السعودية وعُمان.. أواصر ممتدة وعلاقات ضاربة في عمق التاريخ
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
تحظى العلاقات السعودية العُمانية، بمكانة خاصة، تجسد مدى الأخوة وحسن الجوار، خاصة وأنها ممتدة وضاربة في عمق التاريخ لأكثر من نصف قرن.
وتعد العلاقات بين المملكة وسلطنة عُمان نموذجاً للتكامل والترابط، حيث يشترك البلدان في الكثير من القواسم المشتركة القائمة على مبادئ المصير المشترك.
أخبار متعلقة لندن.. تفاصيل ختام مشاركة "روح السعودية" في معرض سوق السفر العالمي"اليوم" تحصد جائزة "صيف السعودية للتميز" عن فئة صناعة المحتوى لندن.
تاريخ طويل من الزيارات المتبادلة، بدأ عام 1971م منذ أول زيارة للملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- حينما زار لأول مرة، الراحل السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان -رحمه الله-، لتوطيد العلاقات بين البلدين.
الزيارة التاريخية للملك فيصل - رحمه الله - لعبت دورًا أساسيًا في تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين، المتأصّلة المتجذّرة منذ أكثر من نصف قرن.
تعكس زيارة سلطان عُمان هيثم بن طارق للمملكة العربية السعودية في يوليو 2021 كأول زيارة خارجية لجلالته منذ توليه مقاليد الحكم في يناير 2020م مدى مكانة السعودية لدى جلالته، وما تشكله من عمق للعلاقات الأخوية بين البلدين، حيث جاءت الزيارة استجابة لدعوة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في 11 يوليو 2021.
وجائت زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى سلطنة عُمان عام 2023م، ولقاءه أخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظهما الله- لتؤكد عُمق العلاقات السعودية العُمانية.
ودشنت بذلك فصلًا جديدًا من تاريخ العلاقات بين البلدين وأحدثت نقلة نوعية في تعزيز تلك العلاقات بكافة المجالات ونقلها إلى آفاق أرحب وأكثر تقدمًا، بما يُحقق مصالح وتطلعات الشعبين الشقيقين.مجلس التنسيق السعودي العماني
وجاء قيام مجلس التنسيق السعودي العماني، بهدف تعميق التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، والتكامل في مختلف الجوانب، حيث تلتقي الدولتان في رؤيتين مستقبليتان، رؤية السعودية 2030 ورؤية عُمان 2040.
ويلعب المجلس دوراً فاعلاً في استثمار الإمكانات وتعظيم المنافع والمصالح المشتركة بما يلبي تطلعات وطموحات شعبي البلدين إنفاذاً لتوجيهات قادة البلدين.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الوطني 94 اليوم الوطني 94 اليوم الوطني 94 اليوم الدمام اليوم الوطني العماني المملكة العربية السعودية بین البلدین
إقرأ أيضاً:
ملتقى المرأة بالجامع الأزهر: دور النساء بالهجرة النبوية نقطة تحول في التاريخ الإسلامي
أوضحت د. فاطمة هنداوي، أن الهجرة النبوية تُعتبر من أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي؛ إذ مثلت نقطة تحول حاسمة في مسار الدعوة الإسلامية، وقد تجلت فيها معاني التضحية والإيمان، فقد خاض المسلمون رحلة محفوفة بالمخاطر لتحقيق أهدافهم، لعبت خلالها المرأة دورًا لا يمكن تجاهله، فقد كانت عونًا وسندًا، وتحملت أعباءً جسيمة في وقت كانت فيه الظروف قاسية وصعبة، وتجسد دور المرأة في هذه الرحلة المباركة في حفظ الأسرار، فكانت النساء في تلك الفترة موثوقات؛ فقد قمن بحفظ أسرار الهجرة ومساعدة الرجال في التخطيط لهذه الرحلة، وكان هذا الأمر ضروريًا لتفادي اكتشاف قريش لمخططات المسلمين، فلم تكن النساء مجرد شريكات في الحياة، بل كن أيضًا مساعدات فعّالات في تحضير الزاد والاحتياجات الضرورية للسفر، ولقد أظهرن قدرة على التنظيم والتخطيط، مما ساهم في نجاح الهجرة، وفي مواجهة المخاطر، تحدت النساء الظروف القاسية، حيث واجهن المخاطر المحتملة أثناء الرحلة، فقد كانت بعضهن تخرج في الليل لتقديم المساعدة والمعلومات، وهذا إن دل فإنما يدل على شجاعتهن وولائهن، إضافة إلى الأدوار العملية، وقد قدمت النساء دعمًا معنويًا كبيرًا للرجال خلال هذه الرحلة، فكانت كلماتهن تشجيعًا وتثبيتًا، مما ساعد في تعزيز الروح الجماعية للمسلمين.
واختتمت وكيل كلية الدراسات العليا حديثها خلال ملتقى البرامج الموجهة للمرأة بالجامع الأزهر بقولها: إن الهجرة النبوية ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي قصة تلاحم وتعاون بين جميع أفراد المجتمع، رجالًا ونساءً، فلقد أثبتت النساء في تلك الفترة أن لهن دورًا لا يقل أهمية عن الرجال، وأنهن كن جزءًا لا يتجزأ من النجاح الذي أحرزه المسلمون في تلك المرحلة؛ لذا يجب تقدير هذا الدور والاعتراف بأهمية مساهمات النساء في تاريخنا الإسلامي.
وفي ذات السياق بينت د. منى الشاعر، أن المرأة تُعد ركنًا أساسيًا في الهجرة النبوية التي كانت من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حيث أسهمت بدور فعّال ومشرِّف يُذكر في مسيرة هذه الرحلة العظيمة، وهناك بعض الأدوار البارزة التي قامت بها النساء خلال هذه الفترة، ومنهم أم سلمة رضي الله عنها والتي كانت نموذجًا للثبات والإيمان، فهي من أوائل النساء اللاتي هاجرن إلى المدينة، وهي زوجة أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، الذي كان أول المهاجرين من الرجال، وعندما قرر أبو سلمة الهجرة، حاولت أم سلمة مرافقتَه، لكن عائلته منعتهم من ذلك وانتزعوا ابنها منها، تقول أم سلمة":حبسني بني المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة، وفرقوا بيني وبين زوجي وبين ابني"، واستمرت في البكاء لمدة عام تقريبًا، حتى جاء أحد أقاربها وطلب منهم السماح لها بالذهاب بعد أن حصلت على إذن، انطلقت في رحلة شاقة تحمل ابنها، وفي الطريق قابلت عثمان بن طلحة، الذي عرض مساعدتها، فكان يسير بجانب بعيرها، يريحها في كل محطة حتى وصلت إلى المدينة، فقصة أم سلمة تجسد قوة المرأة المسلمة وإيمانها، حيث واجهت المخاطر بصبر وثبات لتحقق هدفها في إسلامها.
وأضافت أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر: لقد ضربت ليلى بنت أبي حثمة - رفيقة الهجرة، أروع الأمثلة في التضحية والشجاعة خلال هذه الرحلة المباركة، فقد كانت من النساء الأخريات اللواتي هاجرن مبكرًا، وهاجرت قبل أم سلمة نظرًا للمعوقات التي واجهتها الأخيرة، وتُظهر قصتها كيف كانت النساء شريكات في هذه الرحلة التاريخية، حيث ساهمن بجانب أزواجهن في بناء مجتمع مسلم جديد في يثرب، ولعبن دورًا محوريًا صنع التاريخ الإسلام.
من جهتها ذكرت د. حياة حسين العيسوي، أن الهجرة النبوية تمت بأمر من الله سبحانه وتعالي وتخطيط وتنفيذ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي من أعظم الأحداث في التاريخ الإسلامي، وقد غيرت مسار البشرية وأسهمت في إخراجها من الظلمات إلى النور؛ لذا تعد الهجرة النبوية حدثًا محوريًا أسهم فيه الرجال والنساء على حد سواء، وما قامت به السيدة خديجة(رضي الله عنها) وقت الدعوة وفي بداية نزول الوحي على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعد نموذجًا يحتذى للمرأة المسلمة على مر العصور، فلما بلغ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سن الأربعين، وكان يتعبد في غار حراء أتاه سيدنا جبريل، وذهب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى السيدة خديجة رضي الله عنها، وقال : زملوني زملوني، فضربت أروع الأمثلة في الثبات ومساندة زوجها، فقالت أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وتحمل الكُـل، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق"