إذا كُنت تحلم مرارا وتكرارا بأنك تفقد أسنانك، أو تنسى الذهاب إلى الفصل، أو لا تستطع الفرار من مُلاحقة شخصٍ، فلا تقلق؛ فأنت لست وحدك، فهذه الأحلام وغيرها من المواضيع، ستتكرر عدة مرات، وتُشعرك أحيانًا بالانزعاج، ونحتاج إلى بذل جهود للتغلب على آثارها.

ما سبب تكرار الأحلام في منامنا؟

وفقا لمؤسسة «Sleep Foundation»، يٌعاني نحو 60 إلى 75% من البالغين الأمريكيين من أحلام مُزعجة مُتكررة، وتُعاني النساء منها أكثر من الرجال، فالأحلام المتكررة، هي جزء طبيعي من النوم، لكن 77% من هذه الأحلام يمكن أن تصبح أكثر إزعاجًا للبعض، فمن الصعب حساب مدى تكرار الأحلام، فهو ليس شيئًا يحدث بانتظام لجميع الناس، فقد تتكرر في كل مرة، أو قد تعيد تدوير نفس الأحداث والمخاوف في عدة اختلافات.

لكن إذا كان الأمر كذلك، ثم تكرر الحلم مرارا وتكرارا، فإن الأمر يستحق التحقيق في أسبابه، إذ يقول ديردري باريت، المحاضر في علم النفس بقسم الطب النفسي في جامعة هارفارد الأمريكية: «غالبا ما تدور الأحلام المتكررة حول قضايا شخصية يمكن أن تؤثر بعمق على تجارب حياتنا، أو تزعجنا في حالة من اليقظة لكوننا جزءًا منا، فهذا يعني أنها ليست حالة لمرة فقط».

الأحلام المتكررة ليست مجرد صور عابرة

ووفقًا لمجلة «L'actualité» الكندية، فإن الأحلام المتكررة ليست مجرد صور عابرة، بل هي رسائل من العقل الباطن تعكس صراعاتنا الداخلية، هذه الأحلام غالبًا ما تتكرر في أوقات التوتر أو خلال فترات طويلة من الزمن، ما يشير إلى أهميتها في فهم حالتنا النفسية.

الأشخاص المعرضون لتكرار الأحلام

أما المكتبة الوطنية الأمريكية للطب «NIH»، ذكرت أن الأشخاص الذين يُعانون من اضطرابات نفسية، مثل القلق العام، واضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب، غالبًا ما يٌعانون من أحلام متكررة مزعجة، فهذه الأحلام، التي تبدو واقعية للغاية، هي في الواقع مُحاولة من العقل الباطن للتعامل مع الصدمات، والمشاعر السلبية التي يُعاني منها الشخص، ففي هذه الأحلام، يُعيد الشخص تجربة الأحداث المُؤلمة، ما يزيد من شعوره بالقلق والتوتر.

ولا تقتصر أسباب تكرار الحلم على العوامل النفسية فحسب، بل تمتد لتشمل عوامل بيولوجية، فالأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس النومي، على سبيل المثال، قد يعانون من أحلام مُتكررة مرتبطة بالاختناق أو الغرق، كما أن مرضى الصرع غالبًا ما يعانون من أحلام حية ومزعجة بشكل مُتكرر، خاصة بعد نوبات الصرع، علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي بعض المحفزات البيئية، مثل الأصوات أو الضوضاء، إلى تكرار أحلام معينة. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأحلام من أحلام أحلام م

إقرأ أيضاً:

وداعاً أيها الشاعر الذي أزعج الظالمين والقتلة والفاسدين كثيراً ..!

بقلم: فالح حسون الدراجي ..

غيب الموت نهار اليوم الخميس، الشاعر البابلي الجميل موفق محمد بعد أزمة صحية لم تمهله طويلاً للأسف ..

أكتب هذا المقال وطعم الفجيعة المر يملأ فمي، وسواد الحزن يغطي كل مسامات روحي، ليس لأن بيني وبين هذا الشاعر الجميل وداً فحسب، إنما لأن القصيدة العراقية فقدت شاعراً استثنائياً لا يتكرر، وحين أقول ( شاعراً لايتكرر)، فإنا أعني وأقصد تماماً ما أقول..

فهذا الشاعر الذي يكتب بشكل ولون مميز وخاص، سواء من الناحية اللغوية، أو الفنية، أو الأسلوبية، حتى لتحار في نوعية قصيدته: أهي قصيدة عاملة وشعبية أم قصيدة فصحى؟

وفي هذا اللون لا يتشابه معه سوى الشاعر الراحل گزار حنتوش..

أما عن جرأة موفق محمد

وشجاعة قصيدته، فحدث بلا حرج، ولا تسألني عن تفرده وتميزه في قول ما يريد قوله دون خوف من أحد، أو التفكير بالنتائج، وما يترتب على ما سيقوله من نقد قاس ولاذع بحق السلطة الحاكمة، وفساد الطبقة السياسية، أو بحق من يراه سبباً في دمار العراق وإفقار شعبه الأبي.

وفي هذه الجرأة أجزم أن موفق محمد كان يغرد وحده بعيداً عن الأسراب الشعرية والفنية الأخرى.

وهنا سأعترف لموفق محمد وأقول له، كثيراً ما كنت أتساءل مع نفسي متعجباً : ألا يخاف هذا الرجل على حياته وهو يعنف الحيتان بكل هذا التعنيف، ويرزل الأقوياء بكل هذه الرزالة..

ألا يخشى ( الكاتم) مثلاً، حين يتحدى عصابات الشر كل هذا التحدي، أو حين ينتصر للفقراء والمظلومين والمحرومين والمهمشين ضد جميع مستغليهم، وهو الذي لا يملك في بيته حتى (مسدس فالصو )، فمن أين تأتيه كل هذه القوة وهذا الجبروت الشعري والعناد الطبقي، من من يأتي العزم وتأتي الخسارة لهذا الفقير، اليتيم، الأعزل واليساري الذي ليس معه غير حب الفقراء وثقته بنفسه، وإيمانه بقضيته العادلة.. وأقصد قضيته الوطنية والتقدمية ..؟

كيف يخرج هذا الشاعر عن جادة زملائه الشعراء، فيكتب كل ما يريد بلا خوف ولا حرج حتى، لاسيما في قصائده ( الخاصة حداً) ، ولماذا لا يخاف هذا المجنون على حياته وحياة عائلته، وهو يمسح كل يوم الأرض – شعراً – بالأقوياء الظالمين والقتلة والمجرمين والمستبدين، ويجلدهم بقصائده ولسانه اللاذع .. كيف يجرؤ هذا الكائن الرقيق على الوقوف عارياً إلا من ورقة توت الشعر، فيتبول على رؤوس ووجوه الفاسدين بلا استثناء، بدءاً من أبطال صفقة القرن وليس انتهاء بمن وقف خلفهم من الزعماء والقتلة العتاة دون ان يرمش له جفن، كيف.. وهو الذي لا تقف خلفه سلطة ولاحزب مسلح أو ميليشيا أو قبيلة أو حتى أصدقاء متنفذون،

كيف بربكم كيف ؟

اليس لهذا الشاعر الباسل الحق في ان يبكيه الفقراء والشعراء والمظلومون.. ؟لقد اردت الحديث فقط عن هذه الجزئية المهمة في شعره وفي شخصيته، وهي حتماً جزئية متماسكة مع جزئيات أخرى في حياته ومزاجه وثقافته وتفكيره، وإلا ما مان سيمضي في هذا الطريق الخطير والصعب كل هذه السنين الطويلة.. نعم لقد أردت الحديث اليوم عن جرأته الفذة، وعن جسارته الشعرية الاستثنائية دون غيرها، لأنها الميزة التي تستحق الحديث أكثر من غيرها.. وأظن ان الناس الذين بكوا اليوم موفق محمد حزناً على رحيله وفراقه أولاً، بكوا عليه أيضاً لأنهم أدركوا بحساسيتهم المدربة والمجربة أن لا شاعر غيره سيفعل فعله، ولا أحد غيره سيشتم علناً القتلة، أو شاعر مثله ينال من الفاسدين ويفضحهم شعراً ونثراً ونكاتاً حتى !!

لذلك وجدت إن التعريف بتاريخ ومنجز هذا الشاعر غير ضروري اليوم بقدر الضرورة التي يوفرها التذكير بجرأته وبسالته وانحيازه الصارخ للفقراء، كما اعتقد أن الرجل ليس محتاجاً للتعريف بمنجزه الإبداعي ، فمن كان مثله لايحتاج قطعاً إلى تعريف.

أخيراً أقول ومعي جميع الشعراء والفقراء والمحرومين: وداعاً موفق محمد، وداعاً أيها الشاعر الشجاع الذي سيفتقده المظلومون كثيراً، ويفرح لرحيله الظالمون كثيراً ..

فالح حسون الدراجي

مقالات مشابهة

  • «+95».. الأهلي يقتل أحلام بيراميدز بفوز قاتل على البنك في الدوري «فيديو»
  • MEE: فصول النكبة تتكرر في قطاع غزة والتاريخ لم يُكتب بعد (شاهد)
  • التصرف الشرعي لدائم الشك في عدد ركعات الصلاة .. أمين الفتوى يوضح
  • تفسير حلم تناول الجوافة في المنام للعزباء والمتزوجة
  • أحلام تكشف عن مصير ألبومها المصري وعلاقته بمحمد رحيم
  • استشارية نفسية: الغيرة ليست دافعاً مباشراً للجرائم بين النساء
  • تفسير رؤيا «وصية متوفى» في المنام لابن سيرين
  • مصر وروسيا تطلقان “مشروع الأحلام”
  • وداعاً أيها الشاعر الذي أزعج الظالمين والقتلة والفاسدين كثيراً ..!
  • درع 48.. خطة إسرائيل لتحصين بلدات غلاف غزة ومنع تكرار سيناريو 7 أكتوبر