوسط، الذي يعتبر أحد أكبر الاكتشافات في العالم خلال العقد الأخير. ساهم هذا الاكتشاف في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، وتقليل الاعتماد على الواردات، وزيادة حجم الصادرات، مما عزز مكانة مصر كمركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة.
وفي ظل رؤية مصر 2030، تعمل الدولة على تطوير قطاع البترول ليصبح أكثر استدامة وكفاءة. تشمل الجهود المبذولة في هذا الصدد تحسين التكنولوجيا المستخدمة في عمليات الاستخراج والتكرير، وتطوير الصناعات البتروكيماوية، التي تمثل قيمة مضافة عالية للاقتصاد الوطني. كما تسعى الدولة إلى تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين وجذب الاستثمارات الأجنبية للاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال الحيوي.
وفي هذه المناسبة الوطنية العزيزة، لا بد من الإشادة بالدور العظيم الذي يقوم به العاملون في قطاع البترول، والذين يبذلون جهودًا كبيرة في ظروف صعبة لضمان استمرار تدفق الطاقة وتلبية احتياجات السوق المحلي. إن العيد القومي للبترول ليس مجرد احتفال بإنجازات الماضي، بل هو مناسبة لتأكيد الالتزام بالعمل الجاد لتحقيق مستقبل أفضل لهذا القطاع، الذي يمثل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني.
إن العيد القومي للبترول يذكرنا بأهمية الحفاظ على هذه الثروة الوطنية واستثمارها بما يحقق التوازن بين تلبية احتياجات الحاضر وضمان حقوق الأجيال القادمة. كما يبرز أهمية استغلال الموارد البترولية لتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق المزيد من الإنجازات الاقتصادية التي تدعم مكانة مصر إقليميًا ودوليًا. وختامًا، يظل قطاع البترول رمزًا للقوة الاقتصادية ومحورًا رئيسيًا في مسيرة بناء مصر الحديثة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قطاع البترول
إقرأ أيضاً:
الحرب في غزة.. تاريخ من الهدن الإنسانية منذ 7 أكتوبر 2023 (تسلسل زمني)
على مدار نحو من 22 شهرا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شهد القطاع العديد من الأزمات الإنسانية، خلفت استشهاد وإصابة عشرات الألاف، مع فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حصارًا شاملاً على القطاع، وهو ما أدى إلى نقص كبير في الوقود والغذاء والأدوية والمياه والإمدادات الطبية الأساسية.
وعلى مدار هذه الفترات الطويلة، شهدت الحرب أكثر من هدنة إنسانية، كان الهدف منها توفير نافذة مؤقتة لتخفيف المعاناة الإنسانية، وتمكين إيصال المساعدات، وإجلاء المصابين والمدنيين من مناطق الاشتباك، حيث بدأت كوقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مع إمكانية التمديد، والسماح بدخول المساعدات عبر معبر رفح، خاصة الغذاء والدواء والوقود، إضافة إلى إطلاق سراح الأسرى، بين الطرفين ضمن شروط محددة للهدنة.
ولاقت الهدنة الإنسانية بين الطرفين دعما دوليا منذ البداية من جانب عدة دول ومنظمات إنسانية، خاصة الأمم المتحدة، والولايات المتحدة وقطر ومصر.
وفي الثاني والعشرين من نوفمبر عام 2023، ثمنت المملكة جهود الدول الثلاث بشأن تبادل أسرى، ودخول المساعدات الإنسانية، إلى قطاع غزة. كما جددت المملكة عبر وزارة الخارجية الدعوة للوقف الشامل للعمليات العسكرية، وحماية المدنيين.
لكن فور انتهاء الهدنة استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه على قطاع غزة بالكامل، ودوت صافرات الإنذار في غلاف غزة، كما حلقت الطائرات الإسرائيلية في أجواء غزة وآليات جيش الاحتلال تطلق نيرانها شمال غرب القطاع لتقتل وقتها العشرات من المدنيين.
وجاءت بعد ذلك هدنة جزئية في مناطق معينة لم تكن شاملة أو طويلة الأمد كانت في 2024 و2025. ولعل الهدنة الأهم جاءت مع بداية العام الجاري، قررت حركة حماس الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية، بينهم جميع النساء (جنود ومدنيون)، والأطفال والرجال فوق سن الخمسين، والإناث والشباب تحت سن 19 سنة أولا ثم الرجال فوق سن الخمسين.
واتفق الطرفان وقتها أن تفرج إسرائيل عن 30 معتقلا فلسطينيا مقابل كل رهينة مدنية و50 معتقلا فلسطينيا لكل جندية إسرائيلية تُطلق حماس سراحها.
وعلى مدار هذه الفترة منذ بداية الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، كانت المملكة تولي جل اهتمامها بالقضية الفلسطينية، وبذلت جميع الجهود لاحتواء الأزمة القائمة في قطاع غزة، ومعالجة الوضع الإنساني الحرج، والسعي نحو إنهاء الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وتوحيد الموقف العربي والإسلامي تجاه الأزمة، والتأكيد على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع.
رغم تعثر مفاوضات هدنة غزة، الأخيرة فإن إسرائيل أعلنت تعليقا تكتيكيا مؤقتا ومحدودا للعمليات العسكرية في بعض مناطق القطاع، وهو ما طرح تساؤلات حول الأسباب.
وبدا التعليق التكتيكي المؤقت للعمليات العسكرية الذي أعلنه الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، محاولة لامتصاص الغضب العالمي على الصور المفزعة القادمة من غزة.
ومع تفاقم معاناة سكان الخيام النازحين بمدينة غزة، يعيش النازحون في مدينة غزة على وقع انتشار الأمراض بين خيامهم نتيجة تكدس النفايات، وسياسة التجويع الإسرائيلية التي دفعتهم للبحث عن بقايا الطعام لإعالة أنفسهم وأطفالهم.
ومع استمرار الحرب في قطاع غزة لم تتوان المملكة في الوصول إلى وقف نهائي للحرب، حيث أعربت وزارة الخارجية عن ترحيبها للبيان الأخير الصادر منذ أيام عن 26 دولة بشأن المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وإنهاء الحرب على القطاع.
وقالت في بيان عبر وزارة الخارجية: "ترحب المملكة العربية السعودية بالبيان الصادر عن 26 من الشركاء الدوليين، طالبوا بإنهاء الحرب على قطاع غزة بشكل فوري ورفع كافة القيود عن المساعدات الإنسانية وسرعة إيصالها بشكل آمن لسكان القطاع، وعبروا فيه عن رفض تغيير التركيبة السكانية في الأراضي المحتلة وتوسيع الاستيطان".
ومع الإعلان عن ما يسمي بـ"الهدنة الإنسانية" الأخيرة"، التي تم الإعلان عنها الساعات الماضية، اعتبرت وزارة الصحة في قطاع غزة أنها لن تعني شيئا إن لم تتحول إلى فرصة حقيقية لإنقاذ الأرواح، وسط "استغاثة الجرحى وتضور الأطفال جوعا".
وقال المدير العام بوزارة الصحة منير البرش في بيان إنه "في ظل هدنة مؤقتة يخنقها التردد والصمت الدولي، يستغيث الجرحى، ويتضور الأطفال جوعًا، وتنهار الأمهات على أطلال ما تبقّى من الحياة". وطالب البرش بالإجلاء الطبي العاجل للحالات الحرجة بإصابات في الدماغ والعمود الفقري، والجرحى الذين هم بحاجة لعمليات معقدة.
قطاع غزةالحرب فى غزةالحرب الإسرائيليةالمملكة وفلسطينقد يعجبك أيضاًNo stories found.