"طه حسين.. العبور بالبصيرة" في نقاشات المؤتمر العام لأدباء مصر بالمنيا
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
شهدت جامعة المنيا، المائدة المستديرة الأولى بعنوان "طه حسين.. العبور بالبصيرة"، ضمن فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته السادسة والثلاثين، "دورة الكاتب الكبير جمال الغيطاني"، المقامة برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء عماد كدواني، محافظ المنيا.
تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، تحت عنوان "أدب الإنتصار والأمن الثقافي.
وتحدث الدكتور مصطفى بيومي في بداية حديثه عن العمى ، الذي أصيب به الأديب الراحل، مشيرا إلى أن علماء الإجتماع قسموه إلى قسمين الأول شخصي، وهو أن يدرك الشخص الفاقد لحاسة البصر أنه مستطيع بغيره وليس بنفسه ، والثاني اجتماعي وفيه يحدد المجتمع دورا معينا للشخص لا يمكن التجاوز عنه.
كما أوضح مفهوم العبور بالبصيرة، وكيف استطاع طه حسين، أن يعبر بالفكر المصري من التقليد إلى الإنفتاح والإبتكار، متكئا على فكرة البصيرة ، ومناهضا لفكرة العمى الشخصي والتمرد عليها، وفي حديثه تطرق دكتور حافظ المغربي إلى "فن الإبيجرام" الذي كان طه حسين رائدا من رواده على مستوى التطبيق.
وأضاف "المغربي" أن الأديب الراحل يعد أول من كتب عن هذا الفن نثرا ، بعد أن كان يكتب شعرا، وذلك بأسلوب لا يصل لدرجة الغموض الشفيف، ولا هو من الإبتذال والبساطة المسفة ، كما جاء في كتاب "جنة الشوك" الذى تناول هذا الفن، موضحا ، كيف تطور بعد ذلك إلى مسميات ومصطلحات عدة، منها القصة القصيرة جدا، والومضة ، واختتم حديثه موضحا مفهوم الهجاء ، وكيف ارتبط هذا الفن القديم بالأشخاص، وكيف انتقل طه حسين بمفهوم الهجاء من الأشخاص إلى طبيعة العصر الذي نعيش فيه.
من ناحيتها تحدثت الدكتورة هدى عطية عن حياة عميد الأدب العربي، صاحب التربية والإصلاح الإجتماعي وكيف كان مجاهدا فى عالم البصيرة كونها دربا من دروب الجهاد ، كما أشارت إلى الفرق اللغوي بين البصر والبصيرة، وكيف يضع أصحاب البصيرة العالم بين قوسين ثم يعيدون النظر إليه بطريقة مباشرة كونهم لا يعتبرون هذا العالم والحياة نهائية.
وتساءلت لماذا يُكتب عن طه حسين كل عام في ذكراه ، وصولا إلى الذكرى 51، هل هي مجرد النظرة للقديم، ومحاولة لقراءة طه حسين بزاوية جديدة ، أين بصيرته التي نتحدث عنها، فالبصيرة ليست في مقاومة عمى الذات، ولكن البصيرة لديه كانت في مقاومته للعمى الجمعي، مؤكدة في ختام حديثها أننا بحاجة إلى طه حسين جديد يضئ هذه اللحظة الحاضرة.
بدورها تحدثت الدكتورة زينب فرغلي عن كتاب "مستقبل الثقافة فى مصر" الذى كتبه طه حسين منذ أكثر من مائة عام طارحا بعض القضايا والإشكاليات التى مازالت إلى يومنا هذا ، كما أكدت ضرورة أن تشارك الدولة في صنع الثقافة لدى الجماهير، لمواجهة الإنحطاط الموجود في كثير من المنظمات، فلا ثقافة بدون تعليم وبدون تدخل دولة، كما أن المثقف لا يمكنه أن يغير مجتمع بمفرده.
أما الدكتور جعفر حمدي فتطرق بالحديث عن مجلة "الكاتب المصري" التي تولى طه حسين رئاسة تحريرها، وصدر عددها الأول في أكتوبر ١٩٤٥ على فكر استشراقي، من خلال فتح المجال لكل التيارات الأدبية الثقافية ، والتعاون مع كبار الأدباء الأوروبين والأمريكيين ، لنشر مقالات وقصص تنشر بالعربية لأول مرة ، قبل أن تنشر بلغتها الأصلية، بالإضافة ، إلى الإستعانة بالموضوعات المتنوعة التي تناولت الفلسفة الوجودية، وكتب داروين ونظريته عن أصل الأنواع، وفلسفة الفن وتطور الأدب الأمريكي، وغيرها.
واختتمت الفعاليات بفتح باب المداخلات ، وتحدث الكاتب يسرى السيد عن إسهامات طه حسين في العملية التعليمية ، خلال فترة عمله كأستاذ جامعي، مشيرا ، إلى ضرورة أن تكون المقررات الدراسية قائمة على أن يتعلم الطالب كيف يفكر، فيما تحدث الكاتب محمد السيد عيد، عن وجود أوجه كثيرة لإنتقاد طه حسين، منها منهج الشك الذي تبناه تأثرا بديكارت، موضحا علاقته ببعض الكتّاب كأحمد أمين وغيره.
"المؤتمر العام لأدباء مصر بالمنيا" يقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر دكتور مسعود شومان، وينفذ من خلال الإدارة العامة للثقافة العامة، برئاسة الشاعر عبده الزراع، وإدارة المؤتمرات وأندية الأدب، برئاسة الشاعر وليد فؤاد، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي، برئاسة ضياء مكاوي، وفرع ثقافة المنيا برئاسة رحاب توفيق.
ويشهد المؤتمر طوال فترة إقامته ، عددا من الجلسات البحثية، والموائد المستديرة، بجانب الأمسيات الشعرية والقصصية ، ومعارض الكتب والحرف والفنون، وندوات ثقافية، بمشاركة عدد كبير من الأدباء والباحثين ، والنقاد ، والإعلاميين ، ونخبة من الشخصيات العامة ، بالإضافة ، إلى ممثلي أندية الأدب والأمانة العامة، وتستمر فعالياته حتى ٢٧ نوڤمبر الحالي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة طه حسين أخبار محافظة المنيا طه حسین
إقرأ أيضاً:
قصور الثقافة تواصل فعاليات جودة حياة لدعم الوعي المجتمعي
تواصل الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، تنفيذ سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية ضمن أنشطة المشروع الثقافي "جودة حياة" للمناطق الجديدة الآمنة، وذلك في إطار خطط وبرامج وزارة الثقافة الرامية إلى دعم الوعي المجتمعي وتحقيق التنمية المستدامة.
انطلقت الفعاليات من المركز الثقافي بروضة السودان، بالتعاون مع رئاسة حي الدقي، وبحضور المهندس محمد رزق، رئيس الحي، وملك جمال، رئيس وحدة السكان والأمومة والطفولة ومدير العلاقات العامة والإعلام برئاسة الحي، إلى جانب مشاركة جمعية مصر مستقبل.
تضمن اليوم الثقافي عددا من الأنشطة التوعوية، من أبرزها محاضرة بعنوان "النظافة الشخصية والصحة العامة"، قدّمتها الدكتورة جيهان حسن، مدير عام ثقافة الطفل والمشرف العام على المشروع، والتي تناولت أهمية نظافة الفم وصحة الأسنان، وأساسيات التغذية السليمة، مع التركيز على تنويع الطعام بالخضروات والفواكه.
كما تطرقت إلى أهمية العدالة في معاملة الأبناء من الجنسين لتحقيق التوازن النفسي داخل الأسرة، كأحد محاور التربية الإيجابية.
وفي محور تطوير الذات، ألقى الدكتور أشرف صديق كلمة عن مفاهيم اكتشاف النفس والتميز الفردي، بينما قدمت الدكتورة نهلة شاهين، استشاري التميز المؤسسي، محاضرة متخصصة حول العناية بالأسنان وطرق الوقاية من الأمراض الفموية.
كما شهد اليوم الثقافي تنفيذ مجموعة من الورش الفنية المتنوعة، منها: ورشة فنون تشكيلية باستخدام ألوان الباستيل الزيتية، قدمتها الفنانة فاطمة التمساح، حيث عبر الأطفال من خلالها عن أحلامهم وميولهم، ورشة رسم على الوجوه، ورشة طباعة على الملابس، ورشة تلوين بالشمع، ورشة لتعليم صناعة الشنط بالخرز، ضمن أنشطة التمكين الاقتصادي للفتيات. بالإضافة إلى فقرات ألعاب شعبية وتعليمية لتعزيز روح الفريق والانتماء لدى الأطفال.
وفي المركز الثقافي بمنطقة حدائق أكتوبر، أُقيمت محاضرة توعوية بعنوان "الابتزاز الإلكتروني"، قدّمتها المدربة أمل جبريل، تناولت خلالها مخاطر التقنيات الرقمية وسوء استخدامها في التهديد أو الإيذاء عبر الإنترنت أو الهواتف المحمولة، مشيرة إلى آليات الوقاية والتبليغ، خاصة للفئات المستهدفة من الشباب والمراهقين.
كما استضاف المركز اللقاء الأسبوعي لفصول محو الأمية المخصصة لأهالي المنطقة، ضمن البرنامج الدائم لتعزيز التعليم المجتمعي.
تنفذ الفعاليات في إطار المشروع الثقافي "جودة حياة"، ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، حيث يستهدف المشروع المناطق الجديدة الآمنة، تأكيدا على دور الثقافة في تحقيق العدالة الثقافية والتنمية البشرية المستدامة.