هدنة لبنان الهشة تهدد بمزيد من الموت في غزة
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الاستفادة القصوى من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، والذي ساعد في التوصل إليه.
وقال بايدن في حديقة الورود بالبيت الأبيض: "إن الاتفاق يذكرنا بأن السلام ممكن".
ومع ذلك، فإن تهنئة بايدن المنمقة لنفسه تجلت في لحظة هشة. ويبدو الأمر بمثابة سخرية قاسية حيال الشعب المحاصر في غزة.
وكتب مراسل صحيفة "غارديان" في إسرائيل سيمون تيسدال، أنه مع صمود الهدنة لليوم الثاني ــ على رغم بعض الانتهاكات الواضحة ــ فقد نجا لبنان من المزيد من الموت والدمار الوحشي، في الوقت الحاضر. ويحتفل الكثير من الناس، ويعودون إلى منازلهم في الجنوب، على رغم التحذيرات الإسرائيلية، لكن اعتقاد بايدن بأن الاتفاق سيعجل بوقف النار في غزة، ويسكت مدافع إيران ووكلائها، ويفتح الطريق أمام تسوية إقليمية أوسع نطاقاً، والذي سعى إليه منذ فترة طويلة، ليس له مبرر أرض الواقع.
صانع سلام؟ومن الحقائق، على سبيل المثال، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لم يتحول فجأة إلى صانع سلام، فبعدما أمر بغزو بري واسع النطاق للبنان الشهر الماضي، سبقه قصف جوي وهجمات تدميرية في بيروت، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي المتشدد قدم عملية "سهام الشمال" للجمهور بوصفها نجاحاً، على عكس حرب عام 2006. ومما لا شك فيه أن القوة العسكرية لحزب الله قد قوضت بشكل خطير.
What Israel did to Gaza… we will see that repeated in large parts of Lebanon, including perhaps Beirut. People are underestimating the geopolitical objectives of US/Israel.
“500 people, including 35 children, have been killed and 1,645 wounded in Israeli attacks on Lebanon" pic.twitter.com/LVeQKvsHp4
رغم التغيرات في الأوضاع الإقليمية، فإن الأسباب التي جعلت نتانياهو يرفض قبول وقف إطلاق النار في غزة لمدة أكثر من عام لم تتغير جوهرياً. فالحرب في غزة تواكب أهدافه السياسية والشخصية بشكل كبير.
على عكس الوضع في لبنان، يواصل نتانياهو السعي لتحقيق "النصر الكامل" في غزة، وأي تنازل قد يقدمه لحماس، مثل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، سيؤدي إلى انهيار ائتلافه اليميني المتشدد.
الأهم من ذلك، أن الحرب المستمرة في غزة تمنع إجراء تحقيق رسمي في الإخفاقات الأمنية المتعلقة بهجوم 7 أكتوبر 2023، كما تعرقل الإجراءات القضائية ضده في قضايا الرشى والفساد المزعومة.
وبالرغم من الآمال التي كان الرئيس بايدن يعلقها على حل سريع، لا يوجد لدى نتانياهو أي حافز لإنهاء معاناة غزة قبل تولي حليفه الإيديولوجي، دونالد ترامب، منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) وربما يتحرك حينها، وهو احتمال وارد.
وبحسب الكاتب فإن وقف إطلاق النار في لبنان يعني أن الجيش الإسرائيلي المنهك، بمجرد حصوله على الراحة وإعادة التسليح، قد يوجه تركيزه بشكل أقوى نحو غزة، مع احتمال اقتراب عمليات التهجير القسري والضم الفعلي للمناطق الشمالية من الأراضي الفلسطينية، كما يدعو المتطرفون اليمينيون في إسرائيل.
Don’t be naive about the ceasefire in Lebanon. It may mean more horror and death in Gaza https://t.co/ihNWC2hdcy
— Liliane Landor (@lilo11) November 29, 2024ويترك التحول المفاجئ للرئيس بايدن في حديقة الورود، حيث أصبح مدافعاً عن حقوق الفلسطينيين بقوله: "لقد عاش شعب غزة الجحيم"، شعوراً سيئاً بشكل خاص. ففي وقت يتجاوز فيه عدد القتلى الفلسطينيين في غزة 44 ألفاً، معظمهم من المدنيين، وتتعرض أعداد لا حصر لها من الأطفال والبالغين للإصابات والصدمات النفسية، رفض بايدن تماماً إدانة أعمال نتانياهو غير القانونية أو فرض عقوبات مؤثرة، بل ولم يتخذ خطوة لإلغاء شحنات الأسلحة الإسرائيلية للحد من التجاوزات.
ومن الحقائق المقلقة أيضاً، أن هذا الاتفاق يتيح لنتانياهو استئناف الحرب في أي وقت يشاء، أمام القوات الإسرائيلية مهلة 60 يوماً للانسحاب، ولكن قد يتم تمديد هذا الجدول الزمني.
وإذا قررت إسرائيل أن قوات حزب الله لم تنسحب بما فيه الكفاية إلى خلف حدود نهر الليطاني أو بدأت في إعادة تسليح نفسها، فقد يتم استئناف الحرب مرة أخرى.
وإذا رأى نتانياهو، بشكل تعسفي، أن استمرار الحرب سيكون مفيداً سياسياً، فيمكنه تفعيل ذلك بفضل صفقة هشة قد تُلغى في أي لحظة.
"أوراق المساومة"من جانب نتانياهو، يبدو أن الرهائن الإسرائيليين البالغ عددهم حوالي 100 شخص الذين اختطفوا في 7 أكتوبر قد تم تجاهلهم تقريباً.
ورغم أن هزيمة حزب الله قد تضعف حماس، إلا أنه لا توجد دلائل قوية على أن الحركة تفكر في التخلي عن "أوراق المساومة" المتبقية لديها، وهي متمسكة بمطلبها بالانسحاب الإسرائيلي الكامل.
كما أشار بايدن، لا توجد حاليا أي مفاوضات حقيقية، حيث جعل وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن، إلى جانب إضعاف حماس في غزة، أولوية قصوى للمرحلة الأخيرة من ولايته. ورغم محاولاته المتكررة بالتعاون مع مصر وقطر وتركيا، فقد فشل في ذلك مرات عدة. لذا، فإن فرص النجاح الآن تبدو ضئيلة إن لم تكن معدومة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله يوم الشهيد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة صمود الهدنة بوقف النار في غزة إيران نتانياهو نتانياهو غزة وإسرائيل عام على حرب غزة إسرائيل إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله نتانياهو فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن مقتـل عنصر من حزب الله في غارة جوية جنوب لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، مقتل عنصر من جماعة حزب الله اللبنانية في غارة جوية نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت بلدة برعشيت الواقعة في قضاء النبطية جنوب لبنان.
ووفق المعلومات التي تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن القتيل يُدعى حسين ضاهر، وكان يستقل دراجة نارية في وسط البلدة عندما تم استهدافه بشكل مباشر.
وأكدت وزارة الصحة اللبنانية في بيان رسمي سقوط قتيل واحد نتيجة هذه الغارة، موضحة أن الطائرة المسيرة الإسرائيلية أطلقت صاروخاً موجهاً استهدف الدراجة النارية، ما أدى إلى مقتل الشخص الذي كان يستقلها وإصابة محيط المكان بأضرار مادية.
وتأتي هذه الغارة في سياق التصعيد المستمر على الجبهة الجنوبية للبنان، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي.
منذ ذلك الحين، لم تتوقف الغارات الجوية الإسرائيلية على مناطق متفرقة في جنوب لبنان، وسط اتهامات إسرائيلية متكررة لحزب الله بمحاولة إعادة بناء قدراته العسكرية في المنطقة الحدودية.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار قد نص صراحة على انسحاب مقاتلي حزب الله من جنوب نهر الليطاني، أي ضمن نطاق جغرافي يمتد نحو 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل.
كما تضمن الاتفاق تعزيز وجود الجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" الدولية في هذه المناطق، بهدف منع إعادة تسليح حزب الله، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية التي توغلت إليها خلال المواجهات الأخيرة.
ورغم هذه التفاهمات، تؤكد إسرائيل مراراً أنها لن تسمح لحزب الله بإعادة ترميم بنيته العسكرية، بعد ما تكبدته الجماعة من خسائر على الصعيدين العسكري والقيادي خلال الحرب الأخيرة، ما دفع تل أبيب إلى تكثيف غاراتها الجوية الاستباقية، خصوصاً في المناطق المحاذية للحدود.
وفي سياق متصل، جددت إسرائيل الأسبوع الماضي تهديداتها بمواصلة العمليات العسكرية داخل الأراضي اللبنانية إذا لم يتم تطبيق كامل لبنود الاتفاق، خاصة ما يتعلق بتفكيك البنية العسكرية لحزب الله. وتقول تل أبيب إن الحزب لا يزال يحتفظ ببعض مواقعه وقدراته العسكرية جنوب الليطاني، في خرق واضح لوقف إطلاق النار.
التصعيد الإسرائيلي ضد مواقع حزب الله في جنوب لبنان يزيد من حدة التوتر الإقليمي، خاصة في ظل استمرار الصراع بين إسرائيل وإيران، والذي ألقى بظلاله على أكثر من جبهة، بما في ذلك جبهتا سوريا ولبنان.