قبل منتصف الليل.. ظاهرة فلكية رائعة في سماء الوطن العربي
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
تشهد سماء الوطن العربي مساء اليوم، الأربعاء 20 نوفمبر 2024، ظاهرة فلكية مميزة، حيث يظهر القمر الأحدب المتناقص في حالة اقتران مع الكوكب الأحمر المريخ. ويمكن هذه الظاهرة مشاهدتها بالعين المجردة في جميع أنحاء الوطن العربي، مما يجعلها فرصة مثالية لمحبي الفلك للاستمتاع بمشهد مميز في سماء الليل. وجاء الإعلان عن هذه الظاهرة من الجمعية الفلكية بجدة، التي أوضحت تفاصيل الاقتران وأهمية رصد لمعان المريخ خلال الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب موعد تقابله في يناير 2025.
تفاصيل ظاهرة اقتران القمر بالمريخ
- يحدث الاقتران بين القمر الأحدب المتناقص والمريخ الليلة، حيث يفصل بينهما زاوية ظاهرية تبلغ 2 درجة فقط. ويمكن رؤية الظاهرة بالعين المجردة بسهولة، بينما يحتاج التلسكوب أو المناظير لتقديم رؤية أوضح بسبب المسافة الظاهرية الواسعة بينهما.
يكتسب رصد المريخ خلال هذه الفترة أهمية خاصة بسبب التغيرات الدراماتيكية في لمعانه ولونه الأحمر، وهي ما جعلت القدماء يطلقون عليه اسم "إله الحرب". ويتغير لمعان المريخ وفقًا لبعده أو قربه من الأرض، حيث يدور حول الشمس في مدار خارج مدار الأرض. وأحيانًا يظهر المريخ خافتًا عندما يكون بعيدًا عن الأرض، وأحيانًا أخرى ساطعًا عندما يكون قريبًا، خاصة أثناء حالات التقابل.
يبلغ قطر كوكب المريخ 6،790 كيلومتر فقط، مقارنة بالمشتري، أكبر كوكب في النظام الشمسي، الذي يبلغ قطره 140،000 كيلومتر ويمكن اصطفاف أكثر من 20 كوكبًا بحجم المريخ أمام كوكب المشتري، وهو ما يجعل المشتري دائمًا ساطعًا بينما يعتمد لمعان المريخ على قربه من الأرض.
- يستغرق المريخ عامين تقريبًا للدوران حول الشمس، بينما تستغرق الأرض عامًا واحدًا فقط، ما يؤدي إلى تباين المسافة بين الكوكبين.
- تحدث ظاهرة التقابل بين الأرض والمريخ كل عامين و50 يومًا، وهي الفترة التي يظهر فيها المريخ بأقصى درجات لمعانه.
- بالإضافة إلى ذلك، هناك دورة مدتها 15 عامًا تؤدي إلى حالات تقابل ساطعة وأخرى خافتة، مما يجعل رصد الكوكب الأحمر أكثر تشويقًا.
- أفضل وقت للرصد هو قبل منتصف الليل وحتى بزوغ الفجر.
- يمكن استخدام مناظير أو تلسكوبات بسيطة لمراقبة الظاهرة بوضوح أكبر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اقتران القمر بالمريخ القمر الأحدب المتناقص ظاهرة فلكية الجمعية الفلكية بجدة سماء الوطن العربي الفلك اليوم
إقرأ أيضاً:
سباق نحو ثروة السماء.. من يملك كنوز القمر في عصر التعدين الفضائي؟
لم يعد القمر مجرد قرص فضي يزين سماء الليل، بل تحول إلى هدف استراتيجي يحمل في باطنه ثروات قد تعيد رسم خريطة الطاقة والصناعة على كوكب الأرض.
ومع تسارع الخطط الدولية والخاصة لاستغلال موارده، يتصاعد سؤال محوري من سيحصل على نصيب الأسد من كنز القمر؟
كنوز مخفية على سطح القمريختزن القمر مجموعة نادرة من الموارد الطبيعية، أبرزها المعادن الثمينة، والهيليوم-3 الذي ينظر إليه بوصفه وقود المستقبل في مجال الاندماج النووي، فضلا عن الجليد المائي القادر على توفير الماء والأكسجين والوقود للبعثات الفضائية.
هذه الثروات تجعل القمر منصة محتملة لبناء اقتصاد فضائي قريب من الأرض، بقدرات هائلة على تغيير موازين الطاقة عالميًا.
التعدين القمري حمى الذهب الجديدةيشهد الفضاء سباق محمومًا بين شركات خاصة وبرامج حكومية لتطوير تقنيات التعدين القمري شركات مثل «إنترلون» و«أستروبوتيك» تعمل على ابتكار معدات قادرة على معالجة كميات ضخمة من تربة القمر، حيث صُممت حفارات كهربائية لمعالجة ما يصل إلى 100 طن في الساعة، مع خطط طموحة لاستخراج الهيليوم-3 خلال السنوات المقبلة.
الاهتمام بهذا العنصر تحديدا يعود إلى إمكاناته الهائلة في إنتاج طاقة نظيفة ومستدامة عبر الاندماج النووي، ما يفتح الباب أمام استثمارات تكنولوجية واقتصادية غير مسبوقة.
سباق دولي على موطئ قدم قمريبالتوازي مع القطاع الخاص، تتحرك القوى الكبرى بخطوات مدروسة فالصين أعلنت هدفها إنزال رواد فضاء على سطح القمر بحلول عام 2030، وتعمل مع روسيا على إنشاء محطة أبحاث قمرية بحلول 2035 في المقابل، تواصل الولايات المتحدة تنفيذ برنامج «أرتميس» لإرساء وجود بشري دائم على القمر.
ولا يقتصر المشهد على هذه القوى، إذ تشارك اليابان وأستراليا في مهمات خاصة، بينما تطور وكالة الفضاء الأوروبية أول مركبة هبوط قمرية لها، ليصبح القمر ساحة سباق علمي محتدم.
ثروات واعدة وأسئلة الملكيةرغم الإغراء الاقتصادي الكبير، تطرح الموارد القمرية تساؤلات معقدة حول الملكية وحقوق الاستغلال فغياب إطار قانوني واضح يثير مخاوف من احتكار الدول والشركات الكبرى للثروات، ما قد يوسع فجوة عدم المساواة بين الدول في عصر الفضاء.
مخاوف بيئية وعلميةلم يسلم الحماس للتعدين القمري من الانتقادات علماء الفلك والناشطون البيئيون يحذرون من أن الاستغلال المفرط قد يلحق أضرارا دائمة بسطح القمر، ويؤثر في الأبحاث العلمية المستقبلية.
كما أن تراكم الحطام والتلوث المحتمل قد يعرقل عمليات الرصد والدراسة.
وتزداد المخاوف في المناطق الأكثر غنى بالموارد، خاصة قطبي القمر حيث يتركز الجليد المائي، وهي مناطق مرشحة للتحول إلى بؤر توتر وصراع محتمل.
الحاجة إلى تشريع فضائي عادلمع اقتراب البشر من استغلال فعلي لموارد القمر، تتعاظم الدعوات لوضع اتفاقيات دولية ملزمة تنظم التعدين الفضائي، وتضمن تقاسمًا عادلًا للموارد، وتحمي مصالح الأجيال القادمة.
القمر فرصة أم صراع قادم؟اليوم، لم يعد القمر مجرد جرم سماوي بعيد، بل أصبح ميدانيا اقتصاديا وعلميا وجيوسياسيًا مفتوحًا.
وبين وعود الثروة ومخاطر الصراع، يبقى التحدي الأكبر هو إدارة هذا السباق بعقلانية ومسؤولية، حتى لا تتحول فرصة الفضاء إلى أزمة عالمية جديدة.