هل تؤدي سياسات ترامب إلى تحويل الدولار لمصدر عدم استقرار عالمي؟
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
حذر تحليل نشره موقع المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس" البريطاني، من أن سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد تؤدي إلى تقلبات حادة في قيمة الدولار، ما يجعله مصدرا لعدم الاستقرار الاقتصادي العالمي، موضحا أن هذه السياسات، التي تهدف إلى دعم الاقتصاد الأمريكي محليا قد تكون لها تأثيرات سلبية تتجاوز الحدود الأمريكية.
ووفقا للتحليل الذي أعده ديفيد لوبين، الباحث الزميل في برنامج الاقتصاد والتمويل العالمي بالمعهد، فإن ترامب يفضل بشكل واضح سعر صرف أضعف للدولار، سعيا إلى تعزيز تنافسية الصادرات الأمريكية وتقليص العجز التجاري. ومع ذلك، شدد لوبين على أن السياسات الاقتصادية المتوقعة في ظل إدارة ترامب قد تأتي بنتائج عكسية، حيث من المرجح أن تؤدي إلى تعزيز الدولار بشكل كبير، ما قد يشكل تهديدا للاقتصاد العالمي.
وأوضح الكاتب أن الدولار الأمريكي شهد تقلبات ملحوظة خلال العقود الأخيرة، لكنه ارتفع بشكل كبير منذ عام 2011 ليصل إلى أعلى مستوياته منذ عام 1985، لافتا إلى أن هذا الارتفاع يعكس تحول التوازن الاقتصادي العالمي لصالح الولايات المتحدة، خاصة مع ضعف الاقتصادين الأوروبي والصيني في السنوات الأخيرة.
وأضاف لوبين أن هذا التوازن من المرجح أن يستمر لصالح الدولار الأمريكي في ظل استمرار هشاشة اقتصادات كبرى مثل الاتحاد الأوروبي والصين. وأشار إلى أن التعريفات الجمركية التي اقترحها ترامب على واردات الولايات المتحدة تؤدي أيضًا إلى تعزيز قيمة الدولار، حيث تتسبب في خفض قيمة عملات الشركاء التجاريين المتضررين، ما يزيد من قوة العملة الأمريكية.
ولم يغفل الكاتب الإشارة إلى السياسات المالية المتوقعة من ترامب، مثل تمديد تخفيضات الضرائب وزيادة الإنفاق العام. وأوضح أن هذه الإجراءات ستؤدي إلى تعزيز الاقتصاد الأميركي على المدى القصير، لكنها ستزيد من الضغوط التضخمية، ما قد يدفع الأسواق إلى توقع رفع أسعار الفائدة. وشدد على أن الجمع بين هذه العوامل يميل إلى تعزيز قوة الدولار بشكل إضافي.
وأوضح لوبين أن صعود الدولار إلى مستويات مبالغ فيها يشكل تهديدا كبيرا للاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن الدولار القوي يميل إلى تثبيط نمو التجارة العالمية وتقييد وصول الدول النامية إلى أسواق رأس المال الدولية.
ونوه الكاتب إلى أن ضعف عملات الدول الأخرى يجعل من الصعب عليها السيطرة على معدلات التضخم، ما يخلق مزيدًا من التحديات الاقتصادية.
وأشار إلى أن ارتفاع قيمة الدولار إلى مستويات غير مستدامة قد يؤدي إلى أزمة جديدة، حيث قد تُقدم الأسواق على خفض مفاجئ لقيمة الأصول المقومة بالدولار، ما يؤدي إلى اضطرابات واسعة في أسواق الصرف الأجنبي.
خيارات المستقبل
لفت لوبين إلى أن العالم يفتقر اليوم إلى توافق سياسي يسمح بإعادة ضبط الدولار بشكل منظم، كما حدث في "اتفاق بلازا" عام 1985، حين تعاونت الولايات المتحدة مع شركائها التجاريين لخفض قيمة الدولار بطريقة مدروسة.
وأشار إلى أن مثل هذا التعاون يبدو شبه مستحيل في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية، خصوصًا مع الصين التي تعتبر أن تعزيز قيمة الين بعد اتفاق بلازا أسهم في تدهور اقتصاد اليابان.
وقال الكاتب إن البدائل المتاحة لمعالجة قوة الدولار تبدو أكثر فوضوية، مشيرًا إلى أن أي محاولات من ترامب للتدخل المباشر قد تضر بمصداقية الولايات المتحدة المالية، مشيرا إلى أن التدخل في استقلالية الاحتياطي الفيدرالي أو فرض قيود على تدفق رؤوس الأموال الأجنبية قد يؤدي إلى نتائج كارثية على الأسواق المالية.
واختتم لوبين تحليله بالإشارة إلى أن سياسات ترامب الاقتصادية قد تضع العالم أمام خيارات صعبة، حيث لا يمكن أن يعود الدولار القوي ولا محاولات إضعافه بشكل عشوائي بالنفع على الاقتصاد العالمي. وشدد على أن مصير الدولار في ظل إدارة ترامب قد يتحول إلى موقف خاسر للجميع، ما قد يفاقم حالة عدم الاستقرار الاقتصادي في العالم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب الدولار الاقتصادي اقتصاد الدولار الإنتخابات الأمريكية ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة قیمة الدولار إلى تعزیز ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأغذية العالمي يعلّق عمله في غزة.. الإجراءات الحالية لا تفي بالمتطلبات
أعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة (WFP)، عن وقف عقود 77 سائق شاحنة تجارية عن العمل، بشكل "مؤقّت"، إلى حين التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ووجود آلية تضمن عمل المؤسسات الأممية والإنسانية بشكل آمن، داخل قطاع غزة، الذي تشنّ ضدّه قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية منذ 19 شهرًا.
وبحسب موقع "فلسطين أون لاين" فإنّ سائقو شاحنات قد أفادوا بأن إدارة "الأغذية العالمي" أوقفت عقودهم بعد تفشي الفوضى وحالات السرقة والسطو على المخازن والإمدادات الغذائية داخل القطاع. وذلك في خضم تفشّي المجاعة بين سكانه البالغ عددهم أكثر من 2.3 مليون إنسان.
وفي السياق نفسه، أبرز السائقين أنّ: "عصابات اللصوص أقدمت على تكسير الشاحنات وسرقة الإطارات والمحركات والبطاريات والسولار وأشياء أخرى، ما عطّل عمل المؤسسة وآلياتها الإغاثية".
تجدر الإشارة إلى معظم الشاحنات حديثة الطراز، كان البرنامج قد أدخلها إلى قطاع غزة خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار (19 كانون الثاني/ يناير - 2 آذار/ مارس)، وذلك قبل أن تتنصل منه حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وتستأنف حرب الإبادة على القطاع.
ووفق المصادر ذاتها، فإنّه خلال الأيام القليلة الماضية، قد لوحظت حالات فوضى وسرقة لمخازن الغذاء التابعة للبرنامج، مع نهب محتوياتها من الدقيق والمكملات الغذائية، بالإضافة إلى سرقة وتخريب الشاحنات والمولدات الكهربائية الضرورية لتشغيل البرنامج ومستودعاته.
إلى ذلك، تسبّب قصف الاحتلال الإسرائيلي المتكرّر، لعناصر الشرطة ودورياتها، إلى انتشار عصابات اللصوص و"قطاع الطرق"، ناهيك عن تكرار حوادث السطو على شاحنات المساعدات التي كانت تدخل لصالح برنامج الأغذية فقط، دون غيره من مؤسسات الأمم المتحدة، بالآونة الأخيرة.
وفي يوم 2 آذار/ مارس، أصدر رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قرارًا بإغلاق جميع معابر ومنافذ غزة، ما تسبّب في انهيار غير مسبوق بكافة القطاعات، وعمّق من حجم الكارثة الإنسانية داخل القطاع.
وعدّة ضغوطات دولية، قد سمحت سلطات الاحتلال قبل أيام بدخول كميات جد محدودة من المساعدات الغذائية لبرنامج الأغذية فقط؛ غير أنّ الغزّيين الذي تُمارس عليهم "المجاعة" لم يشعروا بأي تغيير ملموس بعد دخول تلك المساعدات المحدودة، وسط استمرار إغلاق المطابخ الخيرية "التكيات"، وتوقف عمل المخابز، وارتفاع أسعار المواد الغذائية القليلة المتبقية في الأسواق المحلية.
إلى ذلك، اعتبرت المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة هذه الخطوة "غير كافية"، فيما وصفوها بـ"قطرة في بحر" مقارنة بحجم الكارثة، مطالبين بإدخال نحو 1000 شاحنة مساعدات يوميًّا لتوفير الاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء وغيرهما.
ووصف برنامج الأغذية العالمي عمله في غزة بأنه "سباق مع الزمن لوقف مجاعة شاملة"؛ كما أصدرت منظمات الأمم المتحدة موقفا موحّدا عبّرت فيه عن رفضها للآلية التي يعتمد عليها جيش الاحتلال من أجل إدخال المساعدات، إذ تُعرّض طواقمها وسائقي الشاحنات للخطر، وطالبت بفتح شامل لجميع المعابر، وضمان دخول كميات كبيرة من المساعدات يوميًا.
أيضا، ترفض المنظمات الإنسانية، خلال موقفها، مخطط دولة الاحتلال الإسرائيلي لتوزيع المساعدات عبر "مؤسسة غزة"، التي أُنشئت مؤخرا بدعم أمريكي-إسرائيلي، لتكون بديلا عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
في السياق نفسه، أوضحت "الأونروا" أنّ: "مستودعها في العاصمة الأردنية عمّان يحتوي على مساعدات تكفي لأكثر من 200 ألف شخص لمدة شهر، تشمل دقيقًا وطرودًا غذائية ومستلزمات نظافة وبطانيات وأدوية، وهي جاهزة للإرسال الفوري".
وأردفت بأنّ: "المستودع لا يبعد سوى ثلاث ساعات بالسيارة عن غزة"، في إشارة إلى أن الحصار الإسرائيلي الخانق هو ما يعرقل وصول هذه الإمدادات إلى مستحقيها. مشددة على أن الاحتياجات الإنسانية في غزة هائلة وتتطلب تدخلًا عاجلًا.