الباحث محمد نور الدين لـ24: القصيدة عند الشيخ زايد نافذة إلى الحياة
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
اهتم الباحث والشاعر محمد نور الدين في تجربة القائد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الشعرية اهتماماً بالغ الأثر، مما دفعه إلى تأليف وكتابة العديد من الدراسات حول ذلك.
محمد نور الدين: شعر الشيخ زايد جسر ثقافي بين الإمارات والعالم
وفي حوار لـ24 قال محمد نور الدين: بدأت رحلتي مع أشعار الشيخ زايد منذ الطفولة حيث كانت قصائده تصيبني بالقشعريرة الجميلة، فالقصيدة عند الشيخ زايد نافذة إلى الحياة، لقد قدم في شعره أغراضاً مختلفة كالغزل والحكمة والوطن بكل ببساطة، متجرداً من الألقاب والصفات، فجاءت مبهرة بحق، وصار شعر الشيخ زايد جسر تواصل ثقافي بين الإمارات والعالم.
وتالياً نص الحوار:
الرحلة بدأت منذ الطفولة حيث كانت قصائد الشيخ زايد تصيبني بالقشعريرة الجميلة فكنت مراراً أتساءل عن السبب، إلى أن بدأت بالفعل في منتصف التسعينات بجمع القصائد التي لم تكن في ديوانه الشعري الصادر عام 1991، ومن ثم قمت بتحليل الأبيات والقصائد لعلي أكتشف سحر تلك القشعريرة التي تتجدد مع قصائده، ولقيت بعد ذلك اهتماماً من ملف "عذب المعاني" بزهرة الخليج فقامت الشاعرة شيخة الجابري بنشر مقالاتي هناك لتنتشر في جميع أرجاء الوطن العربي، وكانت تلك المقالات أولى الدراسات والمقالات التي تنشر عن شعر الشيخ زايد، فأصبح حلمي أن أجمعها في كتاب يتصفحه الشيخ زايد، وبالفعل كان المرحوم حمد خليفة أبوشهاب مرحباً بالفكرة، وأيضاً مشجعاً لي في جمع القصائد، ولكن العمل اكتمل عام 2005 بعد وفاة أبوشهاب ورحيل الشيخ زايد طيب، وبما أن معظم الجهات الثقافية في الدولة كانت مطّلعة على هذا الجهد، حظيت بفرصة نشره حيث قامت بذلك أكاديمية الشعر في اليوم الوطني من عام 2008 في احتفاء جميل ورائع، وصدر الكتاب تحت عنوان "دراسة تحليلية في شعر الشيخ زايد" في طبعتين، ثم أضفت ملحقاً لقصائد الشيخ زايد بعد ذلك في عام 2014، ليكون في متناول الباحثين والمهتمين ومرجعاً لقصائده منذ ذلك الحين.
الإصدارات كثيرة وأحتاج إلى أن أتفرغ لإنتاجها ولكني نشرت بعض الكتب تباعاً منذ عام 2015 أولهما كتاب بعنوان "ذرب المعاني" وهو قراءات في شعر الشيخ زايد بعد أن كان برنامجاً تلفزيونياً يعرض في قناة الظفرة تحت عنوان "سلام يا شيخ" وقد شجعني على ذلك المرحوم الشاعر حبيب الصايغ بالرغم من انشغالي في تلك الأيام، وجاء بعد ذلك كتاب آخر بعنوان "قصائد أعجبت الشيخ زايد" وصدر في الإمارات والكويت بالتزامن وبالتعاون بين دار سعاد الصباح ودار نبطي للنشر، وضم الكتاب قصيدة الأمير جابر الصباح والملك حمد بن عيسى آل خليفة ونشر في عام زايد 2018، بالإضافة إلى كتاب "زايد في عيون الباحثين" الذي يضم مقالات كثيرة لباحثين كتبوا عن شعر الشيخ زايد وهو الهدف الذي كنت أطمح لتحقيقه أي أن يتناول النقاد هذه التجربة الفريدة بالدراسة وأن تنشأ البرامج والجوائز والمنتديات لهذه التجربة الشعرية المهمة في أدبنا الشعبي وبحمد لله تحقق كل ما كنت أحلم فيه خلال العقدين الماضيين بعدما ما كانت الأقلام والجهود تهاب تناول هذه الأثر الأدبي المهم في ثقافتنا المحلية ولكن بحمد لله اليوم أصبحت ألاحظ كيف صار شعر الشيخ زايد جسر تواصل ثقافي بين الإمارات والعالم، لذلك أصبحت ترجمة شعره مطلباً مهماً والكتابة عن أبعاده إضافة نوعية للباحثين.
الشيخ زايد أحب الشعر والشعراء فأحبه الشعراء والشعر، وأجزم أن قصائده انسابت بتلقائية من قريحته الشعرية، لأنك لا تجد ذلك التكلّف في الكتابة بل تجد انعكاساً لنفس شفافة وحس مرهف في مرآة الجمال، وهنا يكمن السحر إذ كيف للمرآة أن تنقل الشفافية والصدق وهو ما استطاع الشيخ زايد تحقيقه فقدم الأغراض المختلفة كالغزل والحكمة والوطن بكل ببساطة متجرداً من الألقاب والصفات فجاءت مبهرة بحق.
ولعل ذلك يتجلّى في مساجلاته الشعرية حيث المشاكاة والمجاراة والردود كلها متقابلة وبكل تواضع إيمانا منه بأهمية الشعر وتواضع الشاعر عند الكلمة، فالكلمة من السهل أن تمحى من الذاكرة ومن الصعب أن تخلد إلا إن كانت تحمل القيم في سياقها ودلالاتها.
القصيدة عند الشيخ زايد نافذة إلى الحياة بغض النظر عن كونها في الوطنيات أو الغزليات أو المساجالات لكنها تعبر عن القيم والأخلاق والتآلف مع الوجود ككل. فالبشر والشجر والكائنات والطبيعة بمجملها تدور في عالم القصيدة بكل أريحية وجمال وهذه المعادلة هي التي كانت تسبب لي الانبهار ولا زالت إلى يوم لا تفقد هذه الميزة مهما أعدت قراءة القصائد.
لم يشعرنا الشيخ زايد أن له فضل في الإمارات، بل كانت الإمارات في شعره للجميع، فصيغة المتكلم مع الجمع أبلغ دلالة على أن الشيخ زايد حرص على أن يكون هذا الوطن ملكاً للجميع وحصانة للجميع ومسؤولية على الجميع، ليحقق لها الديمومة والنمو المستدام وهذه الأبيات تشهد وتعبر عن حب الشيخ زايد ورؤيته الجمالية لوطن الجميع حينما يقول:
دارنا جنات مزروعه بالنخل والكل يجنيها
والفواكه لي زخر نوعه في الإمارات ونواحيها
والزهر لي فايعٍ فوعه راحة النفس ومناويها
دار عز وناس مرفوعه بالجدا وكتاب باريها
خير عم الشعب وجموعه في رخا وفي خير راعيها
بالزنجنجل خضّب صبوعه بو خصر هايف ولافيها
المناظر والرخا روعه نعمةٍ من عند واليها
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الشيخ زايد محمد نور الدین فی الإمارات فی شعر
إقرأ أيضاً:
رحلة إلى الحياة الأخرى | برنامج تعليمي صيفي للأطفال بمتحف شرم الشيخ .. صور
في إطار الدور التعليمي والتوعوي الذي تضطلع به متاحف الآثار بمصر، أطلق متحف شرم الشيخ برنامجًا تعليميًا صيفيًا تحت عنوان "رحلة إلى الحياة الأخرى"، يستهدف الأطفال من سن 6 إلى 16 عامًا، بهدف رفع الوعي السياحي والأثري لديهم، وتعريفهم بالحضارة المصرية القديمة.
ويُقدم البرنامج تجربة تفاعلية غنية تُعرّف الأطفال بعناصر الحضارة المصرية القديمة، وعمارة المقابر، وفنون المصري القديم ونظرته للعالم الآخر. كما يولي البرنامج اهتمامًا خاصًا بالأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال تقديم أنشطة ومحتوى يتناسب مع قدراتهم، بما يضمن مشاركة فاعلة وشاملة.
ويأتي هذا البرنامج في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار لبناء قدرات الأطفال وتنمية وعيهم السياحي والأثري منذ الصغر، مما يُسهم في ترسيخ الانتماء الوطني والفخر بالحضارة المصرية العريقة.
وفي هذا السياق، أكد الأستاذ مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، على أهمية هذه النوعية من البرامج التي تسهم في تحويل المعلومات التاريخية إلى تجربة حية وتفاعلية تُثري فكر الأجيال الجديدة، وتعزز من شعورهم بالانتماء والوعي الثقافي، مشيرًا إلى أن المتاحف المصرية حريصة على تقديم هذه المبادرات خلال المواسم التعليمية، وعلى رأسها فصل الصيف.
من جانبها، أوضحت المهندسة ميريام إدوارد المشرف العام على متحف شرم الشيخ، أن البرنامج يتضمن مجموعة متنوعة من الأنشطة من بينها تصميم وتنفيذ نموذج لمقبرة مصرية قديمة مستوحاة من سيناريو العرض المتحفي بالمتحف، مزينة بمناظر تحاكي الحياة اليومية والطبيعة والعالم الآخر في الفكر المصري القديم.
كما يتضمن البرنامج 17 ورشة عمل تعليمية وفنية تغطي موضوعات متنوعة، مثل: صناعة الفخار، وتصميم التمائم، وفن التحنيط، والكتابة الهيروغليفية، وصناعة نماذج للتوابيت والمومياوات، والأثاث الجنائزي، بما يثري تجربة الأطفال وينمي مهاراتهم الإبداعية والفكرية.