محمد بن الزبير.. سيرة رجل تبنى الثقافة الفن
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
نظم النادي الثقافي جلسة حوارية تناولت سيرة محمد بن الزبير في أمسية احتفائية تميزت بحضور كبير من محبي الثقافة والفن والتصوير. وصاحب الأمسية معرضا فنيا لأعمال الزبير.
وتحدث معالي السيد إبراهيم البوسعيدي محافظ مسندم عن القيمة التراثية والتاريخية والسياحية لتجربة محمد بن الزبير ودورها في خدمة التراث والتاريخ والسياحة في سلطنة عمان، مبينا أن الأمسية تشهد مسيرة أحد الرواد في سلطنة عمان في مجال الفوتوغرافيا، والثقافة، والفن، وشخصية محمد الزبير هي مسيرة حافلة بالإنجازات، وملهمة بشكل كبير، مثمنا حضور الأمسية للمشاركة والاستماع لإلهام التجربة وتراكمها في القطاع الثقافي والفني بتأسيسه لحراك خارج إطار العمل الرسمي، وهو عمل اختياري أنشأ به أيقونة ثقافية وهو بيت الزبير الذي تجاوز المحلية إلى العالمية، لأنها لم تكن موجهة لأبناء المجتمع المحلي وحسب، ولكن أصبحت أيضا محطة سياحية مهمة جدا لكل من يرتاد مسقط، حيث إذا بحثت يأتي بيت الزبير حاضرا في منصات البحث، وهذا دليل على تراكم الأهمية والمصداقية والاحترافية التي بنيت في القيمة الثقافية والمكانية والتاريخية واللغة التي يتخاطب بها بيت الزبير مع الضيوف القادمين سواء كانوا محليين أو من خارج سلطنة عمان، بكافة شرائحهم.
ويضيف البوسعيدي أن هذا النوع من الاستثمار السياحي والثقافي هو نقل فكرة وذوق شخصي متوفر بشخصية لديها الشغف في أن تطّلع وتجمع ما هو متوفر في أروقة العالم كلغة تخاطب، ثم تقدمه لنا في صيغة بيت، وأعتقد أن الكلفة لإشغال هذا البيت ليست بكلفة قليلة، ولكن بقي ه متمسكا بتوفير ما يمكن توفيره لبناء فريق عمل مميز في موقع مميز في مسقط. وهذه المحطة أصبحت محطة مهمة فجاءت القيمة من هذا النوع من البذل والالتزام الشخصي. ويأمل البوسعيدي أن تنتقل هذه التجربة إلى كل من لديهم الإمكانيات لأن يقوموا بمثل هذا الالتزام وإن كان المال ليس كل شيء، لأنه يبقى الالتزام والاحترافية هو العامل المهم.
وذكر البوسعيدي تجربته الشخصية مع بيت الزبير، والتي أثرت في مسيرتي الفوتوغرافية، ففي أحد الأعوام مع سارا وايت، تمت استضافة أحد المصورين الإسبان، وألقى محاضرة في نادي التصوير قبل أن تكون جمعية، وعلم المصورين طريقة جديدة في التصوير لربما هي مغايرة مختلفة عما كنا نقوم به، وأنا كنت من ضمن الحضور، وأثر كثيرا في طريقة التصوير بالنسبة لي، كما حاولت أن أطور الطريقة اللي أخبرنا بها بطريقة أيضا مبتكرة أخرى وكونت محورا أسميه الفوتوغرافيا التشكيلية والتي أقيم عنها لاحقا في 2015 معرضا فهذه بالنسبة لي نافذة مهمة ومحطة كان لبيت الزبير فيها فضل كبير.
شاهد على النهضة العمانية
موضحا أن للصورة بعد زماني متى ما التقطت فهي توثق لحظة، يبقى لتلك اللحظة قيمتها الفنية، وكيف يضيف المصور أو الفوتوغرافي الحاذق أو الفنان من يوثق تلك اللحظة، القيمة الفنية لما يلتقطه سواء كانت قيمة فنية عالية أو قيمة زمنية لأنه سيتغير بالتأكيد هذا الشيء الذي نقوم بالتقاطه مع الوقت. ومحمد بن الزبير شاهد على العصر في الحقبة الممتدة من نهضة عمان الحديثة ومؤسسها السلطان الراحل -غفر الله له- وبالتأكيد فترة عصر النهضة التي يعني ذهبنا إليها من العام 1970 إلى يومنا الحاضر، أتوقع بأن هذه الوثائق التي تم التقاطها بعدسة شهدت هذا العصر، وثقت لحظات على مر حقب زمنية ممتدة بسيطة ولكن بالنسبة لتاريخ عمان بسبب التسارع في التنمية كانت مهمة جدا، فما بال المصور الذي يصور ويوثق تلك الصور للعامة عن طريق الإصدارات، بإصدار نوعي،
وعدد صفحات كبيرة، وحجم الصور كبير، مضيفا أن هذه الوثائق ليس لها وزن في الجاذبية الأرضية وحسب، ولكن في الجاذبية الحضارية لعمان، مشيرا إلى كتاب مهم جدا أصدر عن المعمار العماني ومسيرة العمارة العمانية وهي من إصدارات محمد بن الزبير بما يقارب خمسمائة صفحة وهذه وثيقة مهمة جدا للعمارة العمانية.
وثمن البوسعيدي الفعاليات التي يحتضنها بيت الزبير، مؤكدا أن الشأن الثقافي إلى جانب السياحي مستمر ومستدام وثابت، ويأمل أن يكون هناك حراكا ثقافيا فاعلا بآليات ثقافية تجتذب المثقف، مع التركيز على الجانب البحثي في الشأن الفني والثقافي، والاستفادة من التطور التقني لدى العالم، ويمكن استغلالها بالشراكات المحلية بين بيت الزبير ومنابر موجودة في المحافظات أو في بعض الولايات لإعطاء نوع من الزخم لهذه الأماكن التي يرعاها أشخاص معنيون بالشأن الثقافي والفني.
منارة ثقافية
من جانبه أوضح الدكتور عبد المنعم الحسني وزير الإعلام السابق، أن محمد بن الزبير خدم الإنسانية، ودائما ما كانت عمان في قلبه شغله الشاغل. مبينا أن مؤسسة بيت الزبير منارة ثقافية وأعتبرها ليست فقط محلية وإنما تجربة عالمية تستحق الإشادة، للإرادة الثقافية لصاحبها الذي أضاف لكثرة مشاغله بعدا آخر من السهل أن نتقلد مناصب كثيرة، لكن من الصعب أن تكون إنسانا تخدم المحيط المحلي، وتضيف إلى التجربة الإنسانية الأعمق، ليست فقط في إطارها المحلي وإنما في إطارها العربي والعالمي، ليتحول من متحف إلى ملاذ للمثقفين والمفكرين ومن يهتم بالأدب والفن والثقافة والفكر والفلسفة، انتقالا إلى معارض ومذاهب ومحافل ثقافية مستمرة، موضحا أن هذه المسألة لم تصنع في يوم وليلة وإنما كانت هناك إرادة، وإيمان بالمبدأ، وأن تستمر وتستكمل هذه المرحلة.
وبين الحسني: تشرفت بالعمل مع محمد بن الزبير في أكثر من محطة، أكبر شواهدها فكرة البرنامج الثقافي لبيت الزبير في معرض مسقط الدولي للكتاب والحقيقة كنا في عام 2017 من المكان لفترات زمنية طويلة كان معرض مسقط الدولي الكتاب يقام فيه إلى مركز عمان للمعارض، كما تحدثنا طويلا عن حضور بيت الزبير وكيف يمكن أن يساهم مساهمة نوعية في معرض مسقط الدولي للكتاب، ولم تكن تلك الزيارة الأولى، وإنما يزورني قبل بداية كل معرض كتاب. مشيدا بفكرة بيت الزبير في معرض مسقط الدولي للكتاب، بالبرامج الثقافية المنوعة والنوعية الحقيقة وبجودة عالية والإضافات القيمة بشكل عام والتي أضافت قيمة مضافة لمعرض مسقط الدولي للكتاب ليس فقط كوزن محلي وإنما كوزن دولي، وهو من الشراكات التي أعتز بها على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد المهني في إطار تاريخ معرض مسقط الدولي للكتاب.
ويتابع الحسني بأن منارة بيت الزبير جديرة بأن تنتقل كتجربة لتقدم فعاليات ثقافية رصينة خارج عمان سواء عبر المراكز الثقافية في بلدان العالم التي تمتلكها سلطنة عمان أو عبر المؤسسات أو الشراكات مع المؤسسات الثقافية الدولية بحضور بيت الزبير. مضيفا بأن بيت زبير بخبراته وعناصره المتكاملة جدير بأن يخرج كتجربة عمانية، ويقدم إلى العالم ثقافة هذا البلد وهذا الإرث الحضاري الكبير الذي قدمته عمان ليست فقط على هذه الأرض وإنما عبر مساراتها الحضارية للعالم، فأعتقد أن مؤسسة كمؤسسة بيت الزبير جديرة بأن نراها منارة دولية. ويأمل أن تقدم مسيرة محمد بن الزبير في سيرة ذاتية نحتفي بها ونعلمها أجيالنا كتجربة متنوعة ثرية غنية بكل المقاييس في معظم المحافل عبر كتاب لنحتفي به على مستوى عمان وخارجها.
إشراف مباشر
وتناول المصور أحمد البوسعيدي أهمية الصورة في التجربة الثقافية ل محمد الزبير، وأنها حضرت وشاركت في فعاليات ومعارض وأنشطة عديدة، مشيرا إلى أن تجربة محمد بن الزبير ساهمت في تطوري أنا شخصيا وتطور جيل كامل، فقد كان رئيسا لجامعة سلطان قابوس، وكنا نستشعر فيه، وباهتمام شخصي من ناحيته، ناهيك عن الإنجازات التي حققتها الجامعة في فترة رئاسته. كما عرف عنه تواضعه مع المصورين وحبه وشغفه بالتصوير، مبينا أن للفوتوغرافيا حيز كبير في بيت الزبير، والمطلع على بيت الزبير وفعالياته يلاحظ أن لها نصيب الأسد من الفعاليات سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية. منوها أنه لولا الإشراف المباشر من ه ما كنا نحظى بهذا العطاء، وهذا الزخم من الفعاليات والتطور في جميع الجوانب الفنية أو الثقافية أو الأدبية، وأصبح للصورة بشكل عام طابع خاص، كما ارتفعت الذائقة البصرية بشكل كبير من خلال الفعاليات والبرامج اللي يقيمها بيت الزبير.
وأضاف أن بيت الزبير احتضن ملتقى "لمة"، وكان من الملتقيات الرائعة والنادرة في المنطقة، ثم تطور إلى فعالية خليجية، أما من الناحية الشخصية ف محمد بن الزبير أسس التاريخ الحديث للتصوير الفوتوغرافي في سلطنة عمان من خلال اهتمامه الشخصي، كفرد وأيضا من خلال المؤسسة، كما تميز بأنه كان يعرض الصور ويقدم إصدارات فنية تلامس سلطنة عمان بجمالها وبإنسانها.، من خلال تراثها، حيث تميزت الأعمال الفنية بتفرد الأبواب والنوافذ وأيضا تاريخ عمان بالكثير من التفاصيل الثقافية أو التراث المادي وغير المادي والجمالي الموجود في هذه الأعمال. أما الفعاليات والبرامج التي تقام فهي من متابعة وإبداع ورؤية محمد بن الزبير، الذي نعتبره نحن المصورون قامة وإبداعا للتصوير في سلطنة عمان.
وأوضح البوسعيدي أن محمد بن الزبير كان يلبي جميع الدعوات التي تعنى بها المعارض للتصوير الفوتوغرافي كشخص وكمؤسسة، وكنا نفتخر بأن نقوم بعرض الأعمال الفنية التي تنفذ من الجمعية العمانية للتصوير أو نادي التصوير سابقا، كما كان لبيت الزبير الكثير من المعارض الشخصية سواء لأسماء من رواد الفوتوغرافيا العمانية أو من البارزين، إضافة إلى أن بيت الزبير كان يحتضن الجماعات سواء التي تنتمي إلى كليات أو مؤسسات التعليم العالي أو فرق تتبع للأندية، وهذا الشيء يحسب لبيت الزبير بشكل كبير جدا، فتعاون الجمعية أو نادي التصوير بشكل موازي لعمل بيت الزبير، والكثير من الأحيان يتم العرض من خلال بيت الزبير لعدة أسباب أهمها الجانب الترويجي والجانب السياحي، كما أن القاعات المهيئة الموجودة في بيت الزبير مناسبة للمعارض الفنية قد تكون غير متوفرة في المؤسسات الأخرى.
وأدار الجلسة سليمان المعمري الذي وصف محمد بن الزبير بأنه شخصية استثنائية جمعت بين الريادة الاقتصادية والإبداع الثقافي والتوثيق الفني، حيث كان أول وزير للتجارة والصناعة في سلطنة عمان، وعمل مستشارا لجلالة السلطان قابوس لشؤون التخطيط الاقتصادي، ورئيسا سابقا لجامعة السلطان قابوس ومؤسس مؤسسة بيت الزبير المؤسسة، وشهدت برامج بيت الزبير نقله نوعية بما في ذلك مشاركته الفاعلة في معرض مسقط الدولي للكتاب، ومشاركة المؤسسة عن دورها في تمثيل سلطنة عمان كضيف شرف في معرض باريس الدولي للكتاب عام 2017 إضافة إلى الفعاليات الثقافية النوعية. وتميز محمد بن الزبير كمصور فوتوغرافي برؤية بصرية فريدة جعلت أعماله تتجاوز مجرد التوثيق إلى التعمق في المعاني الإنسانية والجمالية، ومن أهم إصدارات عمان بلادي الجميلة نزوى رحلة عمان المعمارية، النوافذ والأبواب في عمان، والمناظر الطبيعية في ظفار، ولحظات عمانية، والأودية والجبال في عمان حضارة عمان القديمة، فضلا عن إشرافه على الموسوعات العمانية التي أمر جلال السلطان الراحل قابوس بن سعيد بتنفيذها كموسوعة أسماء العرب وموسوعة أرض عمان وموسوعة عمان منذ الأزل، وموسوعة جبال عمان وغيرها، وبلغ مجموع ما ألف وأشرف على تأليفه 19 كتابا وموسوعة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی معرض مسقط الدولی للکتاب فی سلطنة عمان بیت الزبیر الزبیر فی من خلال
إقرأ أيضاً:
الرئيس الإيراني: نسعى لرفع التبادل التجاري مع سلطنة عمان إلى 30 مليار دولار
العُمانية: التقى فخامة الرئيس الدكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بضيافة قصر العلم العامر بمسقط اليوم، عددًا من أصحاب وصاحبات الأعمال العُمانيين ونظرائهم الإيرانيين لبحث تعزيز تنمية العلاقات التجارية والاستثمارية بين سلطنة عُمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك في إطار الزيارة الرسميّة التي يقوم بها حاليًّا للبلاد.
وأكد فخامته على أهمية ربط المسارات الاقتصادية والموانئ في البلدين من أجل تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والسعي إلى رفع حجم التبادل التجاري إلى 30 مليار دولار أمريكي خلال السنوات الثلاث القادمة.
وقال فخامته إن بلاده مستعدة للتعاون مع الجانب العُماني في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية، داعيًا إلى أهمية تبادل الآراء والخبرات لتنمية العلاقات الاقتصادية والدخول في مشاريع استثمارية مشتركة في مختلف المجالات عبر سعي الجانبين في تسهيل التحويلات المالية بينهما.
وأكد فخامته على سعي الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتوسيع وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم ومدّ يد العون لكافة المسلمين.
وأوضح معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بأنّ سلطنة عُمان تحت ظل القيادة الحكيمة لجلالة السُّلطان المعظم ماضية في جهود تعزيز استثماراتها وتنويع القطاعات الاقتصادية، معربًا عن أمله في أن يتعرف الوفد التجاري على الفرص الاستثمارية في مختلف المجالات خاصة في مجال الطاقة المتجددة والصناعة والسياحة والتعدين وقطاع اللوجستيات والأمن الغذائي وفي قطاع الصناعات الطبية والغذائية وفي تقنية المعلومات والتطوير العقاري.
وقال معاليه إن التبادل التجاري بين البلدين نما بنسب كبيرة وفي العام الماضي فقط نما بنسبة تفوق 50 بالمائة، وشهدت الاستثمارات الإيرانية نموًّا كبيرًا؛ فقد ارتفع عدد الشركات الإيرانية في سلطنة عُمان بنسبة 70 بالمائة في مختلف القطاعات، ومنها تم افتتاح مصنع شركة صناعة الأدوية الحيوية والبحث والتطوير الإيرانية في سلطنة عُمان، كما تم إنشاء مصنع لتصنيع وإنتاج المنتجات البتروكيماوية، بالإضافة إلى مشروعات أخرى لإنتاج الملح الصناعي والأسمدة وصناعة الحافلات، مشيرًا إلى أن مجمع الصاروج يعد أحد الاستثمارات العُمانية المهمة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. من جانبه أكد سعادة فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان أن الغرفة حرصت، منذ تأسيسها، على ترسيخ وتطوير هذه العلاقات التجارية عبر مجموعة من المسارات، من بينها تأسيس مجلس الأعمال العُماني الإيراني المشترك الذي يهدف إلى تنشيط التبادل التجاري، وتيسير اللقاءات التجارية الثنائية، وتعزيز الربط بين أصحاب وصاحبات الأعمال في البلدين، إلى جانب العمل على إزالة التحديات التي قد تواجه التجار والمستثمرين من الجانبين، وتوسيع نطاق الشراكة في قطاعات استراتيجية.
وقال سعادته إن رعاية فخامتكم الكريمة لهذا اللقاء تجسد دعمًا مباشرًا للقطاع الخاص، ورسالة واضحة بأهمية دوره في بناء علاقات اقتصادية قوية ومستدامة بين سلطنة عُمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو ما يحفز المسؤولين بالغرفة على بذل مزيد من الجهد لتعزيز فرص التبادل التجاري، وتوسيع الاستثمارات الثنائية، وفتح آفاق جديدة في قطاعات واعدة مثل الصناعة، والأمن الغذائي، والنقل البحري، والطاقة المتجددة، والخدمات اللوجستية.
وأكد سعادته عزم غرفة تجارة وصناعة عُمان على الاستمرار في توفير كل السبل لتقوية الشراكات بين القطاع الخاص العُماني الإيراني، وزيادة معدلات التبادل التجاري، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة، بما يخدم الرؤى الاقتصادية في كلا البلدين. من جانبه أكد سعادة صمد حسن زاده رئيس غرفة التجارة والصناعة والمعادن والزراعة الإيرانية على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين عبر رسم خريطة طريق لتطوير هذه العلاقات وعقد الاجتماعات الدورية داعيًا رجال الأعمال إلى الاستفادة من اتفاقية التجارة التفضيلية التي وقعت بين سلطنة عُمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية التي من شأنها الرقي بهذه العلاقات.
وأوضح محمد عبد الحسين باقر رئيس الجانب العُماني من مجلس الأعمال العُماني الإيراني المشترك أن المجلس يعمل على تنفيذ عدد من المبادرات الاستراتيجية التي من شأنها تعزيز النمو التجاري والاستثماري بين البلدين وتذليل العقبات أمام حركة التجارة، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل في عام 2024 إلى أكثر من ملياري دولار أمريكي.
وقال إن من بين هذه المبادرات العمل على تسهيل وفتح خط شحن بحري وجوي دائم وإنشاء شركة صرافة لتسهيل التحويلات المالية وإطلاق منصة إلكترونية تهدف إلى ربط المستثمرين والمصدرين والمستوردين من كلا البلدين.
وأوضح جمال رازلي جهرمي، رئيس الجانب الإيراني في مجلس الأعمال العُماني الإيراني أن أرقام التبادل التجاري بين البلدين التي بلغت في عام 2024 نحو ملياري دولار أمريكي تعد دون مستوى العلاقات التاريخية القديمة التي تربط بين سلطنة عُمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية، داعيًا رجال الأعمال إلى الاستفادة من كافة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعت اليوم من أجل زيادة حجم المبادرات التجارية والاستثمارية.
بعد ذلك استعرضت مجموعة من الشركات العُمانية والإيرانية تجاربها في مجال التجارة والاستثمار بين البلدين.