"فيجن" للدراسات الاستراتيجية: استمرار الصراع في أوكرانيا يضع المنطقة على حافة الإنفجار
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
قال الدكتور سعيد سلام، مدير مركز "فيجن" للدراسات الاستراتيجية، أن السماح باستخدام صواريخ "أتاكمز" يأتي في وقت حساس، حيث يعتقد أن القرار هو رد مباشر على التقارير التي تتحدث عن تورط كوريا الشمالية في النزاع، كما أن القرار يبعث برسائل متعددة، أولًا إلى كوريا الشمالية وروسيا بأن التورط المباشر للجيش الكوري الشمالي قد يفاقم الوضع ويؤدي إلى تصعيد إضافي، وثانيًا إلى أوكرانيا بأن الدعم الغربي مستمر وأن الولايات المتحدة وحلفاؤها ملتزمون بحمايتها من الغزو الروسي المستمر منذ ما يزيد عن 10 سنوات.
وأضاف سلام، خلال مداخلة هاتفية من كييف، لـ «برنامج مصر جديدة»، مع الإعلامية إنجي أنور، المذاع على قناة etc، لأنه مع اقتراب فصل الشتاء بدأت روسيا في استهداف محطات الكهرباء والبنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، مما يثير المخاوف من أن الشتاء القادم سيكون الأصعب منذ بداية الحرب، فيهدف هذا التصعيد إلى الضغط على الحكومة الأوكرانية، ليس فقط من خلال إضعاف قدرتها على تأمين الإمدادات الأساسية، بل أيضًا من خلال التسبب في أزمات إنسانية قد تدفع المزيد من الأوكرانيين إلى الهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبي، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية على هذه الدول.
وأوضح سلام، أن روسيا تسعى من خلال هذه الهجمات إلى الضغط على المجتمع الأوكراني وتحدي القيادة الأوكرانية على طاولة المفاوضات، كما أن هذه الاستراتيجية قد تؤدي إلى مزيد من الأزمات الداخلية في أوكرانيا، مما قد يضعف قدرتها على الاستمرار في القتال.
واختتم سلام، أن مع استمرار الصراع في أوكرانيا وتصاعد التحالفات العسكرية المعقدة، يبقى الوضع في المنطقة على حافة الانفجار، يتضح أن القوى الدولية الكبرى ستظل تلعب دورًا محوريًا في تحديد مستقبل النزاع، حيث تسعى كل من روسيا وأوكرانيا إلى استغلال الدعم الدولي لصالحهما، في الوقت نفسه فإن المخاوف من تداعيات تصعيد عسكري أوسع تزداد، مع اقتراب شتاء قد يكون الأكثر قسوة في تاريخ النزاع الحالي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سعيد سلام صواريخ كوريا الشمالية الولايات المتحدة الغزو الروسي المخاوف فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
قادة أوروبيون يدعمون أوكرانيا وزيلينسكي يرفض التخلي عن أراض
قال قادة أوروبيون يوم أمس السبت إن مسار السلام في أوكرانيا لا يمكن تقريره دون مشاركة كييف و"دون وقف لإطلاق النار أو تقليص للعمليات العدائية"، في حين أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي رفضه التخلي عن أراض أوكرانية، ودعا إلى ضرورة إشراك بلاده في أي تسوية للحرب مع روسيا.
وأصدر قادة كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وفنلندا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بيانا مشتركا يؤكد "التزامهم بالمبدأ الذي ينص على أن الحدود الدولية لا يمكن تغييرها بالقوة"، وأن "خط التماس الحالي يجب أن يكون نقطة انطلاق المفاوضات".
وفي وقت سابق السبت نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي قوله إن اجتماعات في العاصمة البريطانية لندن شارك فيها مسؤولون أميركيون وأوكرانيون أحرزت تقدما كبيرا نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا.
خطة روسيةونقل الموقع الأميركي عن مصادر قولها إن الاجتماع يهدف لمحاولة التوصل إلى مواقف مشتركة قبيل اجتماع متوقع الأسبوع المقبل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الواقعة في أقصى الشمال الغربي للقارة الأميركية والقريبة من روسيا.
وفي السياق نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤولين غربيين قولهم إن مسؤولين أميركيين أَطلعوا زعماء أوروبيين ومسؤولين أوكرانيين على خطة عرضها بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا مقابل تنازلات إقليمية كبيرة من كييف.
الخطة التي قدمها بوتين إلى المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في اجتماع بموسكو الأربعاء تتطلب من أوكرانيا التنازل عن إقليم دونباس، الذي تسيطر روسيا على معظمه وكذلك عن شبه جزيرة القرم.
كما تنص الخطة على تجميد خطوط المعركة الحالية، لكن التفاصيل الأخرى للاقتراح لا تزال غير واضحة. وبحسب "سي إن إن" فقد أثارت الخطة حفيظة مسؤولين أوروبيين أعربوا عن قلقهم من أن تكون هذه محاولة من بوتين لتجنب العقوبات التي هدد ترامب بفرضها.
مقترح أوروبيوقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن مسؤولين أوروبيين قدموا اقتراحا مضادا يتضمن مطالب بأن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل اتخاذ أي خطوات أخرى، وأن يكون أي تبادل للأراضي متبادلا مع ضمانات أمنية حازمة.
إعلانونقلت الصحيفة عن مفاوض أوروبي قوله "لا يمكن بدء أي عملية بالتنازل عن أراض في خضم القتال".
ومن جهته أكد مسؤول أوروبي أن ممثلين أوروبيين قدموا مقترحا مضادا في الاجتماع لكنه أحجم عن ذكر أي تفاصيل.
وتطالب موسكو بأن تتخلّى كييف رسميا عن أربع مناطق يحتلّها الجيش الروسي جزئيا هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، فضلا عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمّها الكرملين بقرار أحادي سنة 2014.
كما تشترط موسكو أن تتوقّف أوكرانيا عن تلقّي أسلحة غربية وتتخلّى عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وتعتبر كييف هذه الشروط غير مقبولة وتطالب من جهتها بسحب القوّات الروسية وبضمانات أمنية غربية، من بينها مواصلة تسلّم أسلحة ونشر كتيبة أوروبية على أراضيها.
وأمس السبت أجرى زيلينسكي مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أعرب خلالها عن امتنانه لدعم لندن المتواصل لكييف.
وأكد الجانبان خطورة خطة موسكو الرامية للاستيلاء على أجزاء واسعة من شرق أوكرانيا في أي اتفاق سلام.
وشدد زيلنسكي على حاجة بلاده إلى سلام حقيقي ومستدام، مؤكدا مواصلة العمل من أجل دبلوماسية بناءة وحلول فعالة.
من جهته قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه "لا يمكن تقرير مستقبل أوكرانيا دون الأوكرانيين"، وإن دول أوروبا "ستكون جزءا من الحل لأن الأمر يتعلق بأمنها".
وقال زيلينسكي إن "الأوكرانيين لن يسلموا أرضهم للمحتلين"، وإن أي حلول دون بلاده "ستكون ضد السلام". وأكد استعداده للعمل مع ترامب وجميع الشركاء من أجل سلام حقيقي وطويل الأمد.
وأكد زيلينسكي أن بلاده لا تلمس أي تحوّلات في الموقف الروسي، وأن "الروس غير راغبين في وقف القتال، ويستمرون في دعم الحرب".
وبعد الاتصال أعلنت بريطانيا أن وزير خارجيتها ديفيد لامي وجيه دي فانس، نائب الرئيس الأميركي سينظمان اجتماعا لمستشاري الأمن القومي الأوروبيين والأميركيين السبت "لمناقشة التقدم الذي يتعين تحقيقه لإرساء سلام عادل ودائم" في أوكرانيا.
من جهته أكد الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "مستقبل أوكرانيا" لا يمكن أن يُقرر "بدون الأوكرانيين". وكتب على منصة إكس "الأوروبيون أيضا سيكونون بالضرورة جزءا من الحل لأن أمنهم يعتمد عليه".
وأودت الحرب التي بدأتها روسيا على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022 بحياة عشرات الآلاف على أقل تقدير في كلا الجانبين، وتسّببت بدمار كبير، لكن بعد أكثر من ثلاث سنوات من المعارك، ما زال التباين سيّد الموقف بين المطالب الأوكرانية وتلك الروسية. وتُتّهم روسيا بعرقلة المفاوضات من خلال الإبقاء على سقف مطالبها العالي، فيما تتقدّم قوّاتها ميدانيا.