شيرين عبدالوهاب تخلد ذكرى الملحن محمد رحيم في حفلها بالكويت
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
في ليلة ساحرة ووسط حضور كامل العدد، قدمت النجمة شيرين عبدالوهاب حفلا استثنائيا في الكويت، حرصت من خلاله على تكريم اسم الملحن محمد رحيم، الذي رحل عن عالمنا منذ أيام قليلة.
أثناء الحفل، أدت شيرين عبدالوهاب، أغنية "مشاعر" التي لحنها محمد رحيم، وهي من الأغاني التي حققت نجاحا كبيرا وحازت على إعجاب الجمهور، وقدمت شيرين الأغنية بمشاعر مؤثرة، مع عرض صور للملحن الراحل على شاشات الحفل، وطلبت من الجمهور قراءة الفاتحة على روحه والدعاء له بالرحمة والمغفرة.
انطلق الحفل في أجواء مفعمة بالحماس، حيث تواجد عدد من المرافقين لشيرين لمساندتها والاحتفال معها بنجاح ألبومها الجديد، ومنهم الموزع توما والشاعر عزيز الشافعي، والملحن مدين، والشاعر تامر حسين، وقدمت شيرين مجموعة من أجمل أغانيها التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، وعندما وصلت إلى أغنية "مشاعر"، عرضت صورا للملحن الراحل محمد رحيم على الشاشة، وطلبت من الجمهور الدعاء له بالرحمة والمغفرة، في لحظات مؤثرة للغاية، حيث أظهرت شيرين مدى ارتباطها بالراحل واحترامها لإرثه الفني.
أغنية "مشاعر" التي قدمتها شيرين في الحفل هي واحدة من الأعمال الناجحة التي تعاونت فيها مع محمد رحيم، وقد حققت الأغنية نجاحا كبيرا منذ صدورها عام 2013، والأغنية من تأليف الشاعر أحمد مرزوق وتوزيع أحمد إبراهيم، وقد تخطت ملايين المشاهدات على يوتيوب.
في سياق متصل، تمكنت شيرين عبدالوهاب من دخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأطول فنانة عربية بقاء في قوائم الأغاني الأكثر رواجا.
هذا الإنجاز الاستثنائي يعكس مدى شعبيتها وجماهيريتها الواسعة في الوطن العربي والعالم، واحتلت أغانيها مثل "كلام عينه"، و"الوتر الحساس"، و"صبري قليل" المراكز الأولى في مختلف القوائم الموسيقية، مما يثبت نجاحها المستمر في صناعة الموسيقى.
وحرصت شيرين على توجيه رسالة لجمهورها تعبر فيها عن امتنانها لدعمهم المستمر، مؤكدة أن جمهورها هو السبب الرئيسي وراء نجاحاتها وأنهم دائما ما كانوا بجانبها في الأوقات الصعبة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شيرين عبدالوهاب النجمة شيرين عبدالوهاب شيرين محمد رحيم الملحن محمد رحيم شیرین عبدالوهاب محمد رحیم
إقرأ أيضاً:
(الرواد) عبد الجبار عبدالله عبدالوهاب وعبير الامكنة
هو احد رموز السودان متعدد المواهب تخصص في اللسانيات اضافة لمهنته الأساسية كأستاذ لعلم المسرح والدراما التي أكسبته تميزا كبيرا في مختلف ضروب الحياة والمسرح هو ابو الفنون قاطبة .عندما كنت ممتحنا للمرحلة المتوسطة كان عبد الجبار يراجع لي دروس النحو فقد كان سيبويه زمانه
عبد الجبار مثلما حفظ المعلقات من شقيقه محمد علي فقد حفظناها منه الآخر فقد كان يليقيها علي مسامعنا بصوته الرخيم يردد معلقة عمر بن كلثوم التي مطلعها
أَلا هُبّي بِصَحنِكِ فَاَصبَحينا ::وَلا تُبقي خُمورَ الأَندَرينا مُشَعشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فيه; إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخينا قفي قبل التفرق يا ظعينا :نخبرك اليقين وتخبرينا بيوم كريهة ضربا وطعنا : أقر به مواليك العيونا
قفي نسألك هل أحدثت صرما. لوشك البين أم خنت الأمينا
كان يستفزنا بصوته الجميل وقد استعرت من مكتبتهم العامرة كتاب المعلقات السبعة للزوزني وقد حفظت منها معلقة بن كلثوم ومعلقة زهير وانا في الصف الثاني بالمرحلة المتوسطة وقد أفادتني أيما فائدة واصبحت من المميزين في لغة الضاد التي لولاها ماسطرت هذه الكلمات
كان مولعا بقصيدة قطري بن الفجاءة شاعر الخوارج وفارسهم واستعذب منها (أقول لها وقد طارت شعاعا من الأبطال ويحك لن تراعي .)
وكنت اردد معه هذه الأبيات خاصة عندما نتمشي في الأمسيات ونتجول حول تلك الجبال التي تحيط بالمدينة ولم أكمل المرحلة الثانوية حتي قرات صبح التعشي ولسان العرب لابن منظور وقرأت جواهر الأدب وكتاب الأمالي
عبد الجبار عندما تم قبوله بكلية الموسيقي والمسرح تضجر زملاؤه واصدقاؤه فقد كانوا يعلمون تفوقه في اللغتين الإنجليزية والعربية وقد ذكر لي زميله الاقتصادي المعروف دكتور كمال بخيت اسماعيل انه مازال مصدوما من عدم دخول عبد الجبار لكلية القانون ويعتقد ان مقعده مازال خاليا وقد نقلت هذه المشاعر لعبد الجبار في وقت لاحق وذكر لي انه تخصص في الترجمة القانونية ولم يذهب بعيدا عن القانون وطلب مني ان انقل عنه الي الأخ كمال انه تخصص في الترجمة القانونية وأصبح مولعا باللسانيات وبالفعل تحدثت مع كمال ونقلت له حديث عبد الجبار وأنه لم يقتنع ولكنه قرشها كما يقول الرنداكة .
عبد الجبار عبد الله رجل يمتلك المهارات الناعمة وله منها نصيب وافر مكنته من التعامل مع الآخرين وإقناعهم بقدراته ويستطيع عرض أفكاره بصورة لبقة وذكية وله القدرة علي التفاعل والاتصال والتواصل مع الآخرين علاوة علي مهاراته الصلبة التي ترتبط بالأكاديميات والاحترافية والتخصص وله من القدرة والملكات علي تنفيذ المهام بكفاءة عالية وخصائصه النفسية جعلت منه شخصا مبدعا أينما وجه يأتي بخير ويكفيه فخرا انه يعمل مترجما في اعظم حكومة في العالم تعمل علي تنظيم الحياة الانسانية ولولاها لتحول العالم الي غابة يفترس الأقوياء فيها الضعفاء .
خطاب رئيس الوزراء السوداني الذي القاه في الأمم المتحدة كان خطابا مكتملا من حيث المواصفات الفنية في مثل هكذا منابر نال إعجاب الجميع وذلك بفضل خبرات الاخ عبد الجبار ودربته وحنكته وخبرته فقد أضفي علي الخطاب البيان والتبين فجاء كفلق الفجر ناصع الحجة ابلج لا لبس فيه ولا غموض نال رضا واعجاب الملل والنحل التي توافدت من كل فج عميق الي ذري قصر الأمم المتحدة .
اتصلت به لاهنئه بالجهد الكبير الذي بذله في ترجمة خطاب رئيس الوزراء وضمن ماقاله ان المحجوب كان رغم فصاحته وامتلاكه لناصية اللغة والبيان وفارس المنابر وامير قوافيها كان يستعين بالوراق محمد بشير (فوراي ) بالقصر الجمهوري لمراجعة خطاباته الموجه الي المحافل والمنابر الدبلوماسية وكان يستعين بخبراء وفطاحلة اللغة وليس عيبا ان يستعين بناودونكم منصور خالد الذي كان هو ترجمان القصر لنميري ومعروف عن منصور كتابته الرصينة وقلمه الراعف فالقلم هو أنف الضمير، إذا رعف أعلن أسراره، وأبان آثاره وعلي الرغم من اني قد ظاهرت منصور بالعداوة قليلا ولكني باطنته ودا جميلا فقد أضاف للفكر السياسي السودان الكثير من مداميك المعرفة والنقد الذاتي لقضايا الوجود والهوية السودانية .
عبد الجبار كان ترتيبه الخامس بين اخوته فمنذ طفولته الباكرة كان شغوفاً بالقراءة والاطلاع ورث هذه الصفة من شقيقة محمد علي الذي كان هو الآخر الصندوق الأسود للمعرفة والثقافة فقد كانت دارهم عامرة بأمهات الكتب اللغوية والفلسفية تفتحت عيونه علي الغاز ارسين لولين وروايات جورجي زيدان ثم انتقل الي عبقريات العقاد والأدب الجاهلي ومستقبل الثقافة في مصر وسجن ابي العلاء وعاش مع طه حسين أيامه الجميلة بين جامعة مونبلييه والسربون وعاش هائما ومتيما بكتاب الدكاترة زكي مبارك الذي وصلته لعنة شيوخ الأزهر فالف كتابه الأشهر (جلسة في الضحي بين العمائم واللحي ) عبد الجبار وكثيرون لايعرفون انه من امهر الوراقين فهو يكتب حروف اللغة العربية بطريقة لايضاهيها فيه احد صحيح ان زميلة وصديقه الشاعر وأستاذ اللغة الإنجليزية بخيت عبيد رجل موهوب في الخط وذلك بشهادة زملائه وقد قرات كتابات يدوية كثيرة للاخ بخيت وكنت معجبا بخطه ايما إعجاب ولكن الطريقة التي يرسم بها عبد الجبار الحروف لم اجدها في اي خط عربي وارجوا ان تسالوا دفعته وأقرانه وأنداده الذين جايلوه فقد حاولت ان أتعلم طريقته في الخط ولكني فشلت ايما فشل رغم اني كنت املك قلم التروبن المعروف ولست ادري كيف وممن تعلم رسم تلك الحروف وبهكذا طريقة . ولئن تعلم عبد الجبار من شقيقة محمد علي الكثير فقطعا لم يتعلم منه الخط فحمد علي يكتب باليد اليسري ويجيد الكتابة الإنجليزية وهو ايضا من والوراقين ولكن لايضاهي توريقه خطوط عبد الجبار
كان أنيقاً منذ طفولته يرتدي البناطلين والأردية زينة ذلك الزمان رغم جسده النحيل الا انه كان رياضيا في كرة القدم وكرة السلة وهو او من صمم تربيزة لتنس الطاولة في امكدادة .
عبد الجبار عرف عنه المرح وحب الموسيقي والتطريب كان يتميز عن اقرانه بحبه الكثير للمحاكاة وله القدرة علي تقليد اي شخص مهما كان وقد لازمته هذه الظاهرة حتي اقتادته لكلية الموسيقي والمسرح فبذ اقرانه وتفوق عليهم وأصبح من كبار كتاب الدراما ومنتجي المسلسلات
لا اريد ان اقصم ظهر اخي وكأسه مترعة بالعطاء ومازلنا ننتظر منه الكثير دعواتنا لك بدوام الصحة والعافية لك ولأسرتك وأصدقائك ودمت ذخرا لوطنك محفوظا بعين المولي التي لا تغفل ولا تنام
ms.yaseen5@gmail.com