قادة أوروبيون يدعمون أوكرانيا وزيلينسكي يرفض التخلي عن أراض
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
قال قادة أوروبيون يوم أمس السبت إن مسار السلام في أوكرانيا لا يمكن تقريره دون مشاركة كييف و"دون وقف لإطلاق النار أو تقليص للعمليات العدائية"، في حين أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي رفضه التخلي عن أراض أوكرانية، ودعا إلى ضرورة إشراك بلاده في أي تسوية للحرب مع روسيا.
وأصدر قادة كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وفنلندا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بيانا مشتركا يؤكد "التزامهم بالمبدأ الذي ينص على أن الحدود الدولية لا يمكن تغييرها بالقوة"، وأن "خط التماس الحالي يجب أن يكون نقطة انطلاق المفاوضات".
وفي وقت سابق السبت نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي قوله إن اجتماعات في العاصمة البريطانية لندن شارك فيها مسؤولون أميركيون وأوكرانيون أحرزت تقدما كبيرا نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا.
خطة روسيةونقل الموقع الأميركي عن مصادر قولها إن الاجتماع يهدف لمحاولة التوصل إلى مواقف مشتركة قبيل اجتماع متوقع الأسبوع المقبل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الواقعة في أقصى الشمال الغربي للقارة الأميركية والقريبة من روسيا.
وفي السياق نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤولين غربيين قولهم إن مسؤولين أميركيين أَطلعوا زعماء أوروبيين ومسؤولين أوكرانيين على خطة عرضها بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا مقابل تنازلات إقليمية كبيرة من كييف.
الخطة التي قدمها بوتين إلى المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في اجتماع بموسكو الأربعاء تتطلب من أوكرانيا التنازل عن إقليم دونباس، الذي تسيطر روسيا على معظمه وكذلك عن شبه جزيرة القرم.
كما تنص الخطة على تجميد خطوط المعركة الحالية، لكن التفاصيل الأخرى للاقتراح لا تزال غير واضحة. وبحسب "سي إن إن" فقد أثارت الخطة حفيظة مسؤولين أوروبيين أعربوا عن قلقهم من أن تكون هذه محاولة من بوتين لتجنب العقوبات التي هدد ترامب بفرضها.
مقترح أوروبيوقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن مسؤولين أوروبيين قدموا اقتراحا مضادا يتضمن مطالب بأن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل اتخاذ أي خطوات أخرى، وأن يكون أي تبادل للأراضي متبادلا مع ضمانات أمنية حازمة.
إعلانونقلت الصحيفة عن مفاوض أوروبي قوله "لا يمكن بدء أي عملية بالتنازل عن أراض في خضم القتال".
ومن جهته أكد مسؤول أوروبي أن ممثلين أوروبيين قدموا مقترحا مضادا في الاجتماع لكنه أحجم عن ذكر أي تفاصيل.
وتطالب موسكو بأن تتخلّى كييف رسميا عن أربع مناطق يحتلّها الجيش الروسي جزئيا هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، فضلا عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمّها الكرملين بقرار أحادي سنة 2014.
كما تشترط موسكو أن تتوقّف أوكرانيا عن تلقّي أسلحة غربية وتتخلّى عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وتعتبر كييف هذه الشروط غير مقبولة وتطالب من جهتها بسحب القوّات الروسية وبضمانات أمنية غربية، من بينها مواصلة تسلّم أسلحة ونشر كتيبة أوروبية على أراضيها.
وأمس السبت أجرى زيلينسكي مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أعرب خلالها عن امتنانه لدعم لندن المتواصل لكييف.
وأكد الجانبان خطورة خطة موسكو الرامية للاستيلاء على أجزاء واسعة من شرق أوكرانيا في أي اتفاق سلام.
وشدد زيلنسكي على حاجة بلاده إلى سلام حقيقي ومستدام، مؤكدا مواصلة العمل من أجل دبلوماسية بناءة وحلول فعالة.
من جهته قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه "لا يمكن تقرير مستقبل أوكرانيا دون الأوكرانيين"، وإن دول أوروبا "ستكون جزءا من الحل لأن الأمر يتعلق بأمنها".
وقال زيلينسكي إن "الأوكرانيين لن يسلموا أرضهم للمحتلين"، وإن أي حلول دون بلاده "ستكون ضد السلام". وأكد استعداده للعمل مع ترامب وجميع الشركاء من أجل سلام حقيقي وطويل الأمد.
وأكد زيلينسكي أن بلاده لا تلمس أي تحوّلات في الموقف الروسي، وأن "الروس غير راغبين في وقف القتال، ويستمرون في دعم الحرب".
وبعد الاتصال أعلنت بريطانيا أن وزير خارجيتها ديفيد لامي وجيه دي فانس، نائب الرئيس الأميركي سينظمان اجتماعا لمستشاري الأمن القومي الأوروبيين والأميركيين السبت "لمناقشة التقدم الذي يتعين تحقيقه لإرساء سلام عادل ودائم" في أوكرانيا.
من جهته أكد الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "مستقبل أوكرانيا" لا يمكن أن يُقرر "بدون الأوكرانيين". وكتب على منصة إكس "الأوروبيون أيضا سيكونون بالضرورة جزءا من الحل لأن أمنهم يعتمد عليه".
وأودت الحرب التي بدأتها روسيا على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022 بحياة عشرات الآلاف على أقل تقدير في كلا الجانبين، وتسّببت بدمار كبير، لكن بعد أكثر من ثلاث سنوات من المعارك، ما زال التباين سيّد الموقف بين المطالب الأوكرانية وتلك الروسية. وتُتّهم روسيا بعرقلة المفاوضات من خلال الإبقاء على سقف مطالبها العالي، فيما تتقدّم قوّاتها ميدانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات فی أوکرانیا لا یمکن عن أراض
إقرأ أيضاً:
ترامب يمنح زيلينسكي مهلة حتى عيد الميلاد لقبول صفقة سلام
منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مهلة حتى عيد الميلاد لقبول صفقة سلام جديدة مع روسيا مهددًا بأن أوكرانيا قد تخسر المزيد إن استمر التأجيل مضيفاً الي أن الهدف من الصفقة هو إنهاء الحرب بسرعة وتخفيف الضغط على العالم ..
وأكد ترامب أن الوقت يفرض اتخاذ قرار عاجل لإنقاذ الوضع في أوكرانيا من تفاقم الصراع في المقابل أعلن زيلينسكي استعداده لإجراء انتخابات وطنية خلال ستين إلى تسعين يوماً رغم أن أوكرانيا لا تزال تحت قانون الطوارئ والحرب ..
لكنه اشترط أن تقدم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون ضمانات أمنية جدية حتى تصبح الانتخابات ممكنة هذا الموقف يمثل تحولاً لافتاً إذ إن إجراء الانتخابات كان سابقاً مستحيلاً في ظل القصف المستمر ووجود ملايين نازحين ومقاتلين في الجبهات ..
ويثير الطلب الأميركي لقبول الصفقة تساؤلات واسعة في كييف وحلفائها الأوروبيين حول جدوى التنازل عن أراضٍ مثل منطقة دونباس مقابل وعود السلام والأمن ..
ورفضت بعض الدول الأوروبية تقديم أي تنازل خشية أن يؤدي ذلك إلى إضعاف سيادة أوكرانيا ويضع خطة السلام الأميركية أمام تحد كبير في هذه الأثناء تبدو أوكرانيا أمام مفترق طرق فإما قبول صفقة سلام قد تُضعف بعض خطوطها الحمراء مقابل وعد أم رفض الصفقة والسعي لإجراء الانتخابات رغم الظروف الصعبة ..
وتشكل الأزمة الحالية اختباراً لمستقبل الدولة وهوية النظام السياسي وحق الشعب الأوكراني في تقرير مصيره .. كما أن استمرار الضغوط الأميركية يقابله تردد أوروبي وأوكراني مما يزيد من حدة الغموض ويضع المنطقة برمتها في حالة ترقب للقرار النهائي ..
ويشير المحللون إلى أن أي خطوة نحو السلام أو الانتخابات ستؤثر بشكل مباشر على الاستقرار الإقليمي وقدرة أوكرانيا على إدارة سياستها الداخلية والخارجية في الأشهر المقبلة ..
كما أن متابعة ردود الفعل الدولية ستكون حاسمة لتحديد مدى نجاح أي اتفاق أو الانتخابات المزمعة وتأثيرها على موازين القوى في المنطقة ومع استمرار المفاوضات والمباحثات بين الأطراف المعنية ..
يبقى مستقبل أوكرانيا ومسار الحرب الروسية الأوكرانية في قلب الاهتمام الدولي مع توقعات بزيادة الضغوط الأميركية والأوروبية على كييف لاتخاذ قرار واضح في أقرب وقت ممكن.