بوابة الفجر:
2025-06-13@16:09:41 GMT

ماذا وراء عودة الصراع في سوريا؟.. خبراء يجيبون

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

شهدت سوريا خلال الأيام الأخيرة تطورات عسكرية متسارعة، مع تحقيق هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) وفصائل مدعومة إقليميًا تقدمًا كبيرًا في مدينة حلب، شمال البلاد.

ووفقًا لتقارير ميدانية، تمكنت هذه الفصائل من السيطرة على أجزاء واسعة من المدينة بعد هجوم مباغت استهدف مواقع الجيش السوري في شمال وشمال غرب البلاد، ما يُعد أكبر تقدم للمسلحين منذ سنوات.

انسحاب الجيش السوري وقلق السكان

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات المعارضة دخلت أحياء جنوبية وغربية من حلب دون مقاومة تُذكر، حيث انسحبت قوات الجيش السوري من مواقعها.

كما وصلت الفصائل إلى قلعة حلب التاريخية، أحد أبرز معالم المدينة، دون اشتباكات كبيرة، ما أثار حالة من الذعر بين السكان المحليين الذين يخشون تجدد أعمال العنف.

نزوح الآلاف وتصاعد الأزمة الإنسانية

على خلفية المعارك، نزح أكثر من 14 ألف شخص من مناطق الاشتباكات، نصفهم من الأطفال، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وأعرب ديفيد كاردن، نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية، عن قلقه البالغ إزاء الوضع في شمال غرب سوريا، قائلًا:"الهجمات المتواصلة أودت بحياة ما لا يقل عن 27 مدنيًا، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات"، مشددًا على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية بموجب القانون الدولي الإنساني.

تحديات دولية واستحقاقات محلية

تأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه سوريا تحديات سياسية وأمنية متزايدة، في ظل استمرار التوترات بين الأطراف المحلية والدولية، ومن المرجح أن تُلقي هذه الأزمة بظلالها على أي جهود دولية لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.


تصعيد خطير في سوريا وتحركات إقليمية مثيرة للجدل

قال الباحث في العلاقات الدولية، عمرو حسين، إن التصعيد العسكري الأخير في سوريا يعود إلى رفض دمشق عقد أي لقاء بين الرئيسين السوري والتركي إلا بشرط انسحاب الجيش التركي من جميع الأراضي السورية في شمال البلاد.

أضاف حسين في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الجانب التركي رفض هذا الشرط، رغم الجهود الروسية والإيرانية المكثفة للتقريب بين الطرفين، موضحًا أن هذا التوتر مكّن الجماعات المسلحة من استغلال الوضع الراهن، حيث شنت هجمات واسعة على إدلب وحلب، في محاولة للضغط على الحكومة السورية للموافقة على وضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية.

مؤامرات دولية وتصعيد الإرهاب

وأشار حسين إلى أن سوريا تواجه مخططًا كبيرًا يستهدف زعزعة استقرارها، موضحًا أن الغارات الإسرائيلية اليومية على دمشق واللاذقية ومناطق أخرى تأتي ضمن سياق مؤامرة أوسع تشهدها سوريا منذ عام 2011، مؤكدًا أن هذه التطورات، بالتزامن مع الهجمات المسلحة في شمال البلاد، تُنذر بمرحلة جديدة من تصاعد الإرهاب، الذي قد يمتد إلى العراق، لا سيما مع نشاط جماعات إرهابية مثل النصرة والقاعدة وداعش.

ودعا الباحث في العلاقات الدولية إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية والإقليمية لمواجهة هذه التحديات، لضمان استقرار سوريا والعراق ومنع عودة الإرهاب بقوة إلى المنطقة.

 

من جانبه، أوضح طلعت طه، المتخصص في الشؤون الدولية، أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة بقيادة بنيامين نتنياهو تهدف إلى إعادة ترتيب توازنات القوى في المنطقة، مشيرًا إلى أن الهدنة التي وقعتها إسرائيل لم تكن هدية للمنطقة، بل خطوة استراتيجية لتحضير إسرائيل لمواجهة أي تهديد مستقبلي.

وأضاف طه في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن نتنياهو استغل الهدنة لتوجيه تحذيرات علنية للرئيس السوري بشار الأسد، مهددًا برد عسكري إذا استمر النظام السوري في دعم المقاومة، لافتًا إلى أن إسرائيل تعمل على استثمار جميع السيناريوهات؛ فإذا انهزمت المقاومة، تضعف أحد محاور التهديد، وإذا انتصرت، تنشغل بالصراع داخل الأراضي السورية.

وكشف طه أن إسرائيل وقّعت صفقة أسلحة مع الولايات المتحدة بقيمة 650 مليون دولار لتحديث أسطولها الجوي الذي تعرض للإرهاق بسبب العمليات المتكررة في سوريا ولبنان، مؤكدًا أن نتنياهو يهدف من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز موقعه كقوة إقليمية لا يمكن تهديدها، مع طمأنة الداخل الإسرائيلي بقدرته على ضمان أمنهم.

وأشار طه إلى أن الصراع في سوريا يمثل جزءًا من خطة إسرائيلية أوسع لتأمين حدودها من جميع الاتجاهات، مستفيدًا من الدعم الأمريكي المستمر. وبيّن أن نتنياهو يطمح لتحقيق أهداف توسعية تشمل السيطرة الكاملة على القدس، وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وربما ضم أراضٍ إضافية لتعزيز المشروع الصهيوني على حساب حقوق الفلسطينيين.

اختتم المتخصص في الشؤون الدولية، في تصريحاته بالإشارة إلى أن التحركات الإسرائيلية تهدف إلى توجيه رسائل طمأنة للداخل الإسرائيلي، مع التأكيد على أن إسرائيل لن تتهاون مع أي تهديد خارجي.

وشدد على أن هذه السياسات التصعيدية قد تؤدي إلى مرحلة جديدة من عدم الاستقرار في المنطقة، ما يتطلب استجابة إقليمية ودولية سريعة لمنع تفاقم الأوضاع.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سوريا اخبار سوريا اخبار سوريا الان تحرير الشام فی سوریا فی شمال إلى أن

إقرأ أيضاً:

الدويري: احتمالان وراء قرار أميركا إجلاء موظفيها من الشرق الأوسط

قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن علامات استفهام تثير شكوكا بشأن قرار واشنطن سحب موظفيها وعائلاتهم بشكل طوعي من دول في الشرق الأوسط، ودلالة الخطوة في ظل مخاوف من ضربة لمنشآت إيران النووية.

وتساءل الدويري -في حديثه للجزيرة- عن سبب عدم شمول القرار الأميركي قواعد عسكرية رئيسية للولايات المتحدة في دول خليجية مثل قاعدتي الظفرة والعديد في الإمارات وقطر وحصره بـ3 دول في المنطقة فقط.

وكانت وكالة أسوشيتد برس نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن وزارة الخارجية الأميركية تستعد لإصدار أمر بمغادرة جميع العاملين غير الأساسيين من السفارة الأميركية وأفراد عائلاتهم في العراق والبحرين والكويت.

بدوره، قال مسؤول دفاعي أميركي للجزيرة إن القيادة الوسطى تتابع التوتر في الشرق الأوسط، وأكد أن وزير الدفاع بيت هيغسيث صرح بمغادرة طوعية لعائلات العسكريين من أماكن بمنطقة القيادة الوسطى.

لكن قناة فوكس نيوز نقلت عن مسؤولين دفاعيين قولهم إنه "لن يتم إجلاء أي جندي أميركي من الشرق الأوسط".

وحسب الخبير العسكري، فإن واشنطن "قد تنفذ مناورة للضغط على إيران في مفاوضات النووي" أو "قد تشن إسرائيل ضربة عسكرية لن تستخدم فيها قواعد الولايات المتحدة في الخليج".

إعلان

وأعرب عن قناعته بأن "إسرائيل ليست قادرة على شن حملة عسكرية على إيران لمدة أسبوع في ظل تباعد مفاعلاتها النووية، من دون -على الأقل- دعم أميركي يزود الطائرات بالوقود جوا".

لكن الدويري قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية– يتحين الفرصة لتنفيذ ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية، معربا عن قناعته بأن "أذرع إيران في المنطقة لن تقدم لها جهدا رئيسيا".

ويرى نتنياهو -وفق الدويري- أن الوقت بات ملائما، خاصة في ظل الوضع الداخلي الإسرائيلي وإمكانية حل الكنيست، مما يعني تفكيك ائتلافه اليميني الحاكم وذهابه إلى محاكمة قد تنتهي به في السجن.

وتساءل الخبير العسكري عن "جدية الإدارة الأميركية في الدخول بحرب نتائجها غير مضمونة، إذ قد تفضي إلى انعكاسات سلبية أكثر من الضربة العسكرية نفسها".

ومن بين هذه الانعكاسات، انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي أو تسريع عملية تخصيب اليورانيوم، حسب الدويري.

وخلص الدويري إلى أن "الضربة العسكرية لن تكون فاعلة إن لم تنفذ بجهد إسرائيلي أميركي مزدوج لتدمير بنية المفاعلات النووية كاملة"، مشيرا إلى أن أي ضربة بخلاف ذلك "قد تؤخر البرنامج النووي الإيراني".

وبرزت هذه التطورات مع تزايد التوتر في المنطقة بالتزامن مع تعثر المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران حول برنامج الأخيرة النووي.

وكان وزير الدفاع الإيراني العميد عزيز نصير زاده قد هدد -أمس الأربعاء- بأن تستهدف بلاده قواعد أميركية في المنطقة إذا فشلت المحادثات النووية أو اندلع صراع مع واشنطن.

من جانبه، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي وآخر أميركي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ نتنياهو بأنه يعارض القيام بعمل عسكري ضد إيران في الوقت الحالي لأنه يعتقد أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق نووي معها.

إعلان

مقالات مشابهة

  • خبراء يقيّمون للجزيرة نت موقف حزب الله من قصف إسرائيل لإيران
  • خبراء: شعور إسرائيل بـتهديد وجودي يدفعها لحرب محتملة مع إيران
  • إسرائيل تعلن اعتقال عناصر من حماس في سوريا.. ودمشق تندد بـعمليات اختطاف
  • ماذا وراء قرار وكالة الطاقة الدولية بشأن إيران؟ وما السيناريو المتوقع؟
  • صحوة داعش ما نرى؟ تحذيرات أمنية من عودة التنظيم إلى سوريا والعراق
  • الدويري: احتمالان وراء قرار أميركا إجلاء موظفيها من الشرق الأوسط
  • طيران ناس.. أول ناقل جوي سعودي يستخدم المجال الجوي السوري لعبور رحلاته الدولية
  • وزير الدفاع الإيراني: ستضطر واشنطن لمغادرة المنطقة إذا فُرض الصراع علينا
  • كشف لغز جثة شاب قرب مقابر العدوة بإدفو.. ومحاولة سرقة وراء الجريمة
  • خبراء أمميون: إسرائيل ترتكب “إبادة” وتخطط لمحو الحياة بغزة