27 يوليو، 2025

بغداد/المسلة:

أطلقت فرق أمانة بغداد أعمالها في عمق منطقة الشعلة، حيث شهدت محلة 444 تحركاً ميدانياً غير مسبوق لإنشاء شبكة صرف صحي جديدة تمتد إلى 25 كيلومتراً، تتفرع منها توصيلات منزلية بطول 15 كيلومتراً، في خطوة وصفتها الأوساط المحلية بـ”الاختراق الخدمي” الذي طال انتظاره.

وواصلت الكوادر الفنية تنفيذ الأعمال المدنية الخاصة بحوض المحطة الغاطسة الحديثة، ضمن مشروع يُعد من أكبر تدخلات البنية التحتية في المدينة خلال السنوات الأخيرة، لاسيما في المناطق الشعبية التي طالها الإهمال الإداري منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث عانت أحياء مثل الشعلة من انسداد الشبكات القديمة أو غيابها بالكامل.

وأكد مهندسون  أن المشروع يُعد طفرة تقنية في أسلوب التمديد وربط المنازل، إذ جرى اعتماد منظومات مقاومة للتآكل وتخطيط انسيابي يسهم في تقليل الانسدادات مستقبلاً، فيما أشار آخرون إلى أن المحطة الغاطسة الجديدة جرى تصميمها بتقنيات تحاكي المواصفات الأوروبية وتتحمل ضغوط التشغيل المتواصل.

وأشار مواطنون من أبناء الشعلة إلى أن الأعمال الجارية “تلامس أخيراً وجعهم المزمن”، إذ نشر أحدهم صورة من الحي قائلاً: “بعد ثلاثين سنة من المجاري المكشوفة والماء الآسن.. الشعلة تبدأ بالتحول”.

وترافقت هذه الأعمال مع تصريحات رسمية تشير إلى خطط مماثلة ستطال مناطق أخرى في جانب الكرخ، منها حي الجهاد وحي الإعلام، كجزء من خارطة إعادة تأهيل شاملة وضعت على طاولة أمين بغداد منذ منتصف 2024، وجاءت كجزء من التزامات الحكومة المركزية بتحسين الواقع الخدمي في أطراف العاصمة.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

تحليل: الدبلوماسية المنتجة قادت العراق إلى إنهاء الوصاية الأممية

13 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة:

لم يكن قرار إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة في العراق  وليد تصويت عابر أو ظرف دولي مواتٍ، بل خلاصة مسار حكومي طويل  عبر ما بات يُوصف داخل الأوساط الدبلوماسية بدبلوماسية منتجة، نقلت صورة العراق من دولة تطلب العون إلى دولة تعلن الجاهزية وتفرض سرديتها بثقة داخل أروقة مجلس الأمن.

وجسدت هذه الدبلوماسية تحوّلاً واضحاً في لغة الخطاب الرسمي، إذ انتقلت بغداد من مخاطبة المجتمع الدولي بوصفها ساحة أزمات مفتوحة إلى دولة تمتلك مؤسسات قادرة على إدارة الانتخابات والملفات السياسية والحقوقية دون إشراف خارجي، وهو ما انعكس في المذكرات الرسمية والحوارات المغلقة التي سبقت قرار إنهاء المهمة، بحسب توصيف دبلوماسيين تابعوا الملف.

وأكد مسؤول حكومي  أن “الحكومة لم تطلب مغادرة يونامي بوصفها عبئاً سياسياً، بل قدمت نفسها كدولة أنهت الأسباب التي استوجبت وجودها”، مضيفاً أن هذا التحول في المنطق هو ما أقنع أعضاء مجلس الأمن بجدية الطلب العراقي.

وأظهر البرنامج الحكومي، الذي أُعلن في تشرين الأول 2023، التزاماً غير مسبوق بإنهاء المهام الدولية غير الضرورية، واضعاً هذا الهدف ضمن مفهوم أوسع لاستعادة القرار الوطني، حيث تعاملت الحكومة مع الملف الأممي كجزء من مشروع سيادي متكامل، لا كإجراء رمزي موجه للاستهلاك الداخلي.

ونجحت بغداد، وفق مراقبين، في تفكيك الأزمات التي كانت تُستخدم ذريعة لاستمرار البعثة عبر حوار هادئ مع الشركاء السياسيين ومع الإقليم، ما سحب من المجتمع الدولي مبررات التدخل الإشرافي، وأعاد تعريف الخلافات الداخلية بوصفها شأناً دستورياً عراقياً قابلاً للحل محلياً.

وقال باحث سياسي  إن “الهدوء الذي أدار  الملفات الخلافية كان أقوى من أي خطاب سيادي صاخب”، معتبراً أن غياب الأزمات الحادة خلال العامين الماضيين شكّل الدليل العملي على نضج التجربة.

وانتقلت العلاقة مع الأمم المتحدة، وفق الرؤية الحكومية، من صيغة الوصاية السياسية إلى شراكة متطورة تقتصر على الدعم الفني، في مجالات النمو الاقتصادي، والتغير المناخي، وبناء القدرات، وحقوق الإنسان، دون أي تدخل في القرار السياسي أو العملية الانتخابية، وهو تحول نوعي في موقع العراق داخل المنظومة الدولية.

وترسخت هذه المقاربة أيضاً في ملف العلاقة بين بغداد وأربيل، حيث شددت الحكومة على أن القضايا العالقة ستُحل عبر الدستور والحوار الثنائي، دون وساطة دولية، في رسالة تعكس ثقة متزايدة بقدرة الدولة على إدارة تنوعها الداخلي.

وتكشف قراءة التسلسل الزمني أن استعادة السيادة لم تكن قفزة مفاجئة، بل رحلة صبر ونَفَس طويل، بدأت مع إعلان الالتزام الحكومي في تشرين الأول 2023، ثم تُوجت بقرار مجلس الأمن في أيار 2024 استجابة للطلب العراقي، وصولاً إلى كانون الأول 2025 حيث قُدمت الإحاطة الأخيرة وحدد يوم 31 موعداً لإغلاق البعثة نهائياً.

ويغلق هذا المسار حقبة طويلة من التعامل الأمني الدولي مع العراق، ويفتح باب العلاقات الثنائية المباشرة مع العواصم المؤثرة، في لحظة يصفها مراقبون بأنها اختبار الدولة بعد الوصاية، حيث تصبح السيادة ممارسة يومية لا عنواناً سياسياً.

وكتب ناشط على منصة إكس أن “الطريق كان طويلاً وصعباً، لكن الأهم أن نهايته لم تأتِ بالضجيج، بل بالاعتراف الدولي”، في تلخيص مكثف لمعنى اللحظة العراقية الراهنة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • محافظ كفر الشيخ يفتتح مشروع الصرف الصحي بقرية الصافية بدسوق
  • تحليل: الدبلوماسية المنتجة قادت العراق إلى إنهاء الوصاية الأممية
  • تهويل بلا وزن استراتيجي: قراءة في تغريدات سافايا
  • تدشين مشروع صيانة خطوط شبكة الصرف الصحي في مدينة البيضاء
  • محافظ أسوان يتابع تنفيذ مشروع الصرف الصحي المتكامل بقرى أبو الريش
  • مخاوف إنسانية وسياسية بعد الرحيل الأممي عن العراق
  • رئيس شركة الصرف الصحي يشارك في افتتاح ملتقى التوظيف بنقابة المهندسين بالإسكندرية
  • تعداد سكاني بأرقام تخالف المنطق
  • القابضة لمياه الشرب تبحث تطوير محطة دهب ورفع كفاءة الصرف الصحي
  • تحرك عاجل لتأهيل محطات الصرف الصحي بمحلية الخرطوم