رحلة الراديو في مصر.. كيف ساهم صوت عبد الباسط عبد الصمد في انتشاره بالبيوت؟
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
لم تتوقف شهرة الشيخ القارئ عبدالباسط عبدالصمد على حضور عامة الناس لمجالس قراءته للقرآن الكريم، أو الحرص على الصلاة خلفه في المساجد التي كان يؤم الناس فيها، سواء في مسقط رأسه بقرية المراعزة التابعة لمركز أرمنت بمحافظة قنا، أو بعد انتقاله إلى القاهرة، وفي ذكرى وفاته التي تحل اليوم الموافق 30 نوفمبر، لابد من نسب الفضل له في إقبال المصريين خلال فترة خمسينيات القرن الماضي على شراء أجهزة الراديو وازدهار التجارة بها، وذلك من أجل غاية واحدة في الأساس وهي الاستماع والاستمتاع بصوت القارئ الصعيدي الذي أصبحت شهرته ملئ السمع والبصر.
لم تكن منازل المصريين في ذلك التوقيت تنتشر بها ثقافة جهاز الراديو، ووفق الشيخ ياسر عبد الباسط عبد الصمد، نقيب قراء القاهرة، وقارئ مسجد الإمام الشافعي، شرق القاهرة، لـ"الوطن"، فإن التحاق الشيخ عبدالباسط بالإذاعة المصرية عام 1951، كانت حجر الأساس لرواج بيع الراديو وتنافس المواطنيين البسطاء في الحصول عليه، وتضاعف إنتاجها في ذلك الوقت وانتشرت بمعظم البيوت.
كما لفت نجل القارئ الراحل إنه في كل عام يتم إحياء ذكرى رحيل والده، لتخليد ذكراه والدعوة له بالرحمة والمغفرة، كما يحرص على الاستماع إلى محبي والده في ذلك اليوم بالتحديد، وحول تفاصيل إحياء الذكرى، قال النجل الأصغر للقارئ الراحل: «في كل عام نحيي ذكرى والدي، من خلال إذاعة تسجيلات ولقاءات وقراءات نادرة له، في مسجد الحامدية الشاذلية في منطقة المهندسين في الجيزة».
وتابع: «كما نستقبل محبيه ومستمعيه لنأنس بالحديث معهم عن الوالد الراحل، ونقيم ختمة له للمصحف كاملاً، من بعد صلاة المغرب إلى آذان العشاء»، وتستمر فعاليات إحياء ذكرى القارئ الراحل عبدالباسط عبد الصمد، من خلال إقامة حفل عشاء خفيف للحضور: «بنعمل لقمة خفيفة للحاضرين بعد صلاة العشاء تكريما لهم ولزيادة الألفة».
يذكر أن الإذاعات الإسلامية والعربية، قد احتفظت بتسجيل القرآن الكريم بصوت صاحب الصوت الراقي عبدالباسط عبدالصمد، بالإضافة إلى عدد من التسجيلات الأخرى له براويات مختلفة، والتي لا تزال موجودة ويتم بثها بصورة دائمة من وقت لآخر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عبد الباسط عبد الصمد ذكرى الشيخ عبد الباسط القرآن الكريم
إقرأ أيضاً:
أعداءُ النجاحِ.. رحلةٌ بدأت منذ أربعينَ عامًا
صراحة نيوز- بقلم: عاطف أبو حجر
في حياةِ كلِّ إنسانٍ ناجح، يقفُ في الطريقِ صوتٌ خافتٌ يحاولُ أن يُطفئَ وهجَ الحلمِ.
البعضُ لا يتحمّلُ أن يرى غيرَه يلمع، لا لأنَّ النورَ يؤذيه، بل لأنه لا يملكُ من الشغفِ ما يجعله يشع.
أنا بالعادة لا أقرأُ التعليقاتِ، لا تعاليًا، ولا تجاهلًا، بل لأنني أعرفُ كيف يمكنُ لحرفٍ أن يسحبكَ إلى متاهةِ الردودِ والندمِ وسين وجيم، وأحيانًا قد تصل الامور بك لتقدم شكوى للجرائم الألكترونية…
منذ أربعينَ عامًا، نشرتُ أول مقالٍ لي في جريدةِ الرأي الأردنيةِ.
كان المقالُ بعنوان: “أعداءُ النجاح”.
كتبتُ عن أناسٍ لا يبتسمون إلا إذا تعثّرت خطواتُ غيرهم، وعن قلوبٍ تفرحُ بالفشل كما يفرحُ العاشقُ بلقاءٍ مفاجئ.
واليوم، بعد أربعة عقود، ما زال المقالُ حيًا… ليس على الورقِ، بل في الواقعِ.
لأن أعداء النجاحِ لا يموتون، هم فقط يتبدّلون، يتطوّرون، ويجدون طرقًا أكثر حداثة للغضبِ من فرحكَ، والشكِّ في نجاحك، والتقليلِ من كلِّ ما تفعلُ.
أنا وكما أَشَرْتُ لا أقرأُ التعليقاتِ، لا لأنني أتعالى، بل لأنني أدركُ أن الانشغالَ بالكلماتِ الجارحةِ يجعلنا نفقدُ التركيزَ على ما هو أهمّ: الاستمرارُ.
لكن أحيانًا، يمرُّ تعليقٌ كريشةٍ ناعمةٍ على جدارِ الروحِ، لا تؤذي، بل تلامس، وتضحك، وتذكّرُ أن بعضَ الأرواحِ ما زالت بيضاءَ.
أحدهم كتبَ لي تعليقًا فيه من البراءةِ ما يُربكُ القلبَ:
“من متى عاطف أبو حجر بيكتب مقالات؟”
سؤالٌ بسيطٌ، لكنه بعمقِ صفاء نيةٍ مغطّسةٍ “بقطرميز” دبس بندورة بعل، ومحبةٌ تفوق محبتي لمفركة البطاطا بالبيض البلدي.
أحببتُ هذا السؤالَ لأنه لم يُطرح استخفافًا، بل من قلبٍ يتساءلُ فعلاً، ويتابعُ فعلاً، وربما يحبُّ فعلاً.
الجواب بسيطٌ جدًّا: أنا أكتبُ من أيامٍ ما كنتَ أنتَ مشروع طفل”، وأنت بقراءتك الآن تكتبُ صفحةً من عمري أيضًا، فشكرًا لك.
أعداءُ النجاحِ كُثرٌ، لكن الجميلَ في الطريقِ أنّه لا ينتظرُ أحدًا.
إما أن تمشي وتصل، أو تقف وتراقب الواصلين.
وأنا اخترتُ منذ البداية أن أمشي، حتى لو سارَ بجانبي الشكّ، وركض خلفي الحسد، وجلست في طريقي الشائعات.
لكنني أؤمنُ أن من يعرف وجهته، لا تهمّه وجوهُ الواقفين على الأرصفةِ.
وبالختام، ورغم أنني لا أحبذ الحديثَ عن نفسي، إلا أنني مضطر أن أهديكم هذه الصورة المعبرة لمكتبتي الصغيرة، التي أعتزّ بها كثيرًا.
تضم هذه الزاوية المتواضعة مجلدات تحتوي على مئات المقالات التي نشرتها في الصحف الأردنية خلال السنوات الماضية، إلى جانب مجموعة من شهادات التكريم والدروع، مَخْلُوطَةٌ بِنَشْوَةِ النَّجاحِ وَنَكْهَةِ الفَرَحِ، التي رافقت كل سطرٍ وكل تجربة.
إنها ليست مجرد مكتبة، بل مرآة لمسيرة طويلة من الشغف بالكلمة والإيمان بقوة الحرف.